|
نزول يسوع للجحيم بين السبي وتقييد الشيطان
ممدوح الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 5553 - 2017 / 6 / 16 - 01:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الكتاب المقدس - العهد الجديد رسالة بطرس الرسول الأولى الأصحاح الثالث
18فالمَسيحُ نَفسُهُ ماتَ مرّةً واحدَةً مِنْ أجلِ الخَطايا. ماتَ وهوَ البارّ مِنْ أجلِ الأشرارِ ليُقَرّبَكُم إلى اللهِ. ماتَ في الجَسَدِ، ولكِنّ اللهَ أحياهُ في الرّوحِ، 19فاَنطلَقَ بِهذا الرّوحِ يُبَشّرُ الأرواحَ السّجينَةَ 20التي تَمَرّدَت فيما مَضى، حينَ تَمَهّلَ صَبرُ اللهِ أيّامَ بَنى نُوحٌ الفُلْكَ فنَجا فيهِ بِالماءِ عدَدٌ قَليلٌ، أي ثمانِـيَةُ أشخاصٍ، 21وكانَ هذا رَمزًا للمَعمودِيّةِ التي تُنَجّيكُمُ الآنَ، لا بإزالَةِ وسَخِ الجَسَدِ، بَلْ بِعَهدٍ صادِقِ النّـيّةِ معَ اللهِ بِقيامَةِ يَسوعَ المَسيحِ 22الذي صَعِدَ إلى السّماءِ وهوَ عَنْ يَمينِ اللهِ تَخضَعُ لَه المَلائِكةُ والقُوّاتُ وأصحابُ السّلطانِ. ( الترجمة العربية المشتركة ) .
نسخة الأرثوذكس رسالة بطرس الرسول الأولى الفصل الثالث
18 فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من أجل الأثمة، لكي يقربنا إلى الله، مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح 19 الذي فيه أيضا ذهب فكرز للأرواح التي في السجن 20 إذ عصت قديما، حين كانت أناة الله تنتظر مرة في أيام نوح، إذ كان الفلك يبنى، الذي فيه خلص قليلون، أي ثماني أنفس بالماء 21 الذي مثاله يخلصنا نحن الآن، أي المعمودية. لا إزالة وسخ الجسد، بل سؤال ضمير صالح عن الله، بقيامة يسوع المسيح 22 الذي هو في يمين الله، إذ قد مضى إلى السماء، وملائكة وسلاطين وقوات مخضعة له.
قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث نزول المسيح إلى الجحيم نزول السيد المسيح إلي العالم السفلي لتبشير الذين ماتوا علي رجاء وأخذهم معه إلي الفردوس بعد إتمام الفداء ويركز أصحاب هذه الأسئلة علي أمرين هما: أ- هل نزل المسيح من القبر إلي العالم السفلي؟ ب- وهل نزل إلي هناك بناسوته كاملاً روحاً وجسداً؟ الرد: حسب تعاليم الإنجيل المقدس والكنيسة والآباء: السيد المسيح نزل بروحه الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي، وبشر الموتى الذين راقدوا علي رجاء. لقد بشرهم بأن الخلاص قد تم، وأنه قد دفع ثمن الخطية نيابة عنهم. وإذا قد فداهم، ينقلهم إلي الفردوس وقد حدث ذلك في نفس يوم الصلب، كما قال اللص اليمين (اليوم تكون معي في الفردوس) (لو 23: 43) إذن باب الفردوس قد فتح في نفس يوم الصلب، ودخل إليه المسيح ومعه اللص اليمين وأبرار العهد القديم الراقدين علي رجاء. وفي نفس يوم البشري هذه كان جسد السيد المسيح في القبر. إذن قد بشر الراقدين في العالم السفلي بروحة فقط. وهذا هو تعليم الكتاب المقدس، لأن السيد قد أسلم روحة الإنسانية في يدي الآب وهو علي الصليب في وقت الساعة التاسعة من يوم الجمعة (لو 23: 44 - 46). وبقي جسده علي الصليب إلي أن ذهب يوسف الرامي إلي بيلاطس، وأخذ منه إذناً بأخذ الجسد. وتقول الأجبية أن الجسد أنزل من علي الصليب في وقت الساعة الحادية عشرة. ثم بعد ذلك تم تكفين الجسد المقدس. وتكفين الجسد أخذ وقتاً، استمر إلي قرب الغروب والسبت يلوح. انضم إلي يوسف الرامي نيقوديموس الذي أتي (وهو حامل مزيج مر وعود نحو مائه مناً. فأخذا جسد يسوع، ولفاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا) (يو 19: 39، 40). ووضعا الجسد في قبر منحوت. ويقول الإنجيل عن موعد ذلك: (وكان يوم الاستعداد، والسبت يلوح) (لو 23: 54) ثم دحرج حجر كبير علي فم القبر. وأتي رؤساء الكهنة وختموا القبر وضبطوه بحراس إذن متي خرج الجسد من القبر؟ لم يخرج إلا في القيامة في فجر الأحد. محال أن يكون المسيح قد بشر الموتى بجسده وروحة معاً، لأن الجسد كان في القبر حينما بشر الموتى، ونقل أرواحهم إلي الفردوس في نفس يوم الصلب كما وعد اللص اليمين قائلاً (اليوم تكون معي في الفردوس). وأن كان الجسد قد ذهب لتبشير الموتى، فلا بد أن يكون ذلك بعد تكفينة ووضعة في القبر وهذا محال لأسباب كثيرة منها: ك
هل من المعقول أن يبشرهم بجسد مائت؟! وأن كانت الروح قد اتحدت به، تكون القيامة قد تمت. وهذا ضد تعاليم الكتاب وضد قانون الإيمان الذي ورد فيه (وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب). وهذا ما قاله السيد المسيح لتلاميذه إنه(يقتل وفي اليوم الثالث يقوم) (مت 16: 21) (لو 9: 22). وأن كان الجسد قد خرج من القبر، ونزل إلي العالم السفلي ليبشر الموتى، ولا يكون قد شابه يونان الذي قضي ثلاثة أيام في جوف الحوت. وقد ذكر السيد المسيح هذا التشبيه حينما طلبوا منه آية فقال لهم (جيل فاسق وشرير يلتمس آيه، ولا تعطي له إلا آية يونان النبي) (مت 16: 4). وهذا ما نقوله في ذكصولوجية يونان، أنه كان في ذلك شبة المسيح. إذن لم ينزل المسيح إلي أقسام الأرض السفلي بجسد مائت، ولا هذا الجسد اتحد بالروح قبل اليوم الثالث، ولا هو قصر مدة إقامته في القبر بالخروج منه قبل الموعد ولو كان قد بشر بجسده كما بروحه، فهل، فهل بشرهم بجسد حوله حوله الأكفان الأطياب؟! وهل يعقل أن الذي ينقل الراقدين إلي الفردوس يكون مكفناً؟! وما معني الموت إذن، أن كان الجسد يتحرك هكذا: يخرج من القبر ويدخل!! ويخرج من الأكفان ويدخل!! وهل كان القبر فارغاً في فترة خروجه منه؟! وهل في أخذه الأرواح إلي الفردوس، أخذها بنفس الجسد المكفن؟! إنني أطلب من أصحاب السؤال أن يتمسكوا بتعليم الكتاب، وبتقليد الكنيسة وبقانون الإيمان الذي يقول عن السيد المسيح إنه (قبر وقام من الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب). المسيح نزل بروحه دخل الإنسانية فقط إلي أقسام الأرض السفلي. وبروحة بشر أرواحهم. وبروحه دخل الفردوس وأدخلهم معه. وفي كل تلك المدة كان الجسد ميتاً في القبر ولم يخرج منه إلا في وقت القيامة. أما نزول المسيح إلي الجحيم بناسوته كاملاً،ن روحاً وجسداً، فهذا ما لم يقل به أحد من الآباء، ولا يقول به الكتاب المقدس، ولا كتب الكنيسة ولا كل ما تسلمناه من التقاليد (ومن له أذنان للسمع فليسمع) (متي 13: 43).
من هم الذين ذهب ليَكْرِز إليهم من الأموات فهناك تفاسير كثيرة منها: أ. رأى القديسين أثناسيوس وكيرلس وايرونيموس: إن السيد المسيح بعد موته بالجسد نزل بروحه أي بنفسه إلى الجحيم، وبشًّر الذين كانوا في أيام نوح لا يصدقونه إذ كان ينذرهم بالطوفان. لكنهم لما رأوا انهمار المياه تاب بعضهم وطلبوا الرحمة. ب. رأى القديس أغسطينوس: إن السيد المسيح بروحه القدوس سبق أن بشر الذين كانوا في أيام نوح على لسان نوح، وأنذرهم بحدوث الطوفان لعلهم يتوبون لكنهم لم يصدقوا. وبهذا فإن قوله "في السجن" يعني بها "الأرواح التي في الجسد"، ومع هذا لم يخلص بهذه الكرازة إلاَّ ثماني أنفس أي نوح وزوجته وأبناءه ونساءهم. وقد استخدم العلامة ترتليان هذا العدد "ثماني أنفس" ليظهر أن العالم كما بدأ به آدم وحواء دون أن يأخذ له زوجة أخرى، هكذا بدأ العالم الجديد بعد الطوفان وخرج نوح وأولاده كل منهم له زوجة واحدة. ج. رأي الأب هيبوليتس: [لقد رتب الأمور التي على الأرض، إذ صار إنسانًا بين الناس ليُعِيد خِلقة آدمنا خلال نفسهHimself وأيضًا الأمور التي تحت الأرض إذ أُحْصِى مع الموتى مُبَشِّرًا بالإنجيل لنفوس القديسين (الذين ماتوا على رجاء) وبالموت داس الموت. د. رأي القديس ايريناؤس: بعدما تحدث عن جميع القدماء أنهم أخطأوا قال: [لهذا السبب نزل الرب أيضًا إلى أعماق الأرض مُبَشِّرًا بصعوده مُعْلِنًا غفران الخطايا لمن آمنوا به. والآن كل الذين آمنوا به وترجوه وأعلنوا عن مجيئه وخضعوا لبركاته، أي الأبرار والأنبياء والآباء غفر لهم خطاياهم بنفس الكيفية التي صنعها معنا تمامًا. ه. رأي القديس إكليمنضس السكندري : له رأي غريب اعتمد فيه على قول أيوب (28: 24) أن الله يبشر (ينظر) إلى أقاصي الأرض، فإنه نزل وبشر ليس فقط للذين ترجّوا خلاصه، بل والأمم الذين في جهل سلكوا كأبرارٍ حسب ناموسهم.
شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري بطرس الأولى 3 - تفسير رسالة بطرس الأولى
آيات 19-21:- الذي فيه أيضًا ذهب فكرز للارواح التي في السجن. إذ عصت قديما حين كانت اناة الله تنتظر مرة في أيام نوح إذ كان الفلك يبنى الذي فيه خلص قليلون أي ثماني انفس بالماء. الذي مثاله يخلصنا نحن الآن اي المعمودية لا ازالة وسخ الجسد بل سؤال ضمير صالح عن الله بقيامة يسوع المسيح. هنا نرى عقيدتين هامتين 1. لزوم المعمودية للخلاص:- فالفلك رمز للمعمودية التي تخلصنا روحيا كما خَلُص نوح وبنيه وهم داخل الفلك. 2. النزول إلى الجحيم:- واضح أن الأرواح جميعا سواء البارة أو الشريرة كانت تهبط كلها إلى الجحيم قبل صلب المسيح. ولما صلب المسيح ومات إنفصلت نفسه الإنسانية عن جسده، لكن لاهوته لم ينفصل قط لا عن جسده ولا عن نفسه. ولما حاول الشيطان أن يتعامل مع هذه النفس الإنسانية كغيرها من الأنفس ويهبط بها إلى الجحيم ليقبض عليها اكتشف أن هذه النفس متحدة باللاهوت، فكان أن المسيح هو الذي قيد الشيطان بسلسلة رؤ 3:20 ونزل الرب إلى الجحيم وأطلق سباياه ودخل بهم للفردوس كما وعد اللص اليمين. وهذا ما علَّم به الرسول بولس أن المسيح نزل إلى أقسام الأرض السفلى أف 9:4. وتعبير أقسام الأرض السفلى تعبير عبرى يستخدمه اليهود للتعبير عن مساكن الموتى. كَرَزَ لِلأَرْوَاحِ = كرز أي بشر بشارة مفرحة. للأرواح = 1*أرواح نوح وبنيه إذ هي أيضا كانت في الجحيم = السِّجْنِ . 2*وكرز المسيح أيضا للأنفس التي وجدت أيام نوح (عن طريق نوح بكلامه وإنذاره لهم بل وببنائه للفلك)، وكانوا لا يصدقونه إذ كان ينذرهم بالطوفان = إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ = ولكنهم لما رأوا إنهمار المياه تاب بعضهم وطلبوا الرحمة. 3*وكرز المسيح أي بشَّر كل أنفس الصديقين الذين ماتوا على رجاء وكانت حياتهم مرضية أمام الرب منذ آدم حتى مجىء المسيح، أي كل أبرار العهد القديم والذين كانوا في الجحيم حتى أخرجهم المسيح، وهذه كانت كرازة المسيح لهم أن الفردوس قد فُتِح لهم. ولكن لماذا ركز الرسول على الأنفس التي عَصَتْ أَيَّامِ نُوحٍ ولم يذكر أن المسيح قد بشر الآخرين ؟ = لقد بشر المسيح كل من في الجحيم بأن فترة سجنهم قد إنتهت وأخذهم ومعهم اللص اليمين (اللص اليمين لم يدخل الجحيم أصلا فهو مات بعد أن فتح المسيح الفردوس) ودخل بهم إلى الفردوس. لكنه هنا يعقد مقارنة في فكره بين العالم أيام نوح والعالم أيامه: 1. فكلاهما ملىء بالشرور. 2. كلاهما لا يصدق البشارة. 3. كلاهما لا يصدق أن العالم له نهاية وبعده دينونة ، وهذا ما نبه له الرسول نفسه "عالمين هذا اولا انه سياتي في اخر الايام قوم مستهزئون سالكين بحسب شهوات انفسهم. وقائلين اين هو موعد مجيئه لانه من حين رقد الاباء كل شيء باق هكذا من بدء الخليقة" (2بط3: 3، 4). 4. كما سخر العالم أيام نوح هكذا يسخر العالم الآن من الإيمان بالمسيح، مع أن الإيمان بالمسيح هو الذي سينقذهم كما أنقذ الفلك نوح وبنيه. فالمشابهة هنا هي في الآلام التي تقع على المؤمنين من جهة اليهود وسخريتهم منهم، وهذا إمتداد لموضوع آلام المؤمنين التي يتكلم عنها. 5. كما تجددت الخليقة أيام نوح هكذا يكون لنا ولادة ثانية الآن بالمعمودية. فآلام المسيح لم تعطل عمله بل هي أكملته وأخرج الأرواح من الجحيم، ونحن نشَبِّه نوح في فلكه بمعموديتنا، وبها ننتقل إلى حالة السعادة الأولى، فبها متنا مع المسيح وقمنا معه لنشترك في حياته. وبألامنا في هذا العالم نكمل. نحيا صالبين الأهواء مع الشهوات، بل نعيش داخل الكنيسة ورمزها فلك نوح لننجو من الغضب الآتى. وعلينا أن لا نهتم بسخرية العالم حولنا فهذا لن يعطلنا عن خلاص نفوسنا. الرسول هنا في هذه الفقرة يقارن آلام المسيح وصلبه ولزوم صلبنا معه وموتنا معه في المعمودية وقبول الآلام والإضطهاد كنوع من قبول الصليب والموت مع المسيح. وكما إنتهت آلام المسيح بمجده هكذا ستنتهى آلامنا بالمجد والخلاص والحياة. 6. علينا أن نستمر في الكرازة لإخوتنا في العالم الآن بروح المسيح الذي فينا حتى لا يهلكوا كما كرز نوح للعالم كله. 7. كان نوح وهو يجهد نفسه في بناء الفلك ثم بعد أن دخل الفلك، في نظر الناس كميت حكم على نفسه بالموت داخل فلك إذ لم يصدقوا أن هناك طوفان. وكان نوح المؤمن يرى هلاك من رفض دخول الفلك، هكذا يرانا العالم ونحن نحرم أنفسنا من لذة العالم مجاهدين، يروننا وكأننا نحيا كأموات، ونراهم في خطيتهم كأموات. الَّذِي فِيهِ = هذه راجعة للآية السابقة (18) وفيها أن المسيح كان محيى في الروح. والمعنى أن المسيح بهذا الروح الحي ذهب ليكرز، وكان الروح حى لإتحاد اللاهوت به. فمن هذا الانسان الذي له سلطان أن يفتح الجحيم ويخرج الابرار إلا من روحه متحدة مع لاهوته أي ابن الله المسيح. الَّذِي مِثَالُهُ يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ، أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ = وهذا ما قاله بولس الرسول "خلصنا بغسل الميلاد الثانى وتجديد الروح القدس" (تى 5:3) والتشبيه هنا أن المعمد يغطس في المياه، والمياه تحيط به من كل جانب، والفلك كان الماء محيط به من كل جانب، وكما يخرج المعمد حيا، خرج نوح وبنيه أحياء.
الكتاب المقدس - العهد الجديد رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس لأصحاح الرابع 9 وأما أنه صعد، فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى
- القمص تادرس يعقوب ملطي : يقول الرسول: "لِذَلِكَ يَقُولُ: إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا" [8]. سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا"]8[. عندما ارتفع على الصليب المقدس سمّر الخطية التي انتزعتنا من الفردوس على الصليب، وسبى سبيًا كما هو مكتوب. ماذا سبي سبيًا؟ نتيجة سقوط آدم سبانا عدونا، وأمسك بنا، وجعلنا تحت سلطانه. عندئذ صارت نفوس البشر بعد تركها الجسد تذهب إلى الجحيم، إذ أُغلق الفردوس أمامها. لذلك إذ ارتفع المسيح على الصليب المقدس واهب الحياة اختطفنا بدمه من السبي الذي اُستعبدنا فيه خلال سقوطنا. بمعنى آخر أمسك بنا من يد العدو، وجعلنا مسبيين له بغلبته وطرده ذاك الذي سبق فسبانا. هذا هو السبب الذي لأجله يُقال: "سبي سبيًا". الأب دوروثيؤس من غزة وَأَمَّا أَنَّهُ صَعِدَ، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلًا إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى. اَلَّذِي نَزَلَ هُوَ الَّذِي صَعِدَ أَيْضًا فَوْقَ جَمِيعِ السَّمَاوَاتِ، لِكَيْ يَمْلأَ الْكُلَّ"]9-10[. عندما تسمع هذه الكلمات لا تفكر في مجرد تحرك من مكان إلى مكان، وإنما ما قد قرره بولس في الرسالة إلى أهل فيلبي (2: 5 - 9) يركز عليه هنا (أي الإخلاء حتى الموت موت الصليب وارتفاعه ليخضع الكل له)... لقد أطاع حتى الموت... فبقوله "أقسام الأرض السفلى" عني قبوله الموت وذلك حسب مفاهيم البشر... فقد قال يعقوب: "تنزلون شيبتي بحزن إلى الهاوية" (تك 42: 38)، وجاء في المزمور: "أشبه الهابطين في الجب" (مز 143: 7)، أي يشبه الموتى. لماذا نزل إلى هذه المنطقة؟ وعن أي سبي يتحدث؟ إنه يتحدث عن الشيطان، إذ سبي الطاغية، أي الشيطان أو الموت واللعنة والخطية... يقول أنه نزل إلى أقسام الأرض السفلى فلا يكون بعده أحد، وصعد إلى فوق الكل حيث لا يكون بعده أحد. هكذا يظهر طاقته الإلهية وسمو سلطانه...! نزوله إلى أقسام الأرض السفلى لم يضره، ولا كان ذلك عائقًا له عن صيرورته أعلى من السماوات. هكذا كلما تواضع الإنسان بالأكثر يتمجد! ذلك كما في الماء كلما ضغط الإنسان على الماء إلى أسفل ارتفع إلى أعلى. القديس يوحنا الذهبي الفم إذ أوضح الرسول الثمن الذي دفعه السيد المسيح ليقدم لنا هبات العهد الجديد أو المواهب المتنوعة، بنزوله إلى أقصى أقسام الأرض السفلى، أي الموت، لكي يرتفع فيرفعنا معه إلى السماوات عينها، الآن يعلن أن عطايا الله لأعضاء كنيسته ليست قاصرة على أشخاص دون سواهم بل يفيض بالعطاء على الكل، وإن اختلفت العطية؛ ليس من عضو بلا موهبة أو عطية وإلاَّ فقد وجوده كعضوٍ وصار يمثل ثقلًا على الجسد عوض ممارسته العضوية.
شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري الرسالة إلى أهل أفسس 4 - تفسير رسالة أفسس
الآيات 8-10: لذلك يقول إذ صعد إلى العلاء سبى سبيا واعطى الناس عطايا. وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضًا أولًا إلى أقسام الأرض السفلى. الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل. الاقتباس من مز 18:68 بحسب الترجمة السبعينية. نتيجة لسقوط آدم سَبَى الشيطان كل نفوس الراقدين. وصارت نفوس كل من يموت تذهب للجحيم إذ كان الفردوس مغلقًا أمامها. لذلك يقول الرسول أن المسيح نزل أولًا إلى أقسام الأرض السفلى: أي الجحيم أو الهاوية (لذلك تصلى الكنيسة " نزل إلى الجحيم من قبل الصليب ") مكان الأرواح المقيدة في أسر العدو. وبحسب تقليد الكنيسة فإن المسيح نزل إلى الهاوية (الجحيم) حيث كانت الأرواح البارة في انتظار ذلك اليوم منذ آدم حتى يوم الصليب، فذهب المسيح وبشرهم (1بط3: 20،19). ثم صعد من الهاوية حاملًا أرواح هؤلاء القديسين الذين كانوا مسبيين في سبى العدو إبليس، فاعتبر المسيح أنه سَبَى مرة أخرى هؤلاء المسبيين، ولكنه سباهم لحساب النعمة والملكوت، وخرج من الهاوية منتصرًا وقام وصعد للسماء وأعطى الناس الذين على الأرض مواهب أي عطايا أو كرامات، فالمسيح بعد صعوده أرسل للكنيسة الروح القدس. كان الشيطان يقبض على كل نفس (روح) تنطلق من إنسان بعد موته. وكان المسيح هو أول من لم يقبض عليه الشيطان، وكان هذا معنى قول السيد المسيح " رئيس هذا العالم آتٍ وليس له فيَّ شيء" (يو30:14). وللآن فالخطاة غير الثابتين في المسيح مازال إبليس يُلقى القبض على أرواحهم ويذهب بها للجحيم. وقد تعني سَبَى سبيًا أن المسيح بصليبه قد سبى الشيطان وأخذ كل من كان في يده من نفوس الأبرار. والصورة هنا مستعارة من صور الملوك القدامى المنتصرين، فهم يقودون سباياهم ويوزعون على شعبهم عطايا. لذلك يقول: الوحي الذي أوحى لداود هذا في المزمور. لكي يملأ الكل: تشير للمواهب المختلفة استعدادًا لتغيير كل شيء إلى حالة جسد مجده (فى21:3). فهو يملأها لتبلغ تمام كمالها، فهو يكملنا الآن في انتظار المجد المعَّد لنا. جميع السموات: بولس رأى السماء الثالثة ولكن المسيح الآن في مجد لم يراه أحد ولا يشاركه فيه أحد. فوق جميع السموات: أي في أسمى موضع وتسمى سماء السموات.
#ممدوح_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تقييد الشيطان بالسلاسل والخلاف مسيحيا !!
-
ملكة سبأ والكنيسة بين يسوع والحكيم سليمان
-
هدهد سليمان وديك الترجوم ج 1
-
النبي محمد والكتاب المقدس والسريانية !!
-
هل أتاك حديث التنين في الكتاب المقدس ج1
-
أنبياء إله الكتاب المقدس والغزو والغنائم ج1
-
الإله وامرأته الزانية والجزاء من جنس العمل ج1
-
المسيح الدجال والدابة بين الإسلام والمسيحية
-
يسوع العهد القديم يفتاح الجلعادي ابن امرأة زانية
-
إله الكتاب المقدس والمرأة ج 1
-
إله الإسلام والمكر وإله الكتاب المقدس والزنا
-
خديجة بنت خويلد وبولس الرسول وكنيسة روما !
-
انقضاء الدهر بين الأناجيل والتراث الأرثوذكسي
-
القمر في الكتاب المقدس بين التقويم والعبادة ج1
-
الضالو الأرواح والمتمردون !!
-
هل يسوع إله لأبيه و إنسان لأمه ؟!
-
إله الخمر وعذارى المعبد والطقوس الماجنة والخنزير
-
زرع الكراهية بين الذيب وشماس سابق
-
المرأة بين ابن كثير والقرطبي وبولس وبطرس
-
البرزخ ! وعقيدة المطهر بين الكاثوليك والأرثوذكس
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|