أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان يوسف يوسف - العرب والاسلام














المزيد.....

العرب والاسلام


سليمان يوسف يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 5545 - 2017 / 6 / 8 - 01:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العرب و الإسلام
معظم من كتبَ عن العلاقة بين (العرب والإسلام)، تمحورت كتاباتهم حول دور العرب في نشر (الرسالة المحمدية) ومساهماتهم في نهضة الاسلام وبناء الحضارة الاسلامية. في هذا المقال سنتناول هذه العلاقة من زاوية مختلفة، نبين فيه فضل (الإسلام) على العرب، ومدى افادهم في خدمة أهدافهم السياسية ومصالحهم الاجتماعية و الاقتصادية وفي حروبهم وغزواتهم العسكرية.
لا جدال على فضل العرب في نشر الاسلام وإيصال رسالته الى الكثير من شعوب وأمم العالم، لكن بالمقابل للإسلام فضل كبير على العرب وعلى أكثر من مستوى وصعيد . لا يوجد دين خدم قوم معين مثلما خدم الاسلام العرب. الكثير من القبائل العربية دخلت الاسلام لأنها وجدت فيه ملاذاً آمناً وضامناً لمصالحها . الإسلام رفع من شأن ومكانة العرب المسلمين بين الأقوام والشعوب الأخرى . الاسلام كان سبباً في خروج العرب من جزيرتهم. خرجوا لينشروا الدعوة المحمدية . لكن العرب أخذوا من (نشر الإسلام) سبباً لحروبهم وغزواتهم الخارجية، وذريعة للاستيطان في مناطق وأوطان شعوب وأقوام أخرى، فرضوا عليها سلطتهم ولغتهم وثقافتهم. كان الهدف الأساسي من عملية تحويل الشعوب الى "الاسلام" الحصول على ولاء هذه الشعوب لسلطة القبائل العربية وتبعيتها لها. معظم الغزوات الاسلامية "الحروب الجهادية المقدسة" خدمت مصالح وتطلعات القبائل العربية في التوسع الديمغرافي. حقيقة، لولا (الاسلام) لما خرج العرب من شبه جزيرتهم الصحراوية، إلا الهاربين من جور حكامهم واللاجئين منهم، ولما وجدنا اليوم خمسة عشرة دولة عربية اسلامية في مناطق غير عربية ، على حساب شعوبها الاصيلة ( الأقباط الفراعنة ، السريان الاشوريين ، الأمازيغ-البربر) . ما لم يأتي (القرآن الكريم) باللغة العربية، لما انتشرت لغة العرب خارج مجتمعاتهم ولما نطق بها غير العرب. العرب لم يترددوا بتقديم (الاسلام )على أنه دينهم وملكاً لهم . فهم نظروا اليه منذ اليوم الأول على أنه " دين عربي". وقد برز في الواقع ديناً عربياً. الكثير من المسلمين العرب وغير العرب لا يقر بأن (الاسلام ديانة عربية) رغم العديد من الوقائع والمعطيات التاريخية التي تؤكده وتثبت هذه الحقيقة. فمن رحم العروبة خرج الاسلام . في بيئة عربية ظهر. نبي الاسلام (محمد- ص)عربي الهوية والانتماء العرقي، من كبرى القبائل العربية(قريش) وأكثرها مكانة ومنزلة بين سائر قبائل العرب قبل الإسلام، نظرًا لسيادتها على مكة و (بيت الله الحرام ). كتاب الاسلام (القرآن الكريم) جاء بلغة العرب(العربية) ، لهجة قريش. العرب، بهمومهم ومشكلاتهم، كانوا محور آيات القرآن، في بداية الدعوة الإسلامية وقبل أن يرسخ سلطاته الدينية والسياسية. في فترات معينة، اعتناق الاسلام كان طريقاً الى العروبة بالنسبة للكثيرين. في هذا السياق، أطلق (الأب الروحي) للقومية العربية، المسيحي (ميشيل عفلق) مقولته المشهورة " إذا كان محمد عربياً فعلى كل العرب أن يكونوا محمداً" . إنها دعوة صريحة للعرب المسيحيين لاعتناق الإسلام، طالما هو (دين العرب). القول بأن (الإسلام) دين عربي، لا يتعارض مع (عالمية الاسلام) لجهة رسالته وأهدافه. قد يقول قائل، إذا كان (الإسلام) ولد ونشا عربياً وفي بيئة عربية ، فهو لم يعد كذلك ، وقد بات تعداد المسلمين من غير العراب يفوق بكثير تعداد العرب المسلمين. هذا صحيح، لكنه لا يغير من الهوية العربية للإسلام.
العرب كانوا ينظرون لغير العربي، الذي يدخل دينهم الجديد (الاسلام)، كمسلم من الدرجة الثانية، أقرب الى أهل الذمة(المسيحيون واليهود) ، يدفع الضرائب العقارية، التي عفي منها المسلم العربي. المسلمون من غير العرب كانوا يُسمون بـ(الموالي) انتقاصاً من قيمتهم ومكانتهم بين القبائل العربية المسلمة ، كما لو أنهم عبيد محررين. العرب رفضوا ما جاء به (الإسلام) من قيم ومفاهيم تتعارض مع تصوراتهم وتقاليدهم القديمة المتمحورة حول "تفوق العرق العربي". كذلك رفضوا كل إجراء يُفقدهم امتيازاتهم ويتعارض مع مصالحهم. رفضوا مساواتهم مع الشعوب الاسلامية الغير عربية. فلم يكن يطيب لهم دخول شعوب أخرى الإسلام الا تحت راية العروبة. العرب كانوا يرون بأن السلطة في الدولة الاسلامية يجب أن تكون للقبائل العربية. لهذا وصِفت "الدولة الأموية- 661- 680" بـ"الامبراطورية العربية"، حتى بعض المؤرخين وصفها بـ "الرايخ العربي" . التعالي العربي وإصرار القبائل على تفضيل (السلالة العربية) في الاسلام ، قُبل برفض قوي من قبل الشعوب الأخرى التي دخلت الاسلام، بشكل أكثر من قبل الفرس و العثمانيين . مع اعتناق الفرس "المذهب الشيعي"، نهاية القرن 8 ميلادي، ارتفعت وتيرة الاحتجاجات المناهضة للزعامة العربية في الاسلام. وقد نجح العثمانيون في خطف (دولة الخلافة الاسلامية) لأكثر من اربعة قرون من العرب. في إطار الصراع على قيادة (العالم الاسلامي) يندرج الخلاف (السني- الشيعي)، الذي تطور في مراحل كثيرة الى حروب كارثية طويلة بين العرب والفرس. الصراع(السني- الشيعي) هو صراع (عرقي/سياسي)، أكثر من كونه خلاف (مذهبي/ فقهي) داخل البيت الاسلامي الواحد، وهو يعود بشكل اساسي الى شعور العرب، بأنهم الأولى والأحق في تمثيل الاسلام والدفاع عنه وقيادة العالم الاسلامي والتعبير عن مصالحه.
سليمان يوسف يوسف....
باحث سوري مهتم بقضايا الأقليات



#سليمان_يوسف_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل أن يكون -الأكيتو- عيداً وطنياً سورياً
- الادارة الذاتية في الجزيرة السورية بين المشروع الوطني والطمو ...
- الآشوريون بين خدع المثقفين ودسائس السياسيين
- مسيحيو العراق في ذمة المجتمع الدولي
- مسيحيو العراق ابرز ضحايا الاستبداد الديني والسياسي
- دفاعاً عن مشعل التمو ومعتقلي الراي والضمير في السجون السورية
- الحوار الاسلامي المسيحي المشرقي والأفق المسدود
- القضية الآشورية في سوريا
- المشهد السوري بين غياب الكلمة الحرة وأزمة الرغيف
- في ذكرى المذابح وقضية مسيحيي الشرق
- هل من حرب على مسيحيي المشرق؟
- الفشل الديمقراطي للمعارضة السورية
- البعث و نهاية التاريخ في سوريا
- بمناسبة الأعياد لنرفع الصليب والهلال
- راهب يتحدى خاطفيه في تركيا
- الشعوب العربية وحقوق الشعوب الأصيلة.. الآشوريون والأقباط نمو ...
- من المسؤول عن تشظي المنظمة الآثورية الديمقراطية
- دمشق: الفرع 235/5
- سوريا بين الأمن المحقق والاصلاح المؤجل
- آشوريو سوريا : فشل سياسي ونجاح فني


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سليمان يوسف يوسف - العرب والاسلام