أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - هذا ما يفعله مسؤولو ال تحت في شعوبنا العربية















المزيد.....


هذا ما يفعله مسؤولو ال تحت في شعوبنا العربية


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 21:14
المحور: المجتمع المدني
    


ما فعله الاستعمار مع الشعوب التي استعمرها يفعله الكثير من المسؤولين المحليين في أنظمة الاستبداد العربي على مستوى البلديات والدوائر وما في خدمتهما في واقع اليوم..وسيزداد الوضع أكثر بازدياد اشتداد الأزمة الاقتصادية، وما ينتج عنها من اشتداد للأزمة الاجتماعية، كما هو ملاحظ في معظم هذه دول هذه الأنظمة ..
يختار أولئك المسؤولون من سكان الأحياء الشعبية والقرى ، حيث يعيش الناس الكثير من المشاكل كنقص الماء الشروب في الأحياء وجفاف الآبار في القرى والتجمعات السكانية الريفية ، في فصل الصيف خاصة،واضطرار الناس إلى شراء مياه الصهاريج، وكتراكم أكياس القمامة أمام المنازل، وما ينجر عنها من تلوث لبيئة تلك الأحياء والقرى، وحدوث بعض المناوشات بين الجيران، وكانطفاء الإنارة العمومية ليلا، ولمدة طويلة..إلخ..أقول يختار المسؤولون بعض الأفراد الذين يسهل انقيادهم ويجعلونهم عيونا لهم هناك، ينقلون إليهم كل صغيرة وكبيرة تقع في تلك الأحياء والقرى..
يتقرب أولئك (المختارون) من الناس أفرادا وجماعات ،يجعلون البعض منهم أصدقاء لهم ويبدون لهم الكثير من سلوك الكرم كدفع ثمن بعض مشروباتهم في المقاهي، وثمن تذاكر ركوبهم في حافلات النقل الحضري أو الريفي، ليصيروا هم بدورهم، ودون أن يدركوا ذلك في الغالب، عيونا لهم على جيرانهم وأصدقائهم.. يحرصون أشد الحرص على الالتصاق بكل جماعة من سكان الحي أو القرية، كبرت أو صغرت والإنصات الجيد لما يقوله أفرادها، وأي حديث يتعلق بمشاكل الحي ينقلونه مباشرة مع أسماء الذين قالوه إلى أولئك المسؤولين مباشرة بهواتفهم النقالة..يدعون أن هناك من يتصل بهم هاتفيا،فيبتعدون قليلا ويقومون بالمهمة التي هم موكلون بالقيام بها..يحرصون أشد الحرص على معرفة الرؤوس الأكثر تأثيرا في الناس، والأكثر قدرة على تنظيمهم وتحريضهم على التحرك للمطالبة بحقوقهم فيخبرون المسؤولين عنهم..هكذا يصير أولئك الذين ينشدون خدمة أحيائهم وقراهم والارتقاء بها، والمساهمة من ثمة في توعية سكانها وأنسنتهم أكثر، وجعلهم يمتلكون القدرة على التنظيم والنضال ومواجهة الفساد معروفين جيدا لدى المسؤولين..ولأن أولئك الأشخاص هم الذين يتحركون، غالبا،ويتوجهون إلى أولئك المسؤولين طارحين عليهم مشاكل أحيائهم وقراهم ومطالبين إياهم بحلها، فإن المسؤولين أولئك يماطلون متعمدين في إيجاد الحلول للمشاكل التي طرحت عليهم، ويوعزون لعيونهم بالتحرك..يأخذ العين بعض الأفراد من السكان معه ويتوجه إلى المسؤولين..يستقبل هناك بحفاوة كبيرة..سي فلان..لماذا أتعبت نفسك؟..كان في مقدورك الانصال بنا هاتفيا، سي فلان..وقد يرفع صوته عاليا على أولئك المسؤولين المحليين..وقد يسبهم حتى، ليوحي لمرافقيه بمدى نفوذه( وكل ذلك مبرمج ومتفق عليه مسبقا..وعادة يسرع من رفع عليهم صوته إلى حل بعض ما طرحه عليهم من مشاكل، أو يقدمون وعودا لحلها عن قريب، أويلقون المسؤولية على جهات أعلى منهم ويعدونه بالسعي إلى الاتصال بها لبرمجة مشاكل الحي في أجندتهم ، ويعملون على جعل كل ذلك يبدو منطقيا لمرافقيه ..لن تكون الحلول التي يقومون بها جذرية طبعا ..ستتجدد المشاكل نفسها بعد أيام، ويتحرك المواطنون من جديد، وتحل العين تلك المشاكل مؤقتا..وهكذا..تدريجيا يفقد المناضلون الصادقون سمعتهم بين السكان.. يصيرون في نظر الناس طويلي أالسنة ليس إلا..مايْحكُّوا ما يْكُّوا..ويصير جواسيس المسؤولين في نظر الناس هم المهمون..يعرف الناس أنهم جواسيس عليهم..يكرهونهم..يحتقرونهم في أعماقهم..لكنهم ينافقونهم في االظاهر..يكونون أول المدعوين إلى أعراسهم ومختلف مناسباتهم التي يحتفلون بها وبالكثير من الحفاوة المظهرية يهشون لا ستقبالهم.. ويلجؤون إليهم مسرعين في كل صغيرة وكبيرة تقع لهم ولأهاليهم..شاب نزعت منه رخصة سياقته..كهل يتقوت بتلك الرخصة.. تأتيهما العين بالرخصتين.. قد يدفع كل واحد منهما رشوة..المهم أن الرخصة قد عادت..شخص اشتكاه جاره لسبب ما، تمزق العين شكواه لدى الجهة التي تم فيها تقديم الشكوى بعد أن يستدعى الشاكي ويوضع في موقف يفرض عليه التنازل ،كأن تهدده العين بعدم مساعدته وقت الحاجة إليه مستقبلا..شخص آخر أقبر ملف طلبه السكن ، تعيد العين الملف إلى الحياة ، وينال صاحبه السكن ، بعد دفع رشوة كبيرة حتما..آخر صعب عليه استخراج وثيقة ما، ترافقه العين إلى مكتب استخراجها في الدائرة أوالبلدية، أو الولاية حتى، أو في قطاع ما، وتأتيه بتلك الوثيقة.. وهكذا يصير الجاسوس ذاك، الجاهل،الذي لا أخلاق له، أهم لدى السكان من ذلك الجامعي الواعي، حي الضمير، الذي لا يحقق لهم شيئا مما تحققه لهم العين..وفي حال تمادي ذلك الواعي في دعوته الناس إلى التنظيم والنضال، يهدَّد بشكل غير مباشر بتلفيق تهمة له..وقد تلفق له فعلا..الشهود جاهزون والمال الفاسد جاهز، وفي كل المستويات ..هكذا أيضا ييأس ذاك الواعي ويصمت..ويسير جنب الحائط..وقد يجد نفسه ينخرط مرغما، بفعل تهمة ما، في صف العين، ذليلا،خاضعا لأوامرها، يشير السكان إليه مستهزئين: أين راحت تلك الأخلاق اللي كنت تتحدث عنها وتدعونا إليها؟..كلكم منا فقون، تدَّعون النضال وتحرضون عليه من أجل أن تثيروا انتباه المسؤولين إليكم ليقربوكم منهم، يقولون له..تفوه عليك، يقابلونه..وقد يوصلونه بذلك السلوك الذي يواجهونه به إلى حد الجنون أو الانتحار..
هكذا ينتصر المسؤولون الريعيون المرتشون، ناهبو المال العام عليه..
هكذا تبتسم العين له شامتة، وقد صار لها شأن كبير..و..
هكذا تنتشر اللاثقة بين أهالي تلك الأحياء والقرى تدريجيا،ويعم النفاق والتزلف والخوف واللامبالاة بالشأن العام..وتصير العقلية الجحوية ( هات تخطي راسي) هي سيدة الموقف في كل شيء..
هكذا يعم الفساد ويغني ويرقص ويعربد كما يشاء، وفي كل مكان..
هكذا تبقى دار لقمان على حالها..بل، وتزداد سوء على سوء..و..
يسير السكان، في أحيائهم وقراهم، جميعا إلى المساجد مطأطئين رؤوسهم، مسرعين..إنهم ، في واقع الحال، يهربون مما هم فيه..هناك ينظرون إلى بعضهم البعض ويرتاحون بعض الشيء..إنهم يدركون أنهم كِيفْ، كِيفْ..خارج المساجد كيفْ ، كيفْ..داخلها كيف، كيف..كل حياتهم كيف، كيفْ..(كلهم ياكلوا فالقوتْ، ويستنَّاوا فالموتْ)*..لا حركة لديهم..كلهم سكون في سكون..كلهم سبات.. المقتدرون منهم يكثرون من الحجات والعمرات..وعمرات رمضان خاصة..
***
هذا ما يفعله مسؤولو الـ تحت..ربما ذلك ما يفعله مسؤولو الـ فوق..
ــــــــــــــــــ
*مثل شعبي جزائري ، يعكس حالة اليأس المطْبقة ،المطْلقة التي صار الناس عليها في عاالمنا العربي



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الإيديولوجيا..عن مخاطرها
- في معنى الأصالة
- عن ديمقراطية الشعر..عن لا ديمقراطيته
- عن القصيدة/ القبيلة العربية ومجتمع حاضرنا العربي
- مجتمعنا العربي وعالم الحداثة
- بين ثقافة الولاءات وثقافة الكفاءات
- مقبرة الحجارة
- هنا، لا أمام لي
- من آخرته عاد أبي
- عن الحب..عن القبائل الأمازيغ في الجزائر
- الإسلاميون والخوف
- رمالا تعوي ريح ُ عباد*
- لنبني حدائق ثقافية لأطفالنا
- العرب المسلمون يعيشون مخياليا في الماضي
- بين تقدم الغرب وتخلفنا..الأسباب أساسا
- تأملات فيسبوكية
- لماذا نحن لا ننتحر..لماذا هم ينتحرون؟
- الأقوياء المتنفذون وحدهم من يخدمهم الدين في الواقع
- لا خروج لنا من تخلفنا إلا بانفتاحنا على الحياة وتفاعلنا مع ب ...
- من المستفيد من دروس التربية الإسلامية في مدارسنا؟


المزيد.....




- إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
- عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
- حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25 ...
- الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج ...
- اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
- تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
- قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا ...
- قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم ...
- ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي ...
- الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - الطيب طهوري - هذا ما يفعله مسؤولو ال تحت في شعوبنا العربية