أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء السادس















المزيد.....

ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء السادس


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 13:21
المحور: القضية الكردية
    


وعلى خلفية ما جرى للحزب الديمقراطي الكردستاني السوري منذ مؤتمرهم التوحيدي وحتى اليوم، من تراجع في منظماته ونشاطاته، والتي معظمها تتحملها القيادة الجديدة، حيث محدودية، الإمكانيات المعرفية لمواكبة العصر سياسياً، وقدراتهم على تطوير دور الحزب الجديد ضمن الحركة الكردية الهزيلة أصلاً في جنوب غربي كردستان، إلى جانب غيرها من السلبيات الذاتية، والتي كثرت من الشكوك السلبية حوله، ومنها:
1- سبب تراجعه في لهجته المعارضة للسلطة، ليست لاستنتاجات ذاتية أو رؤية منطقية لمجريات الأحداث، بل يعولها البعض على العامل الموضوعي، ويقال بأنه نتج تحت ضغط من الإقليم، والذي لا يزال له شبه قنصلية وبنفس الشخص ومنذ قرابة ثلاثين سنة في مدينة قامشلو، ويبررها آخرون، بأن أية تصريحات أو معارضة قوية من الكردستاني الجديد ستعكس بشكل سلبي على سياسة الإقليم مع الهلال الشيعي.
2- وبأن مجموعة من قيادته كانوا وراء تخلي قيادة الإقليم عن دعم الأحزاب الكردية الأخرى المشكلة للمجلس الوطني الكردي، في محنتهم المالية، المتفاقم منذ بداية ظهور معاناة الشعب الكردي وهجرة أو تهجير معظم كوادرهم والمؤدية إلى نضوب منابع تمويلهم، وفي القضية الأخيرة بالضبط ل ب ي د دور غير قليل فيه. وهذا الضغط غير المباشر دفع ببعضهم إلى تقبل نهج الإقليم، حتى الذين لم يشتركوا في الوحدة، وغير محسوب على نهجه، بررها البعض بأنهم أصبحوا البديل عن الديمقراطي الكردستاني الجديد، خاصة إذا لزم الأمر وتطلب تصريح ضد السلطة السورية.
تسخر الأحزاب المعارضة جل نشاطاتها وجهودها للصراع الكردي الكردي، حتى ولو كانت بدرجة أقل من ال ب ي د وبلهجة مغايرة، وبدعم من الأحزاب المشاركة في حكومة الإقليم الفيدرالي، وهي دلالة أن دراساتهم لمجريات الأحداث الإقليمية والدولية ضحلة وتخيم عليها رؤية ضبابية، ولا تعكس حقيقة الصراع القائم على أرض كردستان، وخلافاتهم الداخلية تعكس ضحالتهم، وسذاجة تعاملهم مع الواقع، وعليه فهم لا يمثلون الشعب ولا مطامحه، وصراعاتهم لا تنجرف لخدمة الأمة ولا القضية الكردية والكردستانية، حتى ولو كانت تصدر نداءات قومية ووطنية في زوايا من إعلامهم، لكن في عمقها لا تتجاوز نطاق امتصاص نقمة الشارع الكردي.
يدرك الشعب ومنذ سنوات، أن أحزابهم، لا يحاربون محتلي أرض كردستان، بل يدورون في فلكهم، وهذه الحقيقية واضحة لديه ومنذ عقد وأكثر، ولا يخفيها في حواراته السياسية والعامة، لكنه مع ذلك لا يزال سجين صوره النمطية السابقة، ودورهم المفروض من قبل المربعات الأمنية كممثل عنه، وعليه تتطلب من الحركة الثقافية، بل ومن الشعب ذاته إزالة تلك الصور النمطية المشوهة من لا شعوره، والتحرر من هيمنة سيادتهم الشكلية، وتبيانها لهم وللعالم بأنهم لا يمثلونهم، ما داموا تحت هيمنة السطات المحتلة لكردستان، ولا يخففون من خلافاتهم المتلائمة والأجندات الخارجية.
من أولويات الشعب الكردي، الثقة بالذات، بعد أن تأكدت له ماهية أحزابه، وعليه أن يؤكد لذاته قبل المحتلين أن هذه الخلافات الحزبية لا تمثله، وأن قضيته ليست محصورة بيد الأحزاب التي فرضت عليها الضحالة في معالجة القضايا. وبشكل أو آخر فأن خلافاتها وتلاسنها ومواكبتها لأجندات القوى الإقليمية، عداوة للشعب الكردي، فهي وبأساليبها الجارية تساعد الأعداء وتحارب الأمة الكردية، فهم السبب الرئيس في تبيان الكردي ضعيفا أمام المحتل والعالم الخارجي، وهم بأساليب نضالهم الضحل وصراعاتهم جعلوا الأمة الكردية خارج الجغرافية الدبلوماسية العالمية.
سذاجة أحزاب جنوب غربي كردستان الذين التهوا بالثانويات ومنذ بداية الثورة السورية، وعلى خلفية خلافاتهم المفتعلة من قبل المربعات الأمنية، والتي كانت ولا تزال تخدم المحتلين، أوصلتهم إلى واقع مأساوي، ومنه المعاناة في الوضع المالي، وأشيع، على سبيل المثال، بأنه لولا مساعدات السليمانية، الحزب الوطني الكردستاني، لعاش أعضاء قيادة اليكيتي والحزب مأساة حقيقية، مثلما حصلت للأحزاب الأخرى والتي يقال بأنها كانت من أحد أسباب انضمامهم إلى البارتي، تحت صيغة الاتحاد، علماً بأن الدعم الذي قدم لحزب اليكيتي، كانت بالقطارة، كما بلغنا من مصادر موثوقة.
وقد خرجت من واقع الاحتمالات، أن المساعدة المادية قدمت بفضل رئيس حزب التقدمي الكردي السيد حميد حاج درويش، لعلاقاته التاريخية المعروفة مع الحزب الوطني الكردستاني، وبها تمكن اليكيتي الحفاظ على البعض من نشاطاته. وهنا يطرح السؤال ذاته هل كانت المساعدات على حساب إملاءات؟ وتقبلتها قرابة سنتين تقريباً، أم مجرد خدمة وطنية؟ قدمها لهم الشخص الذي يعد من مؤسسي البارتي، والأكثر تمسكا في نهجه منذ نشأة الحزب وحتى اللحظة، بغض النظر عن توافقنا أو اختلافنا معه، وهو الأصدق لنهجه، الحزبي والوطني، وكثيرا ما فضل المواقف القومية على الحزبية، رغم تعرضه لأبشع الانتقادات والهجمات، وحتى الشخصية منها. ومن ضمن ما تم هو تحيزه للمجلس الوطني الكردي، كبعد وطني، والمخالف لمسيرته المتماشية مع نهج السليمانية أي استراتيجية الهلال الشيعي، والسير مع سياسة المعارضة والديمقراطي الكردستاني لجنوب كردستان، وعلى الأغلب كانت الصورة والمستقبل السياسي للمنطقة لديه أوضح، ولربما كان يرى كردستانا يتشكل، والظروف أصبحت ملائمة، ولهذا فضل التحالف مع الأحزاب التي كان طوال نصف قرن في خلافات معهم، كأحد أهم ضروريات مرحلة ما قبل تشكيل كيان كردستاني في جنوب غربي كردستان، وعمل ضمن المجلس الوطني، علماً أن سياسية ال ب ي د أو مجلس الشعب الكردي المتماهية مع السلطة، كان الأقرب لنهجه، أو على الأقل توقع بأنه سيستفيد من السلطة أكثر من استفادة السلطة منه، وهو ما صرح عنه السيد حميد حاج درويش قبل فترة بأنه كان خطأ تكتيكي، وكأن لسان حاله يقول كان الأولى المشاركة مع ال ب ي د في الإدارة وبمجلس وطني كردي حتى ولو كانت نصفها ل ب ي د ، منذ البداية، وأن المهادنة مع سلطة بشار الأسد، والتي رغم تاريخها الغارق في الاستبداد والعنصرية خير من أغلبية المعارضة التكفيرية التي أبدت بأنها ليست بأفضل منها، أو لربما بأنه كان يجب مسايرة المصالح كما هي الدارجة بين جميع القوى الإقليمية والعالمية، وهذا النقد الذاتي يعد الأكثر صدقا بين الأحزاب الكردية والكردستانية (إن كنا موافقين معه أم لا) وهي جرأة سياسية رغم ما جلبتها له من مطبات، مع ذلك فضل السيد حميد حاج درويش ذكر الأخطاء وبدون مواربة، وتنم عن نزعة التجديد في النضال وحسب المصالح القومية والظروف الدولية، وهذه هي المكيافيلية التي يستخدمها جميع سياسي العالم، والحركات السياسية، والسلطات والأنظمة لبلوغ مآربهم.
هذه الرؤية السياسية أو لنقل التعامل مع الظروف، التي لا يدركها قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني السوري، أدت إلى ضمور دوره في المجلس وعلى الساحة. ويقال إنه كان وراء الخلافات المتصاعدة بين الأحزاب المشكلة للمجلس الوطني الكردي، وبالتالي بلوغه والمجلس الحالة المزرية الحالية، ولهذه خلفيات:
1- منهم من يقول بأن البعض من قادة الحزب كانوا وراء سياسة الإقليم الكردستاني الجنوبي الازدواجية، المتبعة مع الأطراف المعادية للسلطة السورية، والتي أدت إلى نتائج ليست في صالحه، ومنها تغاضي ال ب د ك -ع عن تجاوزات ال ب ي د كسلطة أمر الواقع، وعدم دعم الأحزاب الكردية المعارضة بالشكل المطلوب، وهو ما أدى إلى التأثير العكسي عليهم بشكل مباشر.
2- والبعض من الحركة الكردية الثقافية والسياسية عرض تأويلات مخالفة للمسيرة المشبوه، وهي أن الإقليم هو الذي فرض عليهم وعلى معظم الأحزاب الأخرى نهجه، وكان وراء الإشكاليات التي سايرت عملية تشكيل المجلس الوطني الكردي، إلى أن بلغ ال ب ي د من حزب كان يطالب بالثلث إلى النصف وبالتالي إلى سوية مواجهة الإقليم ذاته.
3- وآخرون يضعون احتمالية أن البعض من قيادات البارتي الديمقراطي الكردي السوري كانوا وراء عدم تقديم حكومة الإقليم الدعم المادي للأحزاب الكردية المعارضة، لأسباب، ومنها: الضغط عليهم للانضمام إليهم، وهو ما تم، باستثناء اليكيتي والذي نفذ من الذوبان، على الأغلب، بسبب المساعدة التي حصل عليها من الاتحاد الوطني الكردستاني، واستمرت المعاملة السياسية الجافة، إلى أن وجد ال ب د ك –ع أن بقاء اليكيتي في الطرف الأخر تؤثر على رجحان كفتها السياسية، لذلك تجاوزت سياسية الديمقراطي( في فترة تحوله إلى الكردستاني) السوري وقدمت الدعم المادي، لإعادته إلى صفها. والبعض يقول إن الحزب الوطني الكردستاني هو الذي كان البادي بقطع المساعدة عنهم، كورقة ضغط لضمهم إلى مجموعة أحزاب الإدارة الذاتية. ويقال بأنه لولا الدعم المقابل لدخل قادة اليكيتي في إشكالية غير مستحبة، ولربما قبلوا عرض الوطني الكردستاني مثلما حدث للتقدمي، بعد أن سبقه النقد الذاتي أو رافق خروجه من المجلس الوطني الكردي. مع ذلك فهذه المساعدة المالية لم تنقذ المجلس الوطني الكردي من الضمور، رغم محاولات اليكيتي في الداخل والذي حصر معظمها في الصراع مع ال ب ي د والإدارة الذاتية، وهو ما يريده ال ب ي د والسلطة السورية، فأصبح يبدو وكأنه حزب لا يمثل نهجه المعروف. ومساعدة الإقليم في إقامة علاقات دبلوماسية خارجية، ظهرت شحيحة، إلى جانب أن ممثلو المجلس الوطني لم يعرفوا كيفية استغلالها.
وبشكل عام للحزب الديمقراطي الكردستاني المتشكل من أربع أحزاب دور مباشر في الضعف الحاصل للمجلس الوطني، ولا شك لا نستبعد ما تقوم به الإدارة الذاتية من إجراءات تعسفية، كأي سلطة استبدادية، بدءً من الاعتقالات إلى تهجير الكوادر النشيطة، إلى حد أن الأصابع توجه إليهم بالاغتيالات، إن كانت من ذاتها أو بأوامر من السلطة، كإجراءات جانبيه ضد أحد أطراف المعارضة السورية، وهي في الواقع تؤثر سلباً على القضية الكردستانية بشكل مباشر. فمعظم الصراعات الحزبية، ومن الجانبين لا تخدم القضية، وهي تنجرف لصالح الأعداء، وستتبين نتائجها السلبية عليهم وعلى الأمة عاجلا أم آجلا، وأول من يعاني هو الشعب الكردي وقضيته...

يتبع...
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
2/5/2017م



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء الخامس
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان- الجزء الرابع
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء الثالث
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان-الجزء الثاني
- اللغة الكردية، ومآلات تدريسها في جنوب غربي كردستان-1
- ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء الأول
- ماذا عن الحوار الكردي العربي في الدوحة المركز العربي للأبحاث ...
- صدقية المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - الجزء الثالث
- صدقية المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - الجزء الثاني
- صدقية المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات - الجزء الأول
- لماذا سمحوا لأردوغان بقصف كردستان
- لماذا يقصف أردوغان كردستان
- مصداقية الباحث العربي محمد جمال باروت مثالاً- الجزء الثاني ع ...
- ماذا سيستفيد الكرد من استبداد أردوغان
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام -الجزء الثالث عشر
- نحلم بكردستان ديمقراطية
- الكرد البديل الأفضل عن بشار الأسد
- الميديون الساسانيون الكرد
- كن رجلاً أيها العروبي
- هل كان للكرد أدباء وفلاسفة قبل الإسلام -الجزء الثاني عشر


المزيد.....




- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...
- الرئيس الكولومبي: قرار الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو منطق ...
- الأمم المتحدة تعلق على مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة ا ...
- نشرة خاصة.. أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت من الجنائية الد ...
- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ما يحتاج إليه جنوب غربي كردستان - الجزء السادس