أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - عزيزي الله – مواطن مجهول 8















المزيد.....


عزيزي الله – مواطن مجهول 8


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 5543 - 2017 / 6 / 6 - 22:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سلسلة مقالات من كتاب: عزيزي الله: رحلتي من الإيمان الى الشك - مواطن مجهول، 52 صفحة
يمكن الحصول على النسخة الورقية من موقع أمازون https://goo.gl/W619cB
كما يمكن تحميل النسخة المجانية من موقعي http://wp.me/p1gLKx-hSc
.
المرأة والدين
---------
عزيزي الله،
ما بالك والمرأة، تلك المخلوقة المرهفة الحس الطرية العود والناعمة الملمس، صنعتها ضعيفة مسكينة ومن ضلع الرجل، إن حاول أن يقيمها كسرها وإن تركها بقيت عوجاء ولولا حواء لم تَخُن أنثى زوجها الدهر كما يقول رجالك ووكلتها لهم كخادمة مطيعة تأتمر بأمرهم وتصبح قيد شورهم .. إذا مرضت لا يلزم زوج علاجها وإذا ماتت لا يلزمه حتى شراء كفن لها! لن أسألك لم إذن خلقتها فأي جواب منك إنما هو دفاع عن موقفك هذا منها وهو غير مقنع إذ يمكنك صنع ما تريد من دون زوجين اثنين .. ألست صاحب كن فيكون، لكني أسألك لم وضعتها في منزلة أقل من منزلة الرجل ووهبته القوامة عليها .. ما الذي فعلَته بك تلك المسكينة لتجعلها أكثر أهل النار .. أهناك ما يغيظك منها يا رب الى تلك الدرجة؟ في كتابك الكثير من الآيات تحكي عن السبي وعن ملك اليمن وعن الزنا (بالتراضي) وتفصّل في ذلك لكن لم تأت بآية واحدة عن انتهاك المرأة باغتصابها .. صوّرت الشيطان في جسدها فهي سبب الغواية، .. تقبل وتدبر في هيئة شيطان وتركت عقل الرجل وهو ينجذب لها وساويت بينها وبين الحمار والكلب في قطع صلاة أتباعك وحكمتَ على من وَليتْ أمرهم بعدم الفلاح وأوشكتَ أن تأمرها بالسجود للرجل وسمحتَ له بضربها ووصمتها بنقص العقل والدين كما يقول أتباعك بل وسمحت له أن يُكرهها على ممارسة الجنس معه، وأنها تبيت تلعنها ملائكتك إن هي رفضت الانصياع لزوجها .. ثم يأتي رجالك اليوم وبعض من نسائك ليقولوا أنها جوهرة مصونة وملكة محروسة راضية قانعة في مملكة الدين .. أيعقل هذا يا رب؟
.
الحالة الوحيدة التي ربما تحظى فيها بتقدير من الرجل هي حينما تكون أما وذات ولد .. حين يكبر أولادها تحظى بحبهم وتقديرهم، لكن ماذا عن حياتها قبل أن تبلغ من العمر عتيا وماذا عن من لم ترزق بأولاد، ثم إن عاطفة الأمومة لا تحتاج أصلا الى تعليمات من فوق. سلبتَ منها كرامتها وإنسانيتها التي أعادها بعض من خلقك من غير المؤمنين بك حين سطّروا حقوق الإنسان .. المرأة في بلدي يا رب لا يمكنها أن تتزوج أو تدرس أو تعمل أو تسافر من دون موافقة ذكر ولو كان أغبى منها وأصغر .. أيرضيك هذا يا رب أم هو كما يقول المعتذرون نيابة عنك تفسيرات محلية وتأويلات موضعية لكلامك لا تعكس مرادك ولا تلتزم بمقاصدك. إن كان كذلك، فلم لا تتدخل وتعيد الأمور الى نصابها .. الى ما تريد حتى نفهم ما تريد، ألا تريد لنا أن نفهم مرادك؟ انظر الى كم المقالات والكتب التي دبجها رجالك للدفاع عن موقفك هذا بالحديث عن مكانة المرأة في دينك وتفنيد ما أسموه بالشبهات حولها لترى كم هي مسكينة وإلا لما احتاج أتباعك أن يكتبوا كل هذا الكم دفاعا عن موقفك منها، أتعرف يا رب .. لابد أن تكون ذكرا لتجعل من المرأة هكذا! كيف تقبل يا رب بل وتشرّع أيضا لقوم أن يتخذوا سبايا إثر قتال مع آخرين وبعد أن ينتصروا يعاملوا نساء الفريق المهزوم كجواري توزع نسائهم كما يوزع المتاع ليمارس جند الفريق المنتصر الجنس مع نساء الفريق المغلوب غصبا وقهرا حتى ولو كنّ متزوجات .. أليس هذا تعدّياً على إنسانية المرأة وكرامتها؟.. ليت شعري، كيف سبي النساء وممارسة الجنس معهن غصبا ولو كن متزوجات حلال، بينما شاب وفتاة يمارسان الجنس مع بعض بالتراضي حرام؟
.
يقول أتباعك أن هذا ديدن عصور الجهل والظلام وأن وضع المرأة في الأمم سابقا كان هكذا لكن ما دخل ذلك بكتابك وبرسالتك الإنسانية للعالم أجمع .. ألم يكن الخمر أيضا معروفا في الأمم السابقة ومع ذلك تدخّلتَ وحرّمته على أتباعك المسلمين. ألم يسعك أن تتدخل وتصحّح الحال وتعيد للمرأة كرامتها وتضعها في مصاف الرجل، أليست قيمة المرأة ودورها وإنسانيتها أهم وأعظم شأنا من قدح جعّة يسكبه أحدهم في كأس ليستمتع به؟ ثم ما دمنا نتحدث عن المرأة لنتحدث أيضا عن الرق والعبيد والجواري والقيان، كيف يا رب تسمح بل وتشرّع لناس أن يسترقّوا آخرين ليصبحوا في مرتبة أدنى من غيرهم؟ كيف تُبقي على وضع اجتماعي لا يتناسب مع ما تبشر به، أليس دينك هو دين النور والعدل والرحمة والإنسانية؟ سيقول المعتذرون من أتباعك المرددين لكلام من سبقهم أن هذا تقليد وممارسة قائمة ومعروفة قبل نزول كتابك .. حسناً، الآن وقد أعلنتَ رسالتك ونشرتَ كتابك، لمَ لمْ تضمّنه نصا صريحا قاطعا لا يحتمل التأويل بمنع الرق والمتاجرة به وتحريمه حتى ولو كان في ذلك إضرار مؤقت بمصالح من بعثتَ به اليهم .. هل أنت تتملّقهم يا رب أم أنك تسنّ قانونا أنسانيا للبشرية جمعاء يصلح لكل زمان ومكان كما يقولون؟
.
لا يمكن أن أغفر لك يا رب سكوتك على مسألة تتعلق بكرامة الإنسان وحريته هي من أعظم ما يمتلكه .. كنت أتوقع منك وأنت رب العباد أن تمنع العبودية تماما بين عبادك بدلا من أن تتحدث عن أحكامها وبيان شرعيتها وعلاقة السيد بجواريه. أنت في ذلك كمن يرى المظلوم وهو يتلقى الضربات تلو الأخرى على وجهه ورأسه فتأتي لتقنن عددها حتى لا يهلك وتحوّل الضرب من الوجه الى البدن. أيعقل أن يكون بشر من مثل ابراهام لنكولن ومارتن لوثر كنج أكثر عظمة منك حين يناضلون من أجل الحرية فيما تطالب أنت بتحسين شروطها أو تسهيل الفكاك منها كما يدعي أتباعك. أيكون الإعلان العالمي لحقوق الإنسان أفضل من آياتك .. ألم يكن أجدر بك أن تعلنها مدوّية على الملأ في كتابك الخالد أن الرق حرام بينكم يا عبادي مثلما أن الظلم حرام .. كيف يكون الظلم حرام بينما الرق حلال؟ كيف يكتمل دينك يا رب وسوق النخاسة يستمر قائما لقرون طويلة بعد نشر كتابك؟ هل لأننا عبيد لك أردت لبعضنا أن يجرب شعورك حين نمتلك مصير غيرنا ونسخرهم لنا .. أيمكن أن تكون عنصريا يا رب .. أيعقل هذا؟
.
عزيزي الله،
أعذرك فيما نحن فيه فأنت لست المشكلة، إنما أنت كالمسكين البائس الذي يُسند اليه الآخرون أفراحهم ومصائبهم وكالصديق يعلّقون عليه مآلاتهم وآمالهم وكالضّامن يرجونه لتغطية النقص في حيواتهم فما الدنيا الا استثمار ناقص لا يوفي برأس مال صاحبه .. أنت شماعة الأخطاء واله الفراغات في حياة البشر، يستخدمك كل أحد ليسدّ النقص في حياته. ورّطك غيرك في تحمّل ما لا يُحمل وإلا فإنّ المُشكل هو ذلك الإنسان الذي اخترعك. يقولون أنك واجب الوجود، ولو لم توجد لأوجدك الإنسان العاقل .. من يدّعي معرفة بك غير العاقل. أيعرفك المجنون أو الحيوان أو حتى الجماد أو إنسان النياندرثال؟ من يعرفك يا رب غير الإنسان العاقل .. أيتأثر بوجودك الفعال ولا أقول الخامل أحد غير ذلك الإنسان؟
.
ليته أبقاك بعيدا عن حياته العامة واحتفظ بك في دائرته الفردية على مستوى شخصه، فالدين لك لكن الوطن والعيش المشترك للجميع. لم يفطن لذلك الا بعض الشعوب النابهة حديثا والتي وعت ذلك ورأت من الشرور ما رأت فحيّدت الدين وجعلته مشروعا شخصيا خاصا لا دخل للدولة به .. الدين شيء فردي متى ما تعدّى الأحد أصبح خطرا على الشعوب. ألم تقل في كتابك أنْ كلّهم آتيه فردا .. هل ستستقبلهم يا رب يوم الدينونة بصفتهم الإعتبارية أم بصفتهم الشخصية؟ هل ستنادي على رئيس مجلس الإدارة بالشركة الفلانية وعلى ملك الدولة الفلانية أم ستلتقي بهم كأفراد يمثّلون أنفسهم وما كسبوه بصفتهم الشخصية؟ ما بال أناس يتعاملون معك إذن وكأنك ستحاسبهم بصفتهم الإعتبارية .. كيف ننسب دولة ما لدين ما فنقول دولة اسلامية، هل للدولة دين وهل ستحاسب الدولة أم ستحاسب الأفراد الذين يعيشون على تلك الأرض وفي ظل تلك الدولة؟
.
أتعرف يا رب ما الذي يجمع بينك وبين الدولة، كلاكما كيانات وهمية افتراضية لا توجد الا في مخيلة الناس الذين اخترعوا تلك الصور المجردة. إن التصديق بالشيء لا يجعل منه حقيقة سوى في عقل صاحبه وإلا فإن الواقع هو ذاك الذي يبقى حين تتوقف عن الإيمان به .. هل تبقَى يا رب حين يتوقف الناس عن الإيمان بك؟ ومع ذلك فإنك يا الله أنت والدولة كيانات مفيدة بلا شك، اتفق الناس على إضفاء صفات بها والحاق مهام ووظائف لها لتؤدي أغراض محددة مثلما أن ورقة النقد تؤدي غرضا اتفق الناس على قبوله لكن وجودها ليس لذاتها وقيمتها التي تصدر منها بل للقيمة المعنوية التي وضعها الإنسان فيها، فهي ابتداء من صنع الإنسان وبنات أفكاره مهما بلغت في قوتها وعظمتها كالدولة وورقة النقد .. هكذا أنت. لكن مثل ورقة النقد التي قد تتعرض لهبوط في قيمتها الشرائية بسبب التضخم لينتج عن ذلك ارتفاعا في أسعار السلع فيتضرر الناس من ذلك لا سيما محدودي الدخل ويستفيد أناس آخرون، هكذا أنت أيضا يا رب قد تتضخم في عقول الناس لتدخل في أدق تفاصيل حياتهم واسلوب معاشهم وطريقة تفكيرهم فيضيق أفقهم وتنحسر روح المبادرة لديهم وتكسف شمس الحرية في سمائهم ويستفيد آخرون من ذلك.
.
وإلى مقال قادم من كتاب: عزيزي الله: رحلتي من الإيمان الى الشك - مواطن مجهول
.
ادعموا حملة "الترشيح لنبي جديد"
https://goo.gl/X1GQUa
وحملة "انشاء جائزة نوبل للغباء"
https://goo.gl/lv4OqO
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية للقرآن بالتسلسل التاريخي: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيزي الله – مواطن مجهول 7
- عزيزي الله – مواطن مجهول 6
- عزيزي الله – مواطن مجهول 5
- عزيزي الله – مواطن مجهول 4
- عزيزي الله – مواطن مجهول 3
- من ماذا كان يعيش محمد؟
- عزيزي الله – مواطن مجهول 2
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 15
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 14
- عزيزي الله – مواطن مجهول 1
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 13
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 12
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 11
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 10
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 9
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 8
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 7
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 6
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 5
- الدور الهدام لسورة الفاتحة 4


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - عزيزي الله – مواطن مجهول 8