أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - المتسوّلون ومفارق الطُّرُق














المزيد.....

المتسوّلون ومفارق الطُّرُق


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 22:45
المحور: المجتمع المدني
    


ما أجمل العطاء !
ما أجمل أن نُعطيَ من قلوبنا !
فالعطاء من القلب فيه لَذّة وله نكهة، ألَم تقل السّماء : " مغبوطٌ هو العطاءٌ أكثر من الأخذ " ؟
نعم وأكثر من نعم ، فجميل أن نُعطيَ ونقرضَ ونتحنّن ، فبمثل هذا العطاء – مهما كان صغيرًا- نجبر القلوب الكسيرة والخواطر الحزينة ، ونسدّ الرّمق ، ونكسو يتيمًا ونُطعم جائعًا كِسرة خبز ، ونلوّن حياة المساكين بلون قوس قزح ولو لفترةٍ ما.

على أنّ العطاء شيء والتسوّل الملحاح المدروس والمبرمج شيء آخَر..
فهناك من يستغلّ الضّمائر فيروح يعمل مُقاولًا في التسوّل ، فيأتي الى قرانا ومدننا بحافلة صغيرة تعجُّ بالأطفال والصّبايا " فيبعثرهم" على الشّوارع ومفارق الطُّرقات والاشارات الضوئيّة والدّوارات تحت شمسنا الحارقة.
منذ مدّة وأنا أمرّ من المدينة الجميلة سخنين قاصدًا مكانًا آخَر ، وسخنين لمن لا يعرف تمور بالحركة والحياة والسيّارات والدّوارات والمتسوّلين والمتسوّلات.فعلى كلّ دوّار - وما أكثرها في سخنين !- هناك متسوّل هنا ومتسوّلة هناك تبعد عنه أمتارًا ، متسوّلون من اولئك التابعين للمقاولين، فيروح الواحد أو الواحدة والذي يحمل جزدانًا كما جزدان السائح المربوط على الخصر ؛ يروح يتشبث ويتعلّق بنافذة السيّارة التي تسير الهوينا ويناشدك أن تكرم عليه ، وقد يكون معك نقود وقد لا يكون ، ثمّ من تعطي ومن لا تعطي والمتسوّلون كُثُر ؟!!!. ولكن بيت القصيد هو الخوف من أن يسقط هذا الطفل الصغير المُتعلّق بالنافذة ويقع تحت عجلات السيّارة فيُورّطك بورطة ومشكلة.
حقًّا ما عُدنا نعرف المحتاج من غير المحتاج ، وما عدنا نعرف مَن نعطي ومن لا نُعطي ، والغريب في الأمر أنّك قد تعطي أحدهم بعض الشواقل فيروح يرمقك بنظرة فيها الكثير من اللوم المُبطّن وكأنّي به يقول : بَسْ..فقط..
وتساءلتُ أكثر من مرّة لا من باب البخل وانّما من باب السّلامة ومن باب الشعور مع هؤلاء الأطفال المُستَغلّين، والذين يقضون جُلّ النهار تحت الشمس الحارقة..... تساءلْتُ أين الشُّرطة منهم؟
لماذا تُعطهم الحبل على الغارب وخاصّة أن بعض المتسوّلين في عمر الزّهور أو تكون صبيّة تحمل بلفافة من قماش طفلًا لا يتعدّى عمرة عشرة أشهر .. ناهيك على أنّ بعض المتسوّلين يتمتعون بصحّة وشباب كبيرين حيث بمقدورهم ان يلتجئوا الى العمل الشّريف والربح والعيش بكرامة وبعرق الجبين..
اعرف وأعي أنّ التسوّل أضحى عند هؤلاء حِرفةً ومهنة والخمول هو هو الدافع والمُحرِّك.
هيّا ننفض عنّا غُبار الكسل ، وهيّا نُشمّر عن سواعدنا ونعمل ، وعندئذ ، صدّقوني قد نجد هذه الظاهرة تحتضر وتختفي من تلقاء نفسها او تكاد، فالتسوّل – دون وجه حقّ – هو عادة سيئة، وقد تكون إرثًا غير طيّب .. وقد تضرّ بالمحتاجين والمعوزين الحقيقيين..



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صَفقات وسيف
- مجتمعنا العربيّ المحليّ يعيشُ الأكشن
- أدباؤنا المحلّيون في المدارسِ لحنٌ جميل
- رسالة مفتوحة الى قداسة بابا روما وبابا الاسكندريّة
- السّوق السوداء ظالمة
- طنطا تُغازلُ المسيح
- سُلطاتنا المحليّة تلتحفُ الجُمود
- امسكني بيمينَك
- - ثقافةُ الزِّبالة -
- نحنُ والزّامور
- سدوم وعمورة عندنا
- كفانا نركض خلف الفستان الأحمر
- -عبلّين في القلب - زرعَت حقولنا قمحًا في تشرين
- لحن الفَّرَح
- اللّبن الشّرقيّة والحِسّ الانسانيّ
- فِكّوا عنّا
- ميشيل
- القادم مِن عَلٍ
- تذكرة الطائرة
- فيروز ....زنبقةُ الأودية


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زهير دعيم - المتسوّلون ومفارق الطُّرُق