فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5537 - 2017 / 5 / 31 - 17:44
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد أن تمکن نظام الملالي طوال 38 عاما الماضية من التخلص من الکثير من المواقف الحساسة و الخطيرة و تجاوزها، خصوصا بعدما إنطلت لعبة الاعتدال و الاصلاح الواهية على العديد من الاطراف، لايبدو أن بمقدوره أن يتخلص من المأزق العويص الحالي الذي يواجهه خصوصا وإن مأزقه على أکثر من صعيد و إتجاه.
التحرکات و النشاطات الاحتجاجية للشعب الايراني و الآخذة في التوسع عاما بعد عام، والتي بلغت ذروتها في مسرحية الانتخابات الاخيرة حيث قاطعتها مختلف شرائح الشعب الايراني، الى جانب تصاعد دور و مکانة المقاومة الايرانية على الصعيد الدولي و نجاحها في لفت أنظار دوائر القرار إليها، بالاضافة الى المواقف العربية و الاسلامية و الدولية الرافضة بقوة لنهج هذا النظام و المصممة على التصدي له، کل هذه التطورات قد وضعت نظام الملالي في موقف و وضع غير مسبوق بحيث إنه صار لايعرف کيف و من أين يواجه کل هذه التطورات.
تصدير التطرف الاسلامي و الارهاب و التدخلات في دول المنطقة و قمع الشعب الايراني و معاداة المرأة و تصعيد حملات الاعدامات و عمليات التعذيب في السجون، کانت ولازالت من أهم معالم النهج الشرير لهذا النظام الاجرامي المعادي للإنسانية، ويبدو أن نظام الملالي لم يعد بإمکانه أن يواصل نهجه القمعي التعسفي هذا کما کان حاله طوال الاعوام الماضية و يواجه الکثير من العراقيل و المنغصات التي تحد من نشاطاته و تحرکاته بهذه الاتجاهات، خصوصا بعد أن بات موقف الرفض و الکراهية ضده شاملا و لايمکن حصره بطرف أو جهة.
أکثر ما يزعج نظام الملالي و يفقده صوابه و يخرجه عن طوره، هو النشاطات و التحرکات غير المتوقفة للمقاومة الايرانية بقيادة زعيمتها القديرة مريم رجوي، التي أثبتت و تثبت جدارتها و إمکانيتها و قدرتها الخلاقة في قيادة مرکب نضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية و إيران جديدة، حيث إن هذه الزعيمة الفذة التي نجحت و بإمتياز في فرض حضورها و دورها على دوائر القرار الدولي، خصوصا بعدما بدأت هذه الدوائر تأخذ بإرشاداتها و توجهاتها الدقيقة بشأن الاوضاع في إيران و کيفية التصدي لها و معالجتها.
نظام الملالي الذي أذاق الشعب الايراني کٶوس الهوان، صار اليوم يقف قبالة کأس الذل الذي عليه أن يتجرعه عن طيب خاطر و رغم أنفه، حيث إن ضعفه و تراخيه قد وصل الى درجة بحيث صار العالم کله يلاحظ ترنحه و شعوره بالدوار الذي لامجال لمعالجته إلا بسقوطه!
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟