أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - الدين وتفسير ظاهرة الحياة














المزيد.....


الدين وتفسير ظاهرة الحياة


انور سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 09:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك قولان في تفسير الدين للحياة غير القول الذي يأخذ بالفهم الحرفي للكتب المقدسة.

القول الأول يرى أن الدين نابع من جهل الإنسان ومخاوفة وآماله. ويعتبر أن الجهل سبب رئيسي في اختراع المجتمعات للدين وابتداع الخرافات في محاولة منها لتفسير الظواهر الطبيعية ومنها الحياة. ويرى أن الدين لا يختلف عن أي خرافة سوى أنه خرافة تم تعظيما (تقديسها). والدين على هذا الأساس هو التفكير الخرافي للإنسان القديم الغارق في جهله وخوفه وأمانيه, ولأن ذاك التفسير الخرافي ضروري لاتزانه العقلي والنفسي, فقد تشبث بذلك الفكر الخرافي وعظمه (قدسه). الدين مجموعة خرافات تم تقديسها ومنها خرافة الروح لتفسير الحياة. ولا تختلف الوثنية التي تقول بتعدد الآلهة عن الأديان التي تدعي أنها سماوية والتي تقول بوحدة الإله سوى أن الأخيرة تطوير للأولى, فعوضا عن الآلهة المتعددة الخيرة والشريرة التي تقف خلف الظواهر الطبيعية في اعتقاد الإنسان القديم, قيل بإله واحد, هو روح خالصة, واستعيظ عن الآلهة الخيرة والشريرة بالقول بوجود كائنات روحية خيرة (الملائكة) وكائنات روحية شريرة (الشياطين), وهذه الكائنات فائقة القوة هي خلف الظواهر الطبيعية والكوارث والأمراض (نُسب للشياطين والجن كثير من الأمراض).

ولكن الجهل والحاجة للتفسير كسبب رئيسي لوجود الدين, بشقيه الوثني التعددي والروحي التوحيدي, قد سقط بالتقدم العلمي. باستطاعة العلم تفسير الظواهر الطبيعية وتفسير نشوء الحياة. وعدم اكتشاف كيفية نشوء الحياة وألاصل الأول لها حتى الآن (خصوصا بعد تفسير كثير من الظواهر الطبيعية تفسيرا علميا أسقط التفاسير الخرافية القديمة) لا يعطي الإجابات الخرافية الجاهزة التي تقدمها الأديان أية قيمة علمية, بما فيها القول أن الحياة خاصية لجوهر لا مادي (روح), يحل في الجسم المادي ويكسبه الحياة. كلها خرافات قال بها الإنسان القديم العاجز عن التفسير العلمي. ستظل خرافات لأنها كانت وما تزال البديل للتفسير العلمي. إنها تفسير الإنسان البدائي الساذج الذي لا يمكن إثباته علميا. وكل تفسير لظاهرة طبيعية غير قابل للإثبات العلمي ليس إلا محض خرافة, لا يختلف عن التفسير الخرافي للرعد والبرق والخسوف والكسوف والأمراض النفسية والجسدية..الخ.

ويُقال نفس الشئ مع تفسير العقل بأنه خاصية لنفس الجوهر اللامادي الذي يحل في الحيوان عموما أو في الإنسان على وجه الخصوص.


القول الثاني, الذي يحاول التوفيق بين الدين والعلم, يرى أن الله قد أنشأ الكون بقوانينه التي تفسر الظواهر الكونية جميعا بما فيها الحياة والعقل. وهذا يعني أن الله خلق الحياة بطريقة غير مباشرة عندما أوجد كونا يمكن أن تظهر فيه الحياة وفق شروط معينة. ولهذا فتفسير الحياة لا يحتاج أن ننسبها إلى أمر مباشر من الله فوق قوانين المادة, اي لا يحتاج أن ننسبها إلى معجزة, مما يعطل البحث العلمي والتفسير العلمي والتقدم العلمي ومن ثم يعطل التطور الحضاري, بل يحتاج إلى بحث علمي عن سببها المادي. واعتماد هذا القول يحتم تفسير الكتب المقدسة تفسيرا مجازيا. ويمكن تفسير الروح, وفق هذه النظرة, على أنها "سر الحياة", وهذا السر قابل للإكتشاف, وليس شيئا خارج عن المادة وقوانينها, ذلك أن الحياة مظهر من مظاهر المادة.


لقد فسرت نظرية دارون تشعب الحياة وتطورها. ومهة العلم الكبرى اليوم هي اكتشاف نشوء الحياة والأصل الأول لها.


الحياة ظاهرة مادية:ــــــــ

إن الإختلاف النوعي بين العناصر سببه اختلاف كمي محض في المكونات الأساسية للذرة. وبعتبير آخر, الاختلاف في كمية المادة الأساسية يؤدي إلى اختلاف نوعي. واتحاد (ترابط) العناصر ينتج عنه مركب جديد (جوهر جديد) بخائص مختلفة تماما عن خصائص عناصره الأساسية. أي أن اختلاف خصائص المواد ناتج عن اختلاف في "كم" المكونات الأساسية, وعن اتحاد تلك المواد.


وظاهرة الحياة ليست إلا خاصية للمادة المتحدة (المركبة) بكيفية معينة.


لماذا يُستبعد أن موادا معينة عندما تتركب بكيفية معينة وكمية محددة تظهر فيها خصائص الحياة؟


ولماذا يُستبعد أن العقل نشاط للدماغ؟ والدماغ ليس إلا مادة حية معقدة التركيب. والمادة الحية تكتسب خصائص الحياة من تركيبها لا من شئ خارج عنها.


لماذا يُستبعد أن التركيب الكيميائي يؤدي إلى إختلاف خصائص الجواهر المركبة إلى درجة ظهور خاصية الحياة, وظهور خاصية الحياة في المادة يؤدي إلى ظهور العقل؟ إن النشاط العقلي, بمختلف مظاهرة, هو نشاط الدماغ, والدماغ مادة حية. والإنسان مختزل في دماغه. وبإمكان الإنسان أن يفقد أعضاء أو يستبدل بعضها دون التأثير على كينونته كإنسان وعلى شعوره بذاته كإنسان. ولا يمكن القول أن هناك ذات لا مادية حالة في الدماغ, لإنه لا يوجد شعور بالذات بدون الدماغ. الدماغ يشعر بذاته كإنسان (ماهية متفردة), وهذه أحد خصائص الدماغ كمادة حية شديدة التعقيد. أو بتعبير آخر, شعور الإنسان بذاته هو نشاط دماغي.



#انور_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقاش في الفيس بوك حول المصدر الرئيسي للشريعة الإسلامية
- ابن الراوندي وحجته في إنكار أن يكون القران معجزة إلهية
- الدعوة للعلمانية يجب أن تترافق مع الدعوة لفهم جديد للإسلام
- المسلمون اليوم أكثر أمه تمارس الكذب والخداع والتدليس
- جنون العظمة الجمعي
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والثوابت الفاسدة والتخلف العرب ...
- امتلاك الأنثى والنظرة المرضية للجنس
- الاستعباد المقنع للمرأة العربية
- آية القوامة وقضية المرأة
- العدالة الإلهية والحرية الفكرية والسعادة الإنسانية
- لا ديقراطية بدون حسم الصراع على طبيعة الدولة
- المسلمات الدينية العامة والإرهاب
- العلمانية شرط الحياة الإنسانية الكريمة
- الشيخ علي عبدالرازق وأصنام الأزهر
- نقد الشافعي, الحلقة (28 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 5
- نقد الشافعي, الحلقة (29 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 6
- نقد الشافعي, الحلقة (27 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 4
- نقد الشافعي, الحلقة (26 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 3
- نقد الشافعي, الحلقة (25 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 2
- نقد الشافعي, الحلقة (24 / 29): الحديث ومدى حجيته الجزء 1


المزيد.....




- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر ...
- الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي ...
- اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال ...
- ” بإشارة قوية ” تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor Aljanah ...
- ثعلـوب الطبيب باقة من أجمل اغاني الأطفال عبر أستقبال تردد قن ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - انور سلطان - الدين وتفسير ظاهرة الحياة