أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الجذرالتاريخى للإرهاب وعلاقته بالغزو















المزيد.....

الجذرالتاريخى للإرهاب وعلاقته بالغزو


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5531 - 2017 / 5 / 25 - 02:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تتعمّـد الثقافة المصرية (والعربية) السائدة تجاهل الجذرالتاريخى لظاهرة الإرهاب باسم الدين فى العصرالحديث. حيث يكتب المتعلمون المحسوبون على أنهم (من المثقفين) أنّ (الإسلام بريىء من الإرهاب) وأنّ الإسلام (دين التسامح) وأنه مع الكلمة الطيبة تنفيذا لآية ((ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن)) (النحل/125) ويتجاهلون الآيات التى تحض على قتال المُـختلف مع دين محمد مثل آية ((يا أيها النبى جاهد الكفاروالمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير)) (التوبة/ 73) فتلك الآية ساوتْ بين المنافق و(الكافر) فلماذا يكون مصيرالمنافق مثل مصير(الكافر)؟ وإذا كان التيارالذى أخذ على عاتقه القيام بدور(الماكيير) وأطلق على نفسه (اليسارالإسلامى) كتب أصحابه أنّ محاربة الكفاركان وقت بداية الدعوة ولاتمتد مثل تلك الآيات إلى العصوراللاحقة، فإنّ الشيخ الدكتور سفرعبد الرحمن الحوالى له موقع الكيترونى (أى أنه يعيش معنا فى قرننا البائس الحالى) كتب فى محاولة منه للتوفيق بين ما ورد فى سورة التوبة/73 وسورة النحل/125 قائلا ((أنه لاتعارض بين المجادلة والمجالدة، لأنّ من جالدناه أبى (= رفض) أنْ يقتنع فالحل هو المُجاهدة والمجادلة بالسيوف، فنحن نـُخاطب النصارى أفرادًا ونـُخاطبهم أممًا تــُـدعى إلى الإسلام أوالجزية أوالقتال. أما الفرد فلا نـُـقاتله ولايُرغم ولايُكره على اعتناق ديننا ولكن يُكره على دفع الجزية أويسلم طواعية ولكن ضمن (أهل الذمة) فإنْ كان حربيًا فلا يعيش بيننا)) (موقع الشيخ الدكتورسفرالحوالى)
فهذا الدكتور(داعشى) يُمارس (الإرهاب) باستخدام ثورة التكنولوجيا وليس بالرشاش. وسيادته (فى حمية وحُـمّى الدفاع عن الإسلام) وقع فى التناقض عندما أصرّعلى أنْ الفرد من (أهل الذمة) لايُكره على اعتناق ديننا ولكن يُكره على دفع الجزية. أليس دفع (الجزية) نوع من الإكراه؟ وأنّ (أهل الذمة) محرومون من (حق المواطنة) مثلهم مثل باقى أفراد الشعب. فهل لهذا الحرمان معنى آخرغيرالاقصاء أوالاجبارعلى دخول الإسلام حتى يُعفى من (الجزية) أى الإتاوة بحجة حمايته مقابل عدم دخوله الجيش للدفاع عن وطنه (فى تأكيد واضح على نفى حق المواطنة) ولكن فضيلة الشيخ الدكتوركان واضحًا وصريحًا وهوينص صراحة على (المجادلة بالسيوف للأمم النصرانية فإما الإسلام أوالجزية أوالقتال) أى أنّ الرجل يبيع البضاعة القديمة التى وردتْ فى كتب التراث العربى/ الإسلامى ولم يأت بجديد. وتلك البضاعة هى المُعتمدة وهى المرجعية لدى كافة تيارات الإسلام (الكفاحى الجهادى) مثل داعش وغيرداعش.
ومرجعيتهم الدينية غيرمشكوك فيها، حيث المصدرالأول (القرآن) وبالتالى فتلك المرجعية لاتحتاج إلى (التواتر) ولا إلى (عدالة الرواة) ولا إلى (صحة السند) إلى آخر(الوصفة السحرية) التى لايملك الأصوليون المدافعون عن الإسلام غيرها. فالقرآن صريح فى استخدام لفظ (الإرهاب) فخاطب أتباع محمد فى حربه ضد من أطلق عليهم (كفار) قائلا ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تــُـرهبون به عدوالله وعدوكم)) (الأنفال/60) وفى تفسيرالجلاليْن ((تـُرهبون أى تــُـخوّفون كفارمكة)) (جلال الدين المحلى وجلال الدين السيوطى فى تفسيرهما لسورة الأنفال) ولكن هذيْن الإماميْن (لاهما ولاغيرهما) توقفا أمام الربط العضوى والميكانيكى بين (أعداء الله) و(أعداء أتباع محمد) فإذا كان العقل يستسيغ ويفهم أنْ يكون للبشرأعداء، فكيف يكون للرب أعداء؟ وهل الرب مثله مثل البشرالذين يُحاربون من أجل المال أوالسلطة؟ وهذا السؤال أجابتْ عنه الآية الأولى من ذات السورة إذْ توجّه أتباع محمد بسؤاله ((يسألونك عن الأنفال)) (الأنفال/1) ثم تأتى الآية رقم 41 لتشرح تقسيم الغنائم. وكتب الجلاليْن ((واعلموا إنما غنمتم أى أخذتم من الكفارقهرًا فإنّ لله خمسه وللرسول إلخ)) فكأنّ (الله) مثله مثل البشريتقاسم معهم (الغنيمة) فهل (الله) يأكل ويشرب مثل البشر؟ وأنّ (ذى القربى) المنصوص عليهم فى الآية هم ((قرابة النبى من بنى هاشم وبنى المطلب)) وفى تفسيرالجلاليْن للآية الأولى كتبا ((لما اختلف المسلمون فى غنائم بدرفقال الشبان هى لنا لأننا باشرنا القتال وقال الشيوخ كنا ردءًا لكم تحت الرايات ولوانكشفتم لفئتم إلينا فلاتستأثروا به فنزل يسألونك يا محمد)) أى أنّ الشبان والشيوخ اهتموا بنصيبهم من (الغنيمة) التى استولوا عليها من (الكفار) وإذن لابد من وجود (كفار) لتبريرالاعتداء عليهم ونهب ما معهم، وهوما ورد فى تفسيرالجلاليْن عن أسباب غزوة بدرفكتبا أنّ ((أبا سفيان قدم بعيرمن الشام فخرج النبى وأصحابه ليغنموها فعلمتْ قريش فخرج أبوجهل ومقاتلومكة ليذبوا عنها)) أى أنّ محمد ومن معه هم الذين (تحرشوا) بقافلة أبى الحكم (عمروبن هشام بن المغيرة عم الرسول الذى أطلق عليه أبى جهل) ومع مراعاة أنّ (أبا الحكم/ أبا جهل) اعترف بأنّ ((عداوته لمحمد ليست تكذيبًا لرسالته ولا لأنه لايثق فى صدق دعوته، بل هوتنافس فى الزعامة. وهذا هوما ورد فى حوارأبى جهل مع الأخنس بن شريق. قال أبوجهل ((كنا وبنى المطلب كفرسىْ رهان (سباق) أطعموا الحجيج فأطعمنا وسقوا فسقينا قالوا منا نبى (قلنا) أنىّ لنا بهذا)) (مقال: أبوجهل المفترى عليه- بقلم الشيخ عصام تليمة- موقع حسين العسقلانى) وكلام الشيخ عصام أكده كاتب السيرة الحلبية فكتب أنّ أبا الحكم/ أبا جهل ردّ عن محمد تهمة الكذب وقال ((ما كذب محمد قط وكنا نـُسميه الأمين لكن إذا كانت فى بنى عبد المطلب السقاية والرفادة والمشورة ثم تكون فيهم النبوة فأى شىء يكون لنا ونحن معهم كفرسىْ رهان)) وعن ابن عباس قال: أقبلتْ عيرلأهل مكة من الشام فخرج النبى يُريدها فبلغ ذلك أهل مكة فأسرعوا إليها)) (السيرة الحلبية- برهان الدين الحلبى الشافعى- المكتبة الإسلامية- بيروت- لبنان- من ص361- 371) وبغض النظرعن أية تفاصيل حول شخصية أبى الحكم/ أبى جهل فإنّ المُـفسرين للقرآن أجمعوا على أنّ غزوة بدركانت قطع الطريق على قافلة قريش ونهب ما فيها.
وإرهاب المُـخالفين لم تخترعه التنظيمات الإسلامية التى تعيش معنا فى عصرنا البائس من داعش وغيرداعش، إنما تعود جذوره للتراث العربى/ الإسلامى، فرغم ما هومعروف عن حسان بن ثابت من أنه (شاعرالرسول) ومع ذلك عندما جاءتْ شهادته لتؤكد الشكوك حول موضوع (حديث الإفك) أقام الرسول عليه الحد، ومع أنه لم يكن وحده فى هذا الرأى وإنما كان معه مسطح بن أثاثة (قريب أبى بكروموضع بره) و(حمنة بنت جحش) ابنة عم النبى وأخت زينب زوجة الرسول. وذكرابن الأثيرعن فلان عن فلان أنّ الرسول جلد حسان ومسطح وحمنة ثمانين جلدة لكل منهم، تمّ الجلد مع إنّ عائشة قالت عن حسان ((إنى لأرجوأنْ يُـدخله الله الجنة بذبه عن النبى)) وكانت عائشة تقصد أنّ (حسان) كان من كبارالهجــّـائين الذين دافعوا عن محمد ضد من أطلق عليهم (كفارقريش) ومن كبارالمدّاحين لمحمد، ولذلك قال محمد ((إنّ الله يؤيد حسان بروح القدس، ما نافح عن رسول الله)) (أسد الغابة فى معرفة الصحابة لابن الأثير- دارالشعب بمصر- عام 1970- ج2- ص5، 6) وللعقل الحرأنْ يربط الميتافيزيقا بالواقع، (الله) يؤيد حسان بروح القدس، بينما (رسول الله) يجلده لمجرد أنْ قال رأيًا لم يُوافق هوى محمد.
وفى عهد أبى بكرامتنعتْ بعض القبائل عن أداء (الصدقة) وبعض المُـؤرخين المُحدثين يقولون (الزكاة) فما كان من الخليفة إلاّ أنْ اعتبرهم (مُـرتدين) فجهّـزجيشـًا لمحاربتهم وكانت تعليماته إلى قادة (جيوشه) أنه فى حالة عدم الرضوخ فيكون التعامل معهم بالقتل والحرق بالنيران وسبى الذرية والنسوان. وذكرالطبرى كلمات أبى بكرومنها ((وإنى بعثتُ إليكم فلانـًا فى جيش من المُهاجرين والأنصار(والتابعين بإحسان) وأمرته ألايُـقاتل أحدًا ولايقتله حتى يدعوه إلى داعية الله فمن استجاب وأقرّوكفّ وعمل صالحًا قبل منه وأعانه ومن أبى (رفض) أنْ يقاتله على ذلك ثم لايبقى على أحد قدرعليه وأنْ يحرقهم بالنارويقتلهم وأنْ يسبى النساء والذرارى ولايقبل من أحد إلاّ الإسلام فمن اتبعه فهوخيرله، ومن تركه فلن يعجزالله)) وفى خطاب آخرقال لقائده (ومن أبى قاتله فإنْ أظهره الله عليه قتل منهم كل قتلة بالسلاح والنيران) (الطبرى- تاريخ الرسل والملوك- دارالمعارف بمصر- عام 69- ص251، 252) وأبوبكرلم يكن حريصًا على الدين بقدرحرصه على جمع الأموال منهم تحت مُسمى (الصدقة أوالجزية) وحرصه على تقليد ما كان يفعله محمد حيث قال أبوبكرجملته الشهيرة ((والله لومنعونى عقالا كانوا يؤدونه لرسول الله لقاتلتهم عليه)) ورغم ذلك فإنه لم يقتل الأشعث بن قيس وعفا عنه. وكان الأشعث ممن ارتد بعد وفاة محمد وذهب إلى اليمن ((فسيّرأبوبكرالجنود إلى اليمن فأخذوا الأشعث أسيرًا فحضرأمام الخليفة وقال لأبى بكر: استبقنى لحربك وزوجنى أختك. فأطلقه أبوبكروزوّجه أخته. وشهد صفين مع على وهوالذى أقنعه بالتحكيم. وكان عثمان قد استعمله على أذربيجان. وتزوّج الحسن بن على من ابنته. وهى التى سقتْ السم لحسن فمات منه)) (أسد الغابة- ج1- ص118) فلماذا عفا أبوبكرعنه؟ هل بسبب طلب الزواج من ابنته؟ أم لأنه قال له ((استبقنى لحربك))؟ أم للسببيْن؟
وحروب الردة حربان: حرب ضد القبائل التى ارتدتْ عن الإسلام وحرب ضد القبائل التى رفضتْ دفع الصدقة التى كان العرب يُـطلقون عليها (إتاوة) وقد عارضتْ كثيرمن القبائل بعد إسلامها دفع الصدقة إلى محمد على أساس أنّ الصدقة تـُـقــّـدم طواعية (بخلاف الجزية) فقال القرآن ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم.. الخ)) (التوبة/103) ومن بين القبائل التى امتنعتْ عن أداء إتاوة الصدقة قبائل أسد وغطفان وطىء وهى لم ترتد عن الإسلام وظلتْ متمسكة به ولكنها رفضتْ أداء الصدقة لأبى بكر. وكان رأى رؤساء تلك القبائل أنّ المُخاطب بآية الصدقة محمد ومحمد مات فلماذا يفرض أبوبكرعلينا هذه الإتاوة ونحن ندفع الزكاة التى تختلف عن الصدقة؟ لذلك أيّـد عمربن الخطاب موقفهم وقال لأبى بكر((أتقاتل رجالايقولون لا إله إلا الله)) فردّ أبوبكرعليه أنه يُجاهد أى يُـقاتل فى سبيل الله. ثم نهرعمروقال له قولته الشهيرة ((أجبارفى الجاهلية خوارفى الإسلام؟)) ونتيجة هذا القول الرادع خضع عمرلرأى أبى بكرووافق على حروب الصدقة. ورأى بعض المسلمين أنّ أبا بكريأخذ من حقوق النبى ما ليس له ويغتصب سلطات الرسول ويُـكره المؤمنين بالإسلام على ما ليس فيه (من وجهة نظرهم) وقد عبّرعبد الله الليثى (من قبيلة بنى ذبيان) عن هذا الموقف قائلا ((أطعنا رسول الله ما كان بيننا/ فيا لهفتاه ما بال دين أبى بكر/ أيورثها بكرًا إذا مات بعده/ وتلك لعمرالله قاصمة الظهر)) (رسالة الغفران وتاريخ الطبرى) وكان من رأى المستشارمحمد سعيد العشماوى أنّ حروب الصدقة كرّست:
1- شرّعتْ حق الخلفاء فى اغتصاب الحقوق الخاصة بالنبى.
2- سوّغ تصرف أبى بكرلكل خليفة وأى حاكم أنْ يستقل بتفسيره لآيات القرآن ثم يفرضه بالقوة والعنف على المؤمنين ويجعل من رأيه الشخصى دينـًا ومن فهمه الفردى تشريعًا.
3- وقنــّـن أبوبكربحروب الصدقة إشهارسيوف المسلمين على المسلمين، فحروب الردة كانت مُوجّهة ضد مسلمين مُوحدين، من مسلمين مؤمنن مُوحدين مصلين وبهذا بدأ طريق طويل من حرب المسلم للمسلم وتعصب كل فرقة لرأيها وتحيزكل جماعة لتفسيرها والسعى لفرض التفسيرأوالرأى على الغيربالقوة والعنف والحرب.
ويرى بعض المؤرخين أنّ الإسلام تشكل فى صيغة حربية عندما بدأتْ أول سرية للمسلمين على قوافل تجارة قريش فيما بين الشام ومكة. ويرى آخرون أنّ الاتجاه العسكرى فى الإسلام بدأ منذ غزوة خيبر، ذلك أنّ أهلها لم يكونوا من المشركين أهل مكة الذين عادوا النبى والمؤمنين وأخرجوهم من ديارهم. كما أنّ أهل خيبرلم يكونوا قد أساءوا إلى النبى أوإلى الإسلام. ويرى فريق ثالث أنّ الشكل الحربى للإسلام والنزعة العسكرية فيه ظهرتْ بجلاء فى حروب الصدقة التى أعلنها أبوبكر)) (الخلافة الإسلامية- سينا للنشر- عام 90- من ص102- 105)
ولفظ (الغزو) كما ورد بعد الإسلام (سواء فى أحاديث منسوبة لمحمد أولغيره) كان يتردّد فى الشعرالسابق على الإسلام (الفترة التى وصفها محمد ب (الجاهلية) من ذلك ما قاله الأعشى ((وفى كل عام أنت حاسم غزوة/ تشد لأقصاها عزيم عزائكا)) وقال أيضًا ((وفى كل عام له غزوة/ تحت الدوابرحث السفن)) وقال ((ولابد من غزوة فى الربيع/ هجون تكل الوقاح الشكورا)) وقال جميل بثينة ((يقولون جاهد ياجميل بغزوة/ وإنّ جهادًا طىٌ قتالها)) فجاء الإسلام ومشى على نفس النهج الذى كان من تراث الفترة التى نعتها ب (الجاهلية) فقال محمد ((من مات ولم يغزأويُحدّث نفسه بغزوة فقد مات ميتة الجاهلية)) أليس فى هذا تناقضًا؟ الفترة السابقة على الإسلام (جاهلية) ومن يرفض الغزوبعد الإسلام (مات ميتة الجاهلية)؟ ورغم أنه قال ((لاتغزى هذه (أى مدينة مكة) بعد اليوم (أى يوم الفتح) إلى يوم القيامة، فإنّ المسلمين غزوا مكة عدة مرات بعد وفاة النبى. وأضاف المستشارالعشماوى ((وبأحاديث الرسول القولية وسنته الفعلية أصبح للغزومعنى دينيًا كما صارصيغة إسلامية. ولهذا فكل كــُـتاب السير والتاريخ الإسلامى وكل المسلمين يستعملون اللفظ على هذا المفهوم، سواء كان فعل المسلمين هجوميًا أوكان دفاعيًا. فيقولون غزوة بدروغزوة أحد وغزوة خيبرإلخ. ولم تــُـذكر كلمة (الفتح) إلاّعند فتح مكة. ولكن لماذا الغزو؟ لأنّ الغزونقل العرب من حال إلى حال: من حال التقشف وأكل الجراد إلى سكن القصورواقتناء آلاف (العبيد) بعد نهب موارد الشعوب المتحضرة خاصة الشعوب الزراعية، وكانت كلمة السرالإيمان بإله محمد الذى قال لأتباعه ((قولوا لا إله إلاّ الله واشهدوا أنى رسوله. واتبعونى تــُـطعكم العرب وتملكوا العجم (أى الشعوب البهائم وفق معنى كلمة (أعاجم) فى قوانيس اللغة العربية) وكان محمد صادقــًا مع نفسه عندما شرح الحديث السابق بحديث لاحق قال فيه ((جعل رزقى تحت سن رمحى)) أى أنّ الحصول على الطعام يكون باستخدام (الرمح) أى القتال بدلامن البحث عن وسيلة أخرى (حضارية) للحصول على هذا الطعام. وأكد ذلك عندما قال ((بُعثتُ بالسيف والخيرمع السيف والخيرفى السيف)) وقال ((لا تزال أمتى بخيرما حملتْ السيف)) (رسالة الغفران وتاريخ الطبرى)
ولكن يُلاحظ أنّ جرثومة الغزووالاعتداء على غيرالعرب باستخدام السيوف، انتقلتْ (أى الجرثومة) إلى قتال العرب/ المسلمين للعرب/ المسلمين مثلهم كماحدث فى معركة الجمل ومعركة صفين. وكما حدث من الأمويين ضد الهاشميين. ولكن من المهم ملاحظة أنّ إرهاب المُعارضين للحاكم بدأه معاوية عندما أراد أخذ البيعة لابنه يزيد، حيث وقف المُغيرة بن شعبة خطيبًا وأشارإلى معاوية وقال: أميرالمؤمنين هذا، ثم أشارإلى يزيد بن معاوية وقال: فإنْ مات فهذا، ثم أمسك بسيفه وشهره قائلا: ومن أبى (رفض) فهذا)) (ابن عبد ربه- العقد الفريد- ج2- ص307) وكان تعليق معاوية ((اجلس فأنت سيد الخطباء)) وبذلك صارالسيف أروع وأهم وأصدق من (القلم) أى من الإبداع الإنسانى. ولذلك تردّدتْ أبيات (شعرية) عربية كثيرة تــُـمجّد فى السيف لعلّ أشهرها ((السيف أصدق أنباء من الكتب))
وهكذا فإنّ ما يفعله الإسلاميون المُعاصرون لنا (من قتل وتمثيل بالجثث ونهب الأموال وسبى النساء وتخريب المنشآت العامة والخاصة الخ) مُستمد من التراث العربى/ الإسلامى ومن التاريخ الإسلامى وسندهم القرآن والأحاديث وسيرة الخلفاء (راشدين وغيرراشدين) وبالتالى فإنّ مجابهة الأصوليين فى عصرنا لاتكون من خلال (رد الفعل) بالأسلوب الأمنى بعد وقوع الكارثة، ولابتصديق مزاعم الإدارة الأمريكية أنها (تــُـكافح الإرهاب) تلك الكذبة التى يفضحها تاريخ الإدارة الأمريكية التى أنشأتْ الأصوليات الدينية (اليهودية/ المسيحية/ الإسلامية) وإنما تكون المُجابهة من خلال (تجفيف المنابع) وذلك لن يتم إلاّبعد الإيمان ب (عالمانية) المجتمعات الإنسانية. وأنّ الميتافيزيقا مكانها دورالعبادة فقط، وهذا لن يتحقق إلاّفى ظل تعليم وإعلام وثقافة سائدة مع العقل وضد الميتافيزيقا. وهذا يتطلب (الإرادة) وإذا كانت الشعوب لاتملك (إرادة) توجيه مؤسّستىْ التعليم والإعلام، إذن تكون (الإرادة) مهمة الحكومات ورؤساء الدول فهل يفعلون؟ ولماذا لايفعلون؟ وهل يُمكن للشعوب إجبارحكوماتهم على الفعل؟ وإذا كانت الشعوب (وأنا أقصد الشعوب العربية وشعبنا المصرى) أسيرة مُـتعلميها المُـضللين المحسوبين على الثقافة السائدة؟ فما العمل؟ إنها أسئلة تدورفى دائرة مغلقة، فمن يفتح تلك الدائرة؟ من يقتحم ثوابتها للقضاء على آفات الغزووالإرهاب والنهب؟
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب الأحرارالدستوريين: ما له وما عليه
- الحزب المصرى الديمقراطى وظروف نشأته
- هل كان عبدالناصرحليفا للعمال وضد الإخوان؟
- الأحزاب السياسية قبل يوليو1952 (3)
- سليمان بين العهد القديم والقرآن
- الحول الثقافى : نصر أبوزيد نموذجًا
- الأحزاب السياسية قبل يوليو1952- (2) حزب الأمة
- العلاقة بين الرأسمالية ومبادىء الاشتراكية
- المواجهة بين الجامعة المصرية وفكرة (الجامعة الإسلامية)
- الأحزاب السياسية وموقفها من العلمانية (قبل ثورة1919) 1- حزب ...
- مقارنة بين التعليم (الحالى) وثقفافة الأميين
- مصطفى درويش: إنسان نبيل ومثقف تنويرى نادر
- التفاعل الثقافى بين نقد تاريخ الإسلام وتهمة التراجع
- ثقافة الأميين المصريين (2)
- ثقافة الأميين المصريين (1)
- أليست الأمثال الشعبية من إبداع الشخصية القومية
- العلاقة بين الإنسان والطبيعة وفكرة (خالق الكون)
- كيف كان المثقفون فى العشرينيات يقاومون الغيبيات؟
- هل كان للعرب دورحقيقى فى العلوم الطبيعية؟
- هل إسرائيل دولة (مزعومة) كما قال تلاميذ عبدالناصر؟


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الجذرالتاريخى للإرهاب وعلاقته بالغزو