حماس- نمر من ورق- لتعطيل دمقرطة منطقة الشرق الأوسط

حميد الهاشمي الجزولي

الحوار المتمدن-العدد: 1447 - 2006 / 1 / 31 - 09:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

- "حماس" نمر من ورق لأن قدراتها المالية واللوجيستيكية تجد مصدرها في تمويلات العربية السعودية والأنظمة الخليجية وفي إيران، وفي جزء صغير جدا من تنظيماتها الاقتصادية و"الخيرية" الموازية وفي دعم التنظيمات الاسلاموية. و"حماس" تعتمد بشكل كبير على هذه القدرات المالية من أجل ضمان "شعبيتها" وتبعية الناس لها، ويكفي أن نعلم أن بعض التقديرات تجعل ميزانية "حماس" توازي في حجمها ميزانية السلطة الفلسطينية. وإذا كان المنطق السياسي السليم حاضرا في التحليل فلن يغيب عنه أن الأنظمة إياه دون إيران يمكن أن توقف هذه الموارد في كل لحظة، ولقد سبق أن مارست ذلك اتجاه السلطة الفلسطينية حسب متطلبات المرحلة.

- و"حماس" نمر من ورق لأن قدراتها العسكرية لا تتجاوز بعض "لعب" أطفال تسمى إعلاميا "صواريخ" تطلق بين حين وآخر في إطار المزايدات السياسية وتكون نتيجتها دائما وأبدا تحويل الرأي العام العالمي من التعاطف مع القضية الفلسطينية إلى الدفاع عن "وجود إسرائيل" كأن ما يسمى بالصواريخ "الحماسية" بإمكانها "إزالة واجتثاث" قوة نووية.

- و"حماس" نمر من ورق لأن خطها السياسي محكوم بمرجعية فكريةودينية لن تسمح لها بالمناورة حول الحلول الممكنة،خاصة حين يشتد الخناق عليها داخليا وخارجيا، أي حين يتعلق الأمر بالقضايا الملحة واليومية للشعب أو بقضايا المفاوضات والحلول القابلة للتنفيذ.

- و"حماس نمر من ورق" لأن المنفذ الوحيد أمامها هو الولوج بالشعب الفلسطيني وبالقضية الفلسطينية إلى وضع كارثي لم يسبق له مثيل، وليس أمامها إلا وضع شبيه بالوضع الطالباني ، لكن مع سور يحف الفلسطينيين من كل جانب وسياسة تنشغل بنواقض الوضوء وما شابه.

- و"حماس نمر من ورق" لأن 76 مقعدا من 132 مقعد تشكل أغلبية ولا تمثل شعبا، وبالتالي لا يحق ل"حماس" أن ترفع راياتها على باب مقر المجلس التشريعي، لأن راية "حماس" تخصها لوحدها كتنظيم وليست راية الشعب الفلسطيني. فنعم الممارسة ونعم الفهم للديموقراطية.

لم يعد سرا أن الأنظمة الشمولية والاستبدادية تعمل بكل الوسائل من أجل تعطيل دمقرطة وتحديث الشرق الأوسط ، والتنظيمات الإسلاموية جزء من طابور خامس تتلخص مهمته في تعطيل فتح آفاق جديدة أمام الشعوب.

#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات