|
دوافع المباحثات السرية مؤخرا بين الامريكيين- وداعش ؟؟؟
عزيز الدفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 17:11
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لعل اكثر ما يثير الاستغراب والريبة ما صرح به مؤخرا وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري من ان بلاده تقف على الحياد في الصراع الدائر في المنطقة بين الولايات المتحدة وحلفاءها من جهة وروسيا وايران وسوريا وعدد من فصائل المقاومة من جهة اخرى وان بغداد ليست مع هذا الطرف او ذاك ولن تسمح باستخدام العراق لضرب ايران . تصريح يتطلب قراءته بدقه دون اي استنتاج مسبق من خلال التحركات الخطيرة التي تشهدها ساحتي الصراع الدموي وهما العراق وسوريا وفي اعقاب قمه الرياض ( التاريخية ) حيث يوشك تنظيم داعش على الاحتضار ميدانيا بعد ان لعب دورا خطيرا جدا في كلا البلدين والمنطقة برمتها بينما تنتظر المنطقة صيفا حارا جدا . ... ومع وصول قطعات الحشد الشعبي الى المعبر الحدودي بين العراق وسوريا الذي تأخر طويلا لا سباب يعرفها القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي لوحده وكذلك طهران وموسكو فان قصف طائرات التحالف لقوات سوريه مشتركه طهرت مئات الكيلومترات باتجاه الحدود مع العراق ارادت ان تلتقي مع القوات العراقية عند نقطه الحدود بعث برسائل كثيره لمن يعرفون حقيقه هذا الصراع بين قوى عظمى واقليميه و يثير اكثر من علامه استفهام خطيره في مقدمتها ما اعلنه رئيس الوزراء العراقي قبل اسابيع عن وضع الطريق الاستراتيجي الرابط بين سوريا والعراق والاردن تحت سيطرة أمريكية غطائها (شركه امنيه ) ذكر انها( شركه استثماريه) وافقت على استثمار طريق صحراوي طوله 450 كم هو الاخطر امنيا وعليه 36 جسرا مهدما وشهد اكبر موجات العنف الارهابي وانها اي هذه الشركة هي من ستدفع اموالا للخزينة العراقية دون ان ينسى الهجوم على سلفه نوري المالكي الذي بدد مليارات من اموال العراق حسب تعبيره . ان هذا الطريق يشكل استراتيجيا الشريان الاساسي للدعم الايراني لسوريا والعمود الفقري اللوجستي الذي مكن سوريا من الصمود العسكري بوجه فصائل المعارضة المدعومة من جهات اقليميه ودوليه معروفه سعت على مدى ست سنوات ازاحه نظام بشار الاسد حلف طهران وحزب الله وحماس وهو قرار شكل صدمه قويه للايرانيين. واذا كانت معركه الموصل التي طال امدها طويلا بسبب عرقله تقدم القوات الأمنية والحشد الشعبي لتحريرها تماما لا سباب لاتتعلق فقط بقدره داعش على استخدام المدنيين دروعا بشريه والتضحية باكثر من 16700 من خيره مقاتليها هناك .. انما يعود الامر ايضا لوجود اكثر من فيتو امريكي وتركي حال دون اقتحام تلعفر التي تمتد باتجاه الحدود السورية والتي طالما اعتبرت منذ بضعه اشهر مدينه ساقطه عسكريا اضافه الى ان حسابات البنتاغون والبيت الابيض بشان سوريا والعراق اعتمدت استراتيجية اخرى لتكريس الوجود الامريكي عسكريا مجددا وتقطيع الاذرع الإيرانية في المنطق تدريجيا . قرار العبادي بإخضاع طريق بغداد الرطبه تحت الحماية الأمريكية كان له تاثير خطير على معركه اخرى لازالت حاسمه في سوريا تتعلق بعاصمة داعش وهي الرقه باعتباره جزءا من الصراع الروسي الامريكي . لقد عمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مؤخرا على تعزيز التحالف العسكري الذي اقامه مع ايران وكذلك تركيا الممتعضة من دعم واشنطن لا كراد سوريا باعتبارها قوه موازيه لنجاح دونالد ترامب المذهل في تشكيل حلف عربي اسلامي سني قدمت من اجله الرياض 480 مليار دولار لا قناع الرئيس الامريكي بجعل ايران محور الشر وراعيه الارهاب . لقد طالب حلفاء موسكو من بوتين اتخاذ اجراءات عسكريه سريعة لمنع قوات المعارضة السورية التي تدعمها القوات الخاصة الامريكيه ( يزيد تعدادها على الف عسكري )والبريطانية والأردنية من السيطرة على الحدود السورية- العراقية ويتوجب على بوتين تحقيق هذه الرغبة دون الدخول في صراع عسكري مباشر مع الامريكيين يعقد المشهد اكثر. في 27 مايو الجاري عندما عاد ترامب الى بلاده من جولته التي استغرقت تسعه ايام واثار امتعاض حلفاءه الاوروبيين ناقش الرئيس بوتين الوضع مع حسن روحاني ورجب طيب اردوغان الذي شعر بان قمه الرياض سحبت من تحت اقدامه البساط كزعيم اسلامي سني ينتمي الى حركه الاخوان المسلمين اضافه الى الدعم الامريكي اللامحدود لاكراد سوريا , وقبل ايام قابل بوتين في الكرملين الجنرال حسن شمخاني الذي حمل طلبا من المرشد الاعلى ايه الله علي خامنئي لبوتين يتعلق بضرورة تحرك موسكو السريع لوضع حد لاستيلاء القوات الخاصة الأمريكية وحلفاءها على مقاطعه دير الزور الشرقية ومعبر التنف على المثلث السوري الاردني، وحذر شمخاني بوتين من انه بدون تحرك سريع فان الامريكيين سيقطعون الطريق من بغداد الى دمشق لمنع مرور القوات الإيرانية والأسلحة والعتاد الروسي لسوريا . يكشف موقع اسرائيلي استخباري هام هو( ديبكا) ان الخطة الروسية التي تم التفاهم بشأنها مع الاتراك ان بوتين طلب من القوات الروسيه في سوريا فرض حصار جوي وبري على مدينه الرقه الشمالية العاصمة الفعلية لداعش لتكون رد فعل على المبادرة الامريكيه على الحدود الاستراتيجية السورية العراقية دون اشتباك عسكري مع الامريكيين وعرقله خطه الرياض تشكيل قوه عسكريه عربيه اسلاميه للتدخل في سوريا والعراق . يتساءل الخبراء العسكريون لماذا الرقه ؟؟ ويأتي الجواب انها في الشمال من سوريا بعيدا عن القوات الأمريكية وثانيا ان الاستخبارات الروسي اكتشفت على ما يبدو اتفاقا بين القوات الكردية المعروفة بقوات سوريا الديمقراطية -وقوات الدفاع الذاتي يسمح لمقاتلي داعش بالمرور الامن من معقلهم في الرقة نحو الجنوب. من هنا جاء الحصار الجوي الروسي المفروض على داعش لعرقله انسحابهم الذي يخدم مخططات الامريكيين حيث قام الروس ايضا بتثبيت موطيء قدم لهم في شمال سوريا لمواجهة الامريكيين في جنوبها. ما يوكد هذه المعلومات انه وبعد مكالمه هاتفيه بين بوتين واردوغان صرح مصدر عسكري روسي بما يلي (قامت طائرات الاستطلاع الروسي بأنشاء شبكه مراقبه حول محيط مدينه الرقه لمحاصرتها وعرقله اي هروب محتمل لمقاتلي داعش من هناك مع قيام طائرات مقاتله ووحدات من القوات الخاصة للتصدي لأي عمليات هروب من المدينه) او هدد البيان الروسي مقاتلي داعش بانهم سيبادون ان حاولوا الهرب من الرقه ان اهداف الخطه الروسيه حسب هؤلاء الخبراء ثلاثة وهي: اولا موازنه استيلاء الولايات المتحدة على الحدود السورية العراقيه في الجنوب مع سيطرتهم اي الروس على الجزء الشمالي من تلك الحدود. ثانيا : ترسيخ صوره الروس كقوة دوليه تقاتل الارهاب في المنطق مقارنه مع الامريكيين وحلفاءهم الذين باتت شبهات استخدام الارهابيين في المنطقه تطاردهم. ثالثا: ضرب حلفاء امريكا مثل الاكراد السوريين وان الروس اكدوا انها يحاصرون الرقة ولا يرغبون بتحريرها في الوقت الراهن . وزير الدفاع الامريكي جيمس ماتس صرح لقناه ( سي بي اس ) يوم الاحد 21 مايو الجاري (ان القتال ضد داعش سوف يتصاعد ودخل مرحله تكتيكيه هامه للقضاء على هذا التنظيم ) غير ان المعلومات التي كشفها هذا الاسبوع موقع( دبيكا ) الاسرئيلي المقرب من مصادر استخباريه كشف عن مباحثات سريه بين الولايات المتحدة الأمريكية وداعش منذ عشر ايام لا قناع قيادتهم بمغادره المدينة والانتقال نحو مدينه البو كمال والقرى القريبة منها جنوب شرق سوريا وان تلك المباحثات السرية جرت بوساطة قوات سوريا الديمقراطية التي تتحرك مع القوات الخاصة الأمريكية غرب سوريا ان هدف الخطة الأمريكية هو الابقاء على قوات ضعيفة لداعش داخل الرقة لا سباب ثلاث جوهريه هي : اولا: ان الاتفاق على اخراج داعش من الرقه يسهل عمليه دخول القوات الأمريكية لعاصمه التنظيم في سوريا باقل الخسائر بعد ان شاهد الامريكيون ما جرى في الموصل ثانيا : ان خروج داعش من الرقه سوف يجعل كامل المنطقه تحت السيطرة الظاهرية للأكراد في شمال سوريا وامتدادها نحو العراق حيث يهيمن مسعود البرزاني وحلفاءه على اقليم كوردستان العراق وهو ما يمنح واشنطن ورقه خطيره في المستقبل ضد تركيا والعراق وايران والتحرك عسكريا على الحدود السورية العراقية وعزل ايران عن سوريا. ثالثا: سبق الاعلان عن تدريب الامريكيين في الاردن لألاف المعارضين السوريين لاستخدامهم بعمليه عسكريه طال التلويح بها في الجزء الجنوبي من سوريا بما يعزز النفود والهيمنة الأمريكية على جنوب سوريا وتقطيعها ضمن مناطق نفوذ متعددة . ويعتقدون محللون استراتيجيون ان واشنطن ربما تخطط من وراء تحرير الرقه بسرعه اعاده المياه لمجاريها مع الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ان هي تخلت عن الاكراد في سوريا الذين طالما استخدمتهم القوى العظمى ورقه في الصراع طوال عقود خلت منذ اواخر الحرب العالمية الثانية ولغايه اليوم، والهدف الامريكي من وراء حرق ورقه الاكراد السوريين هو عرقله التقارب بين بوتين واردوغان الذي يمثل عنصرا هاما في الاستراتيجية الروسيه في المنطقه . فاردوغان القومي يعتبر اي نصر يحققه الاكراد في سوريا تحديا خطيرا لطموحاته ولهذا يعارض بشده اشراك الاكراد في تحرير الرقه وهو ما لم يغب ابدا عن بال الروس الذين يسعون في ذات الوقت لتعميق الخلاف بين انقره وواشنطن والرياض، لهذا بدا الروس خلال الايام الماضية بمحاصره مدينه الطبقه الاستراتيجية ( 50 كم عن الرقه ) حيث بدا انسحاب داعش منها فيما يسعى الروس لمنع انسحابهم وعرقلته لتفويت الفرصة على الامريكيين ..
#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
.( مصرنه العراق ) كيف جرى نقل نموذج الانهيار المجتمعي من (ام
...
-
هل يمكن ان ننتشل العراق من هذا المستنقع ؟؟؟
-
الموصل : معركة الخيارات المتقاطعةوالمستقبل الغامض
-
كاسترو ... آخر الزعماء العمالقة
-
خلافه ام طائفيه : الاستعمار أم (الاستحمار) العربي ؟؟؟
-
لماذا استهدف الإرهاب مطار ( اتاتورك) في اسطنبول
-
(اقتصاد الكازينو .).. من أحلام الرفاهية إلى شروط الاستدانة
-
حين يطالب رئيس البرلمان بتقطيع خارطة وطنه !!!!!
-
الخيانة : هل هي جينية ام لعنه تاريخ دموي ؟؟؟
-
( حدود الدم ). .. فرنسا وروسيا .. دائما (سايكس- بيكو) محور ا
...
-
بعد أن تلاعب به من لا يفقهون : الاقتصاد العراقي تحت إشراف صن
...
-
ألعبادي : دلالات الوقوف عند باب السيد السستاني ؟
-
الخرسان ( البديل المنتظر ) ام خيار (المرجعية) لقياده العراق
...
-
حرب باردة... ام سيناريو حل للازمة السورية؟
-
30 سبتمبر : الثابت والمتغير في ألاستراتيجيه الدولية الجديدة
...
-
لماذا يغامر الروس بخوض حرب خطيرة في الشرق الأوسط
-
حيدر العبادي: هل هو (غورباتشوف) ام ( دون كيشوت ؟؟؟)
-
دموع هيروشيما ... ودموع بغداد
-
من مجزره الأرمن ... الى سرادق عزاء( الدوري)!!!!!
-
هل تفاهمت طهران مع واشنطن للإيقاع بالسعودية في (فخ) اليمن ؟؟
...
المزيد.....
-
-ساعد نساء سعوديات على الفرار وارتد عن الإسلام-.. صورة ودواف
...
-
ماذا تكشف الساعات الأخيرة للسعودي المشتبه به قبل تنفيذ هجوم
...
-
الحوثيون يعلنون حجم خسائر الغارات الإسرائيلة على الحديدة
-
مخاطر الارتجاع الحمضي
-
Electrek: عطل يصيب سيارات تسلا الجديدة بسبب ماس كهربائي
-
تصعيد إسرائيلي متواصل بالضفة الغربية ومستوطنون يغلقون مدخل ق
...
-
الاحتلال يقصف مدرسة تؤوي نازحين بغزة ويستهدف مستشفى كمال عدو
...
-
اسقاط مقاتلة أمريكية فوق البحر الأحمر.. والجيش الأمريكي يعلق
...
-
مقربون من بشار الأسد فروا بشتى الطرق بعدما باغتهم هروبه
-
الولايات المتحدة تتجنب إغلاقاً حكومياً كان وشيكاً
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|