أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - بيت الدعارة والتكليف الشرعي














المزيد.....

بيت الدعارة والتكليف الشرعي


زكي رضا

الحوار المتمدن-العدد: 5549 - 2017 / 6 / 12 - 07:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أربعة عشر عاما من بدء الإحتلال وإعلان نظام المحاصصة الطائفية القومية كوسيلة للحكم والتي دمّرت البلد وتسير به الى الهاوية، خرج علينا السيد "سلام المالكي" وزير النقل الأسبق عن دولة القانون بتعريف جريء لما تسمّى بالعملية السياسية لم يسبقه إليه لليوم أحد. لا من أقطاب السلطة ولا من "معارضيهم" من الذين لازالوا يريدون إيجاد تعريفات ما أنزل الله بها من سلطان للعملية السياسية المسخ، ولا حتّى من كتّاب ومثقفين لأسباب مختلفة، قد يكون أهمها هو الخجل من وصف بهذه الصورة كون مجتمعنا مجتمع " إسلامي وذو أخلاق إسلامية وأعراف إجتماعية" !!

سلام المالكي الذي كان وحزبه وإئتلافه جزء رئيس من خراب البلد توصل أخيرا لما توصل إليه غيره منذ اليوم الأوّل، الى أنّ نظام المحاصصة الطائفية هي أكبر جريمة بحق شعبنا ووطننا وثرواتنا. ليعلن في حديث تلفزيوني من أنّ دخوله "العملية السياسية" كان خطأ كبير في حياته وسوف لن يسامح نفسه عليه، واصفا هذه العملية من أنها "أشبه ببيت دعارة، لا توجد فيها أي أخلاق أو دين"، وليستمر قائلا إلى أن "الوضع في العراق يسير منذ 14 عاما من سيء إلى أسوأ".

ما جاء به السيد سلام المالكي ليس بجديد، فبعد أربعة عشر عاما من فشل المشروع الإسلامي الذي رعته مرجعية النجف وآثاره الكارثية والتي بدأت تهدد وحدة البلد الجغرافية علاوة على تفتيت نسيجه الإجتماعي، يكون كربّان يرى غرق سفينته ويقفز منها تاركا من عليها تتقاذفهم الأمواج الى حيث مصيرهم المحتوم. لكن المالكي وهو يقفز من السفينة أشار إلينا الى المهندسين الذين مزّقوا أشرعتها لتواجه ومن عليها رياح الموت التي تحيط بها من كل جانب. ومثل ما كان السيد "سلام المالكي" جريئا في وصفه العملية السياسية ببيت الدعارة، فعلينا اليوم أن نكون بجرأته ونشير الى من يريد لهذا البيت أن يفتح أبوابه على الدوام ليدلفه قوّادوا السياسة من إسلاميين وهم الأغلبية وغيرهم من السماسرة والعاهرات وطلاب المتعة.

يقول سلام المالكي من أنّ المرجعية دعت في السابق الى ثلاثة أمور هي "الدستور والأنتخابات وتشكيل إئتلاف يقود البلد"، الّا أنه أشار في معرض حديثه الى أمر مهم جدا وهو أنّها أي المرجعية "لم تتدخل في التفاصيل وإختيار الشخصيات وإنّما أختارت أحزابا". ووفق تصريحه وما نعيشه من خراب على مختلف الصعد فأنّ الأحزاب هذه وليس أفراد منها هي من أدارت وتدير بيت الدعارة الذي أشار اليه في حديثه. لذا فأنّ مطالبة المرجعية بتبديل المالكي الذي قاد البلد الى الهاوية بغيره من نفس الحزب والأئتلاف والبيت هو غلق باب من بيت الدعارة وفتح آخر جديد. لأن المالكي كما العبادي وكما الأديب وغيرهم يمثلون مدرسة سياسية وفكرية أثبتت خلال أربعة عاما من أنها غير قادرة على إدارة روضة أطفال وليس بلد كالعراق بمكوناته ومشاكله التي ورثها من نظام البعث المجرم.

الإنتخابات على الأبواب وإن كانت مرجعية النجف جادّة في غلق بيت الدعارة الذي يمتلك الإسلاميين أكثر الغرف فيه، فعليها أن تطلب من مريدها وحفاظا على عرض الوطن من أن لا ينتخبوا الأحزاب والكتل التي حوّلت بلدهم الى ماخور كبير. "فالمجرّب لا يجرب" وهو قولها في " 29/8/2015 " بعدم أنتخاب اللصوص يجب أن يكون له معناه الحقيقي الشامل وليس الجزئي. أي عدم أنتخاب أي عضو في أية قائمة أو أئتلاف من تلك التي نهبت البلد وثرواته وإن لم يجرّب، لأننا جربنا معلميهم ورفاقهم طيلة أربعة عشر عاما.

يؤلمني أن أرى مرجعية النجف وهي تتدخل بالشأن السياسي لصالح اللصوص أن تكون مساهمة في بيت الدعارة التي أشار إليها أحد مريدها ، والذي وصف دخوله الى هذا البيت سيء الصيت والسمعة من أنّه "تكليف شرعي". أعيدي يا مرجعية النجف الى الدين صفاءه ونقاءه وأبتعدي عن التدخل بالشأن السياسي، أو كوني جريئة كما مريدك "سلام المالكي" وقولي للناس من أن الإسلاميين ومن معهم من متحاصصين حولوا بلدكم الى بيت دعارة. أطلبي من مريديك عدم أنتخاب الأحزاب الإسلامية وشخوصها وإن غيّروا أسمائهم وجلودهم، كي نغلق الماخور مرّة والى الأبد.

عودة الى أنّ العملية السياسية لا أخلاق فيها ولا دين كما قال المالكي، أذكر هنا قولا للإمام علي مصدر رزق تجار الدين الشيعة وهو يقول "لا زعامة لسيء الخلق". فهل ستثقف المرجعية الناس بهذا القول.



#زكي_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان العراق وتجربة قطر
- بريجنسكي وعمالة الأحزاب الشيعية العراقية لإيران ..
- المفوّضية تسابق الزمن لمنح الميليشيات صفة الأحزاب
- بروج يسارية عاجّية ..
- مفهوم الأغلبية السياسية بين ماكرون والمالكي
- زوّار الفجر في البتاويين
- هل أزّف موعد لقاء يساري يساري واسع ..؟
- المالكي يوعز بالهجوم على الحزب الشيوعي العراقي
- التاسع من نيسان ... فشل مدوّي للبعث وورثته ومعارضيه
- واشنطن تطلق نكتة من العيار الثقيل
- مساء الخير حزب الكادحين
- مهمّة إصلاح وتأهيل التعليم فوق طاقتكم وحزبكم أيها العبادي
- الى الكورد الفيليين من أتباع وأنصار وجماهير الأحزاب الشيعية
- لماذا لا يفتي السيستاني ضد ترّهات رجال الدين!؟
- الإمام علي -ع- ليس بِلصِّ يا شيعة العراق
- لبنان تقدّم مساعدات إنسانية للعراق!!
- الإسلاميون وإغتيال العراق علنا
- قراءة في إفتتاحية طريق الشعب حول - مشروع قانون انتخاب مجالس ...
- متى يعلن الإسلاميون إفلاس العراق؟
- أستفتي السيد السيستاني حول إنتخاب الأحزاب الإسلامية...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكي رضا - بيت الدعارة والتكليف الشرعي