|
تاجيل نقل السفارة الأمريكية....والثمن المطلوب
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5539 - 2017 / 6 / 2 - 17:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تاجيل نقل السفارة الأمريكية....والثمن المطلوب بقلم :- راسم عبيدات ثمة شيء ما يقول لي بان تاجيل نقل امريكا لسفارتها من تل ابيب للقدس ....لن يكون بدون ثمن،،ثمن عربي فلسطيني كبير سيدفع لقاء ذلك،فهذا الكابوي الأمريكي تاجر مُر وشرس وجشع في نفس الوقت قادم من قلب الكارتيل الريعي الإحتكاري...ولعل ربط تاجيل نقل السفارة الأمريكية بما حدث من قمم ثلاث في السعودية ولقاء الحمد الله - كحلون في رام الله... يجعلني احلل بان العنوان الرئيسي لتلك الصفقة هو السلام الإقتصادي،مشروع نتنياهو للحل...ومن هنا كان لقاء الحمد الله- كحلون في رام الله والحديث عن توسيع صلاحيات السلطة الفلسطينية في مناطق (ج) والتي تشكل (60%) من مساحة الضفة الغربية،فالأوروبين وامريكا مارسوا ضغوطا على اسرائيل للحد من عمليات الهدم في منطقة (ج) واعطاء السلطة تصاريح بناء فيها.....ولعل الجميع يتذكر انه في قمة الإصطفاف العربي الإسلامي خلف امريكيا في ال 20 من الشهر الماضي،أبدى العرب والمسلمين استعدادتهم لخطوات تطبيعية مباشرة وفورية علنية مع اسرائيل تشمل خطوط اتصالات مباشرة،وطيران مباشر،وإلغاء القيود على دخول الإسرائيليين بما فيهم رجال الأعمال الى الدول العربية...وقد دشنت تلك المواقف الى ترجمات عملية برحلة مباشرة لطائرة الرئيس الأمريكي ترامب من الرياض الى تل ابيب..والعرب والمسلمين لم يطلبوا تطبيق ما يسمى بمبادرة السلام العربية التي جرى ويجري ترحيلها من قمة عربية الى اخرى منذ اقرارها في قمة بيروت/2002،والهبوط بسقفها حتى تقبل بها اسرائيل،بل الثمن مقابل ذلك تجميد جزئي للإستيطان. الجميع يدرك بان ترامب أثناء حملته الإنتخابية شن حملة شرسة على المشيخات الخليجية،وقال بأنه لا حماية بدون دفع،ودول الخليج عليها أن تدفع مقابل حمايتها،وليس فقط عليها ان تدفع الأموال،بل عليها ان تعمل على شرعنة وعلنية التطبيع مع دولة الإحتلال،وكذلك نقل علاقاتها السرية الى العلنية،كما قال نتنياهو زواج على رؤوس الأشهاد،بما يشمل التنسيق والتعاون والتحالف والمناورات المشتركة لمواجهة ما يسمى بالخطر الإيراني في المنطقة، ففي قمم الرياض تحقق لترامب ما يريد دفعت السعودية (460) مليار دولار على شكل شراء أسلحة امريكية واستثمارات في البنى التحتية الأمريكية والشركات الإستثمارية الأمريكية،والسعودية ليست الوحيدة المطلوب منها الدفع،بل بقية المشيخات العربية عليها ان تدفع صاغرة. أما على الصعيد الفلسطيني،فيبدو انه مقابل تاجيل نقل السفارة الأمريكية،والذي اعتبره الفلسطينيين،انه نتاج الدبلوماسية والضغوط السياسية الفلسطينية والعربية،التي بينت لترامب مخاطر عملية النقل على العملية السلمية والمفاوضات بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. ترامب اجل عملية النقل،ولكن العملية ليست مجانية،رغم أن هذه العملية،ليس لها بعد جوهري او استراتيجي في إطار تغير الموقف والسلوك والإستراتيجية الأمريكية،فالكونغرس الأمريكي في الذكرى الخمسين لضم القدس،سيشارك الكنيست الصهيوني إحتفالاتها في عملية الضم للمدينة،في إنحياز سافر لدولة الإحتلال،وتحدٍ وخروج على قرارات الشرعية الدولية،وإستهانة بكل العرب والمسلمين،فالفلسطينيون مطلوب منهم مقابل ذلك العودة الى المفاوضات بدون أية شروط مسبقة،بما فيها وقف أو تجميد الإستيطان،ووقف ما يسمى بالتحريض في المناهج،ودفع الرواتب للأسرى والشهداء،وكذلك عليهم محاربة "الإرهاب" والمقصود هنا حركات المقاومة ومن يقف خلفها من مرسلين وداعمين،وربما تكون الإعتراف بيهودية الدولة واحدة من هذه الإشتراطات. عملية التاجيل هذه،قد يتبعها عقد مؤتمر ل"السلام" في واشنطن بمشاركة عربية،ضمن ما يسمى بالحل الإقليمي،وهنا سيتم ممارسة الضغوط على الجانب الفلسطيني للموافقة على مسار سياسي جديد،غير مسار حل الدولتين،فترامب لم يتحدث في لقاءاته مع القادة العرب والمسلمين وحتى مع الرئيس عباس عن حل الدولتين او الإستيطان او إنهاء الإحتلال،فهذه المفردات أصبحت من خلف ظهر ترامب ونتنياهو والعديد من الدول العربية والإسلامية،فالحل فقط سيكون عبر ما يسمى بالسلام الإقتصادي،مقايضة الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني بتحسين شروط وظروف حياة الشعب الفلسطيني تحت الإحتلال ،ولقاء رئيس الوزراء الفلسطيني الحمد الله مع وزير المالية الإسرائيلي في رام الله،يأتي في هذا السياق. نتنياهو الذي عقد جلسة حكومته في الأنفاق القريبة من المسجد الأقصى،وقال بان النبي سليمان بنى الهيكل،وبان اليهود العائدين من سبي بابل الثاني قد اعادوا بناء هذا الهيكل،لكي يعود اليه اليهود بعد مدة طويلة من التشرد والضياع،وتتحقق تطلعاتهم بإقامة دولة لهم،يقول بشكل واضح بان القدس والأقصى سيبقيان في يد اسرائيل في ظل أي تسوية مستقبلية،وبان القدس ستبقى موحدة وعاصمة لدولة الإحتلال. إن عملية تأجيل نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب الى القدس،تستهدف "إستحلاب" المزيد من المال العربي،وصفقات اضخم من السلاح والإستثمارات العربية في الإقتصاد والبنى التحية الأمريكية،والمزيد من التطبيع العربي مع اسرائيل،وإستيعابها كدولة جارة وصديقة في المنطقة،مع التركيز على ايران كمصدر خطر وتهديد للأمن القومي العربي،وامن المنطقة استقرارها،وكذلك المزيد من التنازلات الفلسطينية،حيث تدرك الإدارة الأمريكية بان الحالتين العربية والفلسطينية في أسوء مراحلهما،وهما تمكنان امريكا واسرائيل من فرض شروطهما بالكامل،في أي مؤتمر سلام قد يعقد في واشنطن،ولذلك اجواء التفاؤل الكبيرة التي يشعيها العرب والفلسطينين،بان الإدارة الأمريكية جادة في ايجاد حل للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي،وبما يضمن اقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/1967، لا تستند الى حقائق على أرض الواقع،بل هي مجرد امنيات ورغبات وستر للعجز،وبيع اوهام وكلام معسول من الإدارة الأمريكية،ولذلك علينا ان نبقى في اعلى درجات الحذر والإنتباه،بأن خطوة تاجيل السفارة،سيستتبعها فرض حلول على شعبنا الفلسطيني،تتناقض مع مشروعه الوطني وحقوقه المشروعة.
القدس المحتلة – فلسطين 2/6/2017 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
في ذكرى رحيل امير القدس فيصل الحسيني
-
الحرب شاملة على القدس.....يا عرب ومسلمين؟؟؟؟
-
ما بعد إنتصار الأسرى
-
يوم أسود في القدس
-
مع نهاية زيارات ترامب -ذاب الثلج وبان المرج-
-
قمم الرياض ...قلب للحقائق وخلط للأوراق
-
من حلف بغداد ...الى حلف الرياض الأهداف واحدة
-
النكبة ......إستولدت نكبات
-
قمة ترامب .... والمحور العربي الإسلامي السني في الرياض
-
قانون -القومية-....ويهودية الدولة
-
سعدات قائد وطني بإمتياز
-
وثيقة حماس نضج وتطور سياسي،ام سير على خطى المنظمة ...؟؟
-
في ذكرى عيد العمال العالمي..استغلال الطبقة العاملة لم يتوقف
-
نعم الأسد قائد.....والبرغوثي قائد
-
الحرب على الحركة الأسيرة..... رواتب وحقوق
-
تركيا ...الغاء إرث اتاتورك ...وإحياء الإرث العثماني
-
في ذكرى يوم الأسير...اما آن الآوان أن يقذف السجن الأسير كريم
...
-
شكراً روسيا......شكراً بوليفيا
-
معركة الأسرى ....معركة الجميع
-
قراءة في العدوان الأمريكي على قاعدة الشعيرات
المزيد.....
-
تحليل: رسالة وراء استخدام روسيا المحتمل لصاروخ باليستي عابر
...
-
قرية في إيطاليا تعرض منازل بدولار واحد للأمريكيين الغاضبين م
...
-
ضوء أخضر أمريكي لإسرائيل لمواصلة المجازر في غزة؟
-
صحيفة الوطن : فرنسا تخسر سوق الجزائر لصادراتها من القمح اللي
...
-
غارات إسرائيلية دامية تسفر عن عشرات القتلى في قطاع غزة
-
فيديو يظهر اللحظات الأولى بعد قصف إسرائيلي على مدينة تدمر ال
...
-
-ذا ناشيونال إنترست-: مناورة -أتاكمس- لبايدن يمكن أن تنفجر ف
...
-
الكرملين: بوتين بحث هاتفيا مع رئيس الوزراء العراقي التوتر في
...
-
صور جديدة للشمس بدقة عالية
-
موسكو: قاعدة الدفاع الصاروخي الأمريكية في بولندا أصبحت على ق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|