أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر المنصور - الرَّجُلُ والْمَرْأَةُ والقِوَامَةُ والكِتَابُ المُقدَّسُ















المزيد.....

الرَّجُلُ والْمَرْأَةُ والقِوَامَةُ والكِتَابُ المُقدَّسُ


ناصر المنصور

الحوار المتمدن-العدد: 5546 - 2017 / 6 / 9 - 01:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



سفر يشوع بن سيراخ 9

1 لاَ تَغَرْ عَلَى الْمَرْأَةِ الَّتِي فِي حَجْرِكَ، وَلاَ تُعَلِّمْ عَلَيْكَ تَعْلِيماً سَيِّئاً.
2 لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الْمَرْأَةِ، لِئَلاَّ تَتَسَلَّطَ عَلَى قُدْرَتِكَ.
3 لاَ تَلْقَ الْمَرْأَةَ الْبَغِيَّ، لِئَلاَّ تَقَعُ فِي أَشْرَاكِهَا.
4 لاَ تَأْلَفِ الْمُغَنِّيَةَ، لِئَلاَّ تُصْطَادَ بِفُنُونِهَا.
5 لاَ تَتَفَرَّسْ فِي الْعَذْرَاءِ، لِئَلاَّ تُعْثِرَكَ مَحَاسِنُهَا.
6 لاَ تُسَلِّمْ نَفْسَكَ إِلَى الزَّوَانِي، لِئَلاَّ تُتْلِفَ مِيرَاثَكَ.
7 لاَ تُسَرِّحْ بَصَرَكَ فِي أَزِقَّةِ الْمَدِينَةِ، وَلاَ تَتَجَوَّلْ فِي أَخْلِيَتِهَا.
8 اصْرِفْ طَرْفَكَ عَنِ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةِ، وَلاَ تَتَفَرَّسْ فِي حُسْنِ الْغَرِيبَةِ.
9 فَإِنَّ حُسْنَ الْمَرْأَةِ أَغْوَى كَثِيرِينَ، وَبِهِ يَتَلَهَّبُ الْعِشْقُ كَالنَّارِ.
10 كُلُّ امْرَأَةٍ زَانِيَةٍ تُدَاسُ كَالزِّبْلِ فِي الطَّرِيقِ.
11 كَثِيرُونَ افْتَتَنُوا بِجِمَالِ الْمَرْأَةِ الْغَرِيبَةِ، فَكَانَ حَظُّهُمُ الرَّذْلَ، لأَنَّ مُحَادَثَتَهَا تَتَلَهَّبُ كَالنَّارِ.
12 لاَ تُجَالِسْ ذَاتَ الْبَعْلِ الْبَتَّةَ، وَلاَ تَتَّكِئْ مَعَهَا عَلَى الْمِرْفَقِ.
13 وَلاَ تَكُنْ لَهَا مُنَادِماً عَلَى الْخَمْرِ، لِئَلاَّ تَمِيلَ نَفْسُكَ إِلَيْهَا، وَتَزِلَّ بِقَلْبِكَ إِلَى الْهَلاَكِ.

تفسير أصحاح 9 من سفر سيراخ للقس أنطونيوس فكري

هذه الآيات عن التعامل مع النساء. لا تغر على المرأة التي في حجرك= لا داعي للغيرة الجنونية التي بلا مبرر، فهذه تدفع للجنون، بل فليثق كل طرف بالآخر إذا لم يكن هناك داعٍ للشك. التي في حجرك= "التي في حضنك" في ترجمة أخرى. والمقصود الزوجة. حَجْر = المنع من التصرف. حَجْرِك= الحرام والمقصود زوجتك فهي لك. ولا تعلم عليك تعليماً سيئاً= في ترجمة أخرى "لا تعلمها تعليماً يسئ إليك". فمثلاً لا تعلمها أن تجالس الغرباء وتأتي أنت برجال غرباء لبيتك، ربما تعتبرهم أصدقاء لك، فقد يحدث إرتباط عاطفي مع أحدهم.
لا تسلم نفسك إلى المرأة لئلا تتسلط على قدرتك = الرجل هو رأس المرأة، فلا يصح أن تصبح هي رأسه وتتسلط عليه. هذا يعتبر وضع معكوس ناشئ من تدليل خطأ. ثم يمنع تمامًا التعامل مع المرأة البغي = أي الساقطات وهكذا لا تألف المغنية = "لا تطيل المقام معها" في ترجمة أخرى. لا تتفرس في العذراء= حتى لا تثار شهوات لا داعٍ لها قد تقود للخطأ. ولا تسلم نفسك إلى الزواني لئلا تتلف ميراثك= ميراثك الأرضي، فأموالك ستذهب لها، وميراثك السماوي، فالزناة لا نصيب لهم في ملكوت السموات (1كو9:6، 10). ولا تترك عينك تسعى وراء شهوات هذا العالم= لا تسرح بصرك في أزقة المدينة = المقصود أن لا يسرح بصرك وراء النساء، ولا تتجول في أخليتها= أي "زواياها المقفرة" حيث الساقطات ينتظرن من يلتقطهن. ولا تطيل النظر للمرأة الجميلة = فهذا سيثير شهوتك، وفكر في أن كل هذا الجمال سيتحول إلى تراب يومًا ما. الغريبة= التي هي ليست زوجتك. والأفضل كما يقول عدم الدخول مع النساء في مصادقات لا داعِ لها = لا تجالس.. لا تكن منادمًا لها على الخمر.

_____________

رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 11
1 كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِالْمَسِيحِ.
2 فَأَمْدَحُكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ عَلَى أَنَّكُمْ تَذْكُرُونَنِي فِي كُلِّ شَيْءٍ، وَتَحْفَظُونَ التَّعَالِيمَ كَمَا سَلَّمْتُهَا إِلَيْكُمْ.
3 وَلكِنْ أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.
4 كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ.
5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ.
6 إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ.
7 فَإِنَّ الرَّجُلَ لاَ يَنْبَغِي أَنْ يُغَطِّيَ رَأْسَهُ لِكَوْنِهِ صُورَةَ اللهِ وَمَجْدَهُ. وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَهِيَ مَجْدُ الرَّجُلِ.
8 لأَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنَ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنَ الرَّجُلِ.
9 وَلأَنَّ الرَّجُلَ لَمْ يُخْلَقْ مِنْ أَجْلِ الْمَرْأَةِ، بَلِ الْمَرْأَةُ مِنْ أَجْلِ الرَّجُلِ.
10 لِهذَا يَنْبَغِي لِلْمَرْأَةِ أَنْ يَكُونَ لَهَا سُلْطَانٌ عَلَى رَأْسِهَا، مِنْ أَجْلِ الْمَلاَئِكَةِ.
11 غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ لَيْسَ مِنْ دُونِ الْمَرْأَةِ، وَلاَ الْمَرْأَةُ مِنْ دُونِ الرَّجُلِ فِي الرَّبِّ.
12 لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْمَرْأَةَ هِيَ مِنَ الرَّجُلِ، هكَذَا الرَّجُلُ أَيْضًا هُوَ بِالْمَرْأَةِ. وَلكِنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ هِيَ مِنَ اللهِ.
13 احْكُمُوا فِي أَنْفُسِكُمْ: هَلْ يَلِيقُ بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُصَلِّيَ إِلَى اللهِ وَهِيَ غَيْرُ مُغَطَّاةٍ؟
14 أَمْ لَيْسَتِ الطَّبِيعَةُ نَفْسُهَا تُعَلِّمُكُمْ أَنَّ الرَّجُلَ إِنْ كَانَ يُرْخِي شَعْرَهُ فَهُوَ عَيْبٌ لَهُ؟
15 وَأَمَّا الْمَرْأَةُ إِنْ كَانَتْ تُرْخِي شَعْرَهَا فَهُوَ مَجْدٌ لَهَا، لأَنَّ الشَّعْرَ قَدْ أُعْطِيَ لَهَا عِوَضَ بُرْقُعٍ.
16 وَلكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُظْهِرُ أَنَّهُ يُحِبُّ الْخِصَامَ، فَلَيْسَ لَنَا نَحْنُ عَادَةٌ مِثْلُ هذِهِ، وَلاَ لِكَنَائِسِ اللهِ.
17 وَلكِنَّنِي إِذْ أُوصِي بِهذَا، لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ لَيْسَ لِلأَفْضَلِ، بَلْ لِلأَرْدَإِ.
18 لأَنِّي أَوَّلاً حِينَ تَجْتَمِعُونَ فِي الْكَنِيسَةِ، أَسْمَعُ أَنَّ بَيْنَكُمُ انْشِقَاقَاتٍ، وَأُصَدِّقُ بَعْضَ التَّصْدِيقِ


شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القمص تادرس يعقوب ملطي

الرجل رأس المرأة

كثيرًا ما يعتمد بعض الرجال علي هذا الجزء من العبارة لالزام المرأة بالخضوع له. لكن الرسول سبق فقدم رئاسة المسيح للرجل كمثالٍ، فإن أراد الرجل أن يمارس رئاسته يلتزم أن يقتدي بمسيحه. ينزل بالحب إلى قلب زوجته ويكرمها ويبذل ذاته من أجلها، فتشتهي هي أن تجد في رجلها الحماية لها، إذ تراه أهلًا لذلك، وأنه قادر علي ممارسة دوره. فرئاسة الرجل للزوجة هي حق تطالب به الزوجة، إذ تود أن ترى في رجلها القائد الباذل، المتواضع، وليس حقًا يطالب به الزوج لغرض السلطة والتحكم بلا حكمة وبدون حب!

هذا تحذير ألا يعتمد أحد على آخر. التي خُلقت معينة تحتاج إلى حماية الأقوى. بنفس المعنى "الرجل رأس المرأة" وبينما اعتقد أنه محتاج إلى معونة زوجته سقط بسببها. لهذا يليق ألا يضع أحد حياته في يد آخر، ما لم يختبر أولًا فضيلته. ولا يدّعي أحد أنه يقوم بدور الحماية لمن يظن أنه أقل منه في قوته، بل بالأحرى يلزمه أن يشاركه نعمته الخاصة مع الآخر. خاصة بالنسبة للشخص الذي في وضع القوة الأعظم ويمارس دور المدافع.
القديس أمبروسيوس

اللَّه الآب رأس المسيح

قبل اللَّه الكلمة أن يصير وسيطًا لدي الآب عن البشرية؛ بإرادته صار إنسانًا وخضع لإرادة أبيه وهو واحد معه في الجوهر، ليتمم كل تدبير الخلاص في طاعة كاملة. وكما يقول الرسول: "مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8). ففي دوره في الخلاص قام بدور الخاضع لطاعة أبيه حتى ينزع عنا طبيعة العصيان ونشاركه سمة الطاعة.
اللَّه (الآب) هو رأس المسيح إذ ولده، والمسيح هو رأس الرجل لأنه خلقه، والرجل رأس المرأة لأنها أُخذت من جنبه (تك21:2-22). هكذا تعبير واحد له معانٍ كثيرةٍ حسب اختلاف الأشخاص والعلاقات بينهم.
أمبروسياستر
تُستخدم كلمة "رأس" هنا بمعانٍ مختلفةٍ، وإلا تكون النتيجة خاطئة. المسافة بين المسيح والرجل أعظم بكثير منها بين رجل وامرأة، وبين المسيح واللَّه الآب من جانب آخر. فإن المسيح واللَّه متساويان في الجوهر لكن الخلاف في العلاقة، ونفس الأمر بين الرجل والمرأة. وأما بين اللَّه والمسيح الابن من جانب والرجل (والمرأة) من الجانب الآخر فالفارق عظيم للغاية في الجوهر والعلاقة.
كيف يقول: "ورأس المسيح هو اللَّه"؟ أقول أيضًا كما أننا نحن جسد واحد، هكذا المسيح والآب واحد. وبهذا يكون الأب هو رأسنا.
القديس يوحنا الذهبي الفم

"كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شيء يشين رأسه" [4].

يقصد بكلمة "يتنبأ" هنا "يعلم" علانية أو في الاجتماعات العامة، ليعلن مشيئة اللَّه وإرادته، أي الحديث مع الناس لأجل البنيان وتقديم إرشادات وراحة روحية (1 كو 14:3). فبقوله: "يصلي أو يتنبأ" يعني أنه يقوم بعمل قيادي في العبادة الكنسية.
لا يليق بالرجل أن يعظ وقد وضع علي رأسه حجابًا أو قبعة، لأن كشف الرأس علامة الخضوع. فهو يعظ في حضرة المسيح الآب، خاضعًا لروحه القدوس. إذ يمثل القائد الروحي شخص السيد المسيح الذي أطاع الأب ويكرمه لذا يكشف رأسه عندما يبدأ في الخدمة التعبدية العامة. إلي يومنا هذا نجد بعض الأوربيين حين يحيون شخصًا يرفعون القبعة علامة التكريم.
"يشين رأسه"، أي يهين مسيحه؛ في كل العالم يكشف الرجل رأسه في حضرة من هو أعظم منه في الرتبة (كما في الجيش) أو المركز (أمام الإمبراطور أو الرئيس أو أحد الأشراف).
ربما يتساءل البعض: لماذا يرتدي الكاهن (أو الشماس أو الأسقف) إكليلًا علي رأسه أثناء خدمة القداس الإلهي؟ جاء في الطقس القبطي أن الكاهن عند رفع البخور يكشف رأسه ؛أما في أثناء القداس الإلهي يذكر المسيح ملك الملوك فإنه يضع تاجًا علي رأسه إذ يحتفل كما بعرس الملك السماوي وكنيسته الملكة السماوية. يشعر خدام المذبح أنهم في حضرته قد توّجوا ملوكًا روحيين، فهم يعتزون بما ينالونه من كرامة روحية خلال ذبيحة الصليب !!
ماذا يعني التعبير "كل امرأة"، إلا كل امرأة من كل الأعمار ومن كل الرتب وفي كل الظروف؟
العلامة ترتليان
وكانت بعض النساء ذلك الحين لا يضعن غطاء للرأس بقصد لفت نظر الرجال. أراد الرسول أن يكون طابع النساء المسيحيات الوقار والاحتشام والتواضع، خاصة أثناء العبادة الجماعية. فمنعهن من كشف رؤوسهن أثناء النبوة أو الصلاة.
نزع الغطاء أيضًا بالنسبة للمرأة كان علامة عدم الخضوع وعدم تكريم الآخرين، خاصة الزوج أو الأب أو الرجال بوجه عام في الاجتماعات العامة.
يحسب الرسول هذا الاتجاه برفع غطاء الرأس إهانة للمرأة مثله مثل المحلوقة. فقد كان الشعر الطويل علامة جمال المرأة، أما المحلوقة فهي تسئ إلى جمالها بغية أن تبدو كمن في مركز الرجل، وهي بهذا تكشف عن عدم اعتزازها بجنسها كامرأة. كرامة كل جنس في اعتزاز الشخص بجنسه، فلا يتشامخ على الجنس الآخر، كما لا يحسده كمن هو أفضل منه.
كانت الزانيات والعاهرات يعاقبن بحلق رؤوسهن كأمر مشين لهن. حلق شعر الرأس يعني أنهن قد الحقن بالإساءة إلى رجالهن (إن كن متزوجات) الذين هم رؤوسهن، أو أنهن لا يستحققن أن يكون لهن أزواج كرؤوس مكرمة.
يخبرنا Tacitus مع التعداد الضخم يندر جدًا وجود زانيات بين الألمان، وإن وجدت سيدة زانية تعاقب بحلق رأسها وكشف رأسها أمام أقاربها، ويقوم زوجها بطردها من البيت.
وبحسب الشريعة الموسوية إن أٌتهمت زوجة بالزنا تقف أمام الكاهن ويكشف رأسها (عد 5: 18).
أيضا كانت المرأة العبدة (الأمة) كثيرا ما يُحلق شعر رأسها. يروي Achilles Tacitus Clitophon عن Leucippe التي انحطت إلى العبودية أنها بيعت كعبدة وحلق شعرها ونزع الحلي من رأسها.
ومن عادة اليونانيين أن تحلق النساء شعورهن عند الحزن الشديد.
عند الهندوس تقص المرأة شعرها عند موت رجلها علامة ترملها، أما المتزوجة فلن تفعل ذلك إذ تحسب شعرها هو جمالها.
كما إذا ارتدت سيدة ثيابًا خليعة يحسب ذلك إهانة لزوجها حيث يشك في سلوكها، هكذا كان الحال فيمن تظهر برأسها مكشوفة.
كانت بعض النساء الكورنثوسيات مملوءات تشامخًا، فكن يتقدمن الصفوف في الكنيسة وتقوم بعضهن بالوعظ العام وترأسن الاجتماعات وهن مكشوفات الرأس، متمثلات بالكاهنات الوثنيات.
بالنسبة لها أيضا فإنه لكرامة عظمى أن تحفظ رتبتها، وأنه لعيب لها أن تسلك في تمرد.
القديس يوحنا الذهبي الفم
يقدم الرسول للمرأة الخيار بين أن تغطي رأسها أو تحلق شعرها. فإن كان بحسب الطبيعة والعادة يُحسب حلق الشعر عارًا فيكون كشف الرأس على نفس المستوى.
أليس من المعيب أن تحلق الراهبة شعرها؟ كراهبة ترفض جمال الطبيعة بالنسبة لها، ولا تهتم بنظرة الناس إليها. إنها تحلق شعرها حتى لا تنشغل به، ولكي تتفرغ تمامًا للعبادة أو الخدمة قدر ما تستطيع.
تنال المرأة كرامة الرجل بترك رأسها مكشوفًا بل بالأحرى تفقد كرامتها. عارها ينبع عن رغبتها أن تتشبه بالرجل بتصرفاتها.
القديس يوحنا الذهبي الفم
"ولأن الرجل لم يُخلق من أجل المرأة،
بل المرأة من أجل الرجل" [9].
لم يخلق الرجل من أجل المرأة، بل خُلقت المرأة لتكون معينة له (تك2: 18، 21-22)، فهي عروسه كما الكنيسة بالنسبة للمسيح. لم تُخلق لتكون له خادمة أو عبدة بل "معينة". لا لتكون خادمة لملذاته وشهواته بل لتكون سندًا له في الحياة. لا لتكون من طبيعة أدنى منه، بل من ذات طبيعته، صديقة له، تشاركه أفراحه وأحزانه.
خلقت المرأة لتكون له معينًا تسنده في الحق. هذا لا يقلل من كرامتها، فإنه محتاج إليها، يسير كلاهما معًا في طريق واحد!
"هذا ينبغي للمرأة أن يكون لها سلطان على رأسها
من أجل الملائكة" [10].
حوار الرسول بخصوص خضوع المرأة ليس ليقلل من كرامتها بل ليحثها على السلوك بروح الخضوع والحياء وقبول ما تستلزمه الطبيعة والعادات من وضع غطاء للرأس، مما يعطيها كرامة ومجدًا.
يربط الرسول بين الكلمتين "الغطاء (الحجاب) والخضوع "إذ في العبرية متقاربان: radad radid
سلطان علي رأسها": يرى كثير من الدارسين أن كلمة "سلطان" هنا تعني "الحجاب".
ويرى البعض أن السلطان هو غطاء رئيسي مزين أحيانا باللآلئ وذلك كالذي كانت ملكات فارس يرتديهن علامة البهاء مع الخضوع للملك.
كانت النساء المتزوجات ترتدين إياه ويدعى kerchief bandalette أوtiara. بينما كانت الفتيات غير المتزوجات يرتدين قبعات صغيرة بدلا من الـtiara. دُعي هكذا لأنه كان يرتديه النساء المتزوجات وكان لهن سلطان علي الفتيات غير المتزوجات. غير أن الحديث هنا ليس للتمييز بين المتزوجات وغير المتزوجات بل عن النساء اللواتي يتنبأن ويصلين في اجتماعات كنسية عامة.
يرى البعض أن السلطان هو اسم لزينة نسائية كن يرتدين إياها علي رؤوسهن.
في كثير من الدول في ذلك الحين كانت النساء يرتدين غطاء علي الرأس ينزل حتى العينين.
إذ تضع المرأة غطاءً لرأسها إنما تحمل سلطانًا أو قوة أو مجدًا كمؤمنة خاضعة لرجلها في الرب.

شرح الكتاب المقدس - العهد الجديد - القس أنطونيوس فكري

رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ = فهي أخذت منه وخلقت لتكون معيناً نظيره، وعندما خالف آدم هذه القاعدة وتبع إمرأته سقط وإذ أراد الرب تصحيح الوضع عاقب الرب آدم قائلاً "لأنك سمعت لقول إمرأتك" وعاقب حواء قائلاً "إلى رجلك يكون إشتياقك وهو يسود عليك" (تك 3: 16). ولكن إن أراد الرجل أن يقول أنا رأس المرأة كما أن المسيح رأس الكنيسة فعليه أن يقدم الحب والبذل لإمرأته كما قدم المسيح لكنيسته، فالمسيح صار رأساً للكنيسة بصليبه. وإذا لم تستطع المرأة أن تخضع لرأسها المنظور فلن تستطيع الخضوع لله غير المنظور.
وهذا ليس معناه أن المسيح ليس له علاقة بالمرأة (غل 3: 27، 28). أو أن علاقة المرأة بالمسيح تكون من خلال رجلها. ولكن الرأس معناها القيادة والإتحاد فعندما نقول الرجل رأس المرأة فهذا يعنى أن المرأة كانت في آدم، وخرجت من آدم وهي بالتالي واحدا مع آدم. وكما كان في البدء، أن الله يحب آدم وعلامة المحبة عطاياه لآدم، وكان آدم يحب الله وعلامة المحبة خضوع آدم لله بالمحبة، هكذا ينبغى أن تكون الصورة السماوية للأسرة المسيحية. الرجل يحب إمرأته ويبذل نفسه عنها، والمرأة تخضع لقيادته في محبة. والرسول هنا يقصد معنى الخضوع بالحب الواجب توافره لقيام حياة الشركة الزوجية بين الرجل والمرأة. ومثال لهذا الخضوع، خضوع الإنسان للمسيح والمسيح للآب. وصلة المرأة بالمسيح لا تعنى إلغاء أو نفى علاقتها بزوجها وخضوعها لزوجها. ولا مبرر للزوجة أن تقول أنا مثل الرجل في المسيح، فالمسيح خضع للآب وهما جوهر واحد. والعلاقات الثلاث التي يشير لها الرسول "علاقة المرأة بالرجل، والرجل بالمسيح، والمسيح بالله" هي علاقات توجد فيها شركة حياة. ويهدف الرسول إلى أن يصل، أن على المرأة أن تخضع لرجلها فهو رأسها، وخضوعها يكون بالحب. ورأسها هنا ليس معناه أن يسود عليها في إذلال وعبودية، بل بمفهوم المحبة فعليه أن يبذل نفسه كما فعل المسيح لعروسه الكنيسة وصار رأسا لها. سيادة الرجل للمرأة هي سيادة تنظيمية تقتضيها الحياة الزوجية.



#ناصر_المنصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ والحَبْلُ والقُرْآنُ الكَرِيمُ والكِتَ ...
- المرأة والسجود للزوج في الكتاب المقدس ((1))
- غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وسامِي الذِّيب ((1))
- الأَنْبِياءُ وجِهَادُ النِّكَاحِ والكِتَابُ المُقدَّسُ ((2))
- الأَنْبِياءُ وجِهَادُ النِّكَاحِ والكِتَابُ المُقدَّسُ ((1))
- الفولجاتا السريانانية ومعنى البشيطة وصيغة المؤنث
- سفْرُ الْمَكَّابِيين ومُشْتَرَكات إسلاَميَّة (4)
- سفْرُ يَشُوعَ ومُشْتَرَكات إِسْلامية (3)
- يوحنا بين الرضاعة كبيرا والمعمودية والتشدد والسلفية !
- إلهُ الكتاب المقدَّس وكِتَابَةُ التَّوراة .
- سفْرُ المزامِير ومُشْتَرَكات إِسْلامية (1)
- ماهو مصير الناس الذين لا يؤمنون بالمسيح؟
- رَشُّ العُطُور بالرَّدّ على شَاكِر الشَّكُور
- الوحي المقدس والكوكايين والحشيش واستعارة الفروج
- البابا شنودة يواجه النبي سامي الذيب ((1))
- بطرس والخليفة بين الكاثوليك والأرثوذكس
- نعيم إيليا بين عبد المسيح وعبد الله
- علماء ومراجع الشيعة يردون على سامي الذيب
- أبو لهب بين الإنجيليين والأرثوذكس
- لاتعاند يامُسلِم يَسوع وُلِد في الشِّتَاءِ ((1))


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناصر المنصور - الرَّجُلُ والْمَرْأَةُ والقِوَامَةُ والكِتَابُ المُقدَّسُ