أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - التعليم والتطرف في دول الحراك المجتمعي العربي














المزيد.....

التعليم والتطرف في دول الحراك المجتمعي العربي


حسين سالم مرجين
(Hussein Salem Mrgin)


الحوار المتمدن-العدد: 5536 - 2017 / 5 / 30 - 05:08
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بعد مرور خمس سنوات على الحراك المجتمعي العربي أواخر العام 2010م وبدايات العام 2011م ، طفحت على سطح المشهد تلك الدول ظاهرة التطرف، حيث أصبحت قضية يومية حياتية، لها انعكاسات سلبية على السّلم الأهلي والعيش المشترك والتسامح بين أبناء الوطن الواحد، فالأحداث اليومية في دول الحراك المجتمعي العربي شهدت تطرف على مستوى الأفكار، والمواقف، والممارسات، بالرغم من كون الظاهرة لم تكن وليدة ذلك الحراك، أنما بذورها الأولي ربما ترجع إلى سنوات الدكتاتورية والاستبداد للأنظمة الحاكمة، فالحراك مجتمعي العربي والذي كان بدايته أواخر 2010م، كانت له دواعيه الاقتصادية والاجتماعية، والسياسية، والفكرية، والتكنولوجية فتمحورت مطالب ذلك الحراك المجتمعي بإسقاط النظم السياسية العربية، فتم التعبير عن إرادة التغيير من خلال مظاهرات سلمية، وكانت تلك هي المرحلة الأولى في ذلك الحراك، إلى حين استحكمت لغة التطرف من قبل النظم السياسية العربية، والتي بدأت أولًا بحملة اعتقالات واسعة، ومن ثم برزت مخالب النظم السياسية وطال تطرفها، حيث استعانت بعض تلك النظم، خاصة في ليبيا وسوريا بالقوات المسلحة– كون الشرطة العادية – لم تستطيع فرض الأمن – وكان هذا اعتراف بحجم وقوة ذلك الحراك المجتمعي من جهة، إضافة إلى بروز ظاهرة التطرف في استخدام القوة من جهة أخرى، من خلال مواجهة المظاهرات بالقوة المتطرفة، فتحول الحراك السلمي إلى حراك مسلح، فكان الانتقال إلى المرحلة الثانية، حيث برزت القاعدة الهندسية على سطح تلك التغييرات والتى تقول: لكل فعل رد فعل مساو له في القوة مضاد له في الاتجاه، لتفسر حدة العنف والتطرف في استخدام القوة الحاصل ما بين النظام السياسي والحراك المجتمعي، وبالرغم من ذلك العنف إلا أن النظم السياسية العربية لم تعترف بحجم وقوة الحراك المجتمعي، وإذا كان يقال في علم الطب بأن بداية العلاج هو الاعتراف بوجود مرض، حتى تتم عملية التشخيص ليتم اكتشاف نوع المرض، ومن ثم تتم عملية البحث عن العلاج المناسب، فكان من المفترض أن يتم الاعتراف بوجود حراك مجتمعي – طالب - كون ذلك ضرورة لابد منها – كما يُصبح أيضا الاعتراف – بالمطالب- ضرورة لا بد منها أيضًا، كما أن تجاهل الطالب والمطلوب – أدي إلى خلق أزمة التطرف، ومن ثم عكس الحراك المجتمعي العربي أزمة تطرف نظم سياسية لا تستطيع أن ترى ضرورات التغيير.
وبالتالي بالرغم من سقوط بعض الأنظمة السياسية العربية – في ليبيا مثلًا- إلا أن الحراك المجتمعي "المسلح" لم يكن لديه مشروع وطني للتغيير، أو اتفاق على هوية الدولة، حيث برزت الأفكار والمواقف والممارسات والجماعات موسومة بالتطرف، بإدعاءات وتبريرات مختلفة، وكان ذلك بمثابة البدء للانتقال إلى المرحلة الثالثة، وهكذا أثارت هذه المرحلة نقاشاً حول العلاقة ما بين الحراك المجتمعي العربي والتطرف، سواء كان ذلك على مستوى الأفكار أو المواقف أو الممارسات، ومن ثم برزت في دول الحراك المجتمعي ظاهرة التطرف المذهبي، والتطرف القبلي، والتطرف الفكري، ..إلخ، ووصل الأمر إلى استخدام العنف من خلال اعتداءات على الحريات أو الممتلكات أو الأرواح، أو المدن أو القرى، ليتحول التطرف إلى إرهاب، وفي الحقيقة لا بـد أن نتفق أنه بالرغم من وجود بعض السمات المشتركة لظاهرة التطرف في جل دول الحراك المجتمعي فيما بينها، وتشابه بعض ظروفها في ملامحها العامة، إلا أنها تختلف موجات حدّتها وآثارها مِن دولة إلى أخرى، ومن ثم فمن الخطأ أن نسقط نموذج التطرف ما في أي دولة عربية على أي دولة أخرى، فإذا كانت العوامل التقليدية لبروز ظاهرة التطرف موجودة في دول الحراك المجتمعي، إلا أن لكل دولة ظروفها الذاتية والموضوعية الخاصة بها، ومن ثم فإن الفهم والتفسير الصحيح لظاهرة التطرف يتم من خلال تشخيص وفهم ما يمكن أن يكون، بمعني تشخيص تاريخ تلك الظاهرة، وطرح تساؤلات عن أسباب وعوامل التطرف، ومراحل تطوره، ومظاهره وآثاره، وربما التطرق إلى الدور والدعم الخارجي للتطرف، ومن ثم نتائجه على المستوى المحلي والإقليمي والدولي، وأخيراً تحديد الرؤي المستقبلية لهذا التطرف، بالتالي لا يمكن معالجة التطرف بالطائرات بدون طيار أو بالمعتقلات، أو بالقرارات الصادرة عن المنظمات الإقليمية أو الدولية، أو بالتحالفات الدولية، أو بالمراقبة والتجسس، أنما تكون بداية المعالجة من خلال محاولة الوصول لفهم تفسيري للفعل الذي أدى إلى ذلك التطرف، من خلال التشخيص والفهم والتحليل والتفسير، ومن ثم اقتراح المعالجات والحلول المناسبة، كما تبرز الحاجة إلى أستحدث علم جديد يهتم بدراسة التطرف بأنواعه كافة، كما تبرز أيضًا أهمية تطوير بعض المقررات الدراسية في المدارس والجامعات العربية بحيث يمكن تضمين موضوعات تطرح معالجة التطرف ضمن المقررات الدراسية، ولتحقيق ذلك أعتقد بأن هناك حاجة لوقفة للتدبر لكل المفكرين والبحاث العرب لواقع المجتمع العربي، والحراك المجتمعي على وجه الخصوص، وذلك بغية تحديد إجابات لتلك التساؤلات، والعمل على فهم وتشخيص وتفسير أسباب التطرف ووضع إجراءات التصحيح المناسبة، ومواجهة التطرف بالأسلوب الملائم من خلال التفكير النقدي، والتفكير الابداعي، ومنهج حل المشكلات.



#حسين_سالم_مرجين (هاشتاغ)       Hussein_Salem__Mrgin#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التجربة الليبية في الجودة والاعتماد في الملتقي المغاربي الثا ...
- هناك أشياء جديدة خرجت عن المألوف في البحث العلمي - احتفالية ...
- الجودة وضمانها في الجامعات الليبية -لا نريد موالد سيدي الجود ...
- كليات التربية ومهام الحماية (Anti-virus)
- المركز الوطني لضمان جودة التعليم في ليبيا (التحديات – والفرص ...
- العلاقات البينية بين علم الاجتماع وعلم الحاسب الآلي-المفاهيم ...
- أهمية الترقية العلمية لأعضاء هيئة التدريس كمدخل لضمان الجودة ...
- التعليم في ليبيا .... مشروع للمصالحة
- هل البحاث العرب في حاجة إلى مجلس عربي للعلوم الاجتماعية؟
- الأسرة وجودة البرامج التعليمية
- إصلاح منظومة التعليم الجامعي الحكومي في ليبيا - الواقع والمس ...
- أهم مرتكزات تحسين وتطوير التعليم الأساسي والثانوي في ليبيا - ...
- التجربة الليبية في مجال ضمان الجودة والاعتماد
- جودة التعليم في مقدمة ابن خلدون
- مكاتب الجودة وتقييم الأداء في الجامعات الليبية الواقع والمست ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حسين سالم مرجين - التعليم والتطرف في دول الحراك المجتمعي العربي