محمد مسافير
الحوار المتمدن-العدد: 5532 - 2017 / 5 / 26 - 22:22
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
قلت لصديقي الملحد: يا سيدي كفاك جحودا واعتنق ديننا الحنيف، فتالله لتهلكن في نار جهنم أبد الآبدين!
رد متسائلا: يا صديقي محمد، أريد أن أعرف شيئا وحيدا، بإمكاني أن أقبل على مضض السبب الذي جعل الإسلام يغطي المرأة من رأسها إلى أخمص قدميها، ربما تخشون على نفوسكم من الهياج، لكن لماذا يفرض عليها إلهكم ارتداء نفس الزي في الصلاة، ألا إن الله يعلم ما في الصدور، فكيف يخفى عنه ما تحت اللباس، بالعكس، الوقوف أمام الله يستوجب التحرر من كل تصنع، قفوا أمامه عراة كما أنشأكم أول مرة، ولا تخشوا على نفسه من الهياج، فليس كمثله شيء... أم لك رأي آخر فيما أقول؟
أجبته بثقة متعالية: بل لحكمة لا يعلمها إلا الله...
قال أيضا: لماذا تقبلون الحجر الأسود، أليست تلك وثنية، ولماذا ترمون بالحصى في الهواء وانتم تحسبون أنكم ترجمون الشيطان، ألا إن الشيطان حاضر في كل مكان يغوي بني آدم، أم أنه يبقى أثناء آدائكم لمناسك الحج مقيدا ينتظر أحجاركم حتى تمطروه بها؟
أجبته مرة أخرى بثقة متعاظمة: بل هذا أيضا به حكمة لا يعلمها إلا الله...
لكنه لم يقتنع بردودي القوية، فأضاف يقول: ولماذا تصومون النهار كله في رمضان، هل تظنون أن الله سادي يتلذذ بآلامكم، الطب نفسه يوصي بالشرب على الأقل كل أربع ساعات، والامتناع عن ذلك يدمر خلايا الجسد... لماذا إذن تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة؟
أجبته باستخفاف شديد على كل كلمة قالها: إنها حكمة الله يا غبي، ولا يعلم تأويلها إلا هو..
لكنه انزعج كثيرا هذه المرة، ربما وجد حجتي دامغة فلم يستسغ الهزيمة، فرد علي صارخا: ما هذا الهراء، ما هذا الجهل، هل الله وحده من يعلم بدينكم، هل خلق الدين لنفسه، ليقنع به نفسه، أم لتقتنعوا به أنتم يا معشر القطيع...
قال هذا وانصرف، معلنا هزيمته، فبهث الذي لحد!
#محمد_مسافير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟