هاشم عبد الرحمن تكروري
الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 28 - 23:47
المحور:
المجتمع المدني
كرة القدم؛ إله يُعبد من دون الله
الملاعب أصبحت تنافس المعابد على احتضان الآلهة، هذا ما نراه يومياً، وأصبح يستفحل الدرجة أمسينا نرى فيها انقسامات على مستوى العائلة والمجتمع والدولة بسبب فريق كرة قدم، وظهر للسطح مجتمع علاقات قائم على تأييد فريق ومعارضة فريق، وبات لزاماً إيجاد فرع في علم الاجتماع تحت أسم علم اجتماع كرة القدم، ولو عدنا القهقرى لوجدنا إتحاد كرة القدم الدولي "الفيفا" له من السيطرة الدولية ما لا تمتع به دول بأكملها، وتجد الدول تتنافس على ترؤسه أكثر من مجلس الأمن الدولي أو أي منظمة دولية أخرى، وإن دل هذا الأمر على شيء فإنما يدل على ما تتمتع به كرة القدم من شعبية آسرة للمجتمعات، حيث نرى عند خوض مباراة بإحدى البلدان والمدن المظاهر التي تعم أثناء وبعد المباراة، والأمر لا يتوقف على هذا فحسب، فالوقت الذي يستنفذ بالمتابعة والأموال، فتجد دول تنفق على إنشاء ملاعب كرة القدم والمنشآت المرافقة لها أكثر ما ينفق على التعليم والصحة وغيرها من البنى التحتية الأشد أهمية للدول، وقد يقول أحدهم أنها تجذب من الأموال ما يعوض ذلك؟ نقول أن الوقت المستنفذ والمشاحنات المصاحبة أكثر أهمية مما تجنيه هذه اللعبة، ونحن لسنا ضد كرة القدم كلعبة ولكننا ضد ما نراه من مظاهر مرافقة لها جعل منها إله يعبد من دون الله.
#هاشم_عبد_الرحمن_تكروري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟