أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العلاقات البديلة.














المزيد.....

العلاقات البديلة.


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5540 - 2017 / 6 / 3 - 21:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


العلاقات البديلة.

السيدة (س ، ل) خمسينية وله ولدين وبنتين وزوج متفان في خدمة العائلة، لا تشكو من أي مشاكل عائلية وحياتها مستقرة تجتهد أن تقدم كل ما تملك للعائلة وتترقب لحظات تخرج أبنائها بالتسلسل من الجامعة وبالأخص الكبيرة التي تحلم أن تراها طبيبة أسنان ناجحة، خلفيتها العائلية تنحدر من بيئة عشائرية ودينية يمتزج فيها المحافظة مع عدم المنع من التحرر، تخرجت من الجامعة قبل 26 سنه.
من خلال الفيس بوك تعرفت إلى حالة إنسانية لشاب في وقته كان يعاني من مشاكل أسروية ساعدته السيدة (س، ل) في تجاوزها ونجح في التخلص من الضغوط التي كان يعاني منها، لذا كان يتكلم معها دائما بصفة الأم، وهي تطلق عليه أسم (ماما عمار) ، الجميع يعلم بهذه العلاقة الإنسانية لا سيما الزوج والأولاد عدى نورلا الكبيرة، التي كان لديها حدس قلبي أن الأنجراف في التعاطف فوق الحدود سيجر إلى نتائج غير حميدة.
بلغ الأهتمام من السيدة بعمار للحد الذي أصبحت تمارس مغع دور الأم الحقيقية، وهو يمارس معها دور الأبن المدلل، وحصل الكثير من اللقاءات خارج البيت بين السيدة وعمار بحضور الزوج أحيانا أو بعض الأولاد والأمر طبيعي جدا لهذه اللحظة، المنحنى الذي تغير فجأو هو أن عمار أخبر السيدة في رغبته بالأرتباط بفتاة لغرض الزواج وطلب منها أن تراها وتعط رأيها بكل وضوح، أحست السيدة بزلزال أيقظ المجهول داخلها، ذهبت بالموعد المحدد وقابلت الفتاة وعادت غاضبة جدا.
أخبر عمار ماماته كما يقول بصرف النظر عن القضية بناء على رأيها وطلب منه المساعدة على البحث عن فتاة بديلة، في هذه الأثناء لاحظت نور أن والدتها بدأت تتغير في سلوكها العام نحو الأهتمام بمظهرها الخارجي وحرصها اللقاء اليومي بعمار حتى بمناسبة أو دون مناسبة، لاحظ عمار أن السيدة ومن حيث لا تعي قد تبدل أسلوبها معه فهي تصر على أن يرتدي نوع محدد من الملابس عند اللقاء وكثير من مفردات اللهجة السابقة بينهما قد تغيرت، إحساس يشعر به لأول مرة وصل لحد السهر للصباح للتحدث عبر الماسنجر بينهما ووصل الأمر إلى حد الأشتياق السريع جدا وبعض كلمات الغزل المبطن والمفتوح.
في بيت السيدة هناك علامات تعجب كبيره بطرحها البعض على البعض وأحيانا تتحول إلى كلام أستفهامي ينتهي بمشاجرة، خاصة وأن الزوج لم يعد ذلك القريب من زوجته ولاحظ أن الإهمال والشعور بالغربة من تصرفات زوجته، حتى فاجأت نور والدتها في حفلة التخرج التي أقامتها الكلية لطلبتها وإصرار الأم على الحضور مع عمار وهي كالعروسة، هنا صارحت نور والدتها أنها تجاوزت حدود الأم وعلاقتها بأبنائها الحقيقين في موضوع عمار وطلبت منها أن تتخذ القرار الحاسم.
في أتصال منها أي السيدة معي للقاء تحليلي نفسي وهل تشعر بأن ما تفعله خطأ أم أن الأمر طبيعي، وفي جلسة أستمرت لأكثر من ساعتين وبدون تحفظ وأسرار أكتشفت أن السيدة (س،ل) تعاني من ترسبات نفسية عميقة تعود لفشلها في أن تتزوج بمن كانت تحبه وهي طالبة في الدراسة الثانوية لأسباب عائلية، ثم زواجها التقليدية من زوجها الحالي وأنجابها السريع لبناتها وأولادها ومن ثم الإنشغال بالتربية والتعليم والوظيفة، وحرصها على إرضاء عائلتها لتثبت لنفسها النجاح دون أن تمر بالمشاكل التي كانت تعاني منها شقيقاتها الأكبر والأصغر، قد سلب منها كل أهتمام بمشاعرها الخاصة، إلى إن جاء عمار فتحولت العلاقة بينهما من مسار التعاطف والألفة الطبيعية إلى مرحلة الغيرة حينما طلب أن يرتبط بفتاة.
هذه الغيرة التي لم تعرفها مسبقا في حياتها الزوجية نابعة من كون زوجها من النوع الحريص أيضا على إرضائها وعدم الأنجرار وراء أي علاقة أو صلة مع نساء خارج العلاقة الزوجية، مما جعل روح العلاقة بينهما نمطية خالية من الإثارة، شعورها بالغيرة من الفتاة تحول بالوعي الباطن للسيدة إلى نوع من التحدي حينما تصورت أن عمار جزء من وجودها، وعليها أن ترضيه، كما أن عمار أستجاب هو الأخر لعقدة داخلية نشأت نتيجة زواج أمهمن شخص يكره بشدة، فأراد أن يمنح مامته البديله شعور خاص كي لا تذهب بعيدا عنه.
هذا النمط من العلاقات بين سيدة متزوجة وشخص أخر خارج نطاق العائلة يندرج في تطوراته المحتمله تحت عنوان العلاقات البديلة أو (العلاقات التعويضية)، وقد تنحرف هذه المسارات نحو نتائج خطيرة كما حدث مع أحد الأشخاص الذين كانوا على تواصل معي في قضية مشابهة، بطلتها فتاة معجبة بشخصية صاحب القضية على الفيس بووك وتطور الأمر إلى مرحلة الأبوة البديلة، والتيأنتهت بأزمة قلبية وأزمة صحية ما زال يعاني منها لليوم على أثر رفض الفتاة التي كانت تناديه بأبي رأيه بخصوص الزواج من خطيبها الذي كانت مرتبطة به قبل أن يتعارفا، وقد بذل لها الكثير من المال والخدمات الخاصة بأعتبارها أبنته وعليه أن تسمع وتطيع كلامه.
قد تكون هذه العلاقات بين الناس وخاصة إذا كان فارق العمر كبير وتطورت العلاقة اللا واعية بين الإثنين تحت عنوان الأيوة أو الأمومة البديلة تحمل معها ميلا غير طبيعي أساسه في التاريخ النفسي للكبار والحاجة إلى شعور خفي ومبطن قد يتجاوز مرحلة التردد والكتمان، إلى مرحلة الإعلان والإفصاح وهنا تحدث الكارثة لطرفي العلاقة أولا حين يستجيب الطرف الأخر أو حين يمتنع عن المضي بطريق الأخطار.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس في تدبير القرآن لا تأويلا ولا تفسيرا 3
- إلى فراس المعلا
- وجدانيات 2
- أزمة الفكر الديني الإسلامي بين التنوير والتمسك بالمسارات الت ...
- دروس في تدبير القرآن لا تأويلا ولا تفسيرا 2
- قصة نهاية
- دروس في تدبر القرآن الكريم لا تأويلا ولا تفسيرا
- الإرادة الإنسانية بين العقل ومستحكم الإشاءة الفوقية.
- صوفيات
- البعض ينشد للموت ..... بأغنية
- من حكايات ألف ليلة وليلة 2017
- زيارة ترامب للمنطقة.... شراء للكراسي وبيع أمريكي بالأجل
- مشروع قانون حرية الرأي والتعبير تقيد للمطلق وإطلاق للمقيد دس ...
- وهايكو مرة أخرى.....
- أني أدين الجميع.....
- الإصلاح الأجتماعي الحقيقي يبدأ من إصلاح المحرك الديني فيه.
- نظرات في البنية التنظيمة للأحزاب الإسلامية، العراق أنموذجا.
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- النصوص الدينية وأثر الراهنية الزمنية على بسط الفكرة الدينية ...
- شعراء ...... وشعراء


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - العلاقات البديلة.