أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجح شاهين - السيف والنار في فتح السودان















المزيد.....

السيف والنار في فتح السودان


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 403 - 2003 / 2 / 20 - 02:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 


رام الله – فلسطين المحتلة

منذ زمن لا أستطيع أن أتذكره قرأت كتاباً بالعنوان الذي تحمله هذه المقالة. وليس بإمكاني الآن تذكر اسم المؤلف. لكنه ينتهي بباشا أو شيء من هذا القبيل. وفي كتابه _الذي قد يكون فقد من الأسواق_ ينوه الكاتب المصري بجهود مولاه الخديوي في إعداد العدة لغزو السودان والسيطرة عليه بكافة الوسائل التي اشتملت فيما اشتملت: الحرب باستعمال الأسلحة النارية التي كانت قد انتشرت بما فيه الكفاية في القرن التاسع عشر، وكذلك استعمال ما تبقى من فنون السيوف والفروسية، ناهيك عن الخديعة والحيلة وأساليب الاستخبارات والرشاوى وكل ما إليه.

الأمر الوحيد الذي لم أفهمه عند قراءتي الكتاب _ وذلك لصغر سني من بين أمور أخرى_ هو ما الذي كان يفعله الإنجليز في مصر والسودان. والواقع أن الكاتب في خضم مناقشته لما جرى يستخدم دائماً صيغ من نوع الجيش الأنجلومصري_ وهو ما يذكر من بعيد بالأنجلو ساكسون المعاصرين وتحالفهم الوثيق على جانبي الأطلسي_ أو قوات التحالف المصري البريطاني. وقد فشلت طبعاً أثناء قراءتي الكتاب بسبب من براعة الكاتب في تقديم الحرب على أنها حرب مصرية في الأساس، والدور الإنجليزي فيها دور المؤازرة ضد شياطين السودان الذين أزعجوا مصر والدنيا بطريقة تذكر بفعلة القرصان الذي أمسك به الاسكندر وهو يتجرأ على إزعاج البحر والمعمورة بسفينته الفقيرة، فشلت في ملاحظة الدور الإنجليزي على وجه الدقة. الحقيقة أنني لم أتنبه مطلقاً لوجود الإنجليز في مصر أو أنهم كانوا يلحقون السودان بمصر ليصبح الملحق والملحق به جميعاً من ملحقات وممتلكات التاج الأعظم. ذلك زمن قضى وانقضى فيما يخص مصر والسودان. أما السيف والنار فإنها ما قضت وما انقضت وتعود لتقوم بدورها المتكرر في الزمن العربي الدائري الذي ينتقل من البداوة إلى الحضارة ثم البداوة ثم الحضارة هكذا إلى ما لانهاية، كما كان قد لاحظ جدنا عبد الرحمن بن خالد _ الشهير بابن خلدون_ في مقدمته المعروفة.

جاء الدور في الزمن العربي الدائر على نفسه على بغداد التي تعرضت منذ بنائها على يد أبي جعفر المنصور لعشرات الويلات التي يقف على رأسها اجتياحها من قبل هولاكو الأصلي قبل ما يزيد على سبعة قرون، ونهبها وتخريبها بعد أن كانت عاصمة الدنيا ترفاً وحضارة وحياة، وبلغ عدد نفوسها ما يربو على المليون. جاء دور هولاكو القادم هذه المرة من الغرب ليعيد على بغداد الكرة في دورة العود الأبدي. ومرة أخرى سيستخدم السيف والنار لكن هذه المرة ليس من اجل قهر السودان وإنما لقهر السمران الذين يقفون اليوم وقفة وحيدة تذكر بموقف السودان من بريطانيا وسط تعاون مصر الخديوي المريب. ما الذي تغير في زمن العود الأبدي العربي؟ ها هو جحيم النار الأنجلوسكسوني ذاته مع أنه هذه المرة تحت قيادة جناحه الشاب في القارة الأمريكية. وهاهو السيف العربي يلمع من وراء عباءة مولانا صاحب الجلالة، وصاحب الفخامة، ويشحذه في صمت داعياً الجميع إلى إغماض عيونهم لكي ينجوا بجلودهم من نيران الحريق التي ستأكل كل يابس وأخضر، عندما تشعل واشنطون الشرارة الأولى بعد أن دقت طبول الحرب وسط قوم صموا آذانهم فأصبحوا بآذان لا يسمعون بها، ورؤوس لا تفكر في مستقبلها، وعيون لا تبصر حشداً يكفي لمحاربة الكتلة السوفييتية السابقة جميعها. لكننا لا نرغب المشاهدة ولا الإبصار، إنها حالة استكانة وسط رغبة الخديوي في توسيع ممتلكاته. لكن هل صحيح أن مولاي الملك، السلطان، والأمير يمتلك من الأوهام ما كان يستطيع أن يدعيه مولاي الخديوي؟ لاشك أن موقف مولاي الخديوي كان أكثر قوة على الرغم من وجود مصر رسمياً تحت الحماية أما أمراء النفط فإنهم تحت الاحتلال، وإن ادعى الإعلام المعولم أنهم دول مستقلة.
 
في الحرب على العراق سوف يستغل كل شيء ممكن. ولم لا، فالحرب تسوغ كل شيء كما علم معلم الثقافة الغربية العظيم ميكافيلي. ولهذا فإن تلامذته في بريطانيا العجوز قد أحضروا رسالة جامعية؛ بحثاً أكاديميا كتب منذ عشر سنوات وقدموه دون أن يجروا عليه أية تعديلات بوصفه معلومات استخبارية جمعتها المخابرات العظيمة في لندن. وقد أثنى زعيم البيت الأبيض والعالم عليه مبيناً أنه في الواقع نموذج يحتذى في الدقة العلمية والقدرة الفائقة على التجسس الذكي.

يصطف العرب أبرياء مسالمين وهادئين كما هم دائماً. ويتصرفون بالضبط _كما قال أريك رولو الصحفي الفرنسي المعروف_ وكأن الحرب ستقع في كوكب آخر. كأن الأمر لا يعنينا من قريب أو بعيد. وبسبب ذلك فإن أحدا لا يستطيع أن يستبعد وقوع الحرب عندما تقرر الإدارة، الكلية الإرادة والقدرة، ساعة انطلاقها المباركة. قال رولو بالحرف الواحد وبعربية يحسده عليها بعض الملوك والزعماء العرب: أعني بعربية واضحة فصيحة على الرغم من استخدامها " الجيم " المصرية" الأشبه بالأصل الكنعاني:" لو كان العرب واقفين لفعلنا في فرنسا أكثر مما نفعل الآن لمنع الحرب. لكن نحن نخسر في صراع منفرد مع الولايات المتحدة بينما يغيب العرب عن مولدهم. فماذا نفعل؟" العرب منبطحون كما قال رولو وأكثر. ونحن نفكر بدورنا ماذا نفعل. نفكر في أسباب غياب الجماهير عن دورها ونفكر أيضاً في سبب غياب حركة التحرر العربية عن دورها مع أن الذي يجري يؤثر على الأندلس مثلما يؤثر على حلب وبغداد.

يرد العرب بطرقهم المختلفة. وتماماً كما حصل في الحرب الأولى " لتحرير الكويت" تم امتطاء القضية الفلسطينية برضا أصحابها الشرعيين وتوظيفها في المعركة ضد العراق. وهاهم اليوم يتحدثون عن التهدئة والمفاوضات. وتجري اتصالات بين داعية السلام المعروف أرئيل شارون ورموز من قيادات فلسطينية لا تمل ولا تكل من العمل من أجل الحب والسلام مع أي عاشق يقترح موعداً للحب مهما كانت نواياه العاطفية الحقيقية سافلة وبعيدة عن معاني الحب الحقة. إنهم يقدمون للولايات المتحدة كل التسهيلات التي تمكنها من استخدام الحديد والنار والخديعة ممزوجة كلها بنفط العرب بالذات من أجل إحراق العراق.

****

كنعان



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول تأسيس المجتمع مدني
- المجتمع المدني والديمقراطية
- حول الكل الاجتماعي
- المجتمع المدني بين النظرية والممارسة - نموذج: فلسطين
- إما عالم نظيف أو عالم مسلح
- يدقون طبول الحرب، فنرفع رايات الإقليمية
- هل ينقلب سحر الأنكل سام عليه؟
- حرية الفكر والتعبير
- ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة- 2
- ليس العرب أمة، إنهم مشروع أمة -1
- رحلة العذاب عبر الجسور
- عيد بلا فارس ولا جواد
- فنتازيا الدولة السيادية منزوعة السلاح
- إنه زمن عالمية المقاومة
- هل نتجه نحو البربرية الشاملة؟ قراءة تاريخية للأزمة الكونية ا ...


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - ناجح شاهين - السيف والنار في فتح السودان