أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - الإنتخابات.. قطوف دانية في جنة البرلمان















المزيد.....

الإنتخابات.. قطوف دانية في جنة البرلمان


عمار طلال

الحوار المتمدن-العدد: 5526 - 2017 / 5 / 20 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإنتخابات.. قطوف دانية في جنة البرلمان

• نواب عن أحلامهم.. التي تزحم وقتهم بالفساد وإتقاء القانون.. يدخلون كتاب جينس عن أكبر راتب يتقاضاه عاطل!
• يقدم الطغاة على إجراءات تلحق خراباً فظيعاً يعد منجزات.. وتنشئ جيلاً متشبعاً بثقافة القتل.. لتحقيق رفاه شخصي خلاف القانون الرسمي والعرف الإجتماعي والتعاليم الدينية

عمار طلال*
(1)
قال إمرؤ القيس: "دنت الساعة وإنشق القمر.. ومضى مني غزال ونفر" متغزلاً في شعره، بهيفاء فارعة الجمال.. مرهفة الحسن، إفترضها منذ قرون.. خيالاً شعرياً حققه مجلس النواب العراقي، الذي يتحلى أعضاؤه بفقه الآية الكريمة: "ولهم فيها ما يدّعون" رفاه مطلق لا حدود لنسبيته... أحلام المرشحين مهما جمحت الى عنان السماء، يمكنهم جعلها واقعاً يعيشونه بهجة ويعيشه الشعب ضيما، ولا يبالون.. كلاهما لا يبالي.. لا النواب يعنون بشقاء الشعب، ولا الشعب يثأر لضيمه ممن بددوا ثرواته جالسين تحت القبة الموقرة.. كلها موقرة حتى حمّاماتها، بفيئها الذهبي.
المرشحون إذا فازوا، يتنصبون نواباُ عن أحلامهم، يتابعون شؤون أهدافهم الشخصية؛ التي تزحم وقتهم وجهدهم بأطماع وفساد لا يكتفي بتدريع نفسه إتقاء طائلة القانون؛ إنما يعمل على ترصين متسعاته وتدمير بنية النزاهة.. يشظيها جذاذات صخر وحطام حجر.
الإنتخابات تجري لإختيار المبشرين بالبهجة.. بهجة تفوق الوعي والعقل والثقافة والتصور، لنواب العراق.. بعد إنتهاء المدة النيابية.. موضعين.. الأول في كتاب جينيس للأرقام القياسية، عن (أكبر راتب يتقاضاه عاطل) والثاني في جهنم!
لا وقت ولا مزاج، عندهم لينوبوا عن الشعب، في السعي لتحقيق تطلعاته، نحو حياة مثلى؛ ما أدى الى قطع العلاقة بينهم والشعب، بشكل رحبوا به؛ كي لا تقلقهم الشكوى منهم إليهم، قطيعة ريفت المدينة، ملحقة بها الخراب الحضاري الذي يتعذر رأب تصدعاته، بعد أن تقوضت الثقافة وحلت العشائرية والطائفية والفساد ولغة التهديد القابل للتحول الى إجراء ميداني!
فمن السهل على الريف، تحويل المدن الى حواضن مغتصبة.. ترعاه، إنطلاقاً من هشاشة المدنية المخترقة من قبل الريفيين، الذين كسوا عظام المدينة بتخلفهم.. شوارعها والأزقة والأسواق و...
(2)
تتوزع السلطة بين رؤوس الأموال والعسكر ورجال الدين، وغالباً كل هؤلاء ريفيون، قدموا الى المدينة مبهورين، لكنهم تحايلوا على إنبهارهم بمداهمة الأجزاء الهشة فيها، خلال وقت فالت من حسابات الزمن، مثل الأزمات الإقتصادية والثورات والحروب والتغييرات الإجتماعية الحادة؛ إذ يسارعون الى ركوب الموجة، وتسيد الموقف مخططين له بدهاء مدروس؛ فثمة شرائح وفئات وطبقات، تمتلك وسائل إنتاج فطرية، تتضافر مع إكتسابهم عقلانية المدينة..
الحوادث التاريخية المهولة، تترك فراغاً، تسده الفئات المتربصة بالدولة، كالثورة البلشفية، التي قادها لينين في العام 1917، ضد الحكم القيصري وأحل الشيوعية بديلاً... حتى 1992.
فالمسحوقون مهيؤون لسد الشواغر، يإنشاء سلطة مطلقة على بنية الدولة، ظاهرين بمظهر الأبطال الذين سدوا شاغراً، لكن في الحقيقة، يكونون قد حوروا في فراغ السلطة ليتسع مستوعباً تطلعاتهم، فيصبحون هم المدينة مريفين القرار الرسمي.
الريفيون تربعوا على ناصية الحياة الأكاديمية، بإستحصالهم شهادات جامعية عليا وتملكهم مصانع ومزارع ومتاجر كبرى، مكنتهم من التحكم بمجريات الحياة المدينية، التي أشرقوا عليها ولم يغربوا إلا وهم أسياد قدرٍ أرادهم عبيداً فلم يخضعوا له؛ بإرادة ماسية الصلابة..
(3)
ولأن حروب السلطة مقدسة؛ فإن ما يقدم عليه العسكر ورؤوس الأموال ورجال الدين، لا يحسب حماقات حروب تدمر المنتصر بنفس القدر من الأضرار التي تلحقها بالمهزوم، ولا مغامرات إقتصادية.. تأكل ما يدخر يوسف من حنطة وشعير خلال السنوات العجاف.. تبدده ببناء قصور فارهة، وسط شعب يتضور جوعاً، ولا فتاوى تشعل فتيل الحروب الأهلية الماحقة.
وتحت لافتة القدسية؛ يبجل المجتمع حروب السلطة.. لا يجرؤ على قول "حماقة" لمرتكبها الريفي أو رجل المال أو الدين ويخشى بطش العسكري.
يندرج قلم التاريخ تحت هيمنة السلطة! يدونها على أنها فتح وليس جهل أمي تفرعن.. لا راد لمزاجه الأهوج، بعد تصفية الشخصيات التأملية، التي يمكن أن تكشف زخم إندفاع المجازفة... فينظر الجميع بعين النفاق المجامل، لمدينة تتهاوى!
وأبرز التطبيقات هو التغييرات الوظيفية والإجراءات التي يقدم عليها الطغاة، ملحقة الأضرار.. خراباً فظيعاً، لكنها تعد منجزات، في حين تنشئ جيلاً متشبعاً بثقافة القتال، دأباً على لعبة المشاطرة التي تسفر عن تحقيق رفاه شخصي خلاف القانون الرسمي والعرف الإجتماعي والتعاليم الدينية.
حينها تتوازن المعادلة على أساس: سلطة ريفية فاسدة، تنزه آثامها بفتاوى رجال الدين وبطش العسكر؛ فحروب السلطة ملزمة... تحاط بجوق إعلام يعبئ الإرادة الشعبية، بمصادرتها قهراً كي يرصدها لدعم معركة ليس للشعب والبلاد ناقة فيها ولا جمل؛ لأن الحروب لا رابح فيها؛ إنما هي خسارة مطلقة، ينتفع منها نواب وصلوا للمجلس؛ جراء غفلة الناخب.
(4)
وهذه الشقشقة تجيش كلما إقتربت الإنتخابات النيابية، التي يجب على الشعب أن يدرك كل ما ورد، في الفقرات الثلاث أعلاه؛ قبل الإقدام على المشاركة في الإنتخابات، مستعرضاً ما تجلت به المدة الإنتخابية الماضية، مما يمكن تسجيله منجزاً حقيقياً، داخل بلد تشظى صدام حسين فيه، متوزعاً بين نوابه، الذين يستقيم سلوكهم عند إقتراب الإنتخابات، متنكرين لطروحاتهم بعدها؛ فالمرشحون إذا فازوا، يتنصبون نواباُ عن أحلامهم، يتابعون شؤون أهدافهم الشخصية؛ التي تزحم وقتهم وجهدهم بأطماع وفساد لا يكتفي بتدريع نفسه إتقاء طائلة القانون؛ إنما يعمل على ترصين متسعاته وتدمير بنية النزاهة.. مستفيداً من تشظيتها، يمارسون نوعاً من قطيعة ريفت المدينة، مقوضة الثقافة الحضارية لتحل العشائرية والطائفية والفساد ولغة التهديد؛ جراء ما تشبعت به الأجيال من حروب وحصار وعقوبات دولية وإرهاب، من دون أن تنشأ منظمات تعنى منهجياً بتأهيل الشباب لحياة السلام والبناء الإيجابي، للذات وإسقاطاتها الإجتماعية، فالعراق الآن مثل يوم القيامة، كل يصيح: "ياروحي" و"الطايح رايح".
• مدير عام مجموعة السومرية



#عمار_طلال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نرتجف كمن داهم البرد خياله
- المساواة تظلم العدالة
- أعيادنا دم.. أرض لنا فيها ما يدعون
- فلنحتفل سنويا بشكسبير
- -كيف الآن بلا برابرة.. كانوا نوعا من حل- التسوية التاريخية ل ...
- في ذكرى استشهاد جدي الحسين (ع) لنتخلق بأخلاقه أكثر من البكاء ...
- الدوائر الانتخابية.. سبيل العراق للخروج من الأزمة
- الكماشة التركية.. طبخة زيباري.. تجهّز على نار العيد
- أردوغان الدرس
- مثل أعمارنا التي أكلتها الحروب عيد بلا تهانٍ طوته الإنفجارات
- الزمن يعيد إستنساخ الواقع تظاهرات ساحة التحرير وثورة العشرين ...
- تأملات في شجرة العائلة شرف الإنتساب الى أخلاق علي (ع)
- معركة أحد.. درس الفلوجة
- رمضان والصحافة -في البدء كانت الكلمة-
- السومرية بمواجهة -داعش-.. والآخرون هم الجحيم
- نحو حياة حضارية مثلى الحكومة قطار عاطل والشعب ينتظر السفر
- فيلسوف في HNO3 أتم الله وعد الصدر في 9 نيسان 2003
- الخدمة الالزامية نسف للديمقراطية إستأثروا بفيئنا وجعلوه دولة ...
- النزاهة الإمامية.. و... للفساد مهدٍ منتظر يمحوه
- الكل في العراق مستفيد عدا الشعب... لحى صناعية قاتلة.. لحى طب ...


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمار طلال - الإنتخابات.. قطوف دانية في جنة البرلمان