أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معتز حيسو - بخصوص أوضاع منصَّات الحوار السورية وآفاقها














المزيد.....

بخصوص أوضاع منصَّات الحوار السورية وآفاقها


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 09:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



تتوالى جولات مؤتمر جنيف ولقاءات آستانة في مناخ يسوده تباين روسي ـ إيراني/ سوري، وتناقض أميركي ـ إيراني، والتباس إشكالي في طبيعة العلاقة والمصالح بين القطبين الروسي والأميركي. يضاف إلى ذلك تباعد ظاهري بين أنقرة وواشنطن. ومعلومٌ أن التدخل التركي والأميركي المباشر على خط الصراع في سوريا، يُنذر بتحولات جيوسياسة لا تقلّ خطورة عن تداعيات التدخل الإيراني والروسي.

من جانب مختلف لم تنجح المعارضة السورية حتى اللحظة في تجاوز الضعف والترهل والارتهان المسيطر على أوضاعها، إضافة إلى كونها تتشظى بوتيرة متسارعة، لدرجة باتت مهددة بفقدان هويتها السورية. فتحالفاتها تُفرض عليها، أما قراراتها فلم تعد تتحدد على أساس المعطيات والأهداف الوطنية، وميولها تحددها طبيعة علاقاتها الدولية والإقليمية ومصالح الدول المتصارعة في سوريا وعليها، إضافة إلى تفاقم المصالح الشخصية لبعض من قياداتها. يضاف إلى ذلك عدم قيامها بما يجب لتمكين وحدتها أو تحالفاتها البينية على أهداف ورؤى استراتيجية. وجميعها أسباب تساهم في تباين مواقفها السياسية، وفي تعميق التناقضات واتساع الفجوة بين مكوناتها، وبين المجتمع السوري، وتهدد التماسك الجيو سياسي المرتبط أساساً بتداخل الصراع، ووصوله إلى درجة من الوظيفية والعبثية والعدمية قاتلة.

ما زالت أهداف منصات الحوار الداخلية غير واضحة


وبرغم تمسك أطراف دولية وأخرى إقليمية بمخرجات جنيف وآستانة السياسية والعسكرية على التوالي. فإن ما سبق ذكره يكشف عن استمرار التباس المشهد السوري. هذا في لحظة يبدو فيها أن الصراع يميل إلى مزيد من التعقيد والتداخل. وجميعها، إضافة إلى فقدان السوريين لدورهم في اختيار شكل دولتهم المستقبلية وطبيعة الحكم السياسية، عوامل تفاقم من شعورهم بالمرارة والإحباط، وتزيد من مخاطر الحاضر ومأساوية المستقبل.
في السياق ذاته، تتحول منصات المعارضة السياسية الخارجية بشكل خاص والداخلية بدرجة أقل، إلى موضة دارجة. ما يكشف عن هشاشة أوضاع المعارضة وهامشيتها، وعن فشلها في تأطير أهدافها السياسية المرحلية وأيضاً الاستراتيجية، تحديداً بعد تمدد الفصائل الإسلامية المتطرفة منها و«المعتدلة». ما يعني استمرار تشتت المعارضات السورية بين أقطاب إقليمية ودولية متناقضة ومتنافسة، وذلك ينعكس على تركيبتها الداخلية وعلاقاتها البينية، وأيضاً على طبيعة اشتغالها السياسية. ما يزيد من ضعفها وهامشيتها، ومن تناقضاتها البينية. ويفاقم من ذلك تفاقم روح الأنانية والعصبوية والشخصانية والحسابات الذاتية. ما يدلل على اتساع الفجوة بين أهداف الجهات المذكورة، وأهداف السوريين المحمولة على التغيير الوطني الديموقراطي. وتكشف عن ذلك آليات اشتغال منصات سورية معارضة في موسكو والقاهرة والرياض وآستانة، ومنصة بيروت التي استعارت اسمها من التاريخ السوري (الكتلة الوطنية السورية). وجميعها تتحول في مناخ يسوده التنافر والتناقض، إلى كتل منقسمة على ذاتها، وتجمعات وظيفية تُفاقم من تناقضات «الثورة السورية»، وإطالة عمر ما تبقى من النظام.
أما في ما يتعلق بمنصات الحوار الداخلية، فإن أهدافها وآليات اشتغالها، والدوافع الكامنة وراء تشكيلها، ما زالت غير واضحة. وذلك لا ينفي إمكانية موافقة الحكومة السورية أو جهات منها على تشكيل تلك المنصات، أو حتى دعمها من قبل جهات أو شخصيات روسية فاعلة. وذلك لا يقلل من أهمية ما تحمله من مشاريع سياسية، ومن دورها في مستقبل سوريا السياسي. ويشتغل القائمون بأعمال منصَّات الحوار الداخلية على: أولاً، تمكين التواصل بين رموز المعارضة السياسية وشخصيات عامة ومفكرين وكتَّاب وناشطين، لتفعيل الحوار السوري الداخلي حول خيارات السوريين، ونقله إلى مواقع ومستويات أكثر دقة وموضوعية وشمولية وتخصصية. ثانياً، الاشتغال على تأطير وتوضيب نتائج اللقاءات في سياق يتم فيه تفعيل آليات اشتغال سياسية ومدنية وفكرية بعيداً عن تداعيات الأزمة. ثالثاً، بحث آليات إعادة الترابط بين المكونات المجتمعية وإعادة السلام الداخلي لها. رابعاً، بحث إشكاليات الهوية السورية من منظور المعطيات التاريخية وخيارات السوريين. خامساً: بحث هوية الحكم والدولة والاقتصاد والحوكمة. سادساً، بحث القضايا المذكورة في إطار التأسيس لميثاق وطني يستمد مضامينه وإطاره العام من حوار وطني عام وشامل وعميق.
نُشير أخيراً إلى أن إنجاح الحل السياسي يحتاج إلى تجاوز عقلية المكاسرة والغلبة، والارتقاء الوطني السياسي والأخلاقي إلى مستوى محنة السوريين ومعاناتهم الإنسانية، والتصدِّي الفعلي لثقافة القمع والعنف الطائفي، والتدخل الخارجي، وأيضاً للتمسك بأدوات وأشكال التغيير السياسي المدني. وكذلك، فإنه يحتاج إلى ربط منصات الحوار وتحديداً الداخلية مع التيارات السياسية والمدنية الحاملة لمشاريع التغيير الوطني الديموقراطي، ومع الفئات والشرائح والبنى الاجتماعية كافة.



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بخصوص العولمة والعولمة البديلة
- السوريون بين اقتصاد الأزمة وأزمة الاقتصاد
- «العقل العربي» في دائرة الاتهام
- «المعارضة السورية» وإشكالية النقد الذاتي
- من تناقضات العولمة في سوريا
- إشكالية الهوية بين الاستبداد والديموقراطية
- مقاربة سورية: ماذا بعد تحويلنا إلى جمهور؟
- إشكالية الخطاب الليبرالي في سوريا
- في أي زمن نعيش؟
- ماذا عن أطفال سوريا؟
- في خيارات السوريين
- سوريا في قلب الاستقطاب الدولي
- حرب المواقع والأدوار الوظيفية في سوريا
- «السلطة» وعلاقتها بالعنف الرمزي والمادي
- أسئلة الديموقراطية في سياق «الربيع السوري» المُتعثّر
- فشل الأيديولوجيات الكبرى: النظام القومي نموذجاً
- في إشكالية خطاب المظلومية
- عن نهايات «داعش» في سوريا
- إلى اليمين دُرْ
- تصعيد الحرب السورية


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - معتز حيسو - بخصوص أوضاع منصَّات الحوار السورية وآفاقها