أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد المسعودي - المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع














المزيد.....

المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع


وليد المسعودي

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:05
المحور: المجتمع المدني
    


تبدأ المواطنة من خلال تمثل حقيقي لذاكرة الانسان احلاما وطموحات ، قدرة على المشاركة وامكانية في المبادرة على أخذ زمام الحياة من حقوق وواجبات وفرص وحظوظ تشملها الدولة في الرعاية والاهتمام لمواطنيها بغض النظر عن الجنس والطائفة او العرق ، ومن ثم لاتوجد هناك كائنات لديها التفضيل المادي والمعنوي على غيرها ، مادامت تعيش حالة المساواة في الحقوق والواجبات ضمن الدولة التي تكفل تطور الانسان ونمو وتصاعد حاجاته ورغباته التي تساعد على شحذ امكانيات التطور والبناء ، فالمواطنة هي الوعي بالعالم المؤنسن الخالي من مجموعات السلط التي تمارس التغييب والتهميش لقدرة الانسان ، هذه المجموعات عادة ماتخلقها اقلية مهيمنة ومن ثم تحمل في داخلها تراتبية الاستبداد والشمول على مطلق الخيرات والثروات على حساب غيرها ، فتضيع آنذاك أهمية ترسيخ المواطنة بشكلها الانساني المعاش . ان المواطنة لايمكن ان توجد إلا من خلال القوانين التي تشرع الاحترام المتبادل لجميع الافراد داخل الدولة ، ومن ثم تغدو عملية انبثاق هذه القوانين امرا لازما ومؤسسا على الثقافة المجتمعية المدنية التي ترسخ ثقافة القانون المتسامح والذي يعمل على صيانة حرية الافراد من حيث وجودهم المادي المعاش ، ومن حيث القدرة على ممارسة الفعل والتأثير على الدولة وسياستها ومسألة اتخاذ القرارات المتعلقة بالمستقبل الذي يجب ان لايحيطه شبح الاعداء الوهميين كما كانت تفعل الدكتاتورية في عراقنا ، ومن ثم لاتكون الدولة مسيرة عن طريق اقلية معينة تفرض مصالحها على الاخرين كماهو معهود عليه في الكثير من الدول وخصوصا تلك التي تأخذ او تمسك بيديها مركزية العالم وتتحكم به ومن ثم تبدأ بالترويج للاعداء الخارجيين ومن ثم تقوم بغزواتها وفتوحاتها من اجل مصالحها ورغبتها في السيطرة واستغلال الاخرين ، وذلك امر جلي لدى اكثر الامبراطوريات التي عملت او مارست الشمول على العالم من اجل ضمه في دكتاتورية مقيتة من الافكار والقيم ، ونحن هنا لانلغي دور الصراع السياسي بين الامم ولكن مايجري بشكل دائم ان المنتصر هو من يروج عن الضعيف القدرة على ممارسة الشر والخراب ومن ثم يصبح هذا الضعيف اشبه بالخطر الكبير بحيث يرسخ ذلك ضمن الذاكرة الشعبية لدى الشعوب الواقعة تحت نير الاستغلال الاعلامي الجماهيري . ان تحقيق المواطنة مرتبط بترسيخ ثقافة القانون الذي يعطي الفاعلية لدى الافراد ، ومن ثم الشعور بأن العالم متماثل مع حاجاتهم المادية والمعنوية وذلك يحتاج الى القيام باولويات تؤسس التعايش السلمي بين جميع المختلفين عقائديا وفكريا واثنيا ..الخ من خلال الانتصار الحقيقي لقيمة الفرد المندمج ضمن قابليات لاتحد من دوره في الاسهام مع المجموع البشري في مستوى التغيير والتطور ، بحيث تغدو المواطنة معززة لسعادة الانسان والشعور بالسيادة الحقيقية على عالمه ، وانه لايعيش توزعات واستلابات تتحمكم بها قوى معينة من شأنها ان تقود الافراد عموما الى عدم المشاركة في صياغة المستقبل مادام هذا الاخير غير مرتبط بمنظومة تؤسس التفاؤل وبناء عوالم بشرية افضل . ان مجتمعاتنا فقدت الشعور بإرادتها الجماعية رغم انها قائمة على وعي الجماعة والاهتمام والتواصل القرابي الاجتماعي من خلال هيمنة الفرد على جميع مقدرات قرارها المعرفي والسياسي والاجتماعي ، ومن ثم غاب لدينا التميز الفردي نتيجة إبعاد وعي الجماعة المتسامح مع الافراد ، وذلك لخضوع الاكثرية ضمن شروط لا انسانية من حيث مستويات المعيشة والتعليم والثقافة والوعي والبيئة والصحة ..الخ بحيث غدت المواطنة ليس للافراد في حساب الملغي والمنتهي عن التحقيقي الوجوي فحسب بل شمل الاكثرية المجتمعية من مكونات شعبنا العراقي على سبيل المثال كذلك الحال بالنسبة للدول العربية الاسلامية الخاضعة تحت سيطرة نظام الفرد الواحد وانظمة الحزب الشمولي الدكتاتوري.. ان المواطنة لايمكن ان تتحقق إلا من خلال الاعتراف بجميع العصبيات اولا من خلال القدرة على ضم المختلف ضمن بوتقة الحرية والرغبة في ممارسة الذات الوجودية قومية او دينية عقائدية ولكن من خلال شروط القانون المتسامح مع الاخرين الذي لايقود الى التأثير على الاخرين ومن ثم ممارسة العنف والالغاء بحجة ان الاخر يمثل دائرة من الخطيئة والاختلاف عن جاهزية القيم السائدة او هو يمثل شكلا مختلفا عن النسق الثقافي الوجودي السائد ، من الممكن ان تتحقق من خلال تأسيس الوعي المؤنسن بجميع مايشكل الوجود المادي المعاش ، بحيث تصبح علاقة الانسان مع الاشياء والمؤسسات لاتشوبها القدرة على الرفض او الشعور بالملل ، اي انها علاقة غير سعيدة او مؤنسنة ، وهنا يشمل ذلك علاقة الانسان مع التقنية وتوظيفها بما يخدم الانسان العراقي بلا قدرة لسيطرة التقنية على مشاعر ورغبات الانسان بحيث تختزل الى عملية استهلاكية سريعة للمعرفة والمتعة واللذة والحياة بشكل عام . في النهاية لايمكن ان توجد المواطنة إلا من خلال وجود منظومة كبيرة من التسامح تعمل الدولة على انبثاقها لدى الجميع بلا تفضيلات معينة تقود الى اهمال مواطنيها من اجل غايات وحسابات تجارية يدركها اصحاب الامتياز على غيرهم من البشر المواطنين ، ومن ثم تتشكل لدينا العقوبة الوجودية ، والتي تشمل ضعفا في مستويات المعيشة وتلبية الحاجات المادية والمعنوية وشمول البشر في بيئة في غاية التردي الانساني ، ومن ثم يقود ذلك الكثير من الافراد الى عدم الشعور بالمواطنة الحقيقية داخل المجتمع .






#وليد_المسعودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو ستراتيجية عراقية لمواجهة الارهاب
- الدولة العراقية وآفاق المستقبل
- المثقف والمؤسسة .. جدلية الرفض والقبول
- العنف الذكوري ضد المرأة
- الذات العراقية بين احتلالين
- المرأة العراقية بين الواقع والمثال
- أدلجة الحقيقة - عنف المعنى
- الديمقراطية والحركات السياسية الاسلامية
- شريعة الافكار
- الدولة الناشئة في العراق -السيادة والديمقراطية
- جسر الأئمة واساطير السياسة
- الذات العراقية من تأصيل العذاب الى تأبيد الاغتراب-نحو إعادة ...
- ميشيل فوكو والنزعة الانسانية
- نحو تأصيل جديد لثقافة الحرية
- الانسان العراقي بين الدكتاتورية والارهاب
- دولة الاستبداد - دولة الحرية
- قبول الاخر
- الدولة الديمقراطية


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - وليد المسعودي - المواطنة .. وعي مؤنسن داخل المجتمع