علاء الصفار
الحوار المتمدن-العدد: 5548 - 2017 / 6 / 11 - 02:49
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اليسار و صفاقة ادعاء أمريكا والسعودية ضد الإرهاب
زيف الحرب ضد الإرهاب في المنطقة والعراق وخطل سياسة الأحزاب اليسارية بجميع أصنافها القومية بشخصياتها سواء المنحازة أم المستقلة, إذ هناك لغط كبير ليسار انتهازي ظهر مع دبابة غزو العولمة الذي ظهر بمفردات براقة حرية العراق و حق تقرير المصير للشعوب وكلها زيف تحت سطوة حكومة الفساد والتي لم تحقق شيء للشعب العراقي رغم فرقعات اليسارالنزقة. ليحضرني بيت شعر في الحال العراقية: علمٌ و دستور ومجلس امة / فكل عن المعنى الصحيح محرفُ.
عملت أمريكا على دعم كل الدول الدكتاتورية و الفاشية على مدى أكثر من قرن, و بسقوط السوفيت جاءت وليمة الدماء والقتل ليس فقط للدكتاتور بل لتمزيق الشعوب بالتحطيم أوطانها, مع تمريغ أنوف القادة الجدد لعمليات التطبيل للتحرير الأمريكي للعراق وليبيا أم بما يدعى المعارضة السورية اللينة. ففي الحقيقة أن أمريكا عازمة على سحق الشعوب وتدميرها انتقاماً من الشعوب على تحدياتها التحررية سواء في العراق أم إيران أم كوريا الشمالية و سوريا ولبنان.
فأمريكا بلد عريق في الحروب والإرهاب, وهي تمثل عصر البربرية السابقة أيام غزو الهنود الحمر والقتل العبيد السود. واليوم لتمثل بربرية العصر الحديث, لقد كان اليسار الثوري والشيوعيين طيلة عقود من الزمان, ليهاجم كل تحركاتها لضرب الشعوب وحركاتها الثورية التحررية, لكن اليوم اليسار المُتأثر بالماسونية يصمت انتهازيةً المُتأثر, حتى عن زيارة دونالد ترامب لمملكة الظلام و الإرعاب الوهابية.
في الزمن الحالي و منذ سقوط السوفيت وانهيار الأحزاب الشيوعية أم تهشمها و بقائها كسيحة كجثة متحركة, نرى طمس رهيب لكل المؤامرات الأمريكية, ولا يملك اليسار إلا السخرية من تخلف الشعوب والضحك على دينه سواء الخرافي أم الإرهابي, و هذا يمثل بحد ذاته قمة العجز والنفاق لليسار الانتهازي و للشيوعيين اليمينيين, إذ أن الكثير من اليسار سلم الزمام لأمريكا, بتبرير أن أمريكا ستبني البلدان التابعة لها بسقوط السوفيت والدكتاتور.(خرافة ظهور مهدي اليسار)!
طبعاً طرِح هؤلاء اليساريين مبني على الخرافة والانهيار الفكري و النفسي والأخلاقي. لأن في هذا يكمن الكثير من الغباء ليس حد السذاجة بل حد الخيانة للمبادئ و التاريخ, فالجميع حاول التناسي للتاريخ السافل لأمريكا وحروبها على الشعوب
سواء في العالم كما في الهند الصينية أم في هايتي والمكسيك و إلى التاريخ القريب في دعم الشاه ضد الديمقراطية للدكتور محمد مصدق أو فيضرب التشيلي الوحدة الوطنية أو ضد الثورة العراقية في عام 1958. فالحديث يطول على استعراض دور أمريكا. لكن أترككم في معضلة فلسطين الماثلة أمامكم ولتجسد السفالة الأمريكية والسعودية والصهيونية العالمية.
فاليسار يهرب من جزئيات مهمة في العراق لكن ليصرخ منفلت في تفاهة و بانحياز أما قومي شوفيني أو بميول طائفية أو عشائرية,وهذا ليس غريب, فاليسار الانتهازي فقد المبدئية وله قابلية على تبديل الفكر والزورق وبكل دعة أريحية وهشاشة تغطيها مفردة أنا يساري أم علماني مدني و في الحقيقة الكثير من الشخصيات تملك نفاق عجائز شمطاوات, حين الحديث عن الموقف السياسي والأخلاقي والمبدئي ضد الهجمة الأمريكية على العراق و المنطقة.
كلنا سمع برعاية أمريكا للمؤتمر الإسلامي بقيادة السعودية و كل قراراته المزيفة في الدين الوهابي الذي يخدم الحروب الامبريالية. فما أنتصر دونالد ترامب حتى أنقلب على تصريحاته الانتخابية, ومنها أن السعودية راعية للإرهاب, لينقلب وينقلب اليسار الانتهازي وبالتحديد اليساري العراقي, فصارت إيران دولة الإرهاب الأول في العالم. طبعاً أتهم اليسار العراقي قبل غيره ليس ظلماً بل على حقائق تمت أمام أنظار الجميع.
لقد أنقسم العراقيين بكل أطيافهم و قومياتهم إلى مؤيد أو رافض للهجوم الأمريكي على العراق, وطبعا هناك من رفع راية الرفض كما رفع يزيد أبن معاوية للمصاحف من اجل المتاجرة في المواقف, على أنه رفض الاحتلال لكن ليجلس في حكومة الغزو للسيد الصهيوني بول.ب. و لتجري كل المهازل الطائفية بسياسة المحاصصة تحت أرنبة أنفه. طبعا اليسار العراقي هو امتداد لعملية الغزو للعراق التي جرت بالجيوش الغربية وأمريكا ومصر والسعودية والكويت و قطر.
هكذا صفق اليسار للتحرير الأمريكي منتظراً الديمقراطية كما ينتظر الخرافي حضور المسيح أم المهدي, و بكل صلف يباهي اليساري بكونه علماني يدعو للدولة المدنية و بكل سفالاتها من الشمال للجنوب ومن ليبيا ومصر وسوريا. أن صلف اليسار الانتهازي يذكر بصلف صدام حسين في التبجح بالقومية العربية وتحرير البواب الشرقية من اجل تحرير فلسطين لإقامة الدولة اليعربية الكبرى عبر ضرب الأحرار في العراق.
هذا المنطق هو المخزون الكبير في ثقافة اليسار العراقي, ومنه نجد المواقف لتتدرج بين الموقف التوفيقي والموقف المتطرف في الانتهازية لتبرز وجوه النذالة السياسية التي بدأت بالتطبيل لأمريكا و الهجوم على القيم الوطنية الأصيلة, في حجة مسخ على أن صدام حسين كان قومجي, و ليس عميل مفضوح لأمريكا. أي اليساري العراقي نافق بضرب دولة البعث كما نافقت أمريكا من اجل خمط العراق, وتأسيس دولة مسخ ملئها الفاسدين والعملاء. لكن العملاء الجدد مسلحين بثقافة الدفاع عن أمريكا وعدم الخجل بالحضور للعراق على ظهر الدبابة جهلاً أو خيانة وانتهازية للتسلق لسلطة الفساد في وليمة فيها مردود الغنائم بالملياردات.
لقد تاجر صدام حسين لعقود, بأكذوبة تحرير البوابة الشرقية فكان الخليج والسعودية واليسار معه, بكل أشكال التنكر للشعب العراقي وقواه الثورية. هكذا كان حال اليسار العربي ألا هو الانحياز للدكتاتور وباسم العداء لإيران الخمينية, أي أخذ اليسار شكل الانحياز العنصري والمطابق لموقف أمريكا ضد إيران. فهكذا كان اليسار يمشي ملكاً وأملاً للشعوب العربية, رغم الرائحة النتنة لدول الخليج والسعودية, إذ كان اليسار العراقي والعربي يصمت عن عمليات أمريكا والسعودية والقاعدة بقائدها بن لادن في أفغانستان أم جرائم إسرائيل ضد الفلسطينيين بسياسة الإبادة أو اجتياح لبنان عام 82.
اليوم نرى أمر قد يبدو عجب! ألا وهو الخلاف بين قطر والسعودية وبرعاية أمريكا. لنرى هذا الحدث الذي هو تطلب مني الرجوع للماضي البعيد و القريب من اجل أن أضع اليسار والشيوعيين أجمعين أما حقائق تطلب موقف إنساني شريف و لا أطلب بموقف ماركسي, إذ اللوبي الصهيوني من القوة ليرفض الفكر الماركسي بحدة و ليقف متملق لقطر والسعودية.
فالمعروف أن قطر بكل تاريخها القليل قدمت الكثير من الخراء فهي ليس لها إلا تاريخ في العمالة والسفالة, وهي مع هذا حضت بترحيب عند اليسار فهي وقفت موقف مشرف في غزو أمريكا للعراق وليبيا والمحاولة لقلب النظام الوطني اليساري في سوريا,على يد قوى نصرة وجيش حر كمعارضة إرهابية منطلقة من تركيا وأخرى للينة آتية من باريس.
لكن داحت قطر بطريق مخالف للسعودية ومؤتمرها الذي مجدته مصر وليبيا من اجل ضرب الإرهاب الإيراني. فهكذا بعد أن جاء د. ترامب و خمط 300 مليارد دولار لتسليح السعودية وبنية طيبة بتأسي ناتو خليج يُمكن السعودية لتكون عوضاً عن الشاه المقبور وصدام حسين المعدوم, كدركي للمنطقة و باسم يساري جديد ألا وهو حلف مكافحة الإرهاب الإيراني.
فصمت اليسار الانتهازي العربي والعراقي التعبان, فلا حيص ولا بيص, فمنهم من يطمح ببناء دولته والآخر من يريد سواد طائفته و الآخر يريد رفع لواء عشيرته أما اليساري الأصيل فيريد رفع لواء حزبه و يجعله راية تحقيق التفتيت.
دبت قطر كأي يساري معتوه مصاب بحالة عصابية كالمقتول معمر القذافي مللك ملوك أفريقيا ذا جمهورية ديمقراطية جماهيرية إسلامية. أقول ذهبت قطر بأميرها تميم بن حمد آل موزة, بعلاقة اقتصادية كبيرة مع إيران و ثم حمى الأخوان المسلمين حلفاء أمريكا بزعيمها المنتخب محمد كرسي عفواً مرسي, ومن ثم صرح بحبه لحركة حماس والإشادة بحزب الله و نبه إلى مركز ثقل إيران في المنطقة. فكل هذا يعارض الدين الوهابي الحنيف, و يستحق الأمير الملعون التكفير.
فبهزا بدأ القطع بالعلاقة, يا خالق الجرادة, بسرعة النفاثات في العقد ومن شر حاسداً إذ حسد ومن شر غاسق إذا وقب.
ليصرح د. ترامب عن ضرورة التزام قطر بالشريعة الوهابية الحنيفة برئاسة المؤتمر الذي جرى برعاية أمريكا!
فلِمَ كل كل هذه القسوة على ألأخ العميل, و لِمَ لَمْ تكن السعودية عصبية على إسرائيل, ولماذا السعودية الوهابية تتخذ آيات الرحمة والإحسان بالوالدين تجاه الصهاينة في إسرائيل وتشجيع التفجيرات والحرب على إيران!
هنا أجد أن اليساري العربي والعراقي سيفرح لمهاجمتي للسعودية وقطر.
لأقول لليساري! صه يا رقيع لقد صدئت / وبان معدنك الرديء. فاليسار العربي والعراقي له قواسم مشتركة مع السعودية وقطر و بمعادلة معادة إيران و كوريا الشيوعية وسوريا التقدمية الوطنية وفق الميل الأمريكي الإسرائيل.
السعودية هي الدولة التي جاءت بالدبابات الأمريكية من اجل غزو العراق ومن اجل أن تعلن أمريكا بأنها زعيمة العالم للقرن الحالي, وهذا ما يقره اليسار اليوم في كثير من الوجوه في ضرب سوريا و إيران وكوريا, و تماماً كما تسكت السعودية على إسرائيل يصمت اليسار العربي على جرائم الصهاينة, أو في أقل تقدير هناك تلميح يساري لطيف يراعي الذوق فيطلب من إسرائيل الرحمة بالشعب الفلسطيني و قتله بلطف لأن في ذلك تعرية لليسار ولعاره.
الأمر ليس بغريب في مهاجمة قطر فهو الأسلوب الذي جرى بعد غزو أفغانستان والعراق وليبيا. لقد اختلفت السعودية مع م. القذافي في أحد مؤتمرات القيامة لذبح الأمة. فكان على السعودية أن تطلق العنان لفتاوى القرضاوي لذبح القذافي و ليبيا وشعبها الذي كان يطمح بالحرية بعد مرحلة العمالة لنظام القذافي. فهكذا تم تدمير ليبيا عبر طعن القذافي بالسكاكين في الشوارع بعد اغتصابه شرعياً.
فأمريكا والسعودية لا تطيق مناورات زمن الوجود السوفيتي, أي أن العميل يجب أن يكون خراء لا غير, ويطيع صاغراً للسعودية و لسلطة مؤتمر القمة الوهابية الأمريكي. هكذا يتطابق اليسار في موقفه مع السعودية الوهابية في ضرب ليبيا والعراق و الهجوم على نظام سوريا الدكتاتوري.
الحرب على الإرهاب و ما أدراك ما الإرهاب!
النفاق اليساري في العراق هو أشد نفاق, فاليساري في العراق يريد دولة مدنية و يريد حق الانفصال و يريد التعددية ويريد العلاقة مع إسرائيل ويريد العلاقة مع السعودية و قطر ولكن يرفض العلاقة مع إيران الخمينية و كلأً من كوبا و كوريا الشيوعيتين يا عاقد الحاجبين و ضد الصين الماوية و روسيا البوتينية التي لا تتوافق مع عصر التعددية والفوضى الخلاقة و أمريكا في تفتيت الشعوب على أسس قومية شوفينية ودينية وطائفية. فكم هي رقاصة مفردات اليسار التي تواكب دبابات مستر بول من أفغانستان للعراق فليبيا وسوريا وإيران وكوريا الجنوبية.
من جانب آخر هناك تعتيم على الحرب ضد الإرهاب في العراق, فرغم أن الدولة هي صنيعة أمريكية. ففي العراق الذي تم ذبحه جرت معادلات عجب تحت إشراف أمريكا سواء في الشمال أم المركز. يقال أن أمريكا خرجت من العراق و يقال أن أمريكا زعلت على العراق فتركت القاعدة والبعث يتناكحوا ويتناسلوا فأنجبوا داعش, فكان يا ما كان من عمليات إرهابية في الفلوجة فالرمادي وأخيراً تأسيس دولة في الشام و العراق الإسلامية في الموصل لتهدد بغداد.
هكذا جرت حرب لتحرير الموصل من أيادي داعش. لذا تم عمل الدولة العراقية الكسيحة والتي بلا جيش نظامي قوي ولا جهاز أمني عريق لتحارب داعش. فوقفت السعودية ترصد المعارك و معها قطر وأمريكا ولندن وباريس. فارتاب اليسار المنافق, فأن الدولة العراقية دولة محاصصة طائفية و يجب عدم إبراز أي شيء عن انتصاراتها ضد الإرهاب. هكذا تطابق الموقف اليساري الانتهازي مع موقف السعودية وقطر وأمريكا ولندن و باريس.
هنا أريد أن أخالف اليسار لأقول أن معارك شريفة جرت في العراق خاضها أحرار العراق وضحاياه من مسيح و يزيديين من اجل تحرير مدنهم, طبعا أنجزت القوات المسلحة العراقية بكل مسمياتها في محافظة نينوى قسما كبيرا في تحرير المدن وهي مستمرة حتى التحرير الكامل للموصل. فكما هو واضح للأحرار وليس للذين على عيونهم غشاوة اليسار. ليبدو أن الإدارة الأمريكية وحلفاؤها لا تريد رؤية الهجمات ضد داعش بهذه الطريقة, إذ أمريكا تريد فقط إعلان حرب ضد الإرهاب لكن تريد تفتيت العراق قومياً و دينيا و طائفياً. فمنظر أن يدخل مسلم شيعي لكنيسة ويحضن الإنجيل والصليب و ليقرع أجراس الكنيسة يخدش مشاعر أمريكا وإسرائيل ويحرج اليسار العراقي الانتهازي.
لذا تتكرر تصريحات أمريكية رسمية من مستويات سياسية وعسكرية , كأنها متعاطفة مع داعش ولتردد إمكانية استمرار داعش بوجه آخر, فهذه هي جزئية من سياسة أمريكية متناقضة ومنافقة في العراق والمنطقة. فأمريكا مع ضرب داعش في العراق لكن مع هجمات على سوريا وإيران, لتشي بالتهديد المباشر للسلم والاستقرار في العراق والمنطقة.
يصمت اليسار مرة أخرى, فأمامنا تصريحات أمريكية حول ضرب داعش في الموصل, أكدها المتحدث باسم التحالف
الدولي الذي تقوده أمريكا ب (جون دوريان) أن داعش في هزيمة ماحقة في العراق وأن التحالف سيستمر بتحطيمها في سوريا. فهذا يعني نهاية ل داعش.
ليرد رفيقه الصهيوني السفير في العراق ( دوغلاس سيليمان). أنه ينبغي التوقع بأن داعش سيأخذ شكلاً آخر بعد تحرير الموصل, للتنويه أن التنظيم الإرهابي سيقوم بجرائم أكبر في العراق. أي انه يريد القول إن لا جزم فربما التنظيم باق أن شاء الله و شاءت أمريكا.
اليسار العراقي لم يطبل للأحرار العراق في تحرير مدنهم, فكل شيء يجري بصمت فالقوات الأمنية عملت ما عليها
لضرب داعش, فقال ج. دوريان موضحا أن التحالف دمر أكثر من 200 نفق وأكثر من 100 موقع لداعش, و أكدها المتحدث باسم القيادة العميد يحيى رسول في مؤتمر صحفي, أن الساحل الأيسر للموصل هو تحت سيطرة القوات الأمنية 100% وعادت الحياة لطبيعتها.
وأشار لتدمير 679 مفخخة ومعالجة 6661 عبوة ناسفة وتدمير 11 مركز قيادة لداعش، فضلا عن تفكيك 217 حزاما ناسفا وتدمير 47 طائرة مسيرة للتنظيم الإرهابي مع تدمير 76 معمل تفخيخ. كما تم تحرير 89,5% من مناطق الساحل الأيمن في الموصل و أن القوات مستمرة لغرض تحرير الموصل, مبينا أن محور قوات الحشد الشعبي يحقق تقدما كبيرا باتجاه ناحية القيروان والبعاج كما أُكد على مقتل 16467 إرهابيا مع تحرير.
فحيا ج .دوريان القوات العراقية التي ستعلن النصر على داعش. لكن السفير الصهيوني د.سيليمان عاد ليشكك باستمرار وجود داعش مستقبلاً فهو يمثل وجه الشؤم الصهيوني في العراق.
الهجوم على قطر هو أساساً لإرهاب أي دولة عميلة بعدم خرق القرارات الأمريكية المغطاة بشرعية مؤتمر القيامة الوهابي, أي أمريكا تريد موقفا صارخاً في العداء لإيران والذي تتزعمه السعودية, و لما نط أمير قطر كما ينط الخروف الأسود في قطيع الغنم عن مؤتمر القمة الوهابية, فكان الرد السعودي السريع للصبر حدود.
لقد طرح الأمير القطري رؤيا مخالفة للمؤتمر بعد أن عاد لبلاده ليرى أن مصلحة قطر خارج المؤتمر و ليحسب أمر العلاقة مع إيران و أمر العلاقة بالسعودية الوهابية, فوجد أن السعودية مملكة متخلفة تنقلب على الأمراء متى ما تشاء فحبذ أن يكون مع حزب الله وحماس أي رفض مشروع الحرب على إيران. فهكذا رفعت السعودية سيف حد الردة على قطر.
فرحبت أمريكا بقرارات السعودية ومصر و ليبيا من اجل إذلال كل من ينط ويخرج عن مؤتمر القيامة بزعامة أمريكا.
من جانب آخر و ما يجري في العراق و الحرب الفعلية على داعش, لتطرح أمريكا أمر مشاريع قواعد عسكرية ثابتة في العراق كما أعلن رئيس أركان الجيوش الأميركية المشتركة جون دانفورد (18/5/2017) أن واشنطن تقترح أن يتولى الحلف الأطلسي مهمة تدريب القوات العراقية بعد دحر تنظيم داعش! لربط العراق بالعجلة السعودية للحرب على إيران, مذكراً أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي كان أعلن أن القوات العراقية تظل بحاجة لدعم بعد ضرب داعش.
ليظل الحل و الربط بيد أمريكا و توابعها في الخليج و السعودية ومصر وليبيا,فهي سياسة وقحة ومرفوضة وطنيا. لكن يتبناه اليسار العراقي فهي تتماثل مع مشتركات السعودية وإسرائيل. فهنا تكمن أخطار مخططات واشنطن وبروكسل لما بعد داعش والتي تأتي على شكل عبارات حمقاء على لسان سفير أمريكا الصهيوني د. سيليمان في العراق.
فداعش كانت و ستكون ورقة ضغط على العراق من اجل ابتزازه. و هذا هو شكل التعامل مع الإرهاب من اجل تفتيت العراق و ليس كما يدعي اليسار من اجل تحرير العراق أم من اجل الحرية للشعب العراقي و حق تقرير المصير وإلى أخره من خريط اليسار الحنيف.
فما يقوله العسكريون الأمريكان لا يتوافق مع ما يردده السياسيون مع تخبط في أساليبه أو بطريقة إسناده لمصادر معينة أو لشخصيات عراقية في بعض الأحيان. لكن تبقى هزيمة داعش عسكريا التي صارت قاب قوسين أو أدنى, ستكون واقعا وسيترك أثره الكبير على مستقبل العراق, رغم تناقضات أمريكا والسعودية و نفاق اليسار الانتهازي في محاربة الإرهاب في العراق و ترك الإرهاب يجري في سوريا مع استمرار محاولات الحرب على إيران.
فالجميع في العالم يعرف أن الإرهاب صُدر من السعودية لأفغانستان ومن ثم بعد الغزو صُدر للعراق, فجاءت فلول القاعدة لتؤسس داعش تحت أرنبة أنف بول بريمر. اليوم بعد أن تأسس في العراق جيش و قوات متنوعة و على رأسها قوات البيشمركة و الحشد الشعبي التي تعمل على ضرب داعش ليسقط في يد أمريكا فشل مشروعها في تفتيت العراق.
أن تخبط أمريكا في العراق و سوريا جر السعودية والخليج و خاصة قطر لصدارة الإرهاب, لذا نرى أن أمير قطر قد صحا متأخراً كما صحا صدام حسين بعد تورطه في دماء الحرب على إيران. هذا ممكن أن نتفهمه لكن من الصعب أن نرحم اليسار العراقي والعربي الذي جاء مع طبول غزو العولمة و بأسم تحرير العراق وتحقيق حق المصير للأقوام في العراق لكن ليس لتحقيق حق المصير للأقوام في فرنسا أم أسبانيا أو تحقيق حقوق السود والهنود الحمر في أمريكا.
اليسار العراقي يصمت عن جرائم الغزو ويصمت عن تحرير الموصل لأنها أما تتعارض في الرغبة في تفتيت العراق وتحقيق حق المصير وأما لغاية في نفس يعقوب في العنصرية ضد إيران تمر عبر قنوات فلول البعث في الموصل و أما تتعارض مع توجهات إسرائيل في تحديد إيران دولة إرهاب.
لذا أن أي تطابق في الرؤى حول الإرهاب يمر عبر المنظار الأمريكي و السعودية, هو يعبر عن زيف اليسار و يفضح تهافت ازدواجيته, إذ يكمن في جوهره ديماغوجية و ليتمطى في أحضان السعودية ومشاريع أمريكا في تفتيت العراق وتدمير سوريا. من ثم لنرى ونسمع عويل التبجح الصارخ في الدعوة لإقامة الدولة المدنية و العلمانية بالجهد الأمريكي للغزو ومع ترافق قوى الرجعية العربية وأدواتها من القاعدة و داعش و عبر رعاية أمريكا لمؤتمر قمة وهابي.
هكذا بدأت أعمال التفجير في إيران بعد مؤتمر القيامة الوهابي للحروب و بعد زيارة الخمط للمستر د. ترامب, ليبدأ النزال مع الرافضة و ليس ضد إسرائيل الصهيونية.تملصاً من إسراء الطيران من الكعبة الشريفة إلى المسجد الأقصى الشريف!
روابط ذات تلميح بخصوص المواقف اليسارية العويصة
https://www.facebook.com/groups/Qabbanji/permalink/1335288003173202/
https://www.facebook.com/hans.post.39/posts/1369794466450529
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=879384355520657&id=100003473030950
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=301704403342431&set=a.102708086575398.4085.100005086204101&type=3
#علاء_الصفار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟