أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم ألصفار - خاطرتان قصيرتان في موضوع وحدة اليسار العراقي














المزيد.....

خاطرتان قصيرتان في موضوع وحدة اليسار العراقي


جاسم ألصفار
كاتب ومحلل سياسي

(Jassim Al-saffar)


الحوار المتمدن-العدد: 5524 - 2017 / 5 / 18 - 01:59
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الخاطرة الاولى
زرت بغداد لاول مرة في صيف عام 2010، بعد هجرة طويلة الى روسيا ابتدأت منذ خريف عام 1972 ، شغلت المساحة الاكبر من حياتي، قضيتها في الدراسة وبناء الاسرة والعمل. وكانت زيارتي الى وطني بدعوة من الصديق وزميل الدراسة وزير العلوم والتكنولوجيا وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي، وقتها، الاستاذ رائد فهمي.
وكان من الاحاديث التي تناولناها في لقاءنا هي اوضاع البلد ومشاريع الحزب الشيوعي العراقي السياسية قبل الانتخابات النيايبية، وردا على مقترحي بالشروع في انشاء جبهة لليسار العراقي يخوض بها مع حلفاء يساريين الانتخابات، أجابني الصديق ابو رواء (رائد فهمي) بان الحزب منهمك الان في انشاء التيار الديمقراطي اما مشروع جبهة اليسار فان اوانها لم يحن بعد.
كان مقترحي وقتها مبني على اساس انطباعات سريعة تولدت عندي وانا اتجول في بغداد وشارع المتنبي. ففي مركز بغداد ابهرني تموضع مقر لاحد الاحزاب الشيوعية اليسارية وشارع المتنبي يروج باعلانات وفعاليات اليسار، والاحاديث تدور عن رؤيا متنوعة لليسار، في دردشات وحوارات مقاهي المتنبي، فيها المراجعة والنقد المختلف في حدته لكل مسيرة النضال اليساري في العراق، وكل هذا كما بدا لي حينها، تديره مجموعات منظمة ونشطة.
الا ان هذه النظرة تغيرت مع مرور الوقت، خاصة بعد عودتي للاقامة والعمل في العراق في عام 2012 ، أو ربما ان هذا الواقع نفسه قد تغير مع الزمن وضعفت وهزلت امكانيات وطموحات نشطاء اليسار الشيوعي، فاصبحت اميل لفكرة اتحاد يساري يجمع الشخصيات اليسارية الاشتراكية حول ورقة عمل تقرب بينهم وتوحد نشاطاتهم.
اكتب هذه الخاطرة بعد لقاء جمع الاخوة من نشطاء اليسار مع ممثلين عن الحزب الشيوعي العراقي، لأتمنى فيها للقاء النجاح في تعزيز النهج الذي شكل قاعدة للقاء والارتفاع على الخلافات من اجل تحقيق هدف سامي يسعون اليه اليوم في لقائهم. وان لم تكن ورقة العمل اساسا ضروريا للقاء فانها ستكون واحدة من اهم نتائجه المنشودة.
انها المحاولة التي لا خيارات لها الا النجاح بتحقيق تجمع مفتوح حول ورقة عمل مشتركة قابلة للتعديل والتغيير، وغير ذلك ستكون محاولة بائسة تثبط العزائم وتحبط مشروع جبهة اليسار الى الابد..... وللموضوع بقية
الخاطرة الثانية
من وحي حوارات المتنبي التي تبعت زمنيا تاريخ كتابتي لخاطرتي الاولى عن مستقبل وافاق تجمع اليسار ودور الحزب الشيوعي العراقي في صناعة هذا المستقبل، تذكرت حكاية روسية ساخرة، شاعت في فترة انهيار الاتحاد السوفيتي وتجربته الاشتراكية، تقول الحكاية ان هنالك مواطنان روسيان مؤمنان بالانفتاح الاقتصادي الجديد ويرغبان في ان يكون لهما دورا فيه.
قال احدهم للاخر انه يرغب بشراء قاطرة محملة بالسكر، وكان السكر سلعة مطلوبة في تلك الفترة، فاجابه صاحبه بانه مستعد لتزويده بقاطرة من افضل أنواع السكر وبثمن معقول. بعدها دار حوار طويل ومضني حول تفاصيل الصفقة وطريقة الاستلام والتسليم وعن البنوك التي يمكن التعامل معها لتنفيذ الصفقة.
توادع الرجلان بعد ان اتفقا على كل التفاصيل، ومضى كل منهما الى سبيله. الأول للبحث عن أموال يسدد فيها قيمة الصفقة ان تحققت، والثاني للبحث عن السكر الذي ادعى انه يملكه. والنتيجة هي انه لا المال يتوفر ولا السكر، الا انهما قضيا وقتا ممتعا في أجواء صفقة تجارية تحدثا عنها في كل مشرب ومحفل.
الحزب الشيوعي العراقي يريد من تحالفه مع اليسار العراقي، باطرافه الوهمية والشبه فاعلة، ان يوسع قاعدته الجماهيرية ومساحة تأثيره، بينما الثمن الذي يطلبه اليساريون هو هيكلة تنظيمية مستقلة. ومع شكي بان الشيوعيين راغبين بتحمل انتاج هيكل تنظيمي يساري مواز لتنظيمهم ومجاور له، فاني على يقين من ان قانون الاحزاب العراقي يجعلهم عاجزين عن تقديم اي مساعدة في هذا الاتجاه لرفاقهم اليساريين حتى وان رغبوا، وتجربتنا في التيار الاجتماعي الديمقراطي خير دليل على ذلك.
هذا من جهة، اما من الجهة الاخرى فهل سيحصل الحزب الشيوعي العراقي على "السكر" كما في الحكاية الروسية، وتتسع قاعدته الجماهيرية ويعلو صوته في كل الفعاليات الجماهيرية القادمة بفضل تحالفه مع اليسار؟ الشك كبير في تحقيق منعطف واضح في هذا الاتجاه، مع اختلاف الطموحات وتنافر الارادات في التجمع اليساري نفسه، اضافة الى ان الثقل الجماهيري لاطراف اليسار العراقي ما زال غير معروف ولم يبشر بعد بالخير الكثير وتجربة احتفالات الاول من ايار شاهد مهم على الثقل المتواضع لهذه الاطراف.
التجربة مازالت في بدايتها، وتحتاج بالتالي الى بعض من التدقيق والتعديل، ولكي لا تكون اطراف الحوار اليساري كما في وصف الرئيس الصيني السابق شو ان لاي " مضطجعان في فراش واحد ويحلمان بطريقتين مختلفتين"، فعلى الحزب الشيوعي العراقي والتجمع اليساري ان يحسما امرهما ويطلقان ورقة عمل ترسم مشتركات الحاضر وافاق المستقبل... وللحديث بقية



#جاسم_ألصفار (هاشتاغ)       Jassim_Al-saffar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا، الى اين؟
- كوريا الشمالية أمام خيارات التصعيد ام التهدئة؟
- الرؤيا العدمية والرؤيا الواقعية في الحدث السوري
- لمسار التغيير روافد
- رأي في شعار -مقاطعة الانتخابات-
- وقائع احداث جامعة واسط
- حكومة وعشائر ومافيات
- عواقب التغيير
- كوبا بعد فيديل كاسترو
- اشتراطات نجاح التغيير في السياسة الامريكية
- بداية معركة الحسم في حلب
- تكهنات في متغيرات العلاقة الامريكية الاوربية
- الديمقراطية بين جدلية المضمون والاليات
- انتصار للديمقراطية ام الانعطاف نحو الاستبداد
- موضوعتان وافتراض واحد
- الوعي والثورة
- الوعي والثورة (الجزء الثاني)
- دواعي الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا
- دروس ثورة منتصرة
- افكار حوارية في الثورة والتحالفات السياسية


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جاسم ألصفار - خاطرتان قصيرتان في موضوع وحدة اليسار العراقي