رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 5551 - 2017 / 6 / 14 - 01:17
المحور:
المجتمع المدني
على مستوى الأفرادوالجماعات وفي كل المجتمعات ، ليس هناك من لايخطيء ، لكن التعامل مع الخطأ يختلف من مجتمع لآخر ، ونوع وطبيعة هذا التعامل يعد سمة من سمات التحضر أو التخلف ..
و من المؤكد ان من يعمل و يسعى ويجتهد معرض للخطأ ، لكن النبيه الشاطر هومن يستثمر خطأه درسا وعبرة يصحح به مساره نحو هدفه و يعززبه قدرته على تحسين ادائه و اغناء انجازاته وتطوير انتاجه باتجاه أكثر فائده له وللأخرين ..
ولايمكن تشخيص الخطأ من دون تأكيد ما يقابله من صواب ، فلا خطأ من دون صواب يقابله ، ولا صواب من غير خطأ ، فهما قرينان أو توأمان نقيضان و معاكسان لبعض ، يؤكدان بعضهما البعض ..!!
و من المؤسف فأننا كشعوب منوّمة ، لا نملك موهبة التعامل مع الخطأ ، فترانا نستغلها أدوات إدانة و تجريم ، و سلاح تشهير وتكسير ، و عقيدة تحريم و تكفير ، ونرفض بعناد أحمق إمتلاك قدرة التفكير الأيجابي بحثا عن الصواب المقابل للخطأ أداة تصحيح و بناء ، و تقويم و تعديل لمساراتنا نحو اهدافنا المشتركة المشروعة في الحياة ..
أجل ، فمع امكانية التعامل مع كل خطأ بعقلانية ايجابية لايزال تعاملنا ( دائما و بإصرار ) مع الخطأ سلبي هدام .. نرى أخطاء الآخرين حتى لوكانت مجهرية نسلط عليها كل الأضواء ونضيف عليها ، و لا نرى أخطائنا ، بل حتى إذا رأيناها فإننا نجعل من أخطاء الآخرين شماعة نعلق عليها أخطائنا ..!! أو نصر عليها ، و ( أذا امتلكنا شيئا من القوة و النفوذ ) نحاول أن نفرضها على الآخرين منهاجا..
و هكذا بعيدا عن المعالجة و الصواب ، يتراكم الخطأ على الخطأ و تبقى الأخطاء قائمة ،و الإشكال و سوء الفهم دائما ، و التراجع والأنحراف عن مسارات التقدم و التطور مستمرا ..
حقا نحن من عالم نائم اومنوّم ، أو مسطول بثقافات اندمجت بجيناتنا و كروموسوماتنا ، ثقافات أفيونية مشبعة بالحقد و الكراهية ، و بالغيرة و الحسد و الفتنة والنميمة ورفض الآخر بكل ايجابياته وليس مجرد أخطائه و اعتبار كل تفوق ونجاح له اندحار و هزيمة يجب تداركها ...
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟