أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم السعيدي - الإيمان والعقل - 2














المزيد.....

الإيمان والعقل - 2


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 5522 - 2017 / 5 / 16 - 00:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال أوشو في مقابلة صحفية : هل يمكن أن أؤمن بالشمس؟ هل يمكن أن أؤمن بالقمر؟ هل يمكن أن أؤمن بالزهور؟ بالطبع لايمكن ذلك، هذه الأشياء معروفة لدي، وليس من المعقول أن نؤمن بما نعرف على نحو اليقين (المادي). "وكلمة المادي هذه مني"[إنتهى الإقتباس]. فالفارق كبير بين المعرفة والإيمان.
الإيمان هو عبور ذهني من مستوى الواقع الى مستوى الغيب الذي لايُعرف كنهه ولا ماهيته ولا حقيقة وجوده، وإنشاء ذلك الجسر الذهني للتواصل بين منطق الواقع وآمال الغيب هو الإيمان. الواقع عالم العقل والمنطق وقياس كل شيء فيه، والغيب عالم الأمل والأمنيات والرغبات والخيال والإطلاق.
إن التواصل بين هذين العالمين المتناقضين يفسِّر تنوع متبنيات النفس الإنسانية، كما إنه يُرضي ذلك التنوع ويلبي إحتياجاته، ولعل المائز الأكبر بين الإنسان وبقية الكائنات هي تلك المَلَكة العظيمة ملكة الوعي التي تتشعب الى تنوع هائل يذهب الى أقصى اليمين نحو العقل والمنطق وأقصى الشمال نحو الأمل والخيال والطموح.
فعملية المزاوجة بين الإيمان والعقل هي كمحاولة إجبار خطين متوازيين على الإلتقاء، وربما قال قائل بإن ذلك الإلتقاء يحدث فعلاً عند الأفق، لكن هذه هي النظرة القاصرة للأمر، فلو وضعت مثابة رمزية عند نقطة الإلتقاء هذه، كجبل أو شجرة، مشيت نحو الأفق واقتربت كثيراً من المثابة وأعدت النظر الى الخطين المتوازيين لوجدتهما ما زالا متوازيين، ولم يلتقيا مطلقاً الا في خيال الناظر بسبب قصور النظر. وسنحاول مقاربة تلك المناطق عند مثابات عقلية لنتحرى نقاط الإلتقاء أهي موجودة فعلاً أم إنه النظر الحالم هو الذي يجعل الأشياء تبدو على غير حقيقتها!

علم الكلام، صفات الذات وصفات الأفعال
مبحث الصفات عند الكلاميين هو مقاربة عقلية لفهم الإله فالصفة هي تقريب لفظي للذهن عن صورة الموصوف، ومبحث الصفات الذي أطنب في الغوص بوضع أُطُر (تقنين) شكل الذات الإلهية وأفعالها في الواقع لم يقم بتوصيف فعلي للذات والصفات بقدر ما وضع قواعد عقلية يمكن من خلالها تسطير ما يجوز وما لايجوز، ما يجب وما لايجب، ما يمكن وما لا يمكن للإله أن يكون عليه أو أن يقوم بفعله، بالحقيقة ما قام به علماء الكلام كان التصالح على نوع من الوصاية على الإله (المفترض) فالإله الحقيقي لايمكن لحد أن يفرض عليه ما يفعل وما لايفعل، يحضرني الآن مثال بسيط على الخلل الكبير الذي من خلاله وقع فيه الكلاميون والفلاسفة المسلمون حين أجازوا لأنفسهم أن يحكموا على الله كيف يتصرف، لقد إنتبه الى هذه النقطة الفيلسوف الإسلامي الكبير السيد محمد باقر الصدر، في تقريراته لأصول الفقه، ففي الوقت الذي قرر الأصوليون قاعدة قبح العقاب بلا بيان ذهب هو الى إطلاق حق الطاعة للإله على عباده (راجع دروس في علم الأصول)، فللإله الخالق أن يتصف بما يشاء هو لا أن يشاء الفلاسفة، ويمكنني أن أتفهم إعتراض الكثيرين على هذه النقطة، لكن هذا هو معنى الإيمان بالله وبالغيب، فالطقس العبادي والمفهوم الروحي لم ولا ولن يخضع الى قواعد رياضية عقلية تشبه الجمع والطرح، الضرب والقسمة، والا فستتحول روحانية الدين الى محامين وقضاة، شرطة وسجانين، ولو ألقيت نظرة بسيطة الى التفريعات الفقهية وأساليب معالجة الفقهاء لتلك التفريعات لوجدت إن الفقه بات بعيداً على الدين والروحانيات، إنه أقرب الى مدرسة متخصصة بالرياضيات (مع فارق التشبيه) والترف الفكري الرياضي الذي يقارب كل الإحتمالات ويعالجها بالفرضيات والتقريبات للوصول الى نتائج، نظرة بسيطة الى أصول الفقه تبعث بك الى أبعد نقطة عن الروحانيات والدين لتضعك في وسط لجَّة بحر متلاطم الأمواج من القواعد المنطقية والأصولية والفلسفية ما ينسيك حتى (طعم ولذة صلاتك) .. وأنا أتكلم عن معاناة في هذه النقطة، بالضبط تشبه الفترة التي درست فيها إفتتاحيات كاسباروف وأليخين وبوبي فيشر وكاربوف وتفريعاتم في الشطرنج .. أصول الفقه والفقه أكثر قرباً من الشطرنج منه الى الأديان... وللحديث بقية





#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحجة الكبرى في عقلنة الإيمان – واجب الوجود
- التطرف الضرورة
- خطيئة سوريا والسعودية في دعم الإرهاب .. ودهاء قطر وإيران
- النائب هادي العامري ممثلاً عن الشعب العراقي
- طفولة الموت – قصة قصيرة
- أخلاق الحاكمين .. يا سيد علي الشلاه
- زعفران - قصة قصيرة
- مقاولات بيت حطيحط
- العلمانية .. الملاذ الأخير للعراق
- وماذا بعد حارث الضاري؟ يا رئيس الوزراء؟
- حكومة برئاسة الخاسر الأول ... كيف أداؤها؟؟
- طوى - قصة قصيرة
- يمينان .. ولا يسار في المشهد العراقي
- أردوغان ، PKK واللسان الذرب
- الساعة الحادية عشر – قصة قصيرة*
- عواطف السلمان - قصة قصيرة
- عواطف السلمان
- إحتضار في حضرة الوطن
- دومينو السياسة
- غوصٌ في بؤبؤ


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - باسم السعيدي - الإيمان والعقل - 2