|
حقاً؟!!! البروفيسور موشيه هارون يمجد في الاسلام؟
محمد كمال
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 17:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حقاً ؟!!! البروفيسور موشيه هارون يمجد في الإسلام!!! إنتشرت عبر وسائط التواصل الإجتماعي (WhatsApp ) رسالة مصحوبة برابط على اليوتيوب بهذا النص : "البروفيسور الإسرائيلي موشيه شارون يلقي محاضرة في جامعة بن غوريون في إسرائيل الذي فاجأ الجميع بأن الإسلام هو الحق وقال بالعربية( وهو يعلو ولا يعلى عليه) وأنه آخر الديانات ومن اعتنقه فهو محظوظ . يستحق المشاهدة والاستماع"... و مدة الرابط الذي يتحدث فيه هذا البروفيسور 12 دقيقة؛ و فعلاً من يستمع الى محاضرة موشيه هارون خلال هذه الفترة يندهش و كأنه يسمع خطبة من على منبر في مسجد إسلامي يتفوه بها إمام فَقِيه ، و شخصياً إستلمت الرسالة بالنص و الرابط من عدة أطراف ؛ و مع استلامي نفس الرسالة و من أطراف متعددة أتحسس نشوة الإنتصار التي يشعر بها أولئك الذين تسرعوا بإرسال الرسالة و الرابط عبر الشبكة العنكبوتية إلى أكبر عدد ممكن من معارفهم و أفراد عائلاتهم.... و حتماً من يعيد إرسال هكذا رسائل فإن الأجر و الثواب سيضاف إلى حساب حسناته . إن دقة الإستماع إلى المحاضرة، مع العلم اليقين بأنه لا يمكن لمحاضرة من أكاديمي كبير توجز إيجاز الإثنا عشر دقيقة، توحي بما لا لَبْس فيه أن المحاضرة مبتورة، و أن المحاضر لا يعبر عن رأيه فيما يتفوه به من كلمات، و أن تلك الكلمات قد جاءت في سياق آخر غير الذي توحي بها كلمات منتقاة من محاضرة كاملة؛ تلك الكلمات التي أغرت الكثير من المستمعين و وضعتهم مصعوقين في دائرة الدهشة المرجوة و الإستغراب الجميل، و جعلتهم يشطحون بمخيلات نفوسهم (الإيمانية المسلمة) إلى فضاءات الوهم، وهمَ أن بروفيسوراً يهودياً و في جمع يهودي - صهيوني في جامعة بن غوريون في اسرائيل يتفوه بكلمات يمجد بها الإسلام و نبي الإسلام محمداً خاتم الأنبياء و المرسلين بالإسم... حقاً أمرٌ عجب ، و قد يتمادى العجب إلى ما هو أعجب من العجب ، عجبٌ إلى المدى الذي يتحول فيه رجل يهودي و صهيوني النزعة و في أعلى رتبة أكاديمية ، و هي رتبة بروفيسور، إلى مسلم مؤمن، إيمانه أعلى من إسلام الأعراب ، و كيف أن هذه النقلة النوعية مع هذا المتحول لا بد أن تتحول إلى حضانة الإيمان الإسلامي لتحويل اليهود الصهاينة في الأرض المغتصبة إلى حضن الإسلام!!! ؛ كل شيئ ممكن ، و لكن هناك كذلك أشياء غير ممكنة و مستحيلة؛ نعم ليس من المستبعد أن يتحول بروفيسوراً يهودياً صهيونياً الى حضن الإسلام، و لكنه من المستحيلات أن تتحول هذه الحالة إلى حاضنة دافئة جاذبة نشطة تجتذب إليها اليهود و يدخلوا الاسلام أفواجا. على هوى "إذا عرف السبب بطل العجب" ، نقول و بعد فحص و بحث و تدقيق أنه إذا عُرِفَ البَتْرُ في الأمْرِ بطلَ العجبُ و تخاذلَ الوهمُ... حقيقة الامر أن مدة المحاضرة مع مداخلات الحضور اليهودي الصهيوني تتعدى الخمسين دقيقة، أي أن البتر المسموع من المحاضرة أقل من رُبْعِ المحاضرة ، و ثلاثة أرباع المحاضرة مبتورة مكمومة، هذا على هوى و نية من إفتعل البتر و المبتور، و السمع و المكموم... فإن المكموم يناقض المسموع . لاستيضاح الأمر و أزالة أغبرة الوهم لا بد من التعريف بهذا البروفيسور (الذي يمجد الإسلام!!!)، فمن هو موشيه هارون؟ إنه من مواليد حيفا سنة 1937، خريج الجامعة العبرية و جامعة لندن ، توسع في دراسة الدين الاسلامي و كل ما له علاقة بالحضارة العربية و الاسلامية ، و رسالته لنيل الدكتوراه كانت عن التاريخ الاسلامي، متبحر في الأدب العربي، و كان مستشاراً لرئيس الوزراء الاسرائيلي أرئيل شارون و الذي عينه رئيساً للدراسات البهائية، و شارك في مفاوضات السلام بين مصر و اسرائيل، و هو الآن أستاذ فخري في الدراسات الإسلامية و الشرق أوسطية في الجامعة العبرية في القدس؛ فهو بهذه الخلفية و المؤهلات و الأدوار يهودي - صهيوني بامتياز ، و يستحيل أن يقارب الإسلام إلاَ مقاربة العدو للعدو في ميادين المواجهة و الحروب. إذاً ما هو موضوع المحاضرة ؟ و ما هو الهدف من المحاضرة؟ المحاضر يستعرض الاسلام بالعقلية الإسلامية و يستشهد بالنصوص القرآنية و الكتابات الاسلامية، و يستخرج من متون الكتب المفاهيم الاسلامية المتداولة بين المسلمين ، و يعرج بعد ذلك إلى منعطف تعريفه هو بالإسلام و كيف أن الإسلام ليس ديناً يهدف إلى زرع الإيمان بالله و الإسلام في نفوس الناس ، لأن الله وحده كفيل بهذا الأمر و يستشهد بالآية الكريمة "إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء و هو أعلم بالمهتدين" الآية 56 من سورة القصص، و يضيف بأن الهدف ليس الأنسان و لكن الهدف الأسمى للإسلام هو السيطرة على العالم، و أن الاسلام لا يعرف و لا يؤمن بالسلام مع غير المسلمين لأنه ملزم دينياً بمبدأ "دار الإسلام و دار الكفر" ، و أن السلام المنصوص عليه بين المسلمين و غير المسلمين في معاهدات السلام ليس سوى هدنة مؤقتة ، يجوز للمسلم و من مقتضيات الفريضة الاسلامية تخطي الهدنة متى صار قوياً بما فيه الكفاية للتغلب على الطرف الآخر غير المسلم (دار الكفر) في الإتفاقية، و يشير إلى الإتفاقيات بين العرب و الفلسطينيين من جهة و اسرائيل من جهة أخرى، و يؤكد أن العرب و المسلمين لا أمان منهم في ظل هذه الإتفاقيات لأنهم ضعفاء و اسرائيل قوية ، و أنه متى تحولت موازين القوى لصالحهم فإن اتفاقيات السلام ستتحول إلى حبر على ورق... إذاً هذا هو الموضوع، و أعتقد أن الهدف من المحاضرة واضح لا يحتاج الى شرح موسع... الهدف هو بكل بساطة تحذير العالم من الاسلام المسلمين... المضحك المبكي أن وسائط التواصل الإجتماعي بين العرب و المسلمين تناولت بنشاط متفائل (واهم)، طبعاً و بنية حسنة، جزءاً من محاضرة تصف الاسلام و المسلمين بأبشع صفة و هي صفة الغدر ، و كيف أن هذا الغدر هو دعوة الاسلام و نهج المسلمين. عِلَّةُ العِلَلِ في الأمر هو آلية البتر و المبتور ، هذه الآلية التي تجعل من السم الزعاف شُهْداًمن العسلِ...
محمد كمال
#محمد_كمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الربيع الفرنسي ربيع سلمي
-
ساره الهاني ملكة الصوت الغنائي
-
مجزرة باريس و الحوار المرعوب
-
رمسيس مصر و مصر السيسي
-
ماضي التضامن و حاضر التشرذم
-
الاعلام و الاٍرهاب
-
الطائفية و الوعي الوطني
-
دم المرأة بين عارها و شرف الرجل
-
المنظومات الفكرية والالتزام العاطفي بها
-
التصورات حول الأوضاع العربية
-
طنين الإرهاب في فرنسا
-
ماضي التضامن وحاضر التشرذم
-
الجنوب اليمني وعودة الوعي
-
الذكر والأنثى والتفاضل بينهما
-
وعود برلمانية في أكفان زاهية
-
آفاق تكنولوجيا المعلومات
-
الانتخابات بين المترشح و الناخب
-
الانتخابات بين المشاركة والمقاطعة
-
الخطاب الطائفي المعارض
-
توظيف الطائفة في الطائفية
المزيد.....
-
ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال
...
-
الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب
...
-
المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف -
...
-
حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو
...
-
الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر
...
-
أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام
...
-
اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع
...
-
شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه
...
-
تسليم الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود للصليب الأحمر في خان يو
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر الصناعي النايل سات وال
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|