أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد مسافير - طرائف مأسوية عن المدرسة المغربية!














المزيد.....

طرائف مأسوية عن المدرسة المغربية!


محمد مسافير

الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 08:55
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


جل التلاميذ، يهابون الأستاذ الذي يقمعهم ويجلدهم ويسبهم، لكنهم يعشقونه، ويحسون بفخر شديد حين يحدثهم خارج الفصل، بل يتباهون بذلك... وفي المقابل، تجدهم لا يحترمون أبدا الأستاذ الذي يحاول ضبط أعصابه واجتناب الأساليب القمعية، يحاولون دائما الاستهزاء به إما في حضرته، أو في غيابه، حسب شخصية الأستاذ، لكن الثابت أن حبهم له أقل بكثير من الأول...
يبتدئ المرض من هنا، وربما قبل تلك المرحلة بقليل، لكنه يمتد إلى مراحل متقدمة في العمر، فتجد الإنسان المتخلف يعشق رب العمل المتسلط، والمرأة تعجب أشد الإعجاب بالرجل الصلب المتجبر، و"الرعية" تنحني إجلالا صادقا أمام الحاكم الطاغي..
شعب مضطرب نفسيا... مازوخي!
-----------------------------------------------------------------------------------
جالست أساتذةً بالمقهى، كان حديثهم يدور حول أجواء القسم وشغب التلاميذ، قال أحدهم:
إني أدخل القسم فتحبس الأنفاس ويسود الصمت كالموت داخل الفصل، لا ينبس أحدهم حتى آذن له، وإن تجرأ تلميذ على الكلام خارج موضوع الدرس، أمسكته من يده اليسرى وأشبعته ضربا، تخيل... إنهم يخافونني كثيرا، قال لي أحدهم إن رائحة عطرك تصيبني بالهلك...
(ينفجر الأساتذة ضحكا، ثم يسترسل الأستاذ البطل)
إنني لست كأستاذ الرياضيات، إنهم يشاغبون كثيرا في حصته حتى يفقدوه صوابه، إن شخصيته ضعيفة جدا!
يقاطعه آخر:
أنا أيضا أجمدهم على مقاعدهم بمجرد النظرات، ثم أدور حولهم واحدا واحدا كي يستعرضوا الدروس السابقة، تراهم وهم يستعدون للدخول إلى حصتي وكأنهم محكومون بالإعدام، يمسكون كراريسهم بأيد مرتجفة، ويحاولون استذكار أي شيء يقيهم شر بطشي!
(استرسلوا في استعراض البطولات طوال الجلسة، تخيل!)
----------------------------------------------------------------------------------
تلميذان يدرسان بالثالثة إعدادي، تبادلا اللكمات داخل الفصل الدراسي، سدد أحدهما ضربة قوية أصابت نظارات الآخر، انكسر زجاج النظارات ودخلت بعض أجزائه إلى عين التلميذ مما سبب له عمى العين اليسرى، وأصابت أجزاء أخرى أسفل العين بخدوش عديدة وبليغة أحيانا...
انعقد المجلس التأذيبي في حق التلميذ المعتدي، تدارس الأساتذة الموقف من أوله إلى آخره للبث في حكم تربوي يردع التلميذ وغيره عن الاعتداء ويربيهم على ضبط النفس مهما بلغت مستويات الاستفزاز!
تدخل أستاذ التربية الاسلامية لإبداء موقفه من النازلة، وذلك في حضرة أمَّيْ وأبويْ التلميذين: الأقدار بيد الله، لكن هذا لا يعني أبدا أن نعدل عن تطبيق شرع الله الذي يقول: السن بالسن والعين بالعين... يجب أن نقلع عين التلميذ ونثأر للضحية!
على كل حال... نحمد الله تعالى أن المديرة كانت علمانية!
---------------------------------------------------------------------------------
لا يا صاحبي... ليست البوادي وحدها من تعاني!
في قلب مدينة طنجة، مدرسة عمومية – سترها الله والمسؤولون، زرتها بعد زوال الجمعة لحاجة في نفسي... دخل التلاميذ مثنى مثنى إلى أقسامهم رفقة أساتذتهم، جلسوا على مقاعدهم، أنهض كل أستاذ واحدا من التلاميذ، وأوقفوهم أمام السبورة كي يسجلوا أسماء المشاغبين...
نفس السيناريو تكرر داخل كل قسم، ويتكرر كل يوم جمعة على الأقل كما ذكر لي حارس الأمن...
غادر الأساتذة أقسامهم نحو قاعة الاجتماعات، ثم لحقت بهم أستاذة تحمل بين يديها صحنا ضخما "كسعة" من الكسكس، افترسوه افتراسا، حتى إذا انتهوا منه، قام أحد المتطوعين بطبخ براد شاي وإبريق قهوة، كل يشرب ما اشتهته نفسه وهم يناقشون أمور النقابة ودور الميثاق والرؤية الاستراتيجية في القضاء على المدرسة العمومية... بعد ذلك، وبتأن مميت، وببطء شديد، وكأنهم يتوادعون، أو ربما خشية الحنين، يفترقون نحو أقسامهم...
تخيلوا... قبل أن يضع آخرهم رجليه على عتبة القسم، يدق جرس الاستراحة التي تدوم أكثر من نصف ساعة، يعود التلاميذ بعدها إلى أقسامهم، لينهي الأساتذة المجدون حصصهم في ضرب الواردة أسماؤهم على السبورة!!



#محمد_مسافير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زندقات!
- عياشي يحدثكم عن الريف...
- الحركة النقابية التونسية قبل الثورة!
- الرهان المطروح لثورة ظافرة على ضوء أفكار تروتسكي!
- لمحة تاريخية على الحركة الإسلامية التونسية ما قبل الثورة!
- رهان الثورة الظافرة على ضوء أفكار تروتسكي!
- الإعاقة الذهنية والجنس!
- طنجة ليلة أمس... وحراك الريف!
- سيرا على درب الريف... طنجة تستغيث!
- إلا الإسلام... مش زيهم!
- مستملحات رمضانية!
- تنويعات في الجنس!
- تنويعات في التنوير!
- الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر!
- دردشة رمضانية!
- مكمن الخلل...
- حوار مع صديقي الملحد
- نزيف القبلات!
- موعد مع الجن!
- استراتيجية التغيير... الخيار الثالث!


المزيد.....




- لاستعادة زبائنها.. ماكدونالدز تقوم بتغييرات هي الأكبر منذ سن ...
- مذيع CNN لنجل شاه إيران الراحل: ما هدف زيارتك لإسرائيل؟ شاهد ...
- لماذا يلعب منتخب إسرائيل في أوروبا رغم وقوعها في قارة آسيا؟ ...
- إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب ا ...
- مقتل 33 شخصاً وإصابة 25 في اشتباكات طائفية شمال غرب باكستان ...
- لبنان..11 قتيلا وأكثر من 20 جريحا جراء غارة إسرائيلية على ال ...
- ميركل: لا يمكن لأوكرانيا التفرّد بقرار التفاوض مع روسيا
- كيف تؤثر شخصيات الحيوانات في القصص على مهارات الطفل العقلية؟ ...
- الكويت تسحب جنسيتها من رئيس شركة -روتانا- سالم الهندي
- مسلسل -الصومعة- : ما تبقى من البشرية بين الخضوع لحكام -الساي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد مسافير - طرائف مأسوية عن المدرسة المغربية!