أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حامد الحمداني - حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين















المزيد.....

حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


على الرغم من كل ما قيل من مفاجأة إسرائيل والغرب بوجه خاص والعالم بوجه عام بفوز منظمة حماس في الانتخابات الفلسطينية بأغلبية المقاعد التي تؤهلها لتشكيل الحكومة الجديدة بصورة منفردة ، إلا أنني اعتقد أن لا مفاجئة ولا غرابة في الأمر، فقد كانت الأمور والأحداث والمسارات الجارية كلها تصب في هذا الاتجاه ، ولم يكُ من الصعب على المتتبعين للسياسة الإسرائيلية والولايات المتحدة وحلفائها إدراك ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الحالية بعد أن جرى تهيئة الأجواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب الفلسطيني الذي بات أكثر من ثلثيه يعيش دون خط الفقر ، ويعاني أشد المعانات من قوات الاحتلال التي تمارس إذلاله كل يوم على الرغم من اعتراف منظمة التحرير الفلسطينية ، والسلطة الفلسطينية بوجود دولة إسرائيل ، وقبولها باتفاقية أوسلو وبخارطة الطريق ، واستماتتها في إرضاء شارون وحزب الليكود ، وحزب العمل من قبله ، من أجل تنفيذ خارطة الطريق ، وانسحاب القوات الإسرائيلية من الضفة الغربية وغزة تمهيداً لقيام دولة عربية فلسطينية معترف بها ، وقابلة للحياة عليها .
لقد مهدت الأحداث التالية للوصول إلى هذه النتائج والتي يمكن لنا إيجازها بما يلي :
أولاً ـ تعنت حكام إسرائيل السابقون منهم والحاضرون في تنفيذ كافة الاتفاقيات المعقودة مع السلطة الفلسطينية ، وقيادتها المتمثلة بالرئيس الشهيد ياسر عرفات ، وتشبثها باقتتطاع أجزاء كبيرة من الضفة الغربية ، وإقامة المستعمرات الواسعة والعديدة فيها ، وفي قطاع غزا ، وإقامة جدار الفصل العنصري في الصفة الغربية ، مما حول بصورة عملية أراضي الضفة إلى مجموعة من الجزر بين تلك المستعمرات ، وجعل من أمكانية قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة أمر في غاية الصعوبة إن لم يكُ من المستحيل ، وبات من الصعوبة بمكان تنقل للمواطنين الفلسطينيين في مناطقهم بسبب تعرضهم لمضايقات القوات الإسرائيلية وتصرفاتها الهمجية بقطع الطرق وجرفها ووضع الحواجز فيها ، وبات المواطن الفلسطيني معرضٌ للقتل أو للاعتقال بصورة اعتباطية ، مما خلق حالة من التذمر والغليان لدى الشعب الفلسطيني ، وحالة من اليأس من نتائج المفاوضات الطويلة الأمد مع حكام إسرائيل الذين يشعرون وكأنما يقدمون منة للشعب الفلسطيني بانسحابهم من غزة ، والتي لم ينسحبوا منها ويهدموا كل تلك المستعمرات العديدة لولا الضربات التي تعرضوا لها على أيدي القوى الاسلامية المتطرفة والمتمثلة بحماس والجهاد .
لقد كانت تلك المواقف الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة بلا حدود ، واستفزازها وإذلالها المستمر لمشاعر الشعب الفلسطيني ، والاعتقالات المستمرة دون محاكمة للآلاف من أبنائه ، كل هذه التصرفات الخرقاء هي التي مهدت السبيل لحدوث الانتفاضة الثانية ، والحرب التي شنها حكام إسرائيل على السلطة الفلسطينية ، وسحق قواتها الأمنية وتدمير مؤسساتها ، وإيصال الشعب الفلسطيني إلى حالة من اليأس هي مَنْ مَنحَ القوى الإسلامية هذه الشعبية الواسعة على حساب منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية المتمثلة برئيسها المناضل ياسر عرفات الذي قاد المنظمة خلال أربعين عاماً من الكفاح المرير من أجل تحرير الضفة الغربية وقطاع غزة ، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ، وتحقيق حياة كريمة للشعب الفلسطيني بعيداً عن الهيمنة الإسرائيلية .

ثانياً ـ حملة العداء التي شنها حكام إسرائيل على قيادة الرئيس ياسر عرفات حتى بعد أن تم وقف الانتفاضة والعودة للمفاوضات ، ورغم كل المؤتمرات واللقاءات بين قادة إسرائيل وعلى رأسهم شارون ، وبين الحكومة الفلسطينية والتي حضرتها قوى دولية متعددة فلم تفلح هذه المؤتمرات واللقاءات في زحزحة القيادة الإسرائيلية عن مواقفها العدائية تجاه الشعب الفلسطيني وقائده التاريخي ياسر عرفات الذي كان شارون حتى اللحظة الأخيرة من حياة عرفات يسعى للتخلص منه ، وأعرب مراراً عن ندمه لأنه لم يتخلص منه أثناء احتلال قواته للعاصمة اللبنانية بيروت عام 1982 والمجزرة التي ارتكبها بحق الفلسطينيين في مخيمات صبرا وشاتلا .
وحتى عندما كلف الرئيس ياسر عرفات السيد محمود عباس أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية ، ومهندس اتفاقية اوسلو ، والمقرب من الجانب الإسرائيلي بتشكيل الحكومة الفلسطينية ، فلم يشأ شارون أن يقدم أي شيئ لهذه الحكومة ما دام ياسر عرفات على رأس السلطة ، بل حاصرت قواته الرئيس عرفات في مقره الذي جرى تهديم معظم أجزائه وأبقته سجيناً فيما تبقى من ذلك المبنى ومنعت عنه الزيارات ، ومارس شارون مختلف الضغوط السياسية والاقتصادية على السلطة الفلسطينية ، وسعى لإضعافها وتهميشها، وبالتالي إلى إدامة معانات الشعب الفلسطيني ، وإيصاله إلى حالة اليأس من تغير أحواله في ظل السلطة الفلسطينية .

ثالثاً ـ رحيل الرئيس الفلسطيني والقائد التاريخي ياسر عرفات في ظل ظروف غامضة لا تخفى على المتتبعين للسياسة الإسرائيلية والأمريكية ، فكل الشكوك تدور حول حالة من التسمم البطيئ للرئيس عرفات رغبة في التخلص منه ، ولم يكُ من الصعوبة بمكان على الطب الفرنسي والطب العدلي التحقق من سبب الوفاة ، لكن الذي جرى هو ذهاب سر الوفاة مع جثمان عرفات إلى القبر، وأخلى الجو لتولي السيد محمود عباس ـ أبو مازن ـ قيادة السلطة الفلسطينية . لكن شارون رغم كل التطورات التي حدثت على الجانب الفلسطيني استمر على ممارسة سياسته تجاه الشعب الفلسطيني ، ولم يقدم الدعم اللازم للسلطة الفلسطينية بزعامة السيد محمود عباس ، واستمر في إضعاف سلطته والحيلولة دون إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية المختلفة .
لقد كان رحيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات تمثل الضربة القاضية لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي بدأت تتآكلها الخلافات والانقسامات ، وأخذت العناصر الشابة والثورية وقد تملكها الغضب واليأس من الإصلاح تطالب بموقع لها في تقرير سياسة منظمة التحرير الفلسطينية ، ووصلت الخلافات بينها وبين القيادة الفلسطينية إلى التقدم بقائمتين للانتخابات ، ووقوع صراعات عنيفة بين الجانبين ، واستخدام السلاح في احتلال مباني السلطة الفلسطينية .
ورغم المحاولات التي بذلت في الساعات الأخيرة لرأب الصدع في منظمة التحرير ، وتقديم قائمة واحدة للانتخابات ، إلا أن الأوان كان قد فات ، ولم تنفع تلك الإجراءات الترقيعية في سد تلك الهوة الواسعة بين القاعدة والقيادة ، وبذلك تم تمهيد الطريق أمام منظمة حماس المتطرفة لاكتساح انتخابات المجلس التشريعي ، وفوزها بأغلبية المقاعد التي تؤهلها بتشكيل الحكومة الجديدة بصورة منفردة .
لقد أخطأت القيادة التاريخية لمنظمة فتح في تمسكها بالقيادة ، وتجاهل الشبيبة الناهضة وعدم تطعيمها بالعناصر الكفوءة للمشاركة فيها وتدريبها وتدرجها وتأهيلها لقيادة المنظمة مستقبلاً ، فقد شاخت قيادة منظمة فتح دون أن تسعى إلى تحديث نفسها ، مما خلق بوناً شاسعاً بينها وبين الشبيبة الفتحاوية ، ومهد السبيل لتمردها على القيادة .
والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن المتتبعين للسياسة الإسرائيلية والأمريكية هو هل أن أمريكا وإسرائيل سعتا إلى حصول هذه النتيجة لوضع منظمة حماس التي ما زالت تحمل السلاح ،وتطلق الصواريخ على المدن الإسرائيلية وترسل السيارات المفخخة والانتحاريين الملتفين بالأحزمة الناسفة لتفجيرها في المدن الإسرائيلية ، وترفض الاعتراف بدولة إسرائيل ، والدعوة لتحرير كامل الأرض التاريخية لفلسطين وجهاً لوجه أمامهما لإجبارها على الركوع أمام المطالب الإسرائيلية ؟
أم أنهما تراهما قد أخطأ الحسابات ووقعا في ورطة تهيئة الظروف لنجاح حماس في اكتساح مقاعد المجلس التشريعي والاستعداد لتشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة ؟
أغلب الظن أن ما جرى مخطط له بدقة وعناية ، فليس حكام الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وإسرائيل على هذه الدرجة من السذاجة والجهل لكي يوصلوا منظمة التحرير وسلطتها إلى هذه النهاية المأساوية ، ويدعوا منظمة حماس التي يعتبرونها إرهابية لتولي مقاليد السلطة في فلسطين ، ولاسيما وأن منظمة التحرير قد رفضت أي محاولة من جانب حماس للمشاركة في السلطة وحسننا فعلتْ ، وهو قرار يمثل عين الصواب ، فليس من المعقول أن تتحمل منظمة التحرير مسؤولية سياسة حماس وتوجهاتها المتناقضة معها ، وباتت منظمة حماس وجهاً لوجه أمام إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين ، فإما الإذعان للمطالب الإسرائيلية ، والكف عن حمل السلاح ، والاعتراف بوجود إسرائيل، والقبول بالحلول الإسرائيلية المبتورة ، وإما قيادة الشعب الفلسطيني نحو مهالك الحرب والخراب والدمار ، وانهيار ما تبقى من البنية الاقتصادية والاجتماعية ، وما يترتب على ذلك من جوع وفقر وحرمان ، فقد أعلنت الولايات المتحدة والدول الغربية المانحة للمساعدات للسلطة الفلسطينية عن وقفها لكافة المساعدات إذا لم تذعن منظمة حماس للشروط الإسرائيلية والغربية ، وعند ذلك ستحل الكارثة الكبرى بالشعب الفلسطيني ـ لا سمح الله ـ على أيدي المتطرفين من كلا الجانبين حماس وإسرائيل .
أخيراً بقي أن أتوجه بالأسئلة التالية لقيادة منظمة حماس :
1 ـ ما هو مصير ميلشياتها بعد استلام السلطة ؟
2 ـ هل سيتم دمج ميلشياتها مع قوات السلطة التابعة لمنظمة التحرير ؟
3 ـ هل ستستخدم حماس قوات السلطة رأس رمح في صراعها مع إسرائيل؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام القادمة من الأحداث .



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التأخر الدراسي وسبل معالجته
- مخاطر الأزمة العراقية الراهنة والسبيل للخروج من المحنة
- إيران واللعبة الخطرة
- البعثيون والزرقاويون يوغلون في الجريمة
- أطلقوا سراح الكاتب الدكتور كمال سيد قادر
- الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لأنقاذ العراق ،ونزع فتيل الح ...
- مقاومة أم إرهاب ؟
- مَن سيفوز في الانتخابات ؟
- خاب أمل الشعب بأسلوب محاكمة طاغية العصر وزبانيته
- مبروك لمنبر الحوار المتمدن عيده الرابع
- الانتخابات العراقية المرتقبة وخيارات الشعب
- الإرهاب واحد سنياً كالن أم شيعياً ولا حل لأزمة العراق غير ال ...
- المشاكل والاضطرابات الشخصية التي تجابه أبناءنا
- حارث الضاري ومؤتمر الوفاق
- مقترحات من أجل قانون دولي لمكافحة الإرهاب
- الأشقاء العرب وجرائم الإرهابيين في العراق والأردن
- َمنْ يقود النشاط الإرهابي في العراق البعثيون أم الزرقاوي ؟
- هل الولايات المتحدة جادة في محاكمة جلاد الشعب العرقي صدام حس ...
- الشعب العراقي وعمرو موسى والجامعة العربية
- مستقبل الديمقراطية والإصلاح في العالم العربي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - حامد الحمداني - حماس وجهاً لوجه مع إسرائيل والولايات المتحدة وحلفائها الغربيين