أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الصيام وثقافة الموت














المزيد.....


الصيام وثقافة الموت


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 13:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



بعد ايام قليلة من الاحتلال الامريكي للعراق ، ذهبت الى فرن الصمون القريب من دارنا ، لشراء صمون الفطور كالعادة . فوجدت منشورا معلقا على حائط الفرن ، كتب في اعلاه هادم اللذات . . ودفعني الفضول لقراءة هذا المنشور ، وانا في انتظار دوري لاستلام الصمون . فاذا به يحذر من الموت ، ويشرح عذاب القبر ، مع صور توضيحية مقززة . . فاشمأزت نفسي من هذا المنشور الذي يشيع الحزن والكآبة . . ولم اكن اعلم ان وراءه سيأتي حكاما يتاجرون بالدين . ودواعش يذبحون الناس على الطريقة الاسلامية . . حتى ادركت انهم جميعا ومن كل الطوائف لهم هدف واحد ، هو اشاعة ثقافة الموت بين المواطنين ، لاستلاب عقولهم وعواطفهم ، والتربع على عرش الحكم المغري، وهناك دول وجهات عديدة ذات اطماع اقليمية تمولهم
انهم يعلموننا الدين ليس لصفاء النفوس والدعوة لمكارم الاخلاق ، انما لاشغال الناس والهائهم من خلال نشر المفاهيم الدينية التي تدعو للخوف والقلق . ومن ثم مصادرة الفكر وحرية الاختيار
جاءت كل هذه الافكار في خاطري في بداية شهر رمضان وانا اقرأ مسجات تدعو الى التشدد ، وتحريم المسلسلات والفوازير وتحذر من عذاب الاخرة . . ولا يعلم المرسل انه اداة لمخطط يهدف الى نبذ الحياة واشاعة ثقافة الموت ليس في رمضان فقط انما خلال ايام السنة كلها . . انهم يعلموننا كيف نموت في سبيل الدين . ولا يعلموننا كيف نعيش من اجل مبادئ انسانية ساميه وجد الدين اساسا لترسيخها
لقد كان الناس صياما وهم يلعبون المحيبس والقصخون يروي لهم قصص الحب والفروسية في المقاهي . وكان شعارهم دائما ساعة لقلبك وساعة لربك . . ولم يكن هناك ما يدعو الى الخوف والقلق والشعور بالذنب من خطايا لم ترتكب . وكان التآلف والحب يسود بين الناس من داخلهم لصفاء النفوس ،. وهم يتحلون بالشهامة والغيرة على الجار والصديق والضيف الغريب . حتى جاء الدين الجديد ليكون مصدرا للخوف والقلق من الحياة ومن المستقبل المظلم . والدعوة الى نبذ كل ما هو جميل من الفن والموسيقى والثقافة
ان الايمان نعمة من الله تعالى . . الا بذكر الله تطمئن القلوب . . والدين الحق هو دعوة لحياة مفعمة بالحب والانسانية . . ولكن هل هي مصادفة ان تأتي هذه المفاهيم التي ترسخ الكره وتشيع العداوة والبغضاء بين الناس بعد الاحتلال الامريكي. ،. ام ان هناك من كان يعد العدة لنا منذ زمن ليس بالقصير ليستعمر عقولنا. ويخطف الفرحة من قلوبنا. ،. حتى اصبح الانسان عندنا اشبه بالمومياء المحنطة. ،. والناس مغمضي العين وهم يسيرون وراء غربان تنعق على رؤوسنا ليلا ونهارا. هذا حرام وهذه بدعة وتلك ظلالة
لقد حولوا مجتمعنا بشكل كامل الى منظومة تتبنى ثقافة الموت ،. بدل اشاعة الامل والحياة . . ان ثقافة الحياة لا تنفصل عن الابداع الفني والثقافي والانساني . واذا كان ادعياء الدين يحرمون الموسيقى والفنون بالوانها الجميلة فهم يسبغون الوانهم الرمادية والسوداء على مجمل حياتنا
ان الحياة تعني الولادة والفرح والانفتاح على خلائق الله الجميلة الزاهية بالوانها البهيجة . اما ثقافة الموت فأنها تدفع الى القتل والكره والحرب والنزاعات والخصومات . . لقد احيط بنا الموت من كل جانب ولم نعد نتنفس الحياة . . لنقول جميعا وبصوت واحدلكل هؤلاء الذين يشيعون الكراهية بأسم الدين ارحلوا عنا ايها الاموات فنحن نحب الحياة ،. نحب الايمان. ونحب الجمال
ان الايمان ايها الاحبة وسيلة للحياة وليس للخوف والقلق والفزع من الموت وما بعده . . علموا اولادكم كيف يعيشون بالايمان ،. ولا تعلموهم كيف يموتون . . الله جميل يحب الجمال خلق الانسان ليعيش . فارادة الحياة اقوى من ارادة الموت . هذا ناموس الطبيعة منذ بدء الخليقة الى يومنا هذا
لا تستعبدوا الناس بالدين. . حرروهم بالايمان. ،. بالحكمة والموعظة الحسنة واجعلوا من رمضان شهر الرحمة والبر والتآلف بين الناس. . كل الناس . وكل رمضان وانتم بخير
ادهم ابراهيم



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات الايرانية . . حسن كجل . . كجل حسن
- التهكير الرمادي . . من المسؤول ؟
- علاقة الدين بالدولة . . اشكالية ثنائية
- قرارات الاجتثاث . . وتداعياتها
- علم كوردستان والتهيؤ لما بعد داعش
- ازمة الكاتب . . والنشر
- ماذا بعد فشل الحكومات الفاسدة
- الراديكالية الإسلامية . . بداية النهاية
- اثر التدخلات الإقليمية على استقلال كوردستان
- مواجهة الدين للحداثة
- الولاء للوطن . . من حسقيل ساسون الى نوري المالكي
- تغريب المواطن بالدين
- مشهد العنف الدائم في العراق
- القائد الضرورة . . ودكتاتورية الاغلبية
- المشهد السوري بعد اتفاق وقف اطلاق النار
- الاعمال الارهابية في اوروبا واغتيال السفير الروسي . . الدواف ...
- التسوية التاريخية . . مع من. ؟
- برنار ليفي . . عراب الثورات العربية
- القيم الوطنية والازمة الاخلاقية
- روسيا وقواعد اللعبة في سوريا


المزيد.....




- وفد -إسرائيلي- يصل القاهرة تزامناً مع وجود قادة حماس والجها ...
- وزيرة داخلية ألمانيا: منفذ هجوم ماغديبورغ له مواقف معادية لل ...
- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ادهم ابراهيم - الصيام وثقافة الموت