أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - اللاأدرية وايليا ابو ماضي وعبد الوهاب














المزيد.....

اللاأدرية وايليا ابو ماضي وعبد الوهاب


داود السلمان

الحوار المتمدن-العدد: 5555 - 2017 / 6 / 18 - 20:37
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


(1)
انتشرت في الآونة الاخيرة، ظاهرة اللاأدرية، كردود افعال لما يجري اليوم من حولنا: من اطر وافكار مختلفة افرزها الواقع المؤلم الذي نعيشه الآن، خصوصا ونحن نعايش تسلط المتطرفين والمتزمتين والذين يرفعون مبدأ العنف شعارا لهم، علاوة على صعود نجم رجال الدين، وتوغلهم في القضايا السياسية والمجتمعية الراهنة، وايجاد لهم قواعد شعبية تسمع اقوالهم وفتاواهم، وآرائهم المختلفة.
ظهر وبشكل قوي، جنبا الى جنب مع ظاهرة الالحاد، والتي عمّت معظم الوطن العربي والمجتمع الاسلامي، وربما لها خطورتها على الواقع، كأن تتجه اتجاها يحرفها عن مسارها الطبيعي، كأن تصبح هي الاخرى عنفية، اذا ازداد مريدوها.
(2)
تعريف اللاأدرية
تطلق اللاأدرية على كلّ مذهب أو نظريّة أو تصوّر أو موقف ينكر كلياً أو جزئياً إمكان معرفة العالم معرفة حقيقيّة، أو قدرة العقل على البتّ في المسائل الماورائيّة مثل وجود الله ونهاية الكون وخلود الروح، وما شاكل ذلك من قضايا ميتافيزيقيا.
ويُعد العالم الإنكليزي توماس هكسلي (1825- 1895)أوّل من صاغ اصطلاحها، وكان قد قصرها على إنكار معرفة المطلق. وتمّ توظيف المصطلح "لا أدري" بكثافة خاصة في القرن التاسع عشر، حيث كان يطلق على كلّ فيلسوف ينكر المعرفة، أو يقرّ بوجود حقائق لا سبيل إلى معرفتها.
وفي اللاأدريّة، نجد من يقرّ بوجود حقائق يمتنع على الإنسان إدراكها ومعرفتها، ونجد أيضا من ينفي وجود هذه الحقائق مطلقا ومن ثمّ يقول باستحالة المعرفة منطقيّا.
وقد ظهرت النزعة اللاأدريّة مع بيرون (365 – 275 ق.م) مؤسّس المدرسة الشكّيّة الذي كان يؤمن بضرورة التوقّف عن إصدار الأحكام على الأشياء لعجز الإنسان عن معرفتها. ووجدت لها امتدادا مع السفسطائيّين الذين قالوا بالتوقّف في وجود كلّ شيء وعلمه.
واكتسبت اللاأدريّة شكلها التقليدي مع هيوم وكَانْط وكونت وسبنسر. فقد أكد هيوم أنّ الموضوع الوحيد الصالح للمعرفة هو الرياضيات. أما سائر المواضيع، فتتعلق بوقائع لا يمكن البرهنة عليها منطقياً.
(المصدر- مدكور، إبراهيم. (1983). المعجم الفلسفي. القاهرة: الهيئة العامّة لشؤون المطابع. ص 158
- سعيد، جلال الدين. (1994). معجم المصطلحات والشواهد الفلسفيّة. تونس: دار الجنوب للنشر. ص ص 387-388).
وهذه المرحلة ايضا قد مر بها ابو حامد الغزالي، وربما كذلك ديكارت، صاحب مقولة: أنا افكر، واخيرا ايليا ابو ماضي، ومحمد عبد الوهاب المطرب.
(3)
ايليا ابو ماضي فهو الآخر بدوره، قد مر بهذه التجربة، فوظف مذهبه الشكي اللا أدري على شكل قصيدة اسماها "الطلاسم" اذ نرى ابو ماضي متحيرا من امره في مسألة الحياة والموت ونهاية الكون، كيف بدأت وكيف ستنتهي، لا يدري.
ننقل منها المقطع الاول، وقد نوهنا على هذه القصيدة في بحوث سابقة في (الله في فكر عمر الخيام).
يقول ابو ماضي:
جِئْتُ، لا أعلَمُ مِن أيْنَ، ولكنِّي أتَيْتُ
وَلَقَدْ أبصَرتُ قُدَّامي طَريقاً فَمَشَيْتُ
وسَأبقى مَاشِياً إن شِئتُ هذا أمْ أبَيْتُ
كيفَ جِئتُ؟ كيفَ أبصَرْتُ طريقي؟
لَستُ أدري!
*****
أجَديدٌ أم قَديمٌ أنا في هذا الوُجودْ
هَل أنا حُرٌّ طَليقٌ أم أسيرٌ في قيودْ
هَل أنا قَائِدُ نَفسي في حَياتي أم مَقُودْ
أتمنَّى أنَّني أدري ولكنْ…
لَستُ أدري!
*******
وطَريقي، ما طَريقي؟ أطَويلٌ أم قصيرْ؟
هَلْ أنا أصعَدُ أمْ أهبِطُ فيهِ وأغُورْ
أأنا السَّائِرُ في الدَّربِ أم الدَّربُ يَسيرْ
أمْ كلانا واقِفٌ والدَّهرُ يجري؟
لَستُ أدري!
***********
لَيتَ شِعري وأنا عَالَمِ الغَيبِ الأمينْ
أتُراني كُنتُ أدري أنَّني فيهِ دَفينْ
وَبِأنِّي سَوفَ أبدو وبأنِّي سَأكونْ
أمْ تُراني كُنتُ لا أُدرِكُ شَيْئاً؟
لَستُ أدري!
*********
أتُراني قَبلَما أصبَحتُ إنساناً سَويِّا
أتُراني كُنتُ مَحواً أمْ تُراني كُنتُ شَيَّا
ألِهذا اللُّغز حَلٌّ أم سَيَبقى أبدِيَّا
لَستُ أدري… وَلِماذا لَستُ أدري؟
لَستُ أدري!
(4)
وهنا نعطي العذر لأبي ماضي، لأن عقله قاصر عن ادراك معنى الوجود، فثمة عقول كبيرة مرت بنفس ما مر به، وضاعت في متاهات السؤال والحيرة، فعاشت ومن ثم ماتت وهي لا تدري. والجدير بالذكر أن المطرب الكبير محمد عبد الوهاب، هو الآخر لا يدري، فقد لحن جزء من هذه الملحمة (الماضيّة) وغناها بصوته الرائع، فرحل عن الوجود وهو لا يدري.



#داود_السلمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارسطو: الرق نظام طبيعي
- سقراط يُقتل بفتوى التكفير
- ابن تيمية شخصية نكوصية(5)
- علم نفس الفتوى: ابن تيمية خريج سجون(4)
- تعريف -علم نفس الفتوى-
- علم نفس الفتوى: فتاوى ابن تيمية انموذجا (3)
- علم نفس الفتوى: فتاوى ابن تيمية انموذجاً(2)
- علم نفس الفتوى فتاوى ابن تيمية انموذجاً(1)
- الله في فكر عمر الخيام20/ 25
- ابو نواس متصوّفاً!
- الله في فكر عمر الخيام 19/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 18/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 17/ 25
- الله في فكر عمر الخيام16/ 25
- متى سيُقتل سامي الذيب؟!
- الله في فكر عمر الخيام 15/ 25
- الحلاّج والشيعة
- حينما نغتصب نساءنا
- الله في فكر عمر الخيام 14/ 25
- الله في فكر عمر الخيام 13/ 25


المزيد.....




- الثلوج الأولى تبهج حيوانات حديقة بروكفيلد في شيكاغو
- بعد ثمانية قرون من السكون.. بركان ريكيانيس يعيد إشعال أيسلند ...
- لبنان.. تحذير إسرائيلي عاجل لسكان الحدث وشويفات العمروسية
- قتلى وجرحى في استهداف مسيّرة إسرائيلية مجموعة صيادين في جنوب ...
- 3 أسماء جديدة تنضم لفريق دونالد ترامب
- إيطاليا.. اتهام صحفي بالتجسس لصالح روسيا بعد كشفه حقيقة وأسب ...
- مراسلتنا: غارات جديدة على الضاحية الجنوبية
- كوب 29: تمديد المفاوضات بعد خلافات بشأن المساعدات المالية لل ...
- تركيا: نتابع عمليات نقل جماعي للأكراد إلى كركوك
- السوريون في تركيا قلقون من نية أردوغان التقارب مع الأسد


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داود السلمان - اللاأدرية وايليا ابو ماضي وعبد الوهاب