رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 5535 - 2017 / 5 / 29 - 22:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نهضة تركيا على حساب سورية
سمعت في الآونة الأخير اكثر من مرة ومن أكثر من جهة أن تركيا في عهد "أوردغان" استطاعت أن تتجاوز الكثير من العقبات الاقتصادية وأن تتقدم إلى مصاف الدول المستقرة اقتصاديا، وقد قدموا العديد من المعطيات على هذا التقدم وبالأرقام.
قد تبدو المعلومات صحية تماما ولا شك فيها، لكن لنا بعض الملاحظات على من يرفع "أوردغان" إلى أعلى عليين، ويجعل من الخليفة العثماني الذي يعيد أمجاد المسلمين إلى ما كانت عليه قبل ألف وأربعمائة عام.
أولا: ـ نهضة تركيا جاءت على حساب سورية، فبعد أن تم ترحيل كافة المصانع السورية من منطقة حلب، والتي تعد من أهم المناطقة الصناعية فيها، وببيعها في تركيا كحديد (خردة) وجدنا التقدم الاقتصادي بدأ يأخذ منحى جديد في تركيا.
ثانيا: ـ هناك العديد من المواطنين العرب والاجانب كانوا يأتوا ليقضوا فترة من الراحة والاستجمام في سورية، لكن بعد أن فتحت تركيا حدودها على مصرعيها للإرهابين، عزف هؤلاء عن القدوم إلى سورية وتجهوا نحو تركيا، وهذا ساعد على تحسين السياحة بشكل ملحوظ فيها.
ثالثا: ـ العديد من الكفاءات السورية فرضت عليها الجماعات الإرهابية الهجرة إلى الخارج وعن طريق الحدود التركية والتي فتحت لتستقبلهم بترحاب، لتحصل على تلك منهم على الخبرة والمعرفة في طرق واساليب الانتاج للحرف السورية التي تختص فيها سورية دون سواها من الدول، وهذا ساهم أيضا في تحسين الصناعة التركية بشكل عام والصناعة الغذائية التركية بشكل خاص، وهنا أريد أن اعطي صناعة واحدة من الصناعات التي تميزت في سورية "قمر الدين" والذي اخد يصنع في مصر، "قمر الدين مصفى، الأفراح، صناعة مصرية بأيدي سورية، المصدر الشركة المصرية العربية لصناعة الحلويات، القاهرة، العنوان في سورية دمشق، باب توما" هذا ما جاء على الماركة التجارية لهذا الصنف من المنتوجات التي تم تهجيرها من سورية.
وإذا ما أخذنا صناعة الغزل والنسيج والملابس بشكل عام، يتأكد لنا حجم الخراب الذي احدثته تركيا في عهد خليفتها المسلم "أوردغان"، فأي نهضة هذا التي ندعهما ونتغنى بها، والتي جاءت على حساب تدمير دولة عربية أقرب إلينا من كل مسلين العالم؟، وأي إسلام وأي خليفة هذا الذي يدمر دولة مسلمة ويهجر شعبها ليقال عنه أنه نقل تركيا من عصر متخلف إلى عصر نهضة؟
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟