حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1449 - 2006 / 2 / 2 - 10:16
المحور:
القضية الفلسطينية
2/4 أول الغيث تصريحات تتنكر لكل الشعارات
بعد المظاهرات فرحا بالانتصار، انطلقت التصريحات والتدخلات عبر كل وسائل الإعلام للتعبير عن الخطوط العامة التي ستحكم مسار السلطة والتي من المفروض أن تحتل فيها "حماس" موقع الحكومة إلى جانب الرئيس المنتخب أبو مازن.
وبعد تصريحات الداخل النارية ، بدأت "حماس" في تصريحات سياسية نحو الخارج
المثير في التصريحات هو أنها بدأت تتخلى ومنذ البداية عن كون "الولايات المتحدة عدو للشعب الفلسطيني......" ، وذهب الزهار إلى كون "الولايات المتحدة ليست عدوا......"، ترى ما الذي سيقوله الزهار بعد أن يتم إغلاق صنابير أموال الخليج؟
كما تداولت بعض التصريحات أن "حماس" تنوي تشكيل حكومة "تكنوقراطية"، وهذا اختيار جبان سياسيا، لأن المفروض في العملية الديموفراطية ، أن تتم على أساس سياسي وبالتالي على "حماس" أن تتحمل المسئولية ، فالإسلامويون يفرون دائما إلى الأمام ، عسكريا كما فعل الملا عمر على دراجة نارية، أو كما يفعل عمر البشير بالسودان واستجابته لكل الطلبات الأمريكية، وسياسيا كما تفعل اليوم "حماس" بمحاولة القبض بتلابيب التكنوكراط.
وفي التصريح التالي للزهار:"ليس لدى احد في الحكومة الإسرائيلية الثقة الكافية بنا للبدء بالتفاوض معنا" ، ولا نحتاج لتحميل التصريح أكثر مما يحمل من استعداد مبطن للتفاوض والمشكلة ليست في الحركة بل في كون أن "ليس لدى أحد في الحكومة الإسرائيلية الثقة الكافية بنا..." أي بـــ"حماس" إذن ففيكفي أن يكون لدى أحدهم "الثقة...." لتنطلق المفاوضات،
وفي نفس التصريح يقول الزهار:"...وبالتالي فلن نعترف بدولة إسرائيل، ولكن من الممكن التوصل معها إلى هدنة طويلة الأمد....." ،وهذا يشبه إلى حد كبير ما عاشته وتعيشه الجولان المحتلة منذ هزيمة 1967 رغم شعارات النظام السوري باسم القومية و"الصمود والتصدي".
وهي شعارات تتحمل تبعاتها الشعوب المقهورة في حياتها اليومية وفي مستقبلها.
هذا أول الغيث، فقط بعد أيام من "الفوز الانتخابي" أما بعد ذلك، فطبيعة الحركات الدينية-السياسية التي ذاق مرارتها ما يسمى "العالم العربي-الاسلامي" كفيلة بالزج بنا في أتون تراجعات وانتكاس لا مثيل له.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟