|
العيش في غابات المسلمين .
محمد حسين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5533 - 2017 / 5 / 27 - 10:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لا أعتقد أن الاعيب مستر ترمب و الجلا جلا التي قام بها في عواصم الاديان الابراهيمية الثلاثة .. ستنهي ما نحن فيه من إبتلاء أو تضعنا علي مدخل الدرب للوصول إلي حلول تجعل حياة غير المسلمين آمنة في بلاد المجاهدين السلفيين الاشاوس . اليوم زاول عشرة من المسلمين المسلحين عملية إغتيال بدم بارد .. لعشرات من المسيحين المسالمين المتجهين بسيارتهم للصلاة بدير في المنيا. الاسلام كما يقرأه أغلب المسلمين اليوم .. يحض علي الجهاد و قتل غير المسلمين (ليل نهار) بدأب من يؤدى واجبا دينيا بحماس وحب ، يقودهم لهذا نصوص واضحة و صريحة لا تقبل التأويل .. ودعاة يرددونها ليل نهار و يقذفون بها في وجه من يناقشهم كحجة وبرهان . الاسلام كما يتحرك اليوم علي أرض المعمورة حاملا قنابلة و مفجراته و سلاحة .. لا يبغي إلا القتل الغادر بجبن وخسة و تجبر علي الضعفاء .. قانعا بأن ربه قد دعاه أن يقوم بهذا الدور و يصفي خمسة مليارات بشرى يخالفونه في العقيدة و لا يؤمنون بربه فيمحوهم من علي وجه البسيطة حتي يؤمنوا برب محمد و يصلون له و يدفعون الجزية أو الزكاة و ينضمون لطابور المجاهدين يجوار أخوة الايمان . إنها وحوش أدمية فقدت المنطق و الارادة والانسانية ،منطلقة دون رابط أو ضابط حتي تهلك دون دينها و تعاليمه أو تحقق أهدافة الخيالية بإمكانيات بدائية و سلوكيات ذات طابع دموى مخبول . السؤال ما الذى تغير و جعل أمة من المستضعفين الاغبياء فاقدى الاهلية و العلم .. علي هذه الدرجة من الردة لمستوى الضوارى . بل ما الذى حول أهداف مثل هؤلاء المنومين إلي عدوان سادى لا يختلف عن قصص و حواديت مصاصي الدماء. هل هو البترول و ريالاته و ذهبه و إغراءاته (الذى تحاول يا سيدى أن تنهبه منهم ) .. هل هو تطور أجهزة الاتصال التي نشرت الغثاثة الوهاببة بجوار الثمين .. هل هو مخطط شيطاني تعس لتدمير حضارة الغرب و تفجيرها من الداخل ضمن حرب ممتدة طويلة المدى ...هل نحن أمام زبد سيمضي و يبق للناس ما ينفعهم ..ام هذا الفكر تأصل و إستوطن في العقول الفارغة و السلوك العدواني و أصبح صفة نوعية راسخة لانصاف البشر من المؤمنين المندسين بينكم . لقد صبرت كثيرا قبل أن أواجه نفسي ..متخيلا أن الازمة حضارية تتصل بالجهل و التخلف .. ولكن ثبت أن حتي أبناء البلاد التي أصبحت في أعلي درجات المدنية تخرج في بعض الاحيان نماذجا مدمرة تفجر نفسها في أوطانها و بين أهلها تلبية لنداءات غامضة شريرة . لقد تخيلت أن الفقر و الجوع حاضنة قوية للارهاب .. و لكن هؤلاء الاغنياء المساقين لحتفهم بتأثير ديانة غامضة تدعو للانتحار ماذا يكونون .؟ لقد تصورت أن الحماس العقائدى المواجه كرد فعل لعنف عنصرى(غربي إسرائيلي ) قد أدى لهذا الانقلاب .. و لكن حتي هذه القيم لم توضع في إعتبار من قتل بدم بارد الاطفال بطلقات من مدفعة أو فجر نفسه بينهم . لم يبق إلا الجنون .. نعم هؤلاء مجانين ( يا سيدى الرئيس ).. لديهم هوس جماعي يدفعهم دفعا لاذية الاخر .. نحن نعيش في مستعمرة واسعة لمرضى ( بالامراض العقلية ) مترامية الاطراف تغطي بلدنا من أسوان للاسكندرية . نحن في حاجة لاطباء نفساويين .. لعلاج السادى العنيف .. و الماسوشيتي المستسلم لسكين الجزار . نحن نعيش في غابة واسعة يتصور البعض أنه قادر علي كبح جماح ضواريها إذا ما فوضناهم .. ولكنهم في الحقيقة فشلوا .. إن التفويض الذى أعطيناه للسادة الحكام كي يقاوموا الارهاب .. تحول سوطه ليجلد ظهورنا ..و لم ينتهي الارهاب .
علينا أن نواجه أنفسنا .. المشكلة في ميكانيزمات القوانين و التعليمات التي شكلت و تشكل عقل المؤمن والتي تخلق تناقضا حادا بين متطلبات العصر و قوانينه الانسانية و بين وصايا الاديان النافية للاخر و المدمرة له . هذا التناقض يشكل إنفصاما في شخصية المؤمن منذ طفولته (خصوصا لو أنه نشأ في وسط متدين متزمت جاهل) .. و يستمر الانفصام مهما طال الزمن ما لم يعالج بالعلم و المعرفة و التيقن بأن دور الدين في تهذيب النفوس لم يعد فعالا . الحل .. هو تحول تدريجي من مجتمع محكوم برجال الامن و المشايخ .. لمجتمع توافقي علماني يعلي المواطنه علي الدين . تجفيف منابع الارهاب .. و إغلاق مصادر البث و التحريض .. سواء في المؤسسات الكهنوتية الطابع أو في وسائل الاعلام المحرضة المضللة .. و تسريح رجال الدين .. ليجدوا لانفسهم مهنا نافعة للمجموع . منع الاطفال و الصبية و الشباب تحت 21 سنة من الانضمام لاى تجمع جماهيرى عقائدى ديني و منع إظهار الهوية الدينية بالاسماء او الازياء إلا للمحترفين الذين لن يغادروا أماكن عملهم الدعوى بزيهم هذا . نحن في مأزق يحتاج لرجال .. و أفكار .. علم و تكنولوجيا و تنوير .. نحتاج المدرسة و المتحف و النادى بدلا من الجامع و الكنيسة .. و من لا تعجبة بلادنا فليذهب هناك حيث غابات أورانج أوتان العربان ليلهو بينهم . الدين كما يقدمة المسلمون (يا مستر ترمب) و ردود أفعال أصحاب العقائد الاخرى تجاه هذه العدوانية الواضحة .. يجعل كل منهما يضع التحصينات و العوائق و يفرش حقول الالغام أمام أى محاولة للتقدم نحو مجتمع المواطن الصالح الفعال .. و يجعلنا نعيش في غابة تلتهم فيها الضوارى الدينية شياة المخالفين . إنتهي دور الدين (يا سيدى الرئيس ) من حياة البشر.. إن لم تكن قد فهمت هذا فإنتظر حتي ينفي الاشرار(كالعادة ) مخططاتك وخططك الساذجة ،ويغرقون العالم بإرهابهم .
#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خُذوا الحقيقة َ، وانبذوا الأَوهاما
-
في بلدنا عبث و نهب وتدمير.
-
نعم .. لقد فشل مشروع التحديث
-
نصف قرن يمر علي هزيمة 67
-
هل يشهد عام 2018 تغييرا
-
التخريب الاركيولوجي.. يا ناس
-
برستوريكا مصرية سابقة لجورباتشوف
-
أديان أبناءك يا كميت
-
عندما نعيش في أحلام الاخرين ؟؟
-
إنكشاف الغمة، في سيرة الامة
-
الخطايا الخمس لرؤساء مصر.
-
المستبد الاكثر فشلا في تاريخ مصر .
-
يا ولدى هذا هو عمك السيسي .
-
هل نعلن وفاة قومية العرب .
-
إحباط لعملية تحرير الاسير
-
هؤلاء عسكر وهؤلاء عسكر ولكن هناك فارق .
-
من الذى يتأمر علي من !!
-
كاد مبارك أن يخرج بنا من هذه الدايلما .
-
بوذا، لاوتسي، كونفوشيوس أيضا أنبياء
-
هل أصبحنا محترفي دجل و شعوذة . !!
المزيد.....
-
الضربات الجوية الأمريكية في بونتلاند الصومالية قضت على -قادة
...
-
سوريا.. وفد من وزارة الدفاع يبحث مع الزعيم الروحي لطائفة الم
...
-
كيفية استقبال قناة طيور الجنة على النايل سات وعرب سات 2025
-
طريقة تثبيت تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2025 TOYOUR BAB
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال اقتحم المسجد الأقصى المبارك 21
...
-
” أغاني البيبي الصغير” ثبت الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي عل
...
-
زعيم المعارضة المسيحية يقدم -ضمانة- لتغيير سياسة اللجوء إذ أ
...
-
21 اقتحامًا للأقصى ومنع رفع الأذان 47 وقتاً في الإبراهيمي ا
...
-
24 ساعة أغاني.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
قائد الثورة الاسلامية:فئة قليلة ستتغلب على العدو المتغطرس با
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|