أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلامة كيلة - مع حقوق الإنسان ضد حقوق الشعوب؟!














المزيد.....

مع حقوق الإنسان ضد حقوق الشعوب؟!


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 404 - 2003 / 2 / 21 - 02:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



 
شعار "لا للحرب على العراق" يملأ شوارع العالم. وتُفهم الحرب على أنها من أجل النفط والهيمنة. وتُرفض لانها حرب إمبريالية بكل المقاييس، حيث تعمل الدولة الاميركية على توسيع سيطرتها العالمية، بتوسيع انتشار قواتها لتشمل مفاصل العالم ومواقعه الاستراتيجية وكل مناطق النفط.
وكل ذلك يؤثر على شعوب العالم ويساهم في إخضاعها لسيطرة اميركية تُعمم تحت "أوهام" العولمة، ويُجعل اقتصاد العالم في قبضة اميركية، مما يفتح أفق الابتزاز والمساومة من موقع القوة، وايضاً  الاحتكار. لهذا باتت الحرب التي بدأت في افغانستان. وتُطل الآن على العراق، وستطاول دولاً اخرى من "محور الشر" ومن غيره، باتت حرباً امبريالية من أجل النهب والسيطرة، وأصبحت محط رفض عالمي متسع، يُترجم بتظاهرات واحتجاجات واسعة حتى قبل أن تبدأ ضد العراق.
واذا كانت مظاهر رفض "الشارع" العربي واضحة، رغم ضحالة التحركات، الامر الذي يُشعر بالخجل. فإن الحرب على العراق - كذلك - تطرح مشكلات لا يبدو ان العالم يلمسها، او يعتبرها كذلك. ليس لانه يدافع عن النظام في العراق حيث أن هذا النظام يحظى بانتقادات عميقة من زاوية "حقوق الانسان" والديموقراطية، وقمع الاكراد... الخ. إن فظاعة الاستبداد الذي مورس طوال العقود السابقة، والشعور بأن ميزان القوى "الداخلي" لا يهيئ لتغيير ديموقراطي، أفضيا الى تأسيس "شقاق" بين الديموقراطية و"المسألة الوطنية"، لدى قطاع من المثقفين، وأسّسا لبدء تداول مفاهيم الاستعمار والاستبداد، والميل الى "المساواة" بينهما، او تأكيد اولوية مواجهة الاستبداد على الاستعمار (او العكس).
هذا الوضع يفرض التأمل، ولكنه يفرض مناقشة المشكلة، خصوصاً ان الحرب تقترب، وأن مفارقة الرفض العالمي تُشعر بالخجل، وتدفع الى تحرك عربي حقيقي، وهنا أوضح أنني لن أنطلق من "الموقف القومي" رغم أن المشاعر القومية هي التي تحرك "الشارع العربي" وهذا امر لا يستهان به، خصوصاً حينما يكون الصراع ضد الدولة الاميركية او الوجود الصهيوني. كما لن أنطلق من بديهيات الوعي العالمي المناهض للحرب، رغم صحة هذه البديهيات القائمة على أن الحرب هي من اجل النهب والهيمنة. وأنها لا تستهدف النظام العراقي الا لانها تستهدف العالم بالاساس.
أميل تالياً هنا الى "تحييد" مسائل منهجية تتعلق بتحديد طبيعة الصراع والتناقضات والاولويات، مما يفرض تحديد انطلاقنا من مسألة واحدة هي الديموقراطية. هذا الاساس الذي يكاد يحدد كل شيء. ولست ممن يتجاهلون أهميتها بل على العكس، سيتوضح أنني أشير الى نقص الديموقراطية لدى "الديموقراطيين" أنفسهم. فاذا كان تحديد الموقف من الحرب الراهنة ضد العراق (وهي حرب أشمل من العراق لانها تطاول المنطقة كلها والعالم) ينطلق من المفاضلة، او عدم المفاضلة، بين الاستعمار والاستبداد، فمن البديهي ملاحظة ان مبادئ حق تقرير المصير للأمم (او للشعوب) وحق الاستقلال ومبدأ السيادة وعدم جواز تغيير الانظمة بالقوة الخارجية، هي قيم ديموقراطية، وهي في صلب النظام القانوني الدولي (على الاقل مثل حقوق الانسان) ويفرض الموقف الديموقراطي المنسجم تالياً التمسك بها.
إذن ليس من الممكن ان نكون مع "حقوق الانسان" وضد حقوق الشعوب، ومع تأسيس العلاقة بين المواطن والسلطة على اساس ديموقراطي ورفض تأسيس العلاقة بين الدول والأمم على اساس ديموقراطي.
إن النظرة "الديموقراطية" محض انتقائية من جهة، وقاصرة عن أن تكون مدخلاً لتحديد موقف من الحرب الاميركية الراهنة، من جهة اخرى، مما يعيد المسألة الى تشابكها ويفرض طرحها من منطلق "قومي" او من منطلق "طبقي"، او من المنطلقين معاً. أي كونها حرباً تهدف الى النهب والهيمنة والاستعمار، دون أن يُفهم من ذلك تجاهل مسألة الاستبداد والطموح الديموقراطي.

 



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق كبوابة لصوغ - عالم جديد
- لا للحرب...
- مصير الماركسية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية
- ما العمل حول إعادة بناء اليسار الماركسي
- الحداثة من منظور غربي: كيف تنظر الرأسمالية إلى تحديث الإسلام ...
- أزمة اليسار
- عن اليسار الغائب والأصولية الناشطة


المزيد.....




- بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
- فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران ...
- مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو ...
- دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
- البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
- ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد ...
- بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
- مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
- مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو) ...
- الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سلامة كيلة - مع حقوق الإنسان ضد حقوق الشعوب؟!