أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسن حاتم المذكور - الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.















المزيد.....

الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1446 - 2006 / 1 / 30 - 09:13
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


الرفاق الأعزاء : نصيحتي قد تكون الآخيرة ... مودتي لا نهاية لها .
بعد اليحية .
اشاطركم الهم ’ وبلا تحفظ استنكر استفزازكم والأعتداء على مقراتكم وكوادر واعضاء حزبكم ’ وادين بشدة من اساء او يسيء اليكم .
احترم تاريخكم الوطني ولا يوجد بيننا من لا يعتز بهذا القدر او ذاك بشرف الأنتماء الى تاريخ نضالكم ’ كما لا يوجد محق من يزايد على تضحيات حزبكم وصمود رفاقكم في مقرات التعذيب والتصفيات الوحشية جسدياً وفكرياً وسياسياً وتنظيمياً ’ او حجم شهدائكم من نزلاء المقابر الجماعية ’ وعدد اللذين طوردوا وشردوا وهجروا ’ فحزبكم كان مدرسة للآخرين في الصمود والتضحية والصبر والتحدي ’ كل هذا وكثير غيره محسوباً لكم ولا يوجد منصفاً من يحاول تجاهله .
تقديراً لتاريخكم وشهدائكم حاولت بعض القوى الوطنية والشخصيات الديموقراطية المستقلة ان تطوي وتتناسا الصفحات السلبية من سياساتكم ومواقفكم التي الحقت الأذى بحزبكم وبالمصالح الوطنية المشتركة’ واستمروا ينتظرون منكم خطوة البداية الجدية لأعادة تقييم نهجكم والأمساك بخيوط التوجه السليم ’وظلوا ينتظرون الى يومنا هذا وربما الى الغد ’ وحتى الكوادر التي كانت الأهم في كيان حزبكم وتاريخه والتي اضطرتها حالة الخراب الداخلي للتنظيم والمباديء لمغادرته حفاظاً على سلامة ذاتها ونقاء ارتباطها الوطني’ ظلت تحاول وتكافح وتتوجع من خارجه ’ وتؤآزر وتدعم قواعده وتعمل جاهدة لتحرير بصيرتها من ضباب العبادة الفردية والحزبية والحول الأيديولوجي ’ وتتصدى كذلك للقيادات التي واصلت بأسم التطهير سرقة الحزب وتكريس انحرافه وتبعيته وبيع تاريخه حتى افرغته من عناصر ودوافع الأبداع والبناء الفكري والمعرفي والثبات على المباديء والقيم الوطنية وجعلت منه اقرب الى نظام كتيبة من الحرس الهجين لا تتعدى اهتمامات افرادها حدود الطاعة العمياء للقيادات وتملقها عبر انتهازية ووصولية مسؤوليها .
بعد التغيير الهائل في 09/نيسان/2003 ’ تغير الواقع العراقي جذرياً وتغيرت الأهداف والشعارات والمواقف والممارسات ’ هناك عملية سياسية ولدت معقدة في بعض جوانبها ’ هناك ايضاً تجربة ديموقراطية تتطور وتتعثر وتنهض وتحتاج لمن تتكي عليه ’ هناك انتخابات واستقطابات حزبية وطائفية وقومية وفورة تبعثر الأوراق’ تفرزها ثم تعيد بعثرتها ’ هناك تقدماً وتيارات جارفة وتغييرات تترك فعلها المباشر على تفكير الناس ووعيهم واتجاهاتهم وتعيد صياغة مصالحهم وعلاقاتهم وسلوكهم ’ الواقع العراقي بمجمله يتغير ويتطور منفعلاً الا انتم ايها الرفاق الأعزاء .
مرتبكين تجريبيين مترددين عاجزين عن مواجهة ذاتكم ترون الأمور بربع عين ’ تدفعكم العادات القديمة للدوران حول طاولة ( ياعمال العالم اتحدوا ـــ وطن حر وشعب سعيد ) ’ تردحون على طبول مفردات ازمنة التضامن الأممي’ زوارق شعاراتكم ونهجكم وممارساتكم الراهنة واقفة على اليابــسة (شالهه ) وانتم حالمون بأنها تسبح في مياه الصراعات الطبقية مدفوعة بنهج المركزية الديموقراطية نحو شواطيء دكتاتورية العمال والفلاحين ’ انه سبات الدببة فمتى سينتهي شتاء ايديولوجيتكم ... ؟
انتكاستكم الآخيرة في انتخابات 30/01/2005 كان مفروضاً ان تكون سبباً وحافزاً للمراجعة والتقييم والأستشارة والبحث عن البديل لتجاوز مرحلة الوهن والتخبط ’ بعكسه هربتم من مواجهتها بأتجاه بعث اياد علاوي وفقدتم الخيط والعصفور داخل قائمته ’ وبدون استراحة تقييم سارعتم لمعالجة الخطاء الفادح بالأفدح ( وداوني بالتي كانت هي الداءُ ) فأرتميتم في احضان ــ مرام ــ المطلك ومشعان والعليان والهاشمي والدليمي وعلاوي حيث النهاية المحزنة للطريق المسدود لشطحات لأنتهازية القاتلة .
ان مشاركتكم معهم ( لا سامح الله ) في عملية تحول مرام الى جبهة وطنية كما هو معلن تجعلنا نرمي الحجر السابع خلف جنازة حزبكم وهذا مالانرغبه ولا نتمناه على الأطلاق .
لا شماتة ولا حسد فليس لديكم ما نحسدكم عليه ’ انها دعوة صادقة ونصيحة مخلصة يشاركني فيها من يحترم تاريخ حزبكم ويقدر تضحيات مؤسسيه وتحزنه نهايتكم غير اللآئقة ’ عليكم الآن ان تغادروا عقم الدوران في نهاية الطريق ’ كسروا جليد مفرداتكم ومبرراتكم وتخريجاتكم المعطوبة دائماً واعيدوا الدفىء لمعنياتكم والروح لطاقات رفاقكم ’ اقطعوا خيوط الوهم في تحقيق المكاسب الجاهزة والكف عن الأتكال على لعبة الحظ الخاسرة ’ عودوا جريئين الى الشارع العراقي ’ فمن معاناته واوجاع مخاضه يمكنكم اعادة بناء هيكلية حزبكم تنظيمياً وفكرياً وسياسياً وعبر الجديد في النهج والممارسة تستطيعون استعادة هيبته .
ليس مخرجاً اجترار تاريخ ومواقف وتضحيات رفاق مروا وقدموا ما عليهم وتركوا تراثاً ثورياً ووطنياً وانسانياً ’ قد ينفع ذلك اذا ما اضيف اليه تاريخاً وتراثاً ناصعاً لأجيال وريثة بأستحقاق ’ اما اذا استهلك ترقيعاً لثقوب الأنتهازية والذيلية والتبعية والأنحراف عن المباديء الوطنية فيكون ذلك مجرد تكرار لأهانة القيم والتقاليد النضالية واستصغار لتراث الشهداء والأستهانة بأهمية التجربة التاريخية ’ فلا الرفيق فهــد يقبل لأحفاده الأستشهاد تحت راية قائمة اياد علاوي ’ ولا سلام عادل يقبل لهم التعفن داخل مستنقع ــ مرام ــ .
سألت يوماً رفيقاً كان مختبئاً في بيتنا .
ماذا تعني السراديب الحزبية ... ؟
اجاب : بيتكم هذا .. بيوت الرفاق والأصدقاء ’ القرى العراقية التي نحتمي بها وتدافع عنا ’ العشائر التي تستضيفنا وتضحي من اجلنا .. الأهوار التي حمل ابنائها السلاح معنا .. شوارع المدن حيث العمال والكسبة ... حينها علمت ان السراديب الحزبية تعني الفضاء الأوسع للنضال الوطني الديموقراطي الذي تتنفس فيه رئة الشيوعيين وتنمو فيها قضيتهم .
فأين هــذا من مــرام ... ؟
واين انتم من ذلك التاريخ المجيد ... ؟
رفاقنا كوادر واعضاء الحزب الشيوعي’ ان التنظيم في جوهره’ هو حلقة وصل فكرية وسياسية ونضالية بين ذات الأعضاء والأنتماء الوطني ’ اما اذا اصبح هدف بذاته وحاجزاً او عائقاً امام الأنتماء الوطني للحزبيين فليس امامهم الا تجاوزه’ الأحزاب مقبولة عندما تكون مدارساً للنضال الوطني الديموقراطي’ لكنها مرفوضة عندما تصبح مقابر للوطنية ’ ان اجواء النشاط الأنساني والأجتماعي والديموقراطي والوطني بشكل عام واسعة بسعة القضية العراقية .
لاانكر عليكم طاقاتكم الخلاقة ومخزونكم الفكري والسياسي والحاجة الماسة للشعب والوطن الى دوركم وفعلكم الأيجابي’ لكن القضية تتوقف امام ارادتكم على تحرير ذاتكم وتقديمها بنبل واريحية لأهلكم المحاصرين ووطنكم الجريح ’ تلك هي العودة المبدائية للجوانب المشرقة لتاريخكم المجيد .
ايها القيادات الموقرة : كان مفروضاً ان تكونوا المبادرين لتجميع التيار الوطني الديموقراطي في ساحة واحدة انتم مركز ثقلها ’ لا ان تغادروها وتكونون سبباً لتمزيقها وبهدلة حالها .
ان لم تسطيعوا الأفلات من كهف تحجركم وعجزكم وقيود تبعيتكم وعبثية نهجكم عليكم ان تطلقوا سراح المتبقي من ابناء الحزب’ انهم ابناء للشعب والوطن وليس رتوشاً لأنتهازيتكم’ ارحلوا ببقاياكم فهناك الكثير من يتسع لكم ومن هم على اشكالكم .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفيحاء : نجمة في ليل محنتنا
- اعترافات عراقيي الخارج
- حصار الأحتلال والموت والقوائم الفائزة
- من يزرع الحزن .. يحصد اللعنة
- هل من شك ... ؟
- شكراً للرئيس مام جلال
- الأرادة الأمريكية وعبثها في الحالة العراقية
- مرام : قطارٌ للكذب والرصاص
- دعونا نفرح بأنجازاتنا
- هاكم ثقتنا ... اين وعودكم ... ؟
- العراق ينتخب العراق
- الجادرية هلاهل في عرس بعثي
- الرفيق ابو داوّد اهكذا سنمضي الى ما نريد ؟
- اشكالية الجالية العراقية في الخارج
- تفجيرات انتخابية
- هكذا يسترجع البعث جمهوريته الثالثة
- هكذا تكون المواقف الوطنية
- الأنتخابات القادمة: لن تكون موجة لصعود التآمر البعثي
- البعث : وجهان لعملة الخيانة الوطنية
- ( ثرثرة على ضفاف العملية السياسية ( 3


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - حسن حاتم المذكور - الحزب الشيوعي العراقي: نصيحة ومودةٌ.