أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادورد ميرزا - بين الشيطان والمؤمن خيط عنكبوت














المزيد.....

بين الشيطان والمؤمن خيط عنكبوت


ادورد ميرزا

الحوار المتمدن-العدد: 1445 - 2006 / 1 / 29 - 12:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عادة في البيوت الآمنة الخيرة عندما تهاجمها ازمة معينة يقال عنها ان الشيطان قد دخلها وهو المسبب لها , فقد كان لي صديقا تعرفت عليه في بغداد عندما بدأت هجرة ألاف الأسر الطيبة من الجنوب الى بغداد وسكنت في منطقة الشاكرية في الكرخ ثم تكرم الزعيم الأوحد المرحوم عبد الكريم قاسم بمنحهم قطع اراضي في منطقة سميت مدينة الثورة , فانتقلوا اليها فيما بعد ! , ولا زال هذا الصديق وفيا ومخلصا لأستمرار صداقتنا حتى هذه اللحظة , ولا اريد ان اصفه وصفا مذهبيا لأننا لم نكن نتداول هذه التسميات في علاقاتنا منذ التقينا قبل اربعين سنة , وقد طلب مني ان اكتب شيئا عن ما كانت والدتي تذكرنا به دائما وتنبهنا لمخاطره !
فوالدتي احيانا كانت تمزح معنا فتقول بلهجة عراقية عامية { يا رب بس لا يدخل الشيطان بينكم ويفرقكم } , لأن صديقي فاضل كان في اغلب اوقاته منشغلا بالأمور الدينية وكان كثير الحديث والتعبد , اما انا فكانت اهتماماتي دراسية علمية الى جانب هواية الرسم والموسيقى .. وهذه حادثة اذكرها بامانة , ولا ابغي من خلالها الاّ إرضاء لرغبة اخي العزيز فاضل اولا وهي فرصة للتنبيه عن مخاطرها ثانية , فذات مرة وصديقي الرائع فاضل كان معي في البيت .. , خاطبتنا والدتي بعد ان اكملنا الغذاء سوية .. فقالت .. وبلهجة عراقية { ..والله اخاف يجي يوم ويدخل الشيطان بيناتكم ويفرقكم } , واعتقد كما إعتقد صديقي بانها كانت تشير الى كثير من الخطورة في احاديث فاضل الذي كان يشغل معظم وقته بالأمور الدينية المذهبية تاركا اهتمامه بمستقبله ومستقبل اسرته , ... وضحكت مع والدتي في حينها .. فسألتها... كيف يا ماما هل معقول ان الشيطان يستطيع ان يفرق بيني وبين فاضل ؟ .. طيب يا ماما وانت وين تكونين اذا هاجمنا الشيطان .. فابتسمت رحمها الله ثم قالت ..{ اذا ما أخذ ربك امانته وكتها فسأكون وياكم وأحميكم ..واذا لا.. فاكيد ساكون في رعاية ورحمة ربنا } ... وكأنها كانت تعلم بان الشيطان قادم وسيدخل بيوتنا الأمنة وسيفرق بيننا .. رحمها الله ! لقد ارادت ان تشعرنا بان زمننا آنذاك كان زمن خير وأمان لأن العراق في تلك الفترة اي سنة 1975 كان آمنا وكانت علاقات العراقيين فيما بينهم بخير وازدهار ولا توجد اي نزعات طائفية ظاهرة اوغيرها من الأزمات , وكل الأمور كانت سائرة على ما يرام ..؟ فبالرغم من ان نظام صدام كان نظام الحكم الشمولي المستبد الذي لا يسمح للرأي الآخر بالظهور على المسرح السياسي , الاّ ان ذلك الزمن كان بالنسبة للغالبية من العراقيين آمنا ومستقرا ومزدهرا , لكن غالبية العراقيين ووالدتي رحمها الله معهم لم يكن يهمهم مواضيع واضطرابات ودعوات الأحزاب المعارضة للنظام البعثي العلماني الذي كان يقوده الدكتاتور صدام حسين ولذلك كانت تتوقع بان علاقتنا انا وفاضل ستستمر وتزدهر اعتقادا منها ... بان زمن صدام لم يكن داعيا للفتنة والكراهية بين العراقيين من خلال تقسيم الشعب على اساس ديني او طائفي , انما كانت تقصد اذا تغير زمن صدام فان الشيطان كما كانت تسميه والذي سيحكم العراق بعد زمن صدام سيفرقنا وستعم الفوضى والأقتتال والحقد بين المذاهب المسلمة وقد تتأثر بذلك مذاهب الديانات الأخرى , ... هكذا كان تفكيرها البسيط رحمها الله ؟ واليوم فقد استذكرها اخي فاضل وفي اتصال هاتفي معي قال لي .. أتذْكُر قول الوالدة قبل اربعين سنة .. ؟ قلت نعم يا اخي فاضل .. فقد تحقق خيال والدتي حيث الأقتتال والحقد والثأر يعيشه العراقيون كل يوم , نعم لقد انتشرت ظاهرة التقسيم المذهبي وبات العراقيون يتعرفون على الأخرين من خلال مذاهبهم , وانتشر التبختر المذهبي في الشارع بعد ان كان التكريتيون مسيطرون عليه في تعاملاتهم في زمن صدام ! , نعم لقد قسمت الوزارات والأراضي والمحافظات .. الخ الى مذاهب .. والله يستر من القادم ! .. واليوم وانا اترحم على روح والدتي وموتاكم وشهدائكم وجرحاكم واتمنى لهم الشفاء .. فاقول....لقد رحل زمن صدام الى غير رجعة ولكن ..لم يكن نصيب العراقيين من بعده الاّ العذاب والمآسي والدمار والخراب .. نعم فقد ولى زمن صدام وحكومته واقاربه وعشيرته والمستفيدين من حكمه واستبشر العراقيون بقدوم الشرفاء حيث البعض منهم عاش في الغرب الديمقراطي وهم أصحاب العلوم والشهادات والمنطق والخبرة كلهم من أحباب الوطن الذين تشتتوا في بلاد المهجر وهم الأبطال الذين تبعثروا وتألموا أعني { المعارضة } حيث تشردوا وبكوا على العراق وصرخوا باعلى صوتهم ايها العراقيين ..الله اكبر ولا اله الا الله والحمد لله لقد انتصرنا { أي هُمْ } وتحقق حلمنا في حكم العراق نعم سنبني الديمقراطية في الوزارات والجامعات والمستشفيات وسنغلق السجون والمعتقلات وسوف نقضي على الطائفية والعشائرية , سنشيع حرية الرأي والأعتقاد سنجعل المذهبية قبرا للحاقدين , سنبني الجوامع والكنائس ودور الأيتام وسنقيم العدل في حقوق التعيين والعمل سنعمر الوطن وسوف نقطع ايادي سارقي اموال الشعب واخيرا سنقف بحزم ضد تقسيم العراق وسنطرد المحتل الأجنبي , وسوف نحرق الشياطين وكتبهم وافكارهم المتخلفة الأرهابية , وسوف نسعى لمشاركة كل العراقيين في ادارة شؤون الوطن .. وسنحمي حقوق المرأة والطفل و كبار السن , وسنقيم قانون حماية الحيوان , ايها العراقيون شعارنا الدين لله والوطن للجميع.......الخ .
هذا هو البرنامج الذي وعدوا العراقيين به لتأسيس العراق الجديد .. فانتظروا ايها العراقيون !!!
في الختام أخي فاضل تحية لك ولأسرتك وقد اوفيت بعهدي معك ..وصدقتَ ..لم يبقى في العراق حياة لقد رحلت الطيبة وذبحت القيم وتغيرت الأحوال , وصدقتَ في قولك ايضا ... { لا مكان للشيطان بين اقرانه } .



#ادورد_ميرزا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاور الشر ... حسب القاعدة الأمريكية
- أحزاب منشغلة في التسميات.... وأحزاب تزداد قوة في التوحد
- شعب العراق وعدوهُ بالديمقراطية فتفاجأ بالرجعية
- العراق .. والقيادة .. والأحزاب المسيحية
- فضائية عشتار العراقية .. وبعيدا عن السياسة
- مسيحيوا العراق اقلية .. بجذور وطنية عميقة
- محاكمة صدام ودورها التثقيفي المدمر
- ازدهار شعب { النهرين وطني } ... تحت رحمة الأرقام
- هل الأقليات القومية والدينية في الوطن العربي في خطر
- الفضائية الأشورية تحذر
- كتّابنا أحييكم...... ورفقاً بجماعتنا فشاغلهم الأن ليس سلامة ...
- مسيحيوا العراق متى سيدفعون الجزية


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ادورد ميرزا - بين الشيطان والمؤمن خيط عنكبوت