قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا
الحوار المتمدن-العدد: 5542 - 2017 / 6 / 5 - 19:52
المحور:
سيرة ذاتية
عندما تلتقي التقويمات .. حزيران ورمضان..!!
ولا ينتهي العدّ ، خمسون حزيرانا مرت ، منذ ذلك اليوم الذي وصفه حيمي بيرس ، ابن شمعون بيرس، باليوم الذي ظهرت فيه اسرائيل بكامل قوتها ، أُبهتها وروعتها... ونظر فيه العرب ، اليوم الذي تم احتلال فلسطين التاريخية كاملة ، مع بعض المناطق العربية الأُخرى والتي فاقت مساحتها اضعاف مساحة فلسطين التاريخية .
خمسون عاما على ذلك اليوم الذي تبخرت فيه أحلام اللاجئين بالعودة الناجزة والسريعة الى بيوتهم التي ما زالوا يحتفظون بمفاتيحها في حرز مكين ... كانت صدمة هائلة مهولة ... بحيث نسيَ أبي صلاته التي واظب عليها طيلة حياته ، هو وجارنا، وبكيا على ضياع الحلم .
لكنها جمعت من فرقتهم السنون منذ عام النكبة في سنة 1948. كانت لقاءات مشوبة بالمرارة والسعادة ..
التقى أفراد عائلتي الممتدة ، بإخوتهم ، أخواتهم ، أبناء عمومتهم ، أخوالهم وخالاتهم ....
أما نحن الصغار ، أي الذين وُلدنا بعد النكبة ، على طرفي الحدود ، فقد جمعتنا النكسة معا ، وتعرفنا على بعضنا البعض ، وأحسسنا برابط القرابة القوي ، بل كان اقوى من رابط القرابة الذي جمعنا بأقربائنا الذين عشنا معهم طيلة حياتنا ..
تعرفتُ على خالاتي ، على ابناء عمومة ابي ، على عمتي ، زوجها وأولادها ، على خالي الوحيد .. لكّن أُمي لم تفرح باللقاء المتجدد مع أخيها وأخواتها، فقد اختطفها الموت وهي بعد شابة جميلة لم تشقّ السنون أخاديدا في وجهها ..
لم يبقَ ممن عاصروا النكبة الّا قلةٌ قليلة ، وهم الذين كانوا أطفالا حينها ..
وفعلت الأيام فعلها ، فتفرق ابناء الجيل الثاني والثالث في أرجاء المعمورة ، جرياً وراء لقمة العيش . لكنهم لم ينسوا من أين أتى أباءهم وأُمهاتهم .
ويصادف هذا اليوم وبالتقويم الهجري، ذكرى العاشر من أُكتوبر .. وهو اليوم الذي شكّل فيه العرب ،نِدّا لإسرائيل ولو لفترة قصيرة .
وتعدو الأيام ، غير آبهةِ بأحد ، وتتزايد أعداد اللاجئين .. فكل يوم جديد في حياة العرب ،هو نكبة ونكسة جديدتين ..
#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟