أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي















المزيد.....

شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 403 - 2003 / 2 / 20 - 03:15
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

يعتبر أرييل شارون وبلا أدنى شك واحدا من أسوأ القادة الإرهابيين الذين عرفتهم المنطقة وعرفهم كيان إسرائيل, فهو و منذ ريعان الشباب شارك وبشكل أيديولوجي منظم ومنسق في الكثير من أعمال البطش والتنكيل والإرهاب التي تعرضت لها المدن والبلدات والمناطق الفلسطينية, كما انه ساهم أو شارك في قيادة معظم المذابح والمجازر الرهيبة التي قامت بها القوات والعصابات الصهيونية ضد المدنيين الفلسطينيين والأبرياء العرب وكذلك الأسرى من الجنود المصريين, بحيث كان هو نفسه أمر بدفن هؤلاء الأسرى وهم أحياء. وإذا ما قمنا بجردة لأعمال شارون الدموية الكبيرة فسنجده حاضرا في 95% من المجازر التي أتت على آلاف الضحايا من الفلسطينيين والعرب الآخرين. فهو شارك فعليا وعمليا بحوالي 15 مجزرة ومذبحة بأحجام مختلفة وذلك منذ 1948 وحتى نهاية 2002 . وكمكافأة له على دوره الإجرامي والإرهابي المميز في بناء صرح دولة إسرائيل المحلقة فوق القانون والمميزة بلبسها ثوب الضحية واستيلائها على معاناة اليهود الأوروبيين وتحويل تلك المعاناة لشركة استبداد واستغلال تتم من خلالها عملية استغلال الشعوب والدول والنيل من المؤسسات والشخصيات التي لا تعترف بتميز إسرائيل وبعصمتها عن الحساب ولا مبالاتها بالقانون الدولي.

وأرييل شارون المغسول بدماء الأبرياء والملون بالأحمر من رأسه حتى أخمص قدميه يعتبر أفضل تعبير عن حالة الغطرسة والهمجية الدموية والإجرامية التي تجتاح المجتمع الإسرائيلي المنفصم الشخصية, لأن الخيار الشعبي الصهيوني الذي جاء بأشد الصهاينة تطرفا لقيادة عصر التطرف الإسرائيلي ومن ثم أكد على إعادة انتخاب معسكر اليمين المتطرف كدليل على عدم إيمان تلك الفئات الجماهيرية الواسعة بالسلام وبالعيش المشترك وبأن إسرائيل تستطيع العيش مع جيرانها بلا دم وحروب, لكن كيف لإسرائيل أن تعيش بلا حروب ودماء مادامت تحكمها قيادات درا كولية على غرار شارون ومن قبله بيغن وشامير وغيرهم من أبطال المذابح التي لازالت توبخ التاريخ الإسرائيلي الموصوم.

هل المجتمع الإسرائيلي مجتمع مجانين أم القيادة الإسرائيلية قيادة إجرامية؟

الصحيح أن المجتمع الإسرائيلي الذي صوت لصالح شارون واليمين المتطرف من الليكود حتى المفدال وغيرهم من المتطرفين, لا بد أن يكون مجتمعا جنوني التفكير والتقدير ومجنون التحليل والتبديل وغير عاقل ولا يفكر بعقلانية بل بعدائية خالصة وجامدة لا تعير السلم والحوار أية قيمة, لذا فهي اختارت قيادة مجربة بالممارسات الغير إنسانية والدموية, قيادة يعتبر شارون مرآتها الأكثر وضوحا.فشارون يعتبر الممثل الأكثر تعبيرا عما يدور في خلد اليمين الإسرائيلي, وهو رجل صاحب باع طويلة في سياسة الدم والإرهاب التي تفنن أصحابها في قتل وذبح الفلسطينيين,ففي المجتمع الإسرائيلي يصبح السياسي سياسيا ناجحا ولامعا بناءا على أفعاله الدموية وأعماله التقتيلية ضد الفلسطينيين وتاريخه الإرهابي في حروب إسرائيل التي لا تنتهي. فمعظم الذين ترئسوا وزارات الكيان الإسرائيلي كانوا من الجنرالات الذين لهم حضورهم في زمن المذابح والمجازر ولأن الزمن الإسرائيلي مرتبط كله بالمجازر بحق الفلسطيني والعربي, فأنه يصعب علينا إيجاد نقطة بيضاء واحدة في الذاكرة الإسرائيلية السوداء وفي مفكرتنا الفلسطينية المليئة بأسماء الضحايا من الأبرياء, حيث أن التاريخ الفلسطيني الحديث منذ النكبة وحتى يومنا هذا شهد العشرات من المجازر والمذابح والكثير من الأعمال البربرية والهمجية التي قامت بها العصابات الصهيونية وكذلك الجيش الإسرائيلي بأمر من رؤسائه أو بلا أمر من قادة أركانه.

 لقد عودتنا التجربة أنه لا يمكن الوثوق بالإسرائيليين ولا بقيادتهم لأنهم بكل بساطة ملتزمون بالاستيطان, بالتهويد, بإسرائيل الكبرى بقتل ونفي وتشريد الفلسطيني ومصادرة وطنه وأرضه وحتى حقه في الحياة. وهذا الفكر الإجرامي موجود وحاضر وسيبقى موجودا في عقول الإسرائيليين ماداموا ينتخبون قادة لهم على غرار شارون وزمرته الإرهابية الموشومة بالدم والعار والإرهاب والأجرام. وهكذا خيارات دموية بالطبع لن تجلب للذين يحبذونها سوى المزيد من الأيام السوداء والحالكة والمزيد من الضحايا لدى القاتل والمقتول و المقتول والقاتل, ولا يمكن لقاتل أن يحتكر ثوب المقتول مادام هناك من يطالب بحق الضحية, وحق الشعب الفلسطيني الذي أصبح ضحية الاحتلال الإسرائيلي والانحياز الأمريكي والصمت العالمي والعجز العربي, ودم الفلسطيني الذي أباحته الصهيونية العنصرية لن يذهب هدرا ولن يمضي مع الريح التي تعصف بالمنطقة, لأن منطق المحكمة الدولية التي ستحاكم شارون على أساس مشاركته أو قيادته لمجزرة صبرا وشاتيلا, لا بد له أن يتطور ويتحقق.

أما شارون فإن قدر له أن يعيش حتى نهاية ولايته الرئاسية فانه حتما سوف يجلب للقضاء العالمي والدولي أن كان في بلجيكا أو غيرها لأنه بكل بساطة مثله مثل كل مجرمي الحرب الدوليين متورط في الجرائم والمذابح ومسئول عن العديد منها مباشرة أو غير مباشرة, أليس هو الذي أشرف على مذابح صبرا وشاتيلا في بيروت سنة 1982 وهو الذي أعطى الأوامر بتدمير مخيم جنين على من فيه من المدنيين والمقاتلين العام الماضي؟؟

نعم هو شارون معه بن اليعازر وموفاز وأركان جيش إسرائيل الذي نال عن حق لقب أكثر جيوش العالم بشاعة وإرهابا. هذا الجيش الذي لا يستحق التسمية الحالية" جيش الدفاع الإسرائيلي" لأنه لم يكن في  حياته كلها سوى مرة واحدة في موقع الدفاع عن نفسه وكانت تلك المرة في حرب أكتوبر تشرين  1973 المعروفة, بينما قضى باقي حياته في الغزوات والهجمات التخريبية على الأراضي العربية في فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والأردن ووصلت اعتداءاته إلى العراق وتونس. هل هكذا جيش يستحق تلك التسمية, بالطبع لا, لكن الفانتاسيا الصهيونية حتى في التسميات التي لها معانيها فعلت فعلها, فوقع الاسم جيش الدفاع على الآذان يجعله فورا جيشا بريئا ومدافعا عن نفسه ويستحق التعاطف والتضامن وهذا ما أسسته إسرائيل في العالم كله, لدى كان من الطبيعي أن نرى التعاطف مع القاتل ضد الضحية أمرا عاديا في المجتمعات الأوروبية, لكن صحوة تلك المجتمعات بالإضافة للأجرام الإسرائيلي الذي لم يستطع الإفلات من أعين الكاميرات ومن ألسنة بعض القتلة أنفسهم جعل الصورة تتبدل والموقف يتغير وشجع دولا مثل بلجيكا على عدم الرضوخ للضغط اليهودي والأمريكي في قضية رئيس وزراء إسرائيل شارون المتهم بارتكاب جرائم حرب موثقة. ترى هل ستنجح المحكمة البلجيكية في محاكمة أول مسئول إسرائيلي في محكمة مجرمي الحرب الدوليين, كواحد من ضحايا تلك المجزرة أتمنى ذلك منذ الغد, لكن الأمر ليس بهذه السهولة وللحكاية بقية..

 

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العالم ضد الحرب والظلم
- تأملات في كبسات هادي بن مكبوس
- ألله يهدي أبن هادي وغيره..
- حليب نسوان الصين
- العراق خازوق الجميع
- كلهم وحوش وأن اختلفت الطرق
- صبرا وشاتيلا وجنين.. أقرب من أوشفيتس بكثير
- سقوط هوارد سيتبعه سقوط أسياده
- نائم بن نعسان..
- صلينا الجمعة يوم الثلاثاء..
- أخبار من هنا وهناك
- كتاب فلسطين مع الشعب العراقي وضد أمريكا
- الحاجة رشيدة العاجوري
- هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟
- متفرقات من هنا وهناك
- المجتمع الإسرائيلي وخيار الطلقة الأخيرة
- الفساد بين هذه وتلك البلاد
- من وحي المخيم ..
- الحرب على العراق تبدأ من غزة
- الحرب خيار أمريكا وليست خيارا عالميا..


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - شارون رمز الإرهاب الإسرائيلي