أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - بين عفاريت عدلي علام وعفاريت مولانا الشيخ














المزيد.....

بين عفاريت عدلي علام وعفاريت مولانا الشيخ


جاسم محمد كاظم

الحوار المتمدن-العدد: 5554 - 2017 / 6 / 17 - 15:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في منتصف العقد لتسعيني ظهر في مدينتا شيخ يدعي معرفة العفاريت والطناطل وتحضير الجن إضافة إلى كشف المستور من الغيب ومعالجة الإمراض .
وحقق الشيخ في غضون شهر واحد شهرة فائقة تمثلت بمرآته السحرية ذات القدرة الفائقة على اكتشاف وتحديد إحداثيات الأشياء البعيدة بدقة متناهية تفوق قوة الرادارات المتقدمة وتخلد أسمة كنبي لا يدانيه احد في كشف المستور .
وأصبح بيت الشيخ مرتعا لكل من تعرض إلى عملية سطو أو سرقة سيارته أثناء الليل وبين ليلة وضحاها تخلد أسمة كنبي قادر على كل الأشياء . .
وشاءت الصدف أن التقية يوما ما فجذبني الفضول بسؤاله:_
هل يستطيع رؤية الأشباح والجن حقا ؟
وهل لهذه الأسماء من وجود فعلي في ارض الواقع ؟
ولأني بصراحة لا أؤمن بهذا الأشياء التي ذكرتها الآداب القديمة وجسدت فيما بعد أربابا لأقوام متعددة وكما يقول عنها مارسيا الياد في معتقدات الشعوب وغاتشيف في الوعي والفن بأنها كانت تتطور مع قوى الإنتاج من العفريت غير المرئي حتى التمثال والرب الساكن في السموات المتعالية .
وأجاب الشيخ الذي لم يتجاوز الثلاثين من بنعم.
مثلما يستطيع عدلي علام أو عادل أمام يستطيع رؤية هذه الأشباح بشكل هندسي مجسم ورائع الجمال بشخصية سلا وأبيها كبير العفاريت .
.وحدد لنا موعدا لرؤية الأشباح المخفية بمكان قدسي يمتلئ برائحة البخور ومسك مرآته الكبيرة التي لا تختلف عن مرآة الساحرات في الأفلام وخاصة مرآة زغل صاحبة الزعيم الأزرق وميساء وبلبة في مغامرات سندباد .
ولان الإنسان لم يجد تمثيل حقيقي لهذه الأشياء في ارض الواقع فجسدها أخيرا بشكل فني لذيذ ورائع يحاكي فيه عقلية أولئك القوم في زمانهم بشكل مسلسلات أو رسوم متحركة .
اخبرنا الشيخ بأننا لا يمكننا رؤية هذا المخلوق السحري لأنة محجوب عن الإبصار فلا يستطيع رؤية احد .
وحين ألححت علية عاد فاخبرني بان الأطفال دون سن العاشرة يستطيعون رؤية بكامل قوامة الخلاق .
وفي اليوم الموعود أحضرت ابنتي حنان – داندي – ذات ال5 سنوات وبعد جلسة تحضير أرواح في غرفة مظلمة مليئة برائحة أعمدة البخور الخانق من الدخان كما كان يفعل اليهود حين يقدمون التضحيات على المذبح للرب لان الرب ينزل من سماءه المتعالية ليتجلى حينها بعمود من الدخان .
ردد الشيخ أسماء مضحكة للسمع مثل برغور وشاقول وحرفوش وفرفوش ظن العرب بان هذه الأسماء يهودية الطابع أولا وان كان اليهود أنفسهم يظنون العكس بأنها من اختراع عربي فبقيت هذه الأسماء لغزا محيرا على دارسي التاريخ لتحديد هويتها الحقيقية .
وان سمعنا من أجدادنا الأقدمين بان السحر بقي ممارسة خاصة بطائفة الصابئة لتحضير الجن والعفاريت وقراءة الأشياء غير المرئية .
ومن بين سحب البخور واغمده الدخان المتصاعدة طلبنا رؤية العفريت الذي لا يرى وكلما سألنا الشيخ قال ستراه الطفلة الصغيرة الآن .
ووصفت حنان – داندي - كل من في الغرفة بدقة متناهية حتى أعداد عيدان البخور ألا أنها لم ترى عفريت الشيخ .
ومرت الأيام وانكشف سر الشيخ وعفاريته بأنها خدعة من جهاز الأمن لأجل الدخول إلى أعماق المجتمع من خلال الشيخ وتبين فيما بعد أن السيارات المسروقة كانت بتدبير جهاز الأمن نفسه .
عادل أمام اليوم يعود ليدخل من أبواب الموجة الدينية بمسلسل ربما لا يخلو نقده من مرارة بأنة لا يختلف عن جكايات الفوازير أو مسلسلات الرسوم المتحركة بشخصيات الزعيم الأزرق وميساء الساحرة وربما يريد عادل أمام هذه المرة من تقمص دور سندباد جديد يستطيع ترويض الساحرات والزواج بهن بعدما كان سندباد الحقيقي قد روض وتزوج حوريات الماء والبحار .

////////////////////////////////////
جاسم محمد كاظم



#جاسم_محمد_كاظم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قطر . هل ستكون حصان طروادة لدخول الحصن الإيراني ؟
- الأيام الستة .تلك الهزيمة التي سجد لها.. الشعراوي.. شكرا للر ...
- الإلحاد :- ذلك المسمى الظالم - - دعوة من اجل إيجاد كلمة يصوغ ...
- فهم ملالي الدين للماركسية
- -ضرورة النكبة - اعادة
- أنشودة موت أخيرة............قصة قصيرة
- تقديس الأشخاص في العقلية العربية بين صدر الإسلام وعجزة
- هل هناك يسار عراقي حقيقي ؟
- نبوئات العراف وقت الغداء ...هكذا سيكون العراق
- لينين.. وبناء القوة الجوية الضاربة
- عراق ترامب الجديد
- ادعاء الوطنية الفارغ
- في دولة الفقيه .إعادة الإصلاح الديني للشيوعيين
- كيف عرف . سلام عادل. بالمخطط الأميركي لتقسيم العراق قبل إعدا ...
- الميزة التنافسية للمنظمات . بين المنظور الرأسمالي و الاشتراك ...
- قصة قصيرة .....الرجل الذي هو أنا
- ويا مسيح العراق المنتظر ....ويا عبد الكريم قاسم
- ترامب .... والخطوات القادمة
- حقنا السليب في (دولة علي العادلة ؟)
- محكمي دومة الجندل الجديدة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم محمد كاظم - بين عفاريت عدلي علام وعفاريت مولانا الشيخ