محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
سن البلوغ عند الأنثى يمكن أن يبدأ منذ الثامنة من العمر... تخيل، تلك الفتاة الصغيرة جدا، التي تدرس في الثالث ابتدائي، ببراءتها وعفويتها ونزقها الشديد، قد دخلت مرحلة البلوغ، وهذا يعني أنها أصبحت مكلفة ومحاسبة على جميع أعمالها، هذه الفتاة الصغيرة، أصبح مفروضا عليها أن تصوم قرابة 16 ساعة في هذا الحر الشديد، وإلا فستلقى في نار جهنم خالدة فيها أبدا، علما أن الأطفال يعيشون نشاطا زائدا، وحركية مفرطة، أي أنهم في حاجة إلى مصادر للطاقة، أو على الأقل شرب الماء...
هذه الفتاة الصغيرة، ستحاسب على صغائر الأمور "ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره"، ستعاقب إن هي تركت الصلاة أو كذبت أو ارتكبت معصية... أي شريعة أو عدالة هذه التي تحاكم البراءة؟!
ولا يحاججني أحد في أن الله ربما يأخذ اعتبارات أو استثناءات ما، لأن الإسلام عبارة عن قواعد محكمة كالرياضيات، لا كالفلسفة، الحسنات تعد عدا، وذاك حال السيئات أيضا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مئة حسنة، ومن قتلها في الضربة الثانية فله كذا وكذا حسنة وإن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا وكذا حسنة... وذاك المنطق ينطبق على سائر الأعمال...
ذاك وعد الله، والمصيبة أن الله لا يخلف وعده!
ومنطق البلوغ هذا غير منصف إطلاقا، لوجود حالات بلوغ مبكرة جدا، سواء عند الذكر أو الأنثى، كحالات الشيخوخة المبكرة التي قد تظهر عندها علامات البلوغ الرئيسية منذ سن الثانية، أي ربما قبل الفطام...
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟