أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!














المزيد.....

العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 03:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!
بعد مغرب أحد أيام رمضان المبارك ، وعند بوابة أحد مساجد إحدى ضواحي باريس ، أثار إنتباهي وقوف فتية بلحى كثة وطويلة يوزعون منشورات ، كانت نسخة طبق الأصل ، شكلا ومضمونا، لما رأيته يوزع بعد الصلاة ، بوابات بعض المساجد بالمغرب ، كما كانت مماثلة أيضا لما حصلت عليه بباب أحد مساجد القاهرة -التي غادرتها قبل أيام قليلة ، نحو باريس التي اعتدت قضاء هذا شهر رمضان بها- والتي كانت عبارة عن مجموعة من الأحاديث النبوية المغدقة للوعود الباذخة بالصفح والمغفرة ، مقابل ممارسة بعض الشعائرة والعبادات المكرَّسة للتطهير من الذنوب ، من قبيل: إن ممارسة العبادة الفلانية تجعلك أيها المسلم طاهراً من الذنوب كيوم ولدتك أمك!....
ذهب بي التفكير الى الشك في الغاية الحقيقية من وراء توزيع تلك المنشورات الكروجة لتلك النوعية من الأحاديث ،على هذا النطاق الواسع ، ومدى انسجامها مع الغايات الدينية السامية ، وهل هي فعلا صدفة أو مصادفة تشابهها في كل البلدان والدول المتباعدة جغرافيا ،التي توزع فيها ، أم أن وراء ذلك أمر ما ، أو جهة وأيديواوجية خاصة ، تعمل على الانقلاب على تعاليم الدين وقيمه وأخلاقه السامية ، بضرب عمق العبادات ، التي هي ،كما يقول الفقهاء :" طاعة طوعية ، ممزوجة بمحبة قلبية أساسها معرفة يقينية " فرضها سبحانه وتعالى لاختبار صدْق إيمان المؤمنين وتقواهم، وليس للاعتبارات التي تزعم المنشورات الموزعة ، دون ستند عقلي أو منطقي، بأنّ الغاية منها ، هو إكساب ممارسيها منافعَ مادّية ، كتخليصهم من الشعور بالذنب، وتطهيرهم من مشاعر التوتر وعدم الأمان وتوقع العقاب وغيرها من مشاعر الندم ولوم الذات ، الأمر الذي إذا اقتنعوا به واطمأنوا إلى مفعوله التطهيري ، وقدرته على التخليص من الشعور بالذنب ، من خلال الأحاديث -التي وضعها القدماء وجعلوا الناس تكررها دون أن تفهمها - والتي بغض النظر عن صحتها أو عدمه ، فهي تعمل على تشجيع المسلمين على عدم النفور من الأخطاء والذنوب ، وتعظم لديهم قدرة معاودتها والاستمرار فيها ، إلى أن تصبح حياتهم حياة قائمة على انتهاك القيم والمثل والمعايير الاخلاقية والإجتماعية والمبادئ الدينية ، التي لا تقترفها في الأغلب الأعم إلا الشريحة التي تحرص على ألا تكون سوية في تعاملاتها مع الغير ، فتغشّ ، وتكذب ، وتنافق ، وترتشي ، بشكل مستمر، والتي لا تستطيع تحمل الشعور بالذنب طويلاً، فتلحأ للتخلص منه ، للشعائر والعبادات ذات الفعَّالية التطهيرية الخارقة ، التي تروج لها الأحاديث موضوع المنشورات الموزعة بأبواب المساجد ، والتي لا تؤديها بغرض التوبة النصوح ، ولا بقصد التخلي عن الذنوب والمعاصي والآثام، وعقد العزم الأكيد على عدم العودة إلى ارتكابها مرة أخرى في مستقبل حياتها ، كأي تائب حين يتوب إلى الله تعالى توبة نصوحاً فيتمتع بالفلاح والنجاح والسداد والتوفيق، مصداقا لقوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (النور/ 31)، وإنما يؤدونها استعدادا للعودة إلى ارتكاب الأخطاء من جديد والاستمرار فيها ، بعد الشعور براحة التخلص من مشاعر الذنب والإثم بفضل العبادات التطهيرية ، ثم يعاودون الكرة من جديد ، أخطاء وآثام ، ثم شعائر وعبادات تطهيرية ، ما يجعل المجتمع يبدو جميعه ملتزما دينياً، لكنه لايتورع عن ارتكاب الذنوب والخطاء في حق الغير وعلى رأسهم وطنه الذي يقوم بسرقة خيراته ، إلى درجة جعلته يحقق أعلى معدلات ممارسة الرشوة على المستوى العالمي؟ حيث حل -حسب الدراسة التي أعدتها منظمة الشفافية العالمية "ترانسبرانسي أنترناشيونال" -في الرتبة الـ91 عالميا في مؤشر انتشار الفساد، من بين 175 دولة عبر العالم، متراجعا بذلك بثلاثة مراتب، مقارنة مع سنة 2012.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان "



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقلية طاغية و العلاقة التبادلية!
- العطل ، تفضيل للكسل أم عزوف عن العمل؟؟
- ليس بالتكبير وحده يكون المرء مهابا !
- لقد أفسد رأيكم ود القضية !!
- رسالة ثانية مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين ا ...
- عسر الكتابة!!
- طاح التعليم ، علقوا الحجام!!
- غطرسة التدوينات وعجرفتها !!
- رهان إصلاح التعليم؟؟
- زمن القيم والمعاير المقلوبة !!
- رسالة مفتوحة الى معالي وزير التربية الوطنية والتكوين المهني ...
- التضليل المتعمد والتحريف المقصود!!
- ماذا لو فازت لوبين بالرئاسة؟؟
- ولد لفشوش والحكومة الجديدة !!
- لماذا لا نلغي منصب الوزير؟؟
- استجداء المناصب التنفيذية !!
- شتان بين الأسماء والأفعال
- شم النسيم والإعلام المأجور !
- كيفما كنتم تكون حكومتكم !!
- مماحكات حزبية !!


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - العبادات التطهيرية .. الانزلاقات!