أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غسان صمودي - النهج الوطني الديمقراطي العربي














المزيد.....


النهج الوطني الديمقراطي العربي


غسان صمودي

الحوار المتمدن-العدد: 5529 - 2017 / 5 / 23 - 23:30
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تتسابق الاحداث في منطقة الشرق الأوسط باندفاع عنيف، فسجل هذه المنطقة بخلاف أية منطقة اخرى في العالم مليء بالحروب المدمرة، بالاعتداءات المسلحة المباشرة ضد الحريات ، و التوسع الاقتصادي الرأسمالي المستتر الذي لا يقل خطرا في صورته الحالية عن السابق.

لكن تاريخ الشعوب العربية في السنوات الأربعين الأخيرة يتضمن عددا غير قليل من الصفحات السوداوية، و هي شاهدة على يأس العرب و عجزهم و بل و تذللهم للأنظمة الاستعمارية و ربط الصلة بهم اقتصاديا و سياسيا و حتى ثقافيا.
كما أن تاريخ العالم العربي الحديث ناصع بثورات التحرر الوطني و بتفجر انتفاضات الخبز و الكرامة و الشغل و الحقوق و الحريات، غير ان في هذه العملية الديناميكية التاريخية، و السيل المتدفق من التغييرات، توجد مسألة ثابتة و هي قبل كل شيء تصميم القوى الديمقراطية الثورية العربية على حماية حقوقها و مصالحها الوطنية و نيل الحرية السياسية و الاقتصادية و شق طريقها الى المستقبل.

حاليا في الداخل و في الغرب ، يحبون الحديث عن وجود "تيارات راديكالية" و عناصر يسارية في الوطن العربي ، و عن الغربة السياسية في ضوء ذلك، و الهدف منه هو اثارة النزاعات الداخلية فيما بين التقدميين العرب ، و ضرب فصائل المقاومة العربية بعضها ببعض ، و في نهاية ذلك المطاف نسف ان لم يكن شل الحركة الوطنية الديمقراطية العربية بشكل عام.

كل هذه المساعي الشريرة لا تؤخذ من الحياة الجيدة كما يقولون، انما هي على الأرجح انعكاس لذلك المأزق الذي وصلت اليه مساعي الامبريالية الأمريكية و عملائها المحليين في المنطقة .

تعتبر الساحة الفلسينية و السورية في الوقت الحاضر الأكثر حدة بالنضال المعادي للامبريالية على الجبهة الشرق أوسطية. و الشرق الأوسط بدوره يعتبر احدى أكثر البؤر توترا في العالم في هذا النضال. حيث يدور هذا النضال في أعنف اشكاله و اقساها. فما السبب في ذلك ؟ يتميز نضال الشعب الفلسطيني في أن عليه القتال ضد أكثر أشكال الاستعمار فظاعة و لا إنسانية. و أشدها عدوانا و احتلالا ث، و ضد التعصب الشوفيني المتطرف ضد المعادي للعرب من جانب حكام تل أبيب و ضد المحاولات الحمقاء الرامية لانكار حقيقة الوجود القومي للفلسطينيين العرب و حرمانهم من الحق في الوطن و بناء الدولة الوطنية الخاصة. و بكلام اخر سحق مصير شعب بكامله.

الشرط الحاسم الذي يضمن النجاح لنضال الفلسطينيين هو تعزيز وحدة فصائلهم الديمقراطية من جهة، و الفصائل الوطنية الديمقراطية العربية من جهة أخرى . فقط بالتضامن و الوحدة يحقق الشعب الفلسطيني آماله و أهدافه الوطنية العادلة و المشروعة.

لا زال أمام الشعب الفلسطيني نضال شاق و طويل من أجل حقوقه، و من أجل إقامة دولته الوطنية المستقلة. غير أنه في هذا ااطريق الطويل ينبغي أن لا يكون هناك مكان للكآبة و التشاؤم و اليأس. هناك مثل حي و ملهم و هو التجربة البطولية لثورة أكتوبر و كفاح السنوات ااطويلة المتفاني لشعوب كوبا و فيتنام و الجزائر و أنغولا و عيرها. هذه الثورات عاشت مراحل صعبة في تطورها، لكن الايمان بالنصر سيطر على عقول الكوبيين الثوريين الذين تحدوا دكتاتورية باتيستا و تسلط الولايات المتحدة الأمريكية، و دفع إلى الأمام المحاربين الفيتناميين الذين عاشوا ملحمة أسطورية في معركة مباشرة مع الامبريالية الامريكية، و شجع الوطنيين الأنغوليين و الجزائريين الذين وضعوا حدا للسيطرة الأجنبية على أرضهم.

لقد هز العالم العربي في 1980 نبأ وصول أولى الوحدات العسكرية من "فرقة الانتشار السريع" الأمريكية الى مصر، و قد وضعت أمامها مهمة التكيف مع الظروف المحلية و المناخ، و التهيئة "النفسية" لتنفيذ الأعمال الاستعمارية الجديدة، تلك الأهداف التي تم من أجلها بناء هذا الفيلق من القتلة الأمريكيين. و يمكن القول انه بموافقة القاهرة و تل ابيب فإن الولايات المتحدة الأمريكية لا تتردد في تضمين خطة تحرك جيوشها فيما بعد مهمة اجهاض و اخماد نضال الشعوب العربية المعادي للامبريالية ، و بالدرجة الأولى نضال الشعب الفلسطيني.

حاليا، و في نفس الوقت الذي تتحرك فيه الولايات المتحدة الأمريكية باتجاهين رئيسيين، توسيع تواجدها العسكري-السياسي المباشر في هذه المنطقة ، و التنسيق مع الأنظمة العربية الرجعية التابعة للامبريالية من اجل ابتزاز النظام السوري و تهجينة و محاولة الإساءة اليه و الى الحلف الذي يجمع روسيا و ايران، فإنها تعمل على تحقيق مسألة واحدة و هي ربط الشرق العربي بشبكة كثيفة من القواعد الحربية . و فرض النظام السياسي الذي يتفق و المصالح الأمريكية في المنطقة، و شل إرادة القوى اليسارية العربية ، و تحويل الشرق العربي لنقل، الى ما كانت عليه أمريكا اللاتينية في أواخر و بداية القرن العشرين. حيث كان امبرياليو الولايات المتحدة الامريكية هم المسيطرون على كل شيء بلا حدود. هناك داع للتذكير، بالتضحيات الهائلة، و كم تطلب من السنين لكي تتمكن شعوب أمريكا اللاتينية من أن تبعد نفسها عن العنكبوت المشؤوم. و يجب ملاحظة ان نضال هذه الشعوب ضد استبداد الشرطي الأمريكي و الطغاة المحليين أمثال باتيستا و تروخيلو و سوموزا و غيرهم لم ينته حتى الان.

ربما لا تنطبق هذه المقارنة بحذافرها بالنسبة للوطن العربي، و لكنها بشكل رئيسي تنذر متوعدة : انتبهوا، لا تقللوا من حجم هذا النشاط الذي تديره الان اللايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و أتباعما المحليون في المنطقة العربية شكلوا الجبهة العربية و الأممية المناهضة للهيمنة الامبريالية و الاستغلال الطبقي.



#غسان_صمودي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيوعيون و المسألة القومية (الوحدة العربية)
- الشيوعيون و قضية فلسطين
- الجماهير و الطبقات و الأحزاب و القادة
- ثورات التحرر الوطني و استمرار الصراع
- المركزية الديمقراطية و سيرورة التطور


المزيد.....




- الشيوعي السوداني يعبر عن تضامنه الكامل مع الشعب السوري وقواه ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 595
- اشتباكات عنيفة في بوينس آيرس بين قوات الأمن والمتظاهرين احتج ...
- رائد فهمي: المنظومة الحاكمة تقف على أرض مهزوزة والتغيير الشا ...
- نداء أوجلان.. توقعات مرتفعة ومسار سياسي ينقصه الوضوح
- تزايد أعداد التكايا في الضفة الغربية.. ملاذ الفقراء والنازحي ...
- م.م.ن.ص// مرة أخرى منطقة صفرو تبرز في واجهة محاربة الغلاء
- بدء مفاوضات تشكيل حكومة المحافظين والاشتراكيين في ألمانيا
- عن جدوى المقاومة والبكاء على أطلال أوسلو
- تجديد حبس أشرف عمر 45 يومًا


المزيد.....

- البدايات الأولى للتيارات الاشتراكية اليابانية / حازم كويي
- لينين والبلاشفة ومجالس الشغيلة (السوفييتات) / مارسيل ليبمان
- قراءة ماركسية عن (أصول اليمين المتطرف في بلجيكا) مجلة نضال ا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسائل بوب أفاكيان على وسائل التواصل الإجتماعي 2024 / شادي الشماوي
- نظرية ماركس حول -الصدع الأيضي-: الأسس الكلاسيكية لعلم الاجتم ... / بندر نوري
- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غسان صمودي - النهج الوطني الديمقراطي العربي