|
أنصفوا الإسلام... المسلمون لا يمثلون الاسلام
بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5525 - 2017 / 5 / 19 - 09:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عبثا يحاول البعض جاهدا أن يقدم لنا الاسلام على أنه دين محبة وسلام وان الارهاب لا صلة له به، وهؤلاء في نظري يخدمون الارهاب أكثر من ما يهدمونه، لان مصدر الارهاب وشعاراتهم هو القرآن وسنة محمد مؤسسه والتاريخ شاهد بيننا، وآي القرآن تكاد تفوح منها رائحة الدم والحقد التخلفي المقيت... نفس المنطق ....لا تحكموا علي الاسلام بتصرفات المسلمين ...فبماذا نحكم اذا!!! لذلك وبسبب الفشل الإسلامي والواقع القهقري المرير الذي يعيش فيه المسلمون، أدى الى تعدد آراء علماء المسلمين وتوجهاتهم لمعرفة السبب، وبما انهم وبحسب مفهومهم أصحاب الشريعة التي تحتوي على الحكمة (ربما الضائعة) لذلك بحثوا ونقبوا للعثور عن السبب في كل مكان، ولا زالوا جاهدين في محاولاتهم لحل هذه المعضلة، هم بالطبع يبحثون في كل مكان، الا مكان واحد كان من الممكن جدا ان يختصر عليهم الطريق ومشقة وعذاب التنقيب، ووجع الرأس لو بحثوا في القران والسيرة العطرة جدا!! وفزعهم هذا له ما يبرره، اذا علمنا بأنهم يعتقدون بانهم مبشرون وموعودون بجنة الرحمن بحورياتها وولدانها المخلدون، وبأنه ستفتح امامهم جُلَ البلاد ليخضعوا اهل الأرض تحت راية دينهم، وأن شريعتهم تحتوي على اسرار الكون واسرار الانسان وشروط سعادته، بالإضافة الى انجع الطرق لحل جميع معضلات البشرية، وعند تطبيقها(أي شريعتهم) فانه سيتحول سكان الغرب الكافر، الى اشبه ما يكونوا بسكان اهل الكهف بعدما يذلهم اله القران، ولا محال بان هذا الحلم سيتحقق للمسلمين لو طبقوا شريعتهم بالصورة الصحيحة المتوخاة من اله القران!!! وهذا يعني وبدون وعي منهم ان مليار ونصف مليار مسلم متفقون وبإصرار بأنهم لا يطبقون الشريعة بالشكل الذي أراده الههم ان تطبق، والا لما وصل بهم الحال على ما هم عليه من خيبة!! وما يزيد حيرتهم اكثر يوميا هو ما يواجهونه من قبل العالم، لتبرير ما يقوم به المسلمين المؤمنين بالشريعة التي ينادون بتطبيقها من بلاوي ومصائب واعمال إرهابية، وترى ان الرد الجاهز لهؤلاء العلماء يكون بالندب والتحسر على الدين الإسلامي وما حل به علي أيديهم (أي المسلمين الإرهابيين) ويتحسرون على ضياع هذا الدين وشريعته فيهم، فهم محتارين وحيروا البشرية معهم (فلا هم يكفرون هؤلاء الارهابين ولا يساندونهم علنا لان ما يقوم به هؤلاء هو تطبيق للشريعة التي ينادون بتطبيقها)، وعلى من يجب تحميل خطأ فهم الشريعة!! و من المسؤول، لانهم دائما ما يبررون... بان "التخلف الذي يعاني منه المسلمين وما يقوم به بعضهم راجع بالأساس لعدم التقيد بمبادئ الدين الإسلامي وتعاليمه السمحاء بشكل مناسب، أي ان الخلل ليس من الدين، بل في أصحابه" .... ولان المسلم البسيط (وهم الغالبية) لا يعرف عن دينه اكثر مما يعرف زغلول النجار في العلم، لذلك يسير خلف علمائه كالمنوّم مغناطيسيا مرددا عباراتهم واذكارهم كالببغاء دون ادراك او وعي او تساؤل، فعلمائه هم الذين يفكرون بالنيابة عنهم، اما استخدام عقولهم فهذا ما لم يخطر ببال احدهم ، فالإسلام بعد 1450 سنة لم يستطع أن يبني انسانا متوازنا يستطيع ان يكون مسؤولا عن تصرفاته ويحكم عقله ويكون صاحب قرار يعتمد عليه (لان الإسلام بالأصل يحارب العقل ويحجر عليه، لان استخدام العقل هو من المحرمات في الإسلام !!) وإذا كانت الرسالة الإلهية لم تستطيع ان تبني في قوم القدرة على تحمل مسؤولية الأمانة الملقاة على عاتقهم والعمل بها، و لهم القوة والقدرة على تحمل نتائج اختيارهم وقرارهم بانتمائهم لهذا الدين فما فائدة هذه الرسالة بالنسبة الى الذي بعثها!! وبفشلهم بتبني وتطبيق بنود الرسالة التي آمنوا بها، فانهم يثبتون احد امرين اما فشل الههم في رسالته أو فشلهم في تنفيذ رسالة الههم!! وبإثبات احد الامرين أي اما فشلهم او فشل الههم ينتفي الاخر، والحمد لهبل فهم اثبتوا الامرين معا دفعة واحدة!! لاشك بأن كل من يتكلم بمنطق فشل المسلمين في استيعاب تطبيق الدين، او ان المسلمين لا يمثلون بتصرفاتهم الإسلام، هو في حقيقة الامر يضع امنياته ورغباته المكبوتة في نوعية الدين الذي يتمناه، لأنه ضمنيا يشعر بما يحوي دينه من نواقص و صعوبات لا تتناسب مع ما احدثته الأزمنة من تطور وتعقيدات حياتية واجتماعية، لكنه رغم ذلك عليه ان يتعامل مع هذه الظروف بنصوص ثابتة لا تتغير وتحاكي جميع الأماكن والازمنة، لان عقله المغيب لا يراها لما زرعه فيه كهانه من خوف ومحو للشخصية مما افقده ثقته بنفسه، معتقدا بان الدين اكبر واعمق من ان يصل هو بفهمه المحدود اليه، لذلك يلجأ الى علمائه ومشايخه، ويقوم علماءه غير مشكورين ببناء جهازه العقائدي تبعا لما جاء قبل 1450 سنة والذي تراكمت فيه جميع أنواع العبودية والخضوع والانسياق التام ونكران الذات وتهميشها، ووضع جميع أنواع القيود على التفكير، هذا الجهاز العقائدي وجّه تفكير المسلم لان يرى وهو على عماه بان كل ما في دينه جميل!! لماذا المسلمون لا يمثلون الإسلام؟؟ و من يعطي صفته للأخر؟؟ و لماذا عند وقوع أي امر يحرج المسلمين وما اكثرها يسارع رجال الدين واضعين طرف سراويلهم في أفواههم يهرولون لنفي علاقة الإسلام بما قام به المسلمون في جميع ارجاء المعمورة!! بعد هذا الا يحق لنا ان نسأل اين موضع الخطأ على وجه التحديد، في النظرية ام في التطبيق؟؟ الحقيقة الامر سواء... فإذا كان التطبيق خطأ فهو بسبب النظرية الفاشلة، لأننا هنا لا نتحدث عن نظرية اجتماعية قيد الدراسة والتجربة وانما عن نظرية الهية، نظرية الهية قيل عنها انها تحتوي حل لجميع الامراض الاجتماعية والعقد النفسية للإنسان والحل لجميع مشاكله الحياتية، فخطأ تطبيقها يهدمها من أساسها لأنها بديهيا يجب ان تكون مفهومة على الأقل من جانب مطبقيها!! وإذا كان الخطأ في النظرية فلا يوجد اذن أي سبب يدعو للاستمرار بتطبيقها!! وإن كان الخطأ في التطبيق فمن الذي يستطيع أن يحكم بأن المسلمون يطبقون النظرية بالشكل الذي يرضى عنها الههم ورسوله، وخاصة بعدما قام الههم بقطع الوحي، وهي بمثابة شبكة الاتصال الوحيدة المرخص لها بالتواصل معه؟؟ أي بعد موت محمد كيف سينسخ اله الكعبة آياته لتغير الظروف ؟؟ فلا لوم على المسلمين وحيرتهم، لان التخبطات التي يعيشونها كثيرة ومربكة من حولهم، فواقعهم مرير اين ما اردت ان تنظر اليهم فانك لن ترى الا الفشل ، ولن يتخلصوا من هذه الحالة طالما انهم متمسكين بهذه القدسية لهذه التشريعات البالية والتي لم تأت ثمارها، والتي تحدد نتائج تفكيرهم سلفا، فإما ان يتمسك المؤمن بالدين اكثر و يقبل بالأمر الواقع كما هو على امل الاجر و الثواب، او البحث المضنى للعثور عن العلة والسبب الرئيسي بهذا الفشل، وعجبا من رغبتهم باحتقار النفس امام الدين؟؟ وما الهدف منها؟؟ و لماذا كل هذا الكم من الاهانات التي أنشأت جيل معاق فكريا الا ما رحم ربك، ليس بسبب الدين المباشر وانما ما اورثه هذا الدين من قمع سياسي وانغلاق اجتماعي وعدم تقبل الغير، وبما انه مسلوب العقل والإرادة لذلك تراه بانه قد كيف نفسه مع تلك المعتقدات والممارسات البالية والمتخلفة، ورضي بها وخطط حياته على أساسها، فعندما ينتقدها أي شخص فانه في حقيقة الامر يقوم بإفساد مستقبل وحياة ذلك المؤمن، وهذا يكون من احد الأسباب في رد فعل المسلمين العنيف، وترديد المقولة السحرية...الإسلام هو الحل...والشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان....متناسين ان الشريعة لم تكن صالحة حتى في زمن ومكان نبي الإسلام محمد، والا لماذا الناسخ والمنسوخ في القران الم يكفي الناسخ لان المنسوخ أصلا هو ملغي... الإسلام صالح لكل زمان ومكان الا زمان محمد فكان يصلحه حسب المزاج...حيث كانت تتبدل الأحكام وتتغير من يوم لأخر، ومن مكان الى اخر، فالذي قيل في مكة، تم نسخه في المدينة ويأتي في زماننا هذا من يرفع الشعار السياسي ان الإسلام هو الحل...وانه صالح لكل ومكان ومكان....وحتى انهم تناسوا او يريدون ان يتناسوا ويتغافلون بان الشريعة لم تقدم أي حل للمسلمين بعد وفاة نبيهم...فلجأوا الى القتل، وقتل بعضهم بعضا، ومع ذلك تسمع من يذرف دموع التماسيح وان المؤمن يخاف الله، ومن شدة خوفهم من الله قتلوا بعضهم بعضا، وصار بدل من الإسلام الواحد مائتي نوع من الإسلام، وكل نوع يقول انه...هو الذي على الصواب وغيره من المسلمين على خطأ... فماذا استفاد المسلمين من الإسلام غير قتل بعضهم بعضا قديما وحديثا... وتربص بعضهم ببعض...وهذا التخلف المريع الذي جعل من خير امة أخرجت للناس...اضحوكة الأمم والبشرية كلها!!! وختاما... بناء على ما تقدم، بما أن المسلمون بناء على رأيهم في انفسهم لا يمثلون الإسلام ولا يطبقون تعاليمه التي شرّعها الحكيم من فوق سبع ارقع لذلك هم متخلفون وكل الارهابين من بني قومهم وعقيدتهم اقترح تطبيق حد الردة عليهم!!!... نعم لابد من تطبيق حد الرده عليهم .. لطالما انهم لا يستطيعون تطبيق الإسلام او يستطيعون ولا يفعلون...المسلمون لا يعرفون كيف أتوا وأين هم ذاهبون وماذا يريدون انهم تائهون حائرون... وثبت من خلال كتبهم، بان اغلبهم وليس الجميع هم من سلالة لصوص وقطاعي طرق قتلة، ولا زالوا كذلك وسوف يبقون كذلك طالما تمسكوا بهذا الدين الذي يعلمهم، بأن وصولهم إلى الجنة لن يكون إلا على جثث الذين لا يؤمنون بإلههم ونبيهم.. لذلك كلما انتقد أحدهم الإسلام، أوعز المسلمون ذلك لقلة فهم الإسلام وسوء إيصاله إلى غير المسلمين، واذا كان القرآن برئ من أفعال المؤمنين به ... فمن المذنب؟ اذا كانت تعاليم القرآن ليست في استطاعة البشر ... فلمن كتب او نزل؟ وهذه المعضلة لا يدركها الا من كان اعمى البصر والبصيرة!!
#بولس_اسحق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
اله القرآن...ومسلسل تحريف الاديان
-
ما يحدث في بلاد الاسلام... قصة من واقع الحال
-
سقوطهم.... كسقوط عرش أبا صياح قبلهم
-
مُلكِ اليَمِين... هَدِية محمد لِأتباعِهِ...قصة متكررة
-
عَلَى قَدْرِ الكِرامِ... تَأتِي المكَارِمُ
-
يَومَ القِيامة.... والطابور
-
مصانع ابوعمامة...... واحجار ابو لمامة
-
نحن ارهابيون…. والارهاب فريضة من عند الله
-
تقديس كتاب... هو الآخر تكلم عن ألامجاد
-
مُحَمَّد وَأتباعِهِ والصَحابة...قادَة وزُعَماء
-
تَبرِيراتَهُم...ما عادَت تُخفِي عَوراتَهُم
-
الإسلام والحضارة...ماذا يريد المسلمون منها؟
-
الى المرأة المسلمة....عندما تشاركين الرجال
-
المرأة شيطان وعورة...... إنه لا ينطق عن الهوى
-
خَيّرُ جَلِيسٍ في الزَمانِ كِتاب... إلا هذا الكِتاب فَأحذِر
...
-
هل الإسلام مقنع ومعقول....ام هي ازمة عقول
-
نبتدي منين الحكاية
-
هل يذكر أحدكم شيئا من ذلك...ام إن البينة على من ادعى
-
يَسْأَلُونَك....متاهة محمدية... وإخفاقات إلهية
-
محنة العوام هم شيوخ ورواة الاسلام .... الرسول كأنك تراه
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|