حيدر مساد
الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 04:00
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لماذا قطر؟
ما الذي يجري في الخليج؟ .. ولماذا الآن؟ وما هي أسبابه؟ وما هي تداعياته؟
أظن أن المنطقة مقبلة للأسف على حرب اقليمية كبيرة وكبيرة جدا، مغلفة بالطائفية وستغذى منها كوقود قابل للدفع بالأمور إلى أقصاها .. وما الحروب الصغيرة نسبيا في اليمن وسوريا والعراق (ولبنان المشدودة) المغلفة بالطائفية إلا مقدمة لانفتاح واسع على مواجهة كبيرة شاملة ، طرفيها الرئيسين ايران وحلفاءها، والسعودية وحلفاءها.
ما تواجهه قطر ليس بسبب حماس أو (الاخوان المسلمين) أو دعم المنظمات الإرهابية كما هو معلن أوكما يريد البعض أن يصوره في الإعلام، وان كانت حماس والاخوان جزء من هذه العملية مثل قطر.
يتم الآن حشد الحلفاء وحصرهم للمواجهة القادمة، يتم الآن فرز الألوان إما أبيض أو أسود ولم يعد مسموحا بتواجد اللون الرمادي.. ولأن قطر بازدواجية سياساتها وارتباطها بخيوط مع القوى المتناقضة _ (فهي بنفس الوقت التي تدعم فيه حماس تقيم علاقات متطورة جدا وتنسيق مع "اسرائيل" وتتعاون مع سلطة منظمة التحرير الفلسطينية .. في نفس الوقت الذي تدعم فيه الحوثيين في اليمن تقوم بقصفهم ضمن قوات التحالف العربي هناك.. وأمثلة كثيرة) _
وهي تتعاون مع ايران في نفس الوقت الذي تتماشى فيه مع توجهات مجلس التعاون الخليجي المناوئة لايران...
وعليه ولأن هذا وقت الإصطفاف الواضح الذي لا لبس فيه ، تطلب السعودية وحلفاءها من قطر أن تحدد موقفها عمليا أين ستقف .. تماشيا مع مقولة "إما معنا أو علينا" ، ولم يعد هناك امكانية للون الرمادي أو للعب على أكثر من حبل أو للسياسات المزدوجة العبثية ، كل هذا المسكوت عنه سابقا لم يعد مقبولا الآن .
ما تواجهه قطر من مقاطعة وحصار موجه ايضا ضمنا إلى حماس والأخوان ، ومطلوب أيضا من حماس ومن جماعة الأخوان تحديد موقعهما من الخندقين المتشكلينعمليا بشكل واضح بما لا يحتمل أكثر من تفسير .
ومن هنا فان كل الأسباب المعلنة لهذه الأزمة في وسائل الإعلام لا تعبر عن الحقيقة.
وفي مرحلة ما قادمة سيكون مطلوبا من كل دولة و تنظيم تحديد موقفه وموقعه بوضوح من الخندقين المتقابلين.
"اسرائيل" المستفيدة تحبذ هذا السيناريو، فيما سيدفع المستفيدان الأكبران روسيا والولايات المتحدة الأمريكية باتجاه المواجهة بين الدولتين الغنيتين (ايران والسعودية) بما يضمن تغذية اقتصادهما لحقبة زمنية طويلة قادمة.
علينا أن لا نصنع من البعض أبطالا نكاية بالآخرين، ليس في الأمر بطولات.
هذه رؤية موضوعية بحتة، بعيدة عن التحيز والاصطفاف، أجارنا الله من الفتن.
حيدر مساد
7-حزيران-2017
#حيدر_مساد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟