|
على العرب المسلمين الاعتذار وليس الحكومة الدنماركية
بهاء الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مشكلتنا دائما في هذا الشرق الملعون ان نبحث ونغوص بالنتائج ولا نعالج الأسباب. مشكلتنا إننا دائما على صواب والآخرون خطأ ، نحن على حق والعالمين على باطل ، نحن سادة العالم والآخرون عبيد. وكأن الله لم يخلق غيرنا في هذا العالم !؟ لماذا لا نبحث بالمشكلة الحقيقية التي أوصلت هذا الرسام الصغير لرسم صورة النبي محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام بهذا الشكل المقرف؟ لما لا نبحث بالاسباب التي ادت به لتخيل النبي على هذه الشاكلة؟ وهل كانت ممارساتنا نحن العرب المسلمين وافعالنا تنسجم مع مبادئ النبي والأسس التي جاء بها ؟ وهل كنا أمناء في نقل هذا الدين الى العالم وإبراز صورته الجميلة التي جاء بها النبي الكريم ؟ هل كنا نتحلى بالتسامح والعفو الذي نص عليه ديننا ؟ هل جسدنا بالفعل المقولة القرآنية ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ً . . . ) ؟ هل كنا بالفعل خير أمة أخرجت للناس ؟. ثم لماذا نطالب الحكومة الدنماركية بالاعتذار ونعاقب الشعب الدنماركي وشركاته الاقتصادية وسياسييه ؟ ما دام كل هؤلاء لم يقترفوا تلك الجريمة البشعة ؟ ثم ما ذنب الدولة الدنماركية؟ اذا كان هنالك شخص معتوه يعمل رسام في جريدة يملكها القطاع الخاص ؟ لتتحمل وزر وتبعات ذلك ؟؟ . ذكرتني هذه الحادثة بأخرى مماثلة لها عندما قام متجر دنماركي بالتجاوز على شخص سيدنا عيسى وأمه العذراء مريم عليهما السلام وذلك برسم صورهم الكريمة على بعض أحذيتها، حينها اعترضت الكنيسة الكاثوليكية في الدنمارك وبعض المنظمات الاخرى وتم سحب البضاعة واعتذر المتجر ، وحدث ذلك دون أي ارباك لا للسياسة الدنماركية ولا للاقتصاد الدنماركي ، ولم يقم الفاتيكان حينها لا بسحب سفيره ولا مقاطعة البضائع الدنماركية!؟ . هل ان العرب المسلمين حريصين لهذا الحد على دينهم ونبيهم حتى أتخذوا كل السبل لمهاجمة الدنمارك وقادتها ومقاطعة بضائعها ؟ ولماذا يضن العرب المسلمين ان الاعلام الدنماركي هو مسير وموجه حكوميا ً كما هو اعلام بلدانهم ؟ ولماذا لم يتخذوا السبل الاخرى لمقاضاة الرسام او الصحيفة نفسها لتجاوزها الفض على شيئ مقدس لدى شريحة كبيرة تعيش في ارجاء المعمورة ؟ الم تكن هنالك طرق أخرى لمعاقبة الجاني الحقيقي لهذه الفعلة ؟ ثم لماذا نؤاخذ بالجريرة ما لا ذنب لهم بكل ما حدث ؟ ثم اذا كنا حريصين جدا على ديننا ونبينا لماذا لم نتخذ موقفا مشابها لتلك الجماعات التي تقتل الابرياء من المسلمين وغيرهم من قبل جماعات تنتمي الى الاسلام ؟ لماذا لا نتحد كما اتحدنا اليوم لمحاربة الدنمارك بشتى الطرق ، ان نقوم بنفس الفعل لتلك الجماعات الاسلامية التي تذبح وتغتصب النساء وتفجر انفسها وسط الابرياء من المسلمين وغيرهم في بلدان عدة من هذا العالم ؟ اذا كان الاتحاد امر غاية في الصعوبة لماذا لا نتخذ موقفا واضحا من الذين ينسبون جرائمهم باسم الدين ؟ لماذا لا نتظاهر او نندد بالفضائع التي يرتكبها الكثير من المسلمين ضد المسلمين وضد غيرهم على هذه الارض ؟ لماذا لم تخرج مظاهرة واحدة ولو لخمسة افراد مسلمين تندد بما يفعله الارهابيون القتلة من جماعة بن لادن والزرقاوي والظواهري بقتلهم الابرياء كل يوم في العراق وغيره من المناطق ؟ والأمر من ذلك اننا نقوم بالتظاهر مؤيدين لهم !!؟ لماذا لا نقول للغرب ان قرآننا يقول ( من قتل نفسا ً بغير نفس أو فسادا ً في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ً . . . ) . لماذا لم نبين أو نبرز صورة محمد الانسان ، الامين ، الصادق ، الكريم ، المتسامح . . بدل ان نحول محمدا (ص) الى صورة بن لادن ، سيف ، قتل ، طالبان ، لحى طويلة ولباس قصير ، ذبح ، وانتحار !!؟؟ ونبيح قتل الكفار بعد أعزهم محمد!؟ ونسبي النساء بعد ان كرمها محمد ، ونذبح الاطفال بعد أن آواها محمد(ص) ، ونسفك الدماء بعد ان حرمها محمد (ص) !!؟؟. السؤال هو كيف استيقظ هذا الضمير العربي المسلم بعد اربعة اشهر من نشر تلك الصور ؟ ولماذا لم يشمر عن ساعديه في صور رسمت بالدم كانت ابشع من هذه الذي رسمت؟؟ ولماذا لم تشحذ الهمم لتلك المجازر اليومية التي يمارسها القتلة باسم الاسلام وباسم محمد على هذه الارض وخصوصا في العراق؟؟ لماذا لا تدان صور الدم تلك؟؟ ولو من امام جامع او خطيب جمعة او ببيان تنديد من حركات ومنظمات وأحزاب اسلامية ؟؟. نعم يجب ان يدان ويحاكم ويقاضى من تجاوز على مشاعر الاخرين سواء بالرسم أو بالقتل او بأي شيئ آخر ، نعم عليه ان يعتذر وتعتذر صحيفته. لا ان تعاقب الدولة والحكومة والاقتصاد الدنماركي التي تربطها علاقات حميمية تصل احيانا الى الكثير من دول العرب المسلمة، وتعيش على أرضها مئات الالوف من الجاليات العربية المسلمة التي تمارس طقوسها الدينية وشعائرها بكل حرية. ان العرب المسلمين هم المسبب الرئيس لتشويه هذا الدين وصورة محمد (ص) ، لانهم لم يجسدوا الصورة الحقيقية لتلك الرسالة السماوية الخالدة وما جاء به هذا النبي العظيم الذي قالت عنه الصحيفة البريطانية الاندبندنت ( ان محمد أعظم رجل بالتاريخ لانه استطاع لوحده ان ينشر هذا الدين . . ) . فعلينا جميعا ان نعتذر لمحمد (ص) لاننا شوهنا صورته وتجنينا عليه ونسبنا اليه ما لم يكن فيه ، ونقلنا عنه احاديث كاذبة لم يكن قائلها ، وقتلنا باسمه ، وقطعنا الرؤوس باسمه ، وسبينا النساء وذبحنا الرضع باسمه ، وتظاهرنا كذبا وزورا بحبه . عند ذاك علينا ان نطالب الآخرين بالاعتذار . . (( القاه في اليم مكتوفا ً وقال له إياك إياك ان تبتل بالماء ِ )). . والســـــــلام 29 / 1 / 2006
#بهاء_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإسـلام ( السنـي ) ـ 4 ـ
-
أيها العرب . . تعلموا من العراقيين الديمقراطية
-
الإرهاب يمـدّ جذوره نحو العـراق ـ الحلقة الأولى ـ
المزيد.....
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
-
من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال
...
-
الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت
...
-
تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|