أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - عودة فلسطينية لتجارة الأوهام














المزيد.....

عودة فلسطينية لتجارة الأوهام


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 5527 - 2017 / 5 / 21 - 04:29
المحور: القضية الفلسطينية
    


عودة فلسطينية لتجارة الأوهام

بقلم: محمد أبو مهادي

يحاول رئيس السلطة الفلسطينية "محمود عباس" أن يقنع الفلسطينيين أن تحوّلاً كبيراً قد طرأ في السياسة الخارجية الأمريكية اتجاه القضية الفلسطينية بعد انتخاب "دونالد ترامب" رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية، وسارع بحرق مراكب مثقوبة أصلاً مع حركة حماس التي تشارك محمود عباس نفس الرهان وتقدمت بوثيقة سياسية تنازلت فيها عن مسلمات كانت قد تبنتها منذ نشأتها حتى وقت قريب، ظنّت أن هذه الوثيقة ستقدمها بشكل أفضل لإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي، وانها قد تكون بديل تفاوضي جيد يمكن التعامل معه بدل التلويح بشطبه في إطار سياسة مكافحة الإرهاب التي كانت عنواناً بارزاً في الحملة الانتخابية للرئيس ترامب.

حركة حماس ورئيس السلطة محمود عباس حرصا على عدم توتير الأجواء الأمنية مع اسرائيل قبيل زيارة الرئيس ترامب إلى منطقة الشرق الأوسط بما فيها اسرائيل، بحيث يظهر للعيان أن هناك تواطؤاً على معركة مطلبية يخوضها الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية ومحاولات لجم مستمرة لكل حراك شعبي فلسطيني يتفاعل مع إضراب الأسرى منذ قرابة خمسة وثلاثون يوماً، إضافة لإشغال المجتمع في قضايا من نوع الكشف عن قاتل الشهيد مازن فقها والتقليصات الحاصلة على رواتب موظفي السلطة والتهديدات التي تبعتها على لسان رئيس السلطة محمود عباس وعدد من فريق قيادته.

سأفترض ما يفترضه محمود عباس وحركة حماس، أن هناك تحولاً في السياسة الأمريكية تجاه الشعب الفلسطيني، وأن الرئيس ترامب سوف يجمع الفلسطينيين على طاولة مفاوضات هدفها إنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والعربي الإسرائيلي فيما بات يعرف "بالصفقة" التي ستبدأ بثلاث قمم إسلامية وعربية وخليجية، سأتجاوز أيضاً الحديث عن مضمون هذه الصفقة الموعودة وأن كانت تستجيب لبرنامج السلام الذي تبنته منظمة التجرير الفلسطينية أو تقترب من مبادرة السلام العربية التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين في العام 2002 وتبنتها جامعة الدول العربية كأساس لحل الصراع العربي الإسرائيلي، لأنهي الافتراض بتساؤل عن حقيقة الموقف الإسرائيلي من كل ما يجري، ومستوى استعدادها لتقديم تنازلات تعتبرها "مؤلمة" لصالح الشعب الفلسطيني، هل ستفعل ذلك، ولماذا، وما هو ثمن قبولها بهذا الأمر إن فعلت؟

الواقع يقول أن سياسات الدول والمفاوضات والتنازلات تبني على مصالح وموازين قوى، الطرف الذي يمتلك عناصر قوّة أكثر هو من يحقق نتائج أكثر، فإسرائيل تعيش أفضل مراحل استقرارها منذ نشأتها حتى الآن، والفلسطينيون والعرب يمرون بسلسة أزمات اقتصادية وأمنية إثر الانقسام ونتائج ما أطلق عليه "الربيع العربي"، معارك مشتعلة في اليمن والعراق وسوريا وليبيا وسيناء، تفجيرات لم تسلم منها السعودية وبعض بلدان الخليج العربي والمغرب العربي، رغم ذلك يجري زراعة وهم جديد عنوانه صفقة سياسية عربية إسرائيلية مقابل تحجيم النفوذ الإيراني أو توجيه ضربة قاسمة لنظام الحكم في إيران بعد أن يتراجع العالم عن الاتفاق النووي الإيراني مع المجموعة 5+1 عام 2013 الذي تخلت بموجبه إيران عن طموحاتها النووية مقابل فك الحصار الاقتصادي عنها، مصالح اسرائيل متحققة من هذا الاتفاق رغم تحفظها عليه في حينه، إذا سلمنا بأن إيران كانت خطراً استراتيجياً حقيقياً على أمن اسرائيل فالخطر انتهى بتوقيع الاتفاق، وبقدر تحقق المصالح الإسرائيلية من الاتفاق سالف الذكر مع إيران فمصالحها الأمنية مكفولة في عدة اتفاقيات عقدت مع الفلسطينيين ومصر والأردن وضمنياً مع لبنان وسوريا، إضافة لجملة من المصالح الاقتصادية الإسرائيلية المتحققة مع بلدان عربية بعضها علني وبعضها الآخر غير معلن، العالم ملتزم بأمن إسرائيل ولن يتركه عرضة للتهديد، أمريكا تحديداً موقفها استراتيجي من هذه المسألة لن يتأثر حتّى لو شاغلتها اسرائيل بعض الوقت في بعض المواقف، المشاغلة لن تعدو كونها علاقات دلال بين واشنطن وتل أبيب.
إعادة إنتاج الأوهام على الشعب الفلسطيني ستلحق ضرراً كبيراً بالقضية الوطنية الفلسطينية، لا وقت يصرفه الفلسطينيون على وهم أسمه المفاوضات مع حكومة استيطان وقتل تحكم في اسرائيل، في العشرين سنة مفاوضات القادمة لن يبق شبراً واحداً من الأراضي الفلسطينية ليتم التفاوض عليه، وربما لن يبق الشعب على أرضه إذا ما استمرت السياسات الاقتصادية القمعية التي ينتهجها فرعي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، مسألة الثبات ستكون موضع شك هذا إذا لم يدخل الفلسطينيون حقبة أكثر ظلامية من الانقسام، تفتك نهائياً بالمجتمع الفلسطيني جراء ما فعله وسيفعله طرفي الانقسام الفلسطيني، تستفيد منها اسرائيل وتحقق حلمها في دولة نقية من الفلسطينيين داخلها أو جوارها.
الوهم لن يأت بالحرية والاستقلال للفلسطينيين، والرهان على حسن نوايا الآخرين في العمل السياسي دائماً كان رهاناً خاسراً ومكلفاً، لا خيار أمام الفلسطينيين سوى استعادة وحدة النظام السياسي، وحدة أعمق في مضامينها من الوحدة الفصائلية، مرتكزها الأساسي احترام الشعب وتمكينه من ممارسة تقرير مصيره وتوسيع خياراته السياسية والكفاحية وتعزيز ثباته على الأرض، هذه القاعدة الأساسية للرهان، ودون ذلك مجرد سراب.

[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تجري صناعة الإرهاب، غزة نموذجاً
- سباق حماس وعباس إلى قلب ترامب
- ثلاث اختبارات لحركة حماس بعد انتخاب السنوار
- الأبعاد السياسية لجرائم عبّاس في غزة
- الهراوة لن تحكم شعباً يحترف التمرد
- هل أزيلت عقبة مروان البرغوثي من طريق عباس؟
- الرياضة السياسية درس في حبّ مصر
- مأزق حماس ومبادرات دحلان
- من موسكو رحلة جديدة مع الأضاليل
- عن إجتماع تحضيرية الوطني في بيروت
- حنجلة عباس نحو المفاوضات
- ماذا بعد في جعبة عباس؟
- القبيلة في العقل الفلسطيني
- بعد الجمهرة في مقاطعة عبّاس، أسئلة لابد منها
- للتذكير، إن نفعت الذكرى
- مؤتمر أم مذبحة لحركة فتح؟
- سيسقط الديكتاتور ومعه كل الأضاليل
- الهدّاف دحلان
- المبادرة المصرية الأردنية فرصة إنقاذ جديدة للحركة السياسية ا ...
- معركة وطنية وليست انتخابات بلدية


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - عودة فلسطينية لتجارة الأوهام