|
صدام حسين والعلاقات مع اسرائيل- شهادة شخصية
حسين الحلي
الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 10:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صدام حسين والعلاقات مع اسرائيل - شهادة شخصية
حسين الحلي : مونتريال - كندا
ورد تقرير لوكالة رويتير يشير الى ان فلما وثائقيا جديدا للمخرج اليساري الاسرائيلي المعروف عالميا "عاموس كيتاي" يدور في مقابلة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل" اسحق رابين" يكشف فيها رابين كيف التقى بالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر بعد حصار الفالوجا عام 1948 وكيف انهما جلسا سوية على طاوله غداء واحده..! اعاد بي هذا الخبر بالذاكرة الى سنوات خلت في مونتريال عندما جرت محاولات بين العراق واسرائيل لفتح قنوات لاجراء حوار واتصال غير رسمي بينهما في كنداوقد عاصرت انا هذا الموضوع واردت وقتها ان اكتب عنه لكن احد الشخصيات الرئيسية في التوسط بالحوار طلب منى عدم النشر لانه لا يريد الزج باسمه في مواضيع سياسية واحترمت رغبته لكنه رحل قبل سنوات وما زلت على احترام وعدي له ولن اذكر اسمه الى ان يأتي وقت لذلك وقد حكي لي وقائع الحكايتين :
المحاوله الاولى : اسرائيل تحاول الاتصال بالعراق بعيدا عن امريكا!
أوائل عام 1993 طلبت شخصية اسرائيلية من رجل اعمال عراقي يهودي معروف على صعيد الطائفة في مونتريال وله علاقات كانت قائمه في العراق مع بعض رجال الاعمال والشخصيات الاكاديمية احدهم طبيب مشهورا جدا في بغداد التوسط لدى السفير العراقي في اوتاوا الدكتور هشام الشاوي والذي كان يرتبط بعلاقة صداقة قوية وعائلية مع رجل الاعمال اليهودي العراقي. كانت الشخصية الاسرائيلية تريد جس النبض في مكانية فتح حوار في كندا بعيدا عن الاضواء وبسرية مع شخصيات عراقية تمهد لحوار بين اسرائيل والعراق بعيدا عن علم الامريكان. استطرد الصديق العراقي اليهودي رجل الاعمال بحديثه لي قائلا( ترددت وقتها .. اني شلي ابهاي اللغوة لا اريد ادخل بالسياسة ومشاكلهه لكن الشخص الاسرائيلي الح لكوني ارتبط بعلاقة صداقة قوية مع السفير وطلب مجرد ايصال رساله شفهية له ليوصلها لحكومة العراق )! توجه الصديق رحل الاعمال اليهودي الى العاصمة اوتاوا والتقي السفير د. هشام الشاوي وفاتحه بالموضوع وقد دهش السفير لكلام الصديق وتفاجىء وقال له ( اتصالات مع اسرائيل؟ تعرف انني لست مخولا بهكذا عمل لابد من الرجوع للحكومة في بغداد ساقوم بايصال الرساله لهم )..! عاد بعدها الصديق الى مونتريال واخبر الشخصية الاسرائيلية بما جرى مع السفير وبقي الجميع في الانتظار... لكن ما لم يكن يعلمه لا الصديق اليهودي العراقي ولا الشخصية الاسرائيلة ان الشاوي كان يعد العدة للانشقاق عن الحكومة وطلب اللجوء والانضمام للمعارضة العراقية حيث كان يعيش وقتها اوضاعا واياما عصيبة كان مثلا يجلب ماء الشرب والقهوة والشاي في حاوية ( ترمس) من منزله لعدم ثقته بالسفارة وخوفا من الاغتيال. بعد 6 اشهر من المقابله وفي 24 اب 1993 طلب السفير العراقي في كندا هشام الشاوي اللجوء الى كندا وانشق عن حكومة العراق وكانت مفاجأة للصديق العراقي اليهودي ووقتها حكى لي حكاية الرساله ومحاولة الاتصال. بقي سؤال هنا: هل اعلم هشام حكومة العراق بموضوع الرساله الاسرئيلية لطلب الحوار في كندا ؟ ام انه تجاهلها او نسيها في خضم انشغاله بالاعداد الى الانشقاق عن الحكومة ؟ امر لم استطيع معرفته. حاولت ان انشر الموضع في جريدة المرأة الصادرة في مونتريال والتي كنت اعمل فيها وقتها لكن الصديق العراقي اليهودي طلب تأجيل ذلك لان الموضوع سري ولا يرد الكشف عنه او ان يرد اسمه فيه ربما يثير حفيظة الغير . سجلت الموضوع في مفكرتي وتركته للتاريخ,,!
المحاوله الثانية: صدام يحاول الاتصال باسرائيل في كندا !
ايلول عام 1995 مدينة مونتريال في مقاطعة كيبك الفرنسية ..والمحاوله هذه جرت من قبل العراق ومن قبل صدام شخصيا حيث وصل مونتريال رجل اعمال عراقي معروف ومن عائلة عراقية معروفة في غرب العراق اشتهرت بالتجارة والصناعة كان رجل الاعمال العراقي يرتبط بعلاقة صداقة مع صديقي رجل الاعمال العراقي اليهودي وقد قدم من العراق مرورا بالاردن اولا وبعدها وصل الى مونتريال حيث سكن احد الفنادق الراقية في المدينة والتقى بصديقي العراقي اليهودي الذي اخبرني التالي: (انه ارسل من قبل الجماعة ( يقصد العائلة الحاكمة ) لاجل الالتقاء بحسين كامل الذي كان قد طلب الجوء الى الاردن ومحاولة اقناع حسين كامل بالتفاهم والعودة للعراق لكنه لم يستطيع وابدى تذمره من اقحامه في هكذا مواضيع عائلية )..! لكن صديقي العراقي اليهودي فوجىء بطلب من رجل الاعمال العراقي القادم من العراق حيث اراد منه تنظيم موعد لقاء مع احد الشخصيات المهمه في الكونغرس اليهودي الكندي وهي شخصية تحمل الجنسية الاسرائيلية اضافة للكندية ولديه علاقات قوية باسرائيل وعندما استفسر رجل الاعمال اليهودي العراقي عن سبب طلب لقاء مع هذا الشخص بالذات فوجىء برد رجل الاعمال العراقي ( صدام طلب مني هذا شخصيا .. يريد ايصال رساله للاسرائيليين بانه لايريد عداوة ويريد التواصل لاجل بناء علاقات مستقبلية فيها منفعه للجانبين هذا موضوع اكده علي أكثر من موضوع حسين كامل ..صدام يرد الاتصالات بعيدا عن الامريكان ) !!! اندهش الصديق العراقي اليهودي وقام بالاتصال بمقر الكونغرس اليهودي الكندي طالبا الالتقاء مع تلك الشخصية لتنظيم موعد لكنه اعلم انه ليس في كندا حيث كان يقوم بزيارة لاسرائيل. تم اعلام رجل الاعمال العراقي بهذا الموضوع بقي فتره ينتظر في مونتريال الى ان يأس وعاد للعراق. !! حاولت ايضا نشر هذا الموضوع لكن الصديق طلب عدم فعل ذلك لانه ايضا لا يرد اقحام اسمه في هكذا مواضيع. في عام 1996 تعرفت برحل اعمال كندي يهودي اسمه "سيمون" في مونتريال تودد الي عندما علم انني صحفي وكاتب ومن العراق وكانت صداقة معه وظهر انه مطلع كثيرا على العلاقات الاسرائيلية العراقية بل كان متحمسا لان تقوم اسرائيل باقامة علاقات مع صدام وتفاجـأت عندما قاللي مرة ( الامريكيون.. تبا لهم انهم لا يريدون اسرائيل ان تقيم علاقة مع صدام .. لكننا سنفعلها ونفكر في مصلحتنا لا مصالح الامريكيين )! في تلك الفترة دارت في وسائل الاعلام العربية والعالمية عن محاولات اسرائيلية او عراقية لاقامه اتصالت بينهما وقد اوقفتها اداره بوش ومنعت الاسرائيلين من هكذا تصرفات !! بعد فتره عدت وسألت صديقي رجل الاعمال العراقي اليهودي ماذا جرى لمحاوله صدام اجراء حوار مع رجل الكونغرس اليهودي الكندي ؟ اجابني انه التقاه بعد عودته من اسرائيل وتحدث معه بالموضوع واوصل الرساله له لكن الرجل لم يبدى اهتماما وقال له ( لا اريد لقاء هكذا اناس ) !!! السنه الماضية تأكدت من محاولات صدام للاتصال بالاسرائيلين عندما زارتنا في مونتريال صديقه عزيزة من يهود العراق تعيش في اسرائيل وعملت في الحكومة الاسرائيلية لفترة طويلة التقيت معها في احاديث وحكيت لها عن المحاولتين ( فأكدت محاوله صدام للاتصال باسرائيل لكنهم اهملوها لانهم لم يعتقدوا انه جاد بالموضوع ) ! اليوم لا توجد اية محاولات لا من الحكومة العراقية ولا من الاسرائيلية لفتح جسور اتصالات لكن هناك ما هو اقوى من ذلك هناك اتصالات على مستوى وسائل التواصل الاجتماعي بين العديد من الافراد من الشعب العراقي ومع افراد من الشعب الاسرائيلي خاصة مع يهود العراق ضمن الكثير من المجموعات والمواقع حيث اثبتت التكنولوجيا ان تواصل الشعوب لا يحتاج الى سرية الحوار بل هو مفتوح واقوى من اية حوارات تجريها الحكومات لانه بعيد عن المصالح والسياسة.
#حسين_الحلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عن زمن الرئيس العراقي احمد حسن البكر
المزيد.....
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|