|
قانون ازدراء الاديان المصري... لمصلحة من ؟
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 23:32
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في مصر شرع قانون ازدراء الاديان ، وتم محاكمة عدد من المفكرين المسلمين و عدد من المسيحيين بهذا القانون بتهمة ازدراء الدين الاسلامي ، ولم يحاكم اي مسلم لازدراءه بالمسيحية سوى شخص واحد حسب معلوماتي هو ألشيخ ابو اسلام ، لأنه وقف في ساحة عامة و مزق الانجيل اما الناس و القى كلمة علنية قال فيها انه الانجيل محرف وسيجعل حفيده يبول على هذا الانجيل . اما بقية الاحكام فقد صدرت ضد المفكرالاسلامي اسلام بحيري بحبسه لمدة سنة واحدة ، والشيخ الازهري محمد عبد الله نصر حبس خمسة سنوات ، والذين قالا دفاعا عن الاسلام ان معظم ما جاء في صحيح البخاري و صحيح مسلم وكتب التراث القديمة هي اقوال ملفقة لا صحة لها، تم تأليفها و وضعها في زمن العباسيين وبعد وفاة نبي الاسلام باكثر من 250 عاما . وهي تسيئ للاسلام ونبيه . كما صدر الحكم ضد عدد من الأطفال المسيحيين في مصر بالحبس خمس سنوات لقيامهم بتمثيل طريقة ذبح داعش لضحاياها وقطع رقابهم . وحكم بموجب هذا القانون على الكاتبة فاطمة ناعوت بالحبس ثلاث سنين و الغرامة مع وقف التنفيذ . تم تفصيل تشريع هذا القانون لتكميم الافواه و واخافة الناس بالخصوص لمن يهين الذات الالهية وينتقد الاسلام او القرآن اويسيئ للنبي . الله لا يحتاج الى من يدافع عنه بقانون وضعي ، فهو الجبار المنتقم القوي ، وليس الاله الضعيف . وله الحساب يوم الدين وليس للبشر . والدفاع عن دين ما ، دلالة على ضعف هذا الدين وهشاشته امام النقد والدراسة العلمية . المسلمين لهم مطلق الحرية في نقد الاديان الغير اسلامية ، مستندين الى القرآن و السنة الذي يكفر اليهود و النصارى، و يتهمون بلا دليل الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) بالتحريف ويوجهون لهما الاهانة ، وبقية الاديان اعتبرت ملغاة ومنسوخة بالاسلام ، والقرآن نسخ كل الكتب السماوية الاخرى. وان الاسلام خاتم الاديان واقربها عند الله وان المسلمين خير امة اخرجت للناس و باقي البشر كلهم كفرة و ملحدين و زنادقة لأنهم لا يعترفون بالاسلام ولا بالقرآن و لا بنبيه رسولا من عند الله . اي تم بالاسلام الغاء الاديان الاخرى وحرية العقيدة عند كل البشر . ومن لا يؤمن بالاسلام اما يدفع الجزية او يقاتل . ومن يزدري الاسلام يتم محاكمته والحجر على افكاره ، هذا ان لم يُقتل بيد احد الغوغاء الارهابيين برصاصة موجهه كفرج فودة او بطعنة سكين غادرة كنجيب محفوظ ، او يُعدم شنقا بحكم قضائي، كما حكم على المفكر الاسلامي محمد محمود طه بالاعدام شنقا في السودان . الاسلام والمسلمون ينتقدون كل الاديان براحتهم وبكامل حريتهم ، لكن الويل والثبور لمن ينتقد الاسلام او ينقد القرآن او يسيئ الى النبي و تاريخه . سيقيمون الدنيا عليه ولا يقعدوها. لو سب احد السنة في مصر الشيعة او البهائية علنا، لا تُرفع عليه قضية ، ولو سب الشيوخ وكفروا اليهودية واليهود والمسيحية والمسيحيين وهذا يحدث كل يوم في الفضائيات و من على منابر المساجد ، فلن يحال الى المحاكم بتهمة ازدراء الاديان ، لأنه يتسلح بألايات القرآنية ويقول ان الله كفرهم في القرآن وليس هو . كما فعلها مؤخرا الشيخ سالم عبد الجليل. فاي قاضي سيجرؤ للوقوف ضد كلام الله والقرآن وسنة النبي وينصف المدّعي الغير مسلم ؟ رغم ان القانون والدستور يقول - على الورق فقط - ان المواطنين سواسية امام القانون . سيكون الحق دائما بجانب المسلم، ولهذا يحتمي الشيوخ السلفيين والاخوان المسلمين و المتطرفين منهم بالقانون لتفريغ سموم الحقد والكراهية والتفرقة ضد مواطنيهم الاقباط دون خوف من ملاحقة القانون لهم . فقانون ازدراء الاديان المصري مصمم ضد من يزدري الاسلام السني فقط . وثيقة حقوق الانسان التي اصدرتها الامم المتحدة ، تمنح الانسان اينما كان في العالم ، حرية الفكر والاعتقاد واختيار الدين او تبديله ، وممارسة الصلاة والشعائر الدينية بكل حرية ولا يحق لأحد منعه فردا او جماعة ، ولايجوز التفرقة بين المواطنين بسبب الدين او المذهب او الجنس او اللون او العِرق . بينما شريعة الاسلام تقول من بدل دينه فأقتلوه . ولا يسمح بزواج المسيحي او اليهودي من مسلمة الا بعد اشهار اسلامه ، لكن يجوز العكس . التاريخ الحديث يشهد ان الكثير من المفكرين والكتاب المسلمين تم قتلهم او محاولة اغتيالهم بسبب نقدهم للاسلام اوالقرآن ، او لكتابة رواية او قصة يعتبروها مسيئة للاسلام او نبيه . فقد تم تكفير الاديب طه حسين على كتاب الفه، و شُنق المفكر الاسلامي محمد محمود طه ، لفكره التقدمي ، وجرت محاولة اغتيال الروائي والاديب نجيب محفوظ على رواية اولاد حارتنا واهدَرَ الخميني دم الكاتب الباكستاني سلمان رشدي ، وكفّر الازهر المفكر نصر حامد ابو زيد و طلب تفريقه من زوجته ، ونفذ احد المجرمين المؤجرين اغتيال المفكر فرج فودة . ولازال هناك الكثير من المفكرين الشجعان من الذين ينتقدون الاسلام بعلمية و مهنية متدبرين ودارسين للقرآن وكتب التراث الاسلامي امثال حامد عبد الصمد و رشيد المغربي والاخ وحيد والقمص زكريا و الدكتور سامي الذيب وغيرهم كثيرون . في الوقت الذي توقع الدول الاسلامية والعربية على الميثاق العالمي لحقوق الانسان موافقة على بنوده ، تضع تلك الدول في دساتيرها بأن الشريعة الاسلامية هي مصدر التشريع ، ودين الدولة الاسلام . و من هنا تبدا التفرقة والتمييز دينيا بين المواطنين . وينحاز القضاء للمسلمين ضد غيرهم . فلصالح منْ شرع قانون ازدراء الاديان في مصر ؟
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل مؤسس الارهاب يكافح الارهاب !
-
رسالة الى الشيخ سالم عبد الجليل
-
الشيخ سالم عبد الجليل والعقيدة الفاسدة
-
ديكتاتورية نبي
-
من هو يسوع المسيح ؟
-
هل انصف القرآن المسيحيين
-
الرد على مقال حسن محسن رمضان (مغالطات يسوع المنطقية) - الجزء
...
-
داعش ينتقم من اقباط مصر بتفجير كنيستين
-
الاسلام كما عرفته
-
اصلاح العنف في الاسلام
-
الاسلام والكتب المقدسة
-
نظرة الاسلام للاديان الاخرى
-
الخمر في الاسلام
-
ان تجلى الله وصار انسانا - الجزء 3
-
لو تجلى الله وصار انسانا - الجزء 2
-
لو تجلى الله وصار انسانا
-
بعد تهجير مسيحيي العراق جاء دور اقباط مصر
-
الاديان الاخرى بنظر الاسلام
-
اهداف نبوة محمد - من التراث الاسلامي
-
الالحاد مرض العصر الحديث
المزيد.....
-
الرئاسة المصرية تكشف تفاصيل لقاء السيسي ورئيس الكونغرس اليهو
...
-
السيسي يؤكد لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي على عدم تهجير غزة
...
-
السيسي لرئيس الكونغرس اليهودي العالمي: مصر تعد -خطة متكاملة-
...
-
الإفتاء الأردني: لا يجوز هجرة الفلسطينيين وإخلاء الأرض المقد
...
-
تونس.. معرض -القرآن في عيون الآخرين- يستكشف التبادل الثقافي
...
-
باولا وايت -الأم الروحية- لترامب
-
-أشهر من الإذلال والتعذيب-.. فلسطيني مفرج عنه يروي لـCNN ما
...
-
كيف الخلاص من ثنائية العلمانية والإسلام السياسي؟
-
مصر.. العثور على جمجمة بشرية في أحد المساجد
-
“خلي ولادك يبسطوا” شغّل المحتوي الخاص بالأطفال علي تردد قناة
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|