|
النكسة الثالثة للقضية الفلسطينية :على هامش فوز حماس في الانتخابات التشريعية
طه معروف
الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:37
المحور:
القضية الفلسطينية
ينطوي فوز منظمة،حماس الاسلامية الارهابية في الانتخابات التشريعية الفلسطينية الاخيرة ،على اكثر من مغزى يحث باتجاه قراءة الصراع الراهن والمستقبلي بين جماهير فلسطين والحكومة الاسرائيلية الذي وصل الى ذروته في الآونة الاخيرة في الشارع الفلسطيني وادى من ضمن ما ادى الى سقوط حكومة محمود عباس . هذا الفوزهو،برأينا، اكبر انتكاسة للمجتمع الفلسطيني وقضيته السياسية العادلة، انه يدق ناقوس الخطر لاسيما في الساحة السياسية الفلسطينية والدولية ومن منظور الجماهير المحبة للحرية والسلام في الشرق الاوسط وفي العالم . يرجع نشؤ وتتطور مثل هذه الحركات الاسلامية الغارقة في الرجعية في المنطقة بصورة عامة وفي فلسطين بصورة خاصة التي تتخذ من قضية جماهير فلسطين محورا لحركاتها وشعاراتها السياسية،الى عدد من العوامل ،اهمها التعنت الاسرائيلي الامريكي و فشل" عملية السلام " المعلنة لاكثر من نصف قرن تقريبا حيث تمخض التعنت المذكور عن التلاعب بقضية الجماهير الفلسطينية وفتح ايدي الحكومة الاسرائيلية في الاستمرار بتوسيع المستوطنات وممارسة التهجير القسري لسكان فلسطين الاصليين وهدم ديارهم بغية توطينهم في المخيمات لتلقي التوجيهات والتعاليم من المنظمات الاسلامية ،بهدف سوقها او اقناعها بالجهاد في سبيل الاسلام ، بعبارة اخرى، فان سياسة الحكومة اليمينية الاسرائيلية تستجيب بشكل او بآخر لمتطلبات هذه الحركات الرجعية التي تتخذ من الاعمال الارهابية وسيلة اساسية في صراعها مع الحكومة الاسرائيلية.ومن جانب آخر فان الفساد المستشري والمتجذر داخل اجهزة ومؤسسات السلطة الفلسطينية ،اعطى حماس سلاحا لإستخدامه في العملية الانتخابية لخداع الجماهير ،نقول لخداع الجماهير، لإنه من غير الممكن لحركة فاسدة مثل حماس ان تقضي على الفساد في المجتمع بل انها هي مصدر الفساد السياسي والاجتماعي والثقافي والاخلاقي في المجتمع.والعامل الآخر والاهم الذي ادى الى هذه النتيجة الانتخابية ،هو وجود وانتشار القوات الامريكية في المنطقة وممارساتها الهمجية وخصوصا حربها الرجعية وفشل مشاريعها في العراق وفي المنطقة والتصريحات النارية المتكررة حول اعلان دعمها وعدم معارضتها إقامة حكومة اسلامية في العراق و المنطقة والذي تحول الى مظلة للاسلاميين في العراق لتسلم السلطة والامور السياسية هناك كما ادى الى تفعيل دور الحركات الاسلامية في مصر وبعض الدول العربية وخصوصا الاخوان المسلمين (الاب الروحي للحركات الاسلامية الارهابية) والتحرك وفق هذا التوجه الامريكي و استثمار البؤس والسخط الجماهيري المتأصل اساسا لصالحهم. و حيث بات واضحا للجميع ان الحرب الامريكية غير المبررة اثقلت كاهل الجماهير المتمدنة المحبة للحرية لصالح الاسلاميين والحركات الارهابية الاسلامية وان الاستمرارفي هذا النهج العسكرتاري العدواني ، سيؤدي لا محالة الى مزيد من التدمير والتعقيدات في الساحة السياسية في المنطقة و يقوي مبررات الاسلاميين لتشديد الاعمال الارهابية وتقوية نفوذهم على صعيد المنطقة والعالم . ان فوز منظمة الحماس المدرجة "على قائمتي الإرهاب الامريكية والاوروبية" هي إشارة خطيرة لفتح الباب على مصراعيه امام الحركات الارهابية لإدامة العنف السياسي والحرب الارهابية بينها وبين الحكومة الاسرائلية . اضافة الى ما سبق فان الجمهورية الاسلامية الايرانية لعبت دورا اساسيا على الساحة الفلسطينية لدفع الازمة نحو الهاوية من خلال تعقيد الامور السياسية في المنطقة وفق مصالح نظام احمدي نجاد التي هو بامس الحاجة لتفجير الوضع السياسي في المنطقة خدمة لنظامه المتأزم الذي فشل في ان يخطوا خطوة واحدة الى الامام على الصعيد المجتمع الايراني وان زيارته الى دمشق واجتماعه بالحركات الاسلامية الارهابية ،جاءت لادامة هذه الاوضاع، اي دعم استمرار الاعمال الارهابية الاسلامية في المنطقة وفلسطين الامر الذي وفر المبرر لليمين الاسرائيلي للدخول في هذه الحرب الرجعية. بعد الاعلان عن فوز حركة حماس ،جاءت ردود الفعل الدولية والجماهيرية متباينة، حيث اعلن ايهود اولمرت ،رئيس حكومة الاسرائيلية المؤقتة ،بان اسرائيل لن تتفاوض مع حكومة فلسطينية تضم ولوجزئيا ،مجموعة ارهابية تدعوالى تدمير الدولة الاسرائيلية وصرح الرئيس الامريكي ان حماس ليست شريكا في عملية"السلام" كما استبعدت حركة فتح الاشتراك في تشكيل الحكومة المقبلة وما يثير الدهشة هو تصريحات بعض الاوساط العربية وخصوصا الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى عندما قال ان" حماس في الحكم ليست حماس في المعارضة " علما بان رموز هذه الحركة اكدت على لسان معظم زعمائهاعلى استمرار العمليات المسلحة او بالاحرى العمليات التفجيرية ، على صعيد اخر ساد القلق على جماهير فلسطين و المنطقة إزاء المد الاسلامي الذي يتسبب في تعقيد الامور السياسية وجر المنطقة الى المزيد من الحرب والدمار.ان تسلط الاسلامين في فلسطين تعبير عن الشراسة السياسية للحكومة اسرائيل في استمرارتجاهلها لهذه القضية الحساسة الذي ادت إطالتها الى هيمنة اشد التيارات الرجعية على الساحة الفلسطينية وان مرونة حكومة محمود عباس واستجابتها لدعوات امريكا واسرائيل حول المفاوضات المزعومة التي راوحت في مكانها دائما ،هيأت الارضية والمبررلإمساك حماس بهذه القضية الحساسة من خلال التفاف الجماهير حولها نتيجة استيائهم وسخطهم التأريخي من التلاعب الاسرائيلي الامريكي بهذه القضية . لن تنال جماهير فلسطين حقوقها ابدا في ظل قيادة حماس الاسلامية التي تتخذ من جسد الانسان الفلسطيني قنابل ومتفجرات وتمارس القمع السياسي للقضاء على ابسط الحقوق الانسانية المدنية بهدف دفع المجتمع الى الوراء كما ان قضية الجماهير العادلة في إقامة الدولة الفلسطينية لن تتقدم خطوة واحدة الى الامام و امام جماهير فلسطين مهام اخرى اساسية غير التي تتحدث عنها حماس وهي التخلص من احتلال منظمة حماس لإرادة الجماهيرالفلسطينية، لتمهيد الطريق امامها، اي الجماهير الفلسطينية للخلاص النهائي من ظلم الاحتلال .
طه معروف 28/1/2006
#طه_معروف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطالباني يشترط صلاحيات اوسع للرئاسة
-
بصدد مؤامرة الانتخابات الامريكية الاخيرة في العراق
-
ضحايا الحزب -الشيوعي-العراقي بطلاقات الاسلاميين وبنادق الحزب
...
-
حثالة المجتمع ام منتفضون ضد التهميش
-
فتوى جلال طالباني ضد المتشردين الكرد في كركوك
-
احمدي نجاد يهدد بإزالة اسرائيل ،خوفا من إزالة نظامه
-
محاكمة صدام من فضائح العصر
-
الامين العام للجامعة الدول العربية يتحدى حقوق الجماهير الكرد
...
-
امريكا واستراتيجية الخروج ما بين القتال و السلام الطائفي
-
اجابة على اسئلة الحوار المتمدن حول - الديمقراطية والاصلاح ال
...
-
بصدد إختلافات الطالباني والجعفري الطائفية
-
جريدة صباح العراقية في مهزلة -ميثاق الشرف-
-
بؤس الجماهير العراقية في ظل الارهاب المزدوج
-
عندما يتحكم اصحاب العمائم بعقول الناس
-
مسودة الدستور اولوية امريكية وليست جماهيرية
-
السجن مدى الحياة لكاتب باكستاني جراء نقده الليبرالي للدين ال
...
-
الأحتجاجات الجماهيرية في كردستان ايران في ظل ا للعبة الامريك
...
-
مسودة الدستور حلقة اخرى للتآمر على جماهيرالعراق
-
نيجرفان بارزاني يبرئ الاسلام السياسي من الارهاب
-
الارهاب الاسلامى، هذه المرة، في لندن
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|